أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - في الحاضر المفقود














المزيد.....

في الحاضر المفقود


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1582 - 2006 / 6 / 15 - 11:52
المحور: الادب والفن
    


في الحاضر المفقود
أو الاحتفال السوري في احتضاره الطويل

أنهيت ثرثرتي.
موسم موت في بيت ياشوط_ تلفوني معطّل.
الكتابة مباشرة على الكمبيوتر وتحويلها بدون مراجعة أو تدقيق إلى موقع الكتروني_الحوار المتمدن بالنسبة لي_ مع شعور مرافق بالمتعة والتنفيس إلى جانب المشاركة الرمزية في المشهد الإجمالي السوري, ذلك يناسب كلمة ثرثرة.
أما التحديد"من الداخل" يحوي قدر من اللبس والخلط ليس فقط بالمستوى اللغوي بل يتعدى النفسي. هل كل ثرثرة من الداخل؟ أم العكس؟
الداخل يتحدد عبر الخارج ومن خلاله والعكس صحيح, تلك متاهة أعود إليها لا حقا.
لماذا"في الحاضر المفقود"؟
سيرورة الحماقة وصلت إلى نهاياتها. ماذا بعد؟ لعب, عبث دموي ورمزي تؤكد وحدة الضدين: داخل_ خارج, في بوتقة انصهار جهنمية.
لم يسألني أحد عن رأيي, من يعنى بأفكار وآراء غيره بشكل فعلي؟!
هل أنت مع أو ضد؟ هذا السؤال المهين للذكاء والمشاعر, سأترفع عنه وعن حملته.
الحماقة كما تتضح في الجانب الاجتماعي عبر"محو الحدود والتفاصيل" هوية الحاضر.
في حالة البحر والصحراء لا توجد الحدود إلا من, خارج, غريب ونوعي ومطلق.

بعد أربع خطوات_ أطوار(غضب, انسحاب, عزلة, إنكار الواقع) يصل واحدنا للإكتئاب.
على التوازي سيرورة الحماقة: اعتقاد_ رأي_ ممارسة_ موقف, تكرار الرأي اعتقاد آلي.
*
في التسامح كلمة السر, التسامح كمهارة مركّبة تشمل الشخصية.
يمثّل الماضي, المفقود منه والمستمرّ أيضا, مشكلة كبرى في الوجود وفي العيش.
لدى الجميع زيادة عن اللزوم والحاجة من الماضي, والعكس تماما, الحاضر وبقيّة احتمالات التحقق, على درجة قصوى من الهشاشة وإمكانية الهدر والتلاشي, ومع ذلك يأتي الوعي الزائف ليقضي على ما هو على وشك الدمار, حاضري وحاضرك, وتستعر ثقافة الموت.
قرأت فكرة جوهرية أظنها لآدلر:
تكمن مأساة الوعي, في تعذّر قبول الخسارة.
الرضيع يرفض خسارة الرحم وأمانه, الطفل يرفض خسارة حميمية الرضاعة, المراهق والراشد يندبان جنّة الطفولة الضائعة, ومع العجائز والكهول أمثالنا يصل الرفض إلى درجة إنكار الواقع.
الإنسان حيوان متسامح, وفي تلك الخصيصة حصرا الهوية الفردية.
كل دعوات التسامح في ثقافتنا تشبه العبارة: تعلّم السباحة, لكن إياك أن تبتلّ.
التسامح فعل ومهارة بين أعداء ثم مختلفين, لنصل فنّ العيش المشترك, ذلك الذي لا أعرف عنه أكثر من معرفتي باللغة اليابانية.


هل يمكن العيش في الحاضر؟
ربما بعد ترك الماضي يمضي, وترك المستقبل يصل على مهله, يمكن تحديد بعض ملامح الحاضر المفقود. التفت فيكون الماضي, وفي الاتجاه المقابل ما ليس موجودا.
من أين تأتي الكآبة والسوداوية إلا من حسرة على ماض أو قلق على آت.
*
ستة أعوام على نهاية القرن العشرين, وماذا بعد؟
لا جديد لا بصيص, لا امرأة تحمل وردة وتنتظرني, ما زالت كؤوس بعض الأصدقاء, وهذا يكفي حتى 2010 في تقدير معتدل.
فجأة تقام حفلة عيد ميلاد نورا مع غسان في هوى بحري. وأعود إلى ثرثرتي قبل أن انهيها.
اللاذقية وبيروت رئتا بلاد الشام المريضة وطرطوس قلبها العليل.
الاحتفال السوري آخر ما تبقى لنا ولهم جميعا.
جلست استمتع بمرأى جميلات سوريا, ولم استطع منع نفسي من التفكير بما يحدث .
مشهد جبهة الخلاص بما فيهم النائب المزمن لرئيس الجمهورية في سوريا, يقابله ويبرره المشهد الكرتوني لمجلس الشعب أو البرلمان السوري المزمن بدوره, يستدعي القلق الشديد على آخر ما تبقى.
أن تصل دلال إلى الجفاف العاطفي بعدما أطبق خطّ المأساة على حياتها الشخصية, وأن تفضّل جهينة بدورها قضيب الرمان أو البازلاّء, على الحبيب أو الصديق وعلى اختلاف التسمية, شأن شخصي ربما, وأن يختار بقية الأصدقاء غضّ النظر عن سجن نشطاء الرأي أو حلفاء الخارج, وبسبب سوء الأحوال الجوية غالبا, خيار شخصي ربما.
أن أساق يوما, إلى السجن السوري, وحتى بتهمة الرشوى, لن يفاجأني أكثر من رؤية أهل القرار في بلدي_سلطة ومعارضة_وقد احتكموا للعقل والمنطق والرأي العام السوري.

كيف يحضر فرد في بلاده؟
بوجود دولة مؤسسات أولا,وجود المجتمع سابق على الفرد,تتاح المشاركة والفاعلية والإبداع.
عدا ذلك, ثرثرة وأوجاع متلاطمة في الرأس, لا أختلف مع العقلاء على أفضلية الصمت.
سأشرب وأنام, ثم أشرب وأنام في اليوم الذي يليه وفي العام الذي يليه, ما دام الاحتفال السوري يتكيّف مع متغيّرات الداخل والخارج, ويبتكر الحب والفرح في يوم موروث أو يوم مستحدث, كل عام نورا وغسان وأنتما بخير.
*
كيف يعيش الأصحّاء؟!
توجد ألوف الكتب والدراسات, كيفما اتجهت, عن المرض والانحرافات وضروب الخلل المختلفة على كافة المستويات الفردية والاجتماعية.
عدا المواعظ أو الأوامر_التافهة_ حول كيفية السلوك والتفكير والتعبير المناسبة, يندر وجود كتاب أو دراسة بالحد الأدنى من الإقناع, تتناول وضع الأصحّاء أو الأسوياء..العقلاء, في المنزل والأسرة والعمل والمجتمع, تلك إشارة خطر كما افهمها.
بوجود الأصحّاء يتحقق الحضور مع الحدّ الطبيعي من الفقد, للواقع والحياة , تغدو المشاركة طبيعية وممكنة, وباب الإبداع يفضي إلى الإنجاز والحب, ربما.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيت في الهواء_ثرثرة
- ساعة شؤم -ثرثرة في يوم كئيب
- لا سعادة لانجاح_ثرثرة
- موت الأب
- أصوات مختلطة_ ثرثرة من الداخل
- بلاد قليلة_ثرثرة من الداخل
- مجتمع الأنترنيت_ثرثرة من الداخل
- البداية والمنعطف_ثرثرة من الداخل
- البدايات|السيطرة والحلول_ثرثرة من الداخل
- رأي بظاهرة جمانة حداد
- الماغوط وأسطورة المبدع الأمي_ الميت, ثرثرة من الداخل
- مخاض مسرحي في اللاذقية
- توصيل وتواصل_ثرثرة من الداخل
- بطل في سوريا
- هذه الحياة_ثرثرة من الداخل
- الكحول وعقدة الذنب_ثرثرة من الداخل
- أصدقائي .....أصدقائي
- الديكتاتورية_محنة الحاكم والمحكوم
- مراجع الاعلام العربي...والمصداقية
- غريب في جبلة ...غريب في بيروت


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - في الحاضر المفقود