أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - ميشيل نجيب - الوداع يا الله













المزيد.....

الوداع يا الله


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 6547 - 2020 / 4 / 26 - 11:28
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


كنت أعتقد فيك يا الله أنك المحتكر الجبار الذى يعلم كل شئ ولا تخفى عنه خافية، وكنت أظن فى نفسى وإن بعض الظن أثم أنك مثل صندوق النقد الدولى والبنك الدولى وبقية بنوك الرأسمالية تعطى من تشاء وتمنع الرزق عن من تشاء، تصيب من تشاء بالوباء كورونا أو تمنع عنه أذى وموت كورونا، كنت أظن أنك تمهل ولا تهمل كما تشاء ويوم تشاء لكن النتيجة لم يكن فى مقدورك أبتلاء البشر بمكروه لأنك منذ مطلع الأنبياء والأديان وأساطيرهم عن قدرتك اللا محدودة فى الفعل وإيقاع الهلاك بالفاسدين والمفسدين فى الأرض، لكنك لم تسمع أصوات عبيدك الذين يدعونك ويتضرعون إليك بالإسراع فى نجدتهم من وباء كورونا، لكنك أخفقت وفشلت فشلاً ذريعاً.

حتى فى زمن الكورونا أثبتت بنوك الرأسمالية وحكامها قدرتهم على مساعدة المعوزين والمحتاجين من فقراء شعوب الأرض، لكن بالشروط والقواعد والأقساط والسياسات التى يجب الخضوع إليها من البلدان الفقيرة وذلك كما يشاء أباطرة الرأسمالية، لكن الله أكتشف الأغنياء قبل الفقراء أن يديه قصيرة ولا يستطيع أن يهش بهم بعوضة أو ذبابة خشية وقوفهم على وجهه الكريم، قام أنبيائك بخداع البشر عندما قالوا لهم: الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون!! وهل فعلاً قاتل الله مكان بنى أسرائيل وأنتصر فى الحرب على أعداءهم؟

لا لم يحدث لا مناوشات ولا قتال وإنما على طريقة أسطورة العصى لمن عصى، فالرب الله كما ذكر فى سفر الخروج بالعهد القديم التوراة عاد بعد مئات السنين وأكد قصته ونبيه موسى مع العصى فى كتاب القرآن، وهذا يدل أن مصدر القصة واحد والله الذى كتب فى التوراة أعاد كتابتها ليقتنع به مؤمنين جدد شغوفين بالمعجزات وأساطير الأولين، وهى قصة مشهورة أستعمل فيها الله بكل سذاجة العصى لتقاتل وتشق البحر ويعبر بنى أسرائيل على اليابسة ويخرجوا من مصر، وقبل ذلك أستعمل الله إله موسى العصى مثل السحرة وجعلها تتحول إلى حبال وأفاعى وثعابين، يعنى سحرة المصريين فشلوا لأن العصى التى يمتلكونها أخرجت ثعابين صغيرة لكن كبير السحرة لديه العصى السحرية والتى يمسك بها موسى الخادم الأمين فأخرج ثعابين كبيرة فأكلت كل ثعابين سحرة المصريين، يا لها من معجزة يا الله خالق العصى!!

الله ينقذ بنى أسرائيل من فرعون مصر بالعصى السحرية وكانوا بضعة آلاف من البشر، وقاتل بها عنهم دون سقوط قطرة دم واحدة، ألستم معى أنه بالفعل ساحر كبير وبالسحر عليم قدير؟
ألا يخجل هذا الإله الذى بالعصى يقنع المؤمنين به أنه يفعل المعجزات من أجلهم، بينما فى وقتنا الحالى الذى توجد فيه مليارات البشر فى أشد الحاجة إليه كإله حقيقى وليس إله مزيف يصنع معجزات وسحر بالعصى لإنقاذهم من كورونا الوباء القاتل الذى لا يراه إنسان، كورونا التى لا تقاتل بالعصى ولا بالسيوف وليس لديها ملائكة تخدعكم مثل الله بأنهم يقاتلون عنكم وأنهم سبب النصر والله أكبر، لا .. كورونا تعمل حيث لا آلهة ولا شياطين ولا جان ولا ملائكة يستطيعون إيقافها عن عملها المقدس فى تطهير عقول البشر من أصنام الآلهة الكاذبة على لسان رسلها وأنبيائها، تلك الآلهة التى لا تنطبق عليها صفة كورونا القادرة أن تهدى وتشفى من تشاء وأن تميت وتحيى وتعذب من تشاء، كورونا كتابها المقدس ليس مكتوباً ولا محفوظاً وليس خفياً على أحد لأن كورونا كتابه مفتوح يستطيع المثقف والجاهل قراءته وأعمالها تشهد عليها وعلى صدقها فى وعودها وتنفيذها مشيئتها، ولا يستطيع بشر على الأرض ولا حجارة فى السماء أن توقف وباءها القاتل وكورونا هى القادرة أن تعفو عمن تشاء وتغفر لمن تشاء لأن لها ملك السماء والأرض.

كورونا أثبتت أنها تبث الرعب فى قلوب أعداءها وترهبهم وتأمرهم بعدم الخروج من منازلهم وإلا فالوباء فى انتظارك يا بشر، لكن الله لم يكن قادراً على إخراج شعوب الأرض المؤمنين من منازلهم المحبوسين فيها مثل بنى إسرائيل فى أرض مصر، لكن ويا لحكمة كورونا فإنها تنادى على أى إله كان ويكون فى السماء أو على الأرض أن يخرج إليها ويضع يديه على جبين المصابين بكورونا فيشفيهم، لا .. لا يوجد الله ولا ملائكته ولا شياطينه أن يصنعوا الشفاء لأن العلم عند كورونا وليس عند الله والخبر الأكيد أن الوباء قد أصابهم جميعاً، والجميع على الأرض ينظرون إلى السموات ويتسائلون: أين ساكنى السموات الذين قيل عنهم الكثير والكثير أصحاب القدرات الإلهية وأجسامهم النورانية سواء تلك التى من نور والأخرى من نار؟ هل هذا كلام حقيقى أم كلام أساطير تناقلتها البشرية حتى يومنا هذا؟
كورونا هى القضية الكبرى التى عجز أمامها مؤمنو الله من شتى الأديان والطوائف ومن قبلهم لم يجدوا تفسيراً أو تأويلاً حقيقياً ومنطقياً من كلام الله يستطيعون الإجابة به على العجز الكامل عن وجود مشيئة أو عدمها لأنها قصص مكتوبة فى كتب قدسها البشر.
لكن..
بأسم كورونا أعلن الوداع الوداع يا من قلت أنك ساكن السموات لكننا أكتشفنا أنك لا تسكن فيها وإنما تسكن فى صفحات الكتب المقدسة المكتوبة بأيدى البشر، لأنك تسكن فى أحلام كل إنسان يخضع لرجال الدين الذين يروجون للعذاب والنعيم ولا وجود لهذا ولا ذاك لأن السموات لا توجد فيها جنة وجهنم بل توجد كواكب ونجوم حقيقية، من أجل هذا الوداع يا آلهة الأرض والسماء والفضاء يا آلهة العبثية الخرافية، أتركك مع أصحابك من الحالمين والواهمين ويكفينى الآن وجود كورونا فى وسطنا تصدر أوامرها للتنفيذ الفورى.
أين انت يا الله حتى أودعك الوداع الأخير اللائق بك سأنتظرك فى الميدان ولا تجعل أنتظارى يطول..
سلام على عقلى يوم ولدتنى أمى..



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هزيمة الله وأنتصار كورونا
- كورونا يُقَيِّد أيدى الله
- كورونا والإله الغائب
- إستسلام المرأة لعورتها ونجاستها
- إيمان الدكتور مجدى يعقوب
- الأزهر بين الإسلام والتجديد
- مؤتمر التجديد لشيخ الأزهر
- زعيم الأمة والثورة الإسلامية
- التحية إلى زعيم الأمة الإسلامية
- أفاعى الدين والدنيا
- رئيس الخلافة وذوات الحجاب
- من هو إله الإخوان المسلمين؟
- ثقافة التغيير والفضيلة
- هزيمة المؤمن أمام الدين
- تغيير الفكر الدينى
- الحوار المتمدن مع وضد الله 2
- الحوار المتمدن ليس من الله (1)
- حقوق الإنسان ليست من الله
- التخلف الدينى والتنوير (4)
- التخلف الدينى والتنوير (3)


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - ميشيل نجيب - الوداع يا الله