أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الارهاب .. على الطريقة الكندية














المزيد.....

الارهاب .. على الطريقة الكندية


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1591 - 2006 / 6 / 24 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرة هى القضايا التى هيأت نفسى لدراسة ملفاتها على الطبيعة أثناء زيارة سريعة الى كندا مع بعثة مجلس الأعمال الكندى – المصرى.
لكن قبل أن أفتح حقائب السفر فى مدينة تورنتو قطعت قنوات التليفزيون الكندية إرسالها لتبث خبراً عاجلاً خلاصته أنه تم إلقاء القبض على خلية إرهابية تضم سبعة عشر شخصا.
ثم بدأت التفاصيل تتلاحق، لتكشف النقاب عن أن المشتبه فيهم جميعهم مسلمون، من بينهم شخص من أصل مصرى، وأنهم كانوا يخططون لاقتحام البرلمان، وقطع رقبة رئيس الوزراء ستيفن هاربر، واحتجاز أعضاء مجلس العموم كرهائن، ووضع قائمة من الشروط لاطلاق سراحهم، أبرزها سحب القوات الكندية من أفغانستان.
وبعد ساعات أعلنت أجهزة الأمن أن كل المتهمين المتورطين فى هذه المؤامرة الإرهابية ولدوا وترعرعوا على الأراضى الكندية، وليس من بينهم عنصر واحد "دخيل".
وكان لهذا "الاكتشاف" الأخير وقع الزلزال على الرأى العام ووسائل الإعلام على حد سواء، وصدرت صحيفة "ناشيونال بوست" بمانشيت على صيغة سؤال: لماذا تفرخ كندا متطرفين من داخلها؟
وتحت المانشيت تكرر الإلحاح على فكرة أن المشتبه فى تورطهم فى هذا العمل الإرهابي "كنديون" وليسوا "غرباء".
وحاولت التحليلات الربط بين هذه الواقعة الكندية وبين ظاهرة ما يسمى بـ "الجهاد الأوروبي" على الضفة الأخرى من المحيط الأطلنطي، وهى تسمية تستخدم لوصف جيل جديد من الشبان المتطرفين المسلمين الذين لا يعيشون فقط فى أوروبا، وانما يعتبرونها أيضا هدفا "مشروعا" للإرهاب.
والشغل الشاغل لمراكز البحوث فى كندا الآن هو محاولة فك رموز هذا اللغز ومحاولة التوصل إلى أسبابه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعرفية، خاصة وان كندا تعتبر من أكثر البلدان تسامحا نتيجة للتعددية العرقية والثقافية واللغوية التى تميزها.
وكثير من المثقفين الكنديين يتساءلون بحيرة:
نحن لسنا مثل فرنسا التى أصدرت قانونا يحرم ارتداء الرموز الدينية بما فى ذلك الحجاب فى المدارس العامة؟
ونحن لسنا مثل انجلترا التى توجد فيها ظاهرة الأحياء المأهولة بالسكان حسب الانتماء العرقى، بحيث أصبحت مثل "حارة اليهود"، فهذا حى للعرق الفلانى وذاك حى للعرق العلانى.
كندا .. ليست كذلك.. بل إنها أقل بلدان العالم عنصرية.
فلماذا انتقلت عدوى "الجهاد الأوروبي" وظهر "الجهاد الكندى" رغم الفارق الكبير بين الأوضاع فى أوروبا وكندا؟!
لا توجد إجابات شافية بعد .. لكن مراكز التفكير والبحث العلمى تعمل على قدم وساق .. ومن المفيد – حتى بالنسبة لنا – ان نتابع نتائج هذا العصف الذهنى.
أما بالنسبة للمؤامرة الإرهابية التى تم كشف النقاب عنها – كحدث جزئى – فإن اتجاهات الجدل حولها تسير فى اتجاهين رئيسيين:
الاتجاه الأول: هو التأكيد على أنها جزء من "مد" أصولى إسلامى متطرف يجتاح الغرب حاليا.
والاتجاه الثانى: يتبنى تفسيرا يقترب من المدرسة التآمرية الشائعة لدينا. ويعزز هذا التفسير سذاجة تفاصيل "المؤامرة الإرهابية"، وصغر سن المتهمين فيها، حيث تتراوح أعمار معظمهم بين السادسة عشر والتاسعة عشر.
بل إن بعض الصحف الكندية أشارت إلى ان الحكومة الكندية الجديدة التى خلفت الحكومة الليبرالية، يسيطر عليها المحافظون، وهؤلاء وثيقى الصلة بالمحافظين الأمريكيين الجدد، وبالسياسة الأمريكية بصورة عمياء، وان هذه المؤامرة المزعومة مجرد "فبركة". لدرجة أن جريدة "ذى جلوب آند ميل" نشرت فى الصفحة الأولى لعدد السبت الماضى رسما كاريكاتوريا على أربعة أعمدة بعنوان "الجسر إلى أمريكا" يصور جسرا يربط بين كندا والولايات المتحدة توجد عليه ثلاث بوابات، الأولى للسيارات التى لا تقل "مجاهدين"، والثانية للطيور غير المصابة بأنفلونزا الطيور، والثالثة لعائلة خضر.
وهذه الأخيرة.. عائلة مسلمة أصولية تعرضت لمضايقات شديدة من أجهزة الأمن الكندية، بعد إلقاء القبض عام 2001 على أحد أفرادها (عبد الرحمن خضر البالغ من العمر 23 سنة) فى أفغانستان، وترحيله إلى معتقل جوانتانامو الرهيب.
ولم يتم توجيه أى اتهام إليه، وبعد الإفراج عنه أعيد إلى كندا، ورفضت أجهزة الأمن منحه جواز سفر لكن المحكمة الفيدرالية ألزمت الحكومة بالغاء هذا القرار السلبى، وجاء فى حيثيات الحكم ان السيادة يجب أن تكون للعدالة وحكم القانون حتى فى أوقات الإرهاب.
واعتبرت القوى المدافعة عن الحريات المدنية هذا الحكم انتصارا لها ولطمة لصقور أجهزة الأمن.
ووجدت هذه القوى سندا لها عبر المحيط الأطلنطي حيث تزامن ذلك مع الإحراج الشديد الذى تعرضت له سكوتلانديارد ذات السمعة الرنانة بعد أن ثبت أن الحملة الجرارة التى شنتها على منزل أسرة مسلمة فى لندن والتى شارك فيها 250 ضابطا يوم الجمعة الماضى واشتملت على مصادرة وتحطيم ممتلكات خاصة كانت "على فاشوش" حيث تم الإفراج عن الشخص الذى استهدفته هذه الغارة الجبارة (ويدعى محمد عبد القهار) بدون توجيه اتهام إليه.
واضطرت سكوتلانديارد الى تقديم اعتذار لسكان المبنى والتعهد بإصلاح التلفيات والتعويض عنها.
وخلاصة هذه التفاصيل إن هناك ضجيج كثير فى الغرب حول الإرهاب، لكن أقل القليل منه يمكن التعامل معه بجدية.
وربما يكون ذلك صحيحا إلى حد بعيد .. لكن التدقيق فى هذه الرواية أو تلك لا يجب أن يجعلنا ننزلق إلى تبرير الإرهاب أو التستر عليه أو التهوين من خطورته.. حتى لو وقع فى كندا على أيدى أشخاص يتسترون وراء الإسلام.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من كندا إلي أحمد نظيف.. ابن مونتريال
- »ثلاثية« المصريين بين الوطن والمهجر
- حاجة تقرف!
- ماليزيا تغادر سبنسة العالم الثالث.. وتلحق بقطار التقدم عام 2 ...
- الخصخصة.. وسنينها - 1
- الخصخصة.. وسنينها - 2
- أتوبيسات الغلابة .. منجم ذهب!
- لماذا يتحول كل خلاف إلى عداء مستحكم؟!
- أمريكا.. غوريللا النفط العالمي
- هل يعود شهبندر التجار .. بأزياء ديموقراطية؟!
- .. كى تبقى القاهرة حاضرة الحواضر .. وبستان العالم
- حراس التراث الحى .. يستغيثون!
- مصر متخلفة بثلاثين عاماً عن الدول التى تشجع الاستثمار!
- صورة أقوى من الكلام
- ليس دفاعاً عن البهائية .. والبهائيين
- الديموقراطية أحط شىء فى العالم
- فعلها الهندي الأحمر المتمرد!
- اطلبوا الحريات.. ولو من الكويت
- قطارات من أجل الحوادث
- إسرائيل تخطط لإعادة احتلال سيناء!


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الارهاب .. على الطريقة الكندية