أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيصل الدابي - الكمامة ما زالت تحتل وجهي !!















المزيد.....

الكمامة ما زالت تحتل وجهي !!


فيصل الدابي

الحوار المتمدن-العدد: 6548 - 2020 / 4 / 27 - 15:55
المحور: كتابات ساخرة
    


الكمامة ما زالت تحتل وجهي!!
قالت فهيمة لزوجها فهيم: هل سمعت بالقانون الجديد المنشور في الجرائد والمعلن والمذاع على كافة شاشات التلفزة؟! هل سمعت بقانون الكمامة؟! رد فهيم بدهشة مركبة وبعدم فهم مكون من عشرة طوابق: لا أفهم ما تقولين، لا شك أنك تمزحين ؟! لا يُمكن اصدار قانون من هذا القبيل!
ردت فهيمة: حليلك يا نائم على حيلك، اعتباراً من اليوم، ممنوع الخروج من المنزل إلى أي مكان عام بدون ارتداء كمامة وعلى المخالف دفع غرامة مالية أو السجن في حال عدم دفع الغرامة! هل هذا مفهوم يا فهيم؟!
عقب فهيم بعناد شديد: لا غير مفهوم طبعاً وغير قابل للفهم، لن أصدق ما تقولين حتى أرى بعيوني وأسمع بأذني هاتين! وجر فهيم أذنيه الى خارج رأسه باصابعه على سبيل تأكيد عناده باللغة الجسدية الفصحى!
طنطن فهيم ثم قال بعناده المعهود: لقد قرأت في مكان ما أن منظمة الصحة العالمية قالت إنه لا يجب على الأصحاء ارتداء الكمامة وأن ارتداء الكمامة يجب فقط على المصاب بالكورونا حتى لا ينقل العدوى للآخرين وعلى الطبيب الذي يقوم برعاية المصاب بالكورونا حتى لا تنتقل العدوى للطبيب علماً بأن المصادر الطبية المعتمدة تؤكد أن الكمامة العادية الخفيفة الرخيصة التي يرتديها الناس العاديين تمنح مرتديها احساساً بالأمان الزائف لأنها لا تحمي مرتديها من العدوى الفيروسية الكورونية الحادة بخلاف الكمامة الطبية N95 الغالية الثمن فهي التي تستطيع حماية الأطباء والممرضين من العدوى الفيروسية الكورونية الحادة لأنها تحتوي على فلاتر ومرشحات، ثم ألم تسمعي بأن الرئيس الأمريكي ترامب بجلالة قدره رفض ارتداء الكمامة رفضاً باتاً وأكد أن ارتداء الكمامة أمر اختياري وليس الزامي وقال لا اتخيل نفسي وأنا أرحب برؤساء الحكومات والطغاة والملوك والملكات في البيت الأبيض وأنا أرتدي كمامة! أنا أيضاً لا أتخيل نفسي مرتدياً كمامة لأنني ارتدي سلفاً نظارات طبية وسماعات طبية فكيف ارتدي كمامة هل وجهي سوف يصبح وجهي أم منطقة صناعية؟!

ضحكت فهيمة وردت قائلة: يبدو أن معلوماتك بايتة وقديمة، فمنظمة الصحة العالمية غيرت رأيها ودعت الجميع، أصحاء ومرضى كورونيين أطباء وممرضين، لارتداء الكمامات والرئيس الأمريكي ترامب نفسه غير رأيه أيضاً ودعا جميع الامريكيين لارتداء الكمامات على سبيل الوقاية وهناك ولايات أمريكية تعتبر عدم ارتداء الكمامة جريمة يعاقب عليها القانون الجنائي بالغرامة أو السجن، الآن معظم البشر في معظم بلاد العالم صاروا يرتدون الكمامات بل أن هناك أزمة كمامية عالمية بدليل أن المانيا وفرنسا اتهمتا الولايات المتحدة الامريكية بسرقة شحنات كمامات كان من المفترض أن تحصل عليها الدولتان من الصين! وطبعاً ليس من المفهوم أن تكون الصين هي ناشرة وباء كورونا وصانعة كمامات مكافحة كورونا!! وليس من المفهوم أيضاً أن تتصارع الدول الغربية العظمى لا على الذهب الأسود أو الأصفر بل على كمامات قماش زرقاء وبيضاء!! بل أن غلاء اسعار الكمامات ودخول الكمامات للأسواق السوداء العالمية وتحولها الى سلعة استراتيجية عالمية تتنافس عليها الدول الغنية دفع بعض البشر الفقراء لارتداء أغرب أنواع الكمامات فارتدى البعض كمامات مصنوعة من الخضروات مثل كمامة الملفوف وارتدى البعض كمامات بلاستيكية مثل كمامة قارورة المياه أما البعض الآخر فقد ارتدى البامبرز ككمامات!! حتى الحيوانات كالقطط والكلاب صارت ترتدي الكمامات بعد تأكيد اصابة كلب بالكورونا في هونج كونج واصابة قطة بالكورونا في نيويورك! لوحة الموناليزا البسوها كمامة وسموها كوروناليزا! تمثال اللاعب الارجنتيني الأشهر مارادونا لابس كمامة! تمثال ابو الهول في مصر الآن لابس كمامة! تمثال الحرية في أمريكا الآن لابس كمامة ويحمل في يديه مكنسة وصابون ومعقمات!! بل أن الكمامة دخلت الآن عالم الغناء والموسيقى فظهرت اغنية راقصة بعنوان أم الكمامة يتغزل فيها المغني الوسيم بحسناء ترتدي كمامة رغم أن الكمامة، عدوة الابتسامة، تخفي أنف وفم الحسناء ولا تظهر سوى عينيها! ياخي العالم كله أصبح مكمماً بالكمامات فكيف تتمرد أنت على لبس الكمامة؟! أمر آخر لا مقارنة بين خيال ترامب وخيالك أنت يا فهيم فترامب قرر عدم لبس الكمامة لكنه قرر أيضاً عدم مغادرة البيت الأبيض المعقم ظاهراً وباطناً حتى تؤكد له المخابرات الأمريكية أن كورونا قد غادر الكرة الأرضية ولن يعود اليها مرة أخرى أما انت يا فهيم فتغادر بيتنا المتواضع عشرة مرات كل خمسة دقائق وتذهب بلا حماية للأسواق والبقالات بحجة شراء أشياء لا نحتاج لها في الغالب الأعم واخشى أن تقوم بنقل عدوى كورونية لابننا فاهم وابنتنا مفهومة إذا ركبت رأسك ورفضت لبس الكمامة!!
نكس فهيم رأسه الكبير بعد أن خبطه عدة خبطات قوية ثم استسلم للأمر الواقع وخضع أخيراً للمنطق الكمامي وقرر لبس الكمامة كلما أراد الخروج من المنزل، ذهب فهيم وفهيمة الى أقرب صيدلية وقاما بشراء كمية معتبرة من الكمامات البيضاء في جانب والزرقاء في الجانب الآخر، ومن ثم نشبت معركة كيفية ارتداء الكمامة بين فهيم وفهيمة فقد لاحظا أن البعض يلبس الكمامة بحيث يكون جانبها الأزرق للخارج والبعض يلبسها بحيث يكون جانبها الأبيض للخارج، قالت فهيمة أن اللون الازرق يجب أن يكون في الخارج، أما فهيم فقال بعناد إن اللون الأبيض يجب أن يكون في الخارج، لبست فهيمة كمامتها ابيض في الداخل وأزرق في الخارج، وركب فهيم رأسه كالمعتاد ولبس الكمامة أزرق في الداخل وأبيض في الخارج ولم تُحسم معركة ذات الألوان إلا بعد مشاهدة فهيم وفهيمة لفيديو صادر من منظمة الصحة العالمية يوضح الكيفية الصحيحة لارتداء الكمامة بحيث يكون اللون الأبيض في الداخل ويكون اللون الأزرق في الخارج ومن ثم إضطر فهيم إلى قلب الكمامة رأساً على عقب ولسان حاله يغمغم بغضب شديد وحرج بالغ: ساتخلص في القريب العاجل من قصة ابيض وأزرق هذه، سارتدي كمامة سوداء، لقد سمعت بأن هناك كمامات سوداء تباع في السوق الأسود!
بعد خمس دقائق من لحظة ارتداء الكمامة، نظر فهيم الى وجهه في المرآة ثم ارتجل ابيات من الشعر الحلمنتيشي على النحو الآتي:
كمامتي يا كمامتي
اليك ابث ظلامتي
فلو نسيت لبسك
على دفع غرامتي
ولو لبستك اختنق
وبعدها تقوم قيامتي
نصف وجهي يختفي
وتضيع كل كرامتي
وابدو للعيون منقبا
تضحك على مدامتي
لا استطيع مد بوزي
تضيع كل صرامتي
طيب وبعدين معاك
يا انت يا كمامتي!!
هل تقصدين ايذائي
ام تنشدين سلامتي؟!
في ذات اللحظة الكورونية، ضحك وجه فهيم داخل المرآة أما وجهه خارج المرآة فقد ظل عابساً في تناقض ذاتي غير مفهوم فحتى الآن لم يفهم فهيم أي شيء وما زال عدم الفهم مستمراً الى حين صدورعدم فهم آخر!!
في اليوم التالي من تاريخ ارتداء الكمامة قرر فهيم أن يعكر مزاج فهيمة فقال لها: اليوم لن ارتدي أي كمامة ولن أخرج للتسوق فكل شيء متوفر في المنزل بما في ذلك الكمامات والحمد لله، هذا للعلم والمعلومية، بالمناسبة هل سمعت بالقصة العالمية الكمامية التي شاعت وعمت مواقع التواصل الاجتماعي في كل انحاء العالم؟! ردت فهيمة بفضول: كلا لم أسمعها هات القصة باختصار فلديّ طبخة على النار، تنحنح فهيم ثم قال بمزاج رائق: لقد ظهرت رئيسة سلوفاكيا، الحسناء زوزانا كابوتوفا، خلال حفل رسمي وهي ترتدي فستان ارجواني وكمامة ارجوانية، يعني الكمامة الارجوانية عاملة ماتشنق مع الفستان الارجواني وعلق الرجال بقولهم: المرأة هي المرأة وهي لا تستطيع تنسى اناقتها حتى وسط ملايين الاصابات والوفيات الكورونية؟! ردت فهيمة بسخرية: أهذه هي قصتك المثيرة؟! ياخي مافيش حد أحسن من حد! ما رأيك في هذه الصورة الرجالية يا فهيم، فتحت فهيمة شاشة جوالها ومسحتها ونظر فهيم إلى الصورة في دهشة مركبة وذهول مزدوج، شاهد فهيم أقمصة رجالية معروضة للبيع وإلى جانب كل قميص كمامة من نفس لون القميص وعاملة ماتشنغ 100% مع القميص!! في تلك اللحظة بالذات، تدخلت قوات العطس السريع وأنقذت فهيم من الحرج، ففجأةً، وبلا سابق إنذار ودون أي مقدمات، قفز فهيم الى أعلى حتى كاد رأسه يصطدم بسقف الغرفة وهبط إلى الأرض خابطاً برجليه في اتجاهي الشمال والجنوب وصافعاً الهواء بيديه في اتجاهي الشرق والغرب ثم انفجرت من أنفه عطسة قوية مجهولة الهوية تطاير رذاذها في كل الأنحاء ففرت فهيمة من وجهه وهي تصيح: يخرب بيتك، مثلك يا فهيم يجب أن يرتدي الكمامة 24 ساعة في اليوم وليس في لحظة الخروج من المنزل فقط !!



#فيصل_الدابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضرب هم كورونا بالفرح!!
- لن اعطس في وجه حبيبتي
- العشق في الحجر الصحي !!
- لقاء حصري مع السيد كورونا!!
- أغرب أنواع السلوكيات الكورونية
- الخوف والحب في زمن الكورونا


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيصل الدابي - الكمامة ما زالت تحتل وجهي !!