أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- ما يجري أكثر من تطبيع














المزيد.....

بدون مؤاخذة- ما يجري أكثر من تطبيع


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6549 - 2020 / 4 / 28 - 17:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من حسن حظّي أن لا وقت ولا رغبة لديّ لمشاهدة الأفلام والمسلسلات التّلفزيونيّة، ومن نكد الحياة عليّ أنّني قرأت مقالات لكتّاب فلسطينيين وعرب، يستنكرون فيها بثّ مسلسلات خليجيّة تدعو إلى التّطبيع مع الاحتلال. ومع شكري لمن كتبوا إلا أنّني لم أستغرب بثّ هكذا مسلسلات، تماما مثلما لم أستغرب بثّ حلقات تلفزيونيّة مثل"رامز مجنون رسمي" و"خلّي بالك من فيفي". فكلتا الحالتين تعني السّقوط الفنّي والأخلاقي والإبداعي.
ولا يمكن تبرير هذا السّقوط، تماما مثلما لا يمكن الدّفاع عمّن يشاركون فيه، فقد اختاروا سقوطهم بأيديهم وباعوا أنفسهم بثمن بخس.
وفي هذا المجال عاد إلى ذاكرتي الكثير من المعتقدات والأحداث، فإذا كان إخوتنا الشّيعة يؤمنون بعصمة الإمام الوليّ الفقيه، وهذا ليس اتّهاما لمعتقداتهم، فقد جاء في كتاب "الدولة الإسلاميّة للمرحوم الإمام الخمينيّ" أن الإمام عند الشّيعة يبلغ عند الله مرتبة لم يبلغها نبيّ مرسل"! فإنّ "علماء السّنّة" يعتبرون وليّ الأمر "الحاكم"ظلّ الله وخليفته في أرضه"، ويدعون له بطول العمر على منابر المساجد، وبعضهم كالسّلفيّين لا يجيزون الخروج عن طاعته مهما طغى وتجبّر. وحسب معلوماتنا المتواضعة فإنّ الولّي الفقيه لم يبع شعبه ووطنه، لكنّ "خلفاء الله في الأرض" ارتكبوا الموبقات التي تزيد على السّبع الموبقات المعروفة. ومن المحزن أنّ من سوّقوا الموبقات واعتبروها إيمانا يقود إلى الجنّة هم مثقّفون "وعلماء دين"، باعوا أنفسهم للشّيطان.
ولم أتفاجأ بمسلسلات التّطبيع التي وبصدق متناهٍ لم أشاهد أيّ حلقة كاملة منها، لأنّ التّردّي العربيّ الرّسميّ قاد إلى ما هو أبعد من التّطبيع الثّقافي، مثل اللقاءات وتبادل الوفود والزّيارات لشخصيّات رسميّة، وفتح مكاتب تجاريّة، وتعدّاها إلى التّنسيق الأمني والعسكريّ.
وبما أنّنا ورثة ثقافة" النّاس على دين ملوكهم" فالفنّانون والمثقّفون والصّحفيّون وغيرهم ليسوا استثناء إلا من رحم ربّي، وكلّ ما يجري لا يدخل في باب حرّيّة الرّأي، ولا يجري دون إيعاز من "أولي الأمر". ولنتذكّر أنّ شعراء وكتّاب و"علماء" قد لاقوا حتفهم أو زُجّ بهم في السّجون لسنوات طويلة؛ لأنّهم انتقدوا أحد "طويلي العمر" بقصيدة أو مقالة أو خطبة.
وليس خافيا على من له عقل أنّ الحركة الصّهيونيّة وحليفتها أمريكا المتصهينة لم تكتف بطاحونة الإعلام الهائلة التي تملكها وتسيطر عليها، فلجأت إلى تأسيس فضائيّات عربيّة خدمة لأهدافها، وكانت البداية بفضائيّة الجزيرة، كي تدخل الرواية الصّهيونيّة والأمريكيّة كلّ بيت عربيّ. وصاحب ذلك تأسيس حوالي مائتي فضائيّة عربيّة لبثّ الخرافة والخزعبلات وثقافة الهبل لإبعاد النّاس عن قضاياهم المصيريّة. وهذا يدخل في نطاق ما طرحه بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكيّ في سبعينات القرن العشرين عندما قال:" يجب إعادة تثقيف شعوب الشّرق الأوسط."، ولا يغيبنّ عن بال أحد أنّ هكذا مسلسلات وما رافقها ولا يزال من مقالات صحفيّة وتغريدات إلا تمهيد لتهيئة الشّعوب العربيّة؛ كي توافق أو تسكت على تطبيق ما يسمّى"صفقة القرن" لتصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ التّوسّعي، ولتطبيق المشروع الأمريكي" الشّرق الأوسط الجديد" لإعادة تقسيم المنطقة لدويلات طائفيّة متنحرة، ولتسيطر اسرائيل على المشرق العربيّ كاملا. وسيكون أوّل الضحايا فلسطين والأردنّ.
ويمتدّ نفوذها إلى إفريقيا بدءا من شمالها.
26-4-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- الحكومة الإسرائيلية العتيدة
- بدون مؤاخذة- كورونا تكشف المستور
- بدون مؤاخذة- أنا وزمن الكورونا
- بدون مؤاخذة-كورونا والغيبيات
- بدون مؤاخذة-نبوءة فلاح بسيط
- بدون مؤاخذة-امتحان كورونا
- بدون مؤاخذة-المسنّون محكومون بالموت
- بدون مؤاخذة- بيت لحم عظيمة بشعبها وبتاريخها
- بدون مؤاخذة- بين الوقاية والهلع
- بدون مؤاخذة- بين الواقع والتّنظير
- بدون مؤاخذة-العمى الثقافي في فلسطين
- نتائج الإنتخابات الإسرائيلية ليس مفاجئا
- ندوة اليوم السابع تدخل عامها الثلاثين
- بدون مؤاخذة- عندما نرى الجهل علما
- رواية -وجه آخر-لبدرية الرجبي والخيال الجامح
- بدون مؤاخذة- جاهليتنا المستمرّة
- بدون مؤاخذة- العرب لن يتعاطوا مع صفعة القرن
- بدون مؤاخذة- عندما يعيد التاريخ نفسه
- بدون مؤاخذة-ماكو عرب
- بدون مؤاخذة-صفقة نتنياهو


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- ما يجري أكثر من تطبيع