أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أبو غوش - مسرحية-محاكمة السيدة كورونا














المزيد.....

مسرحية-محاكمة السيدة كورونا


نزهة أبو غوش
روائيّ وكاتبة، وناقدة


الحوار المتمدن-العدد: 6547 - 2020 / 4 / 26 - 10:05
المحور: الادب والفن
    


نزهة أبو غوش-فلسطين
مسحرحية
محاكمة السيّدة كورونا
دخل الممثّل العالمي الكبير المسرح، رفع يديه إِلى الأعلى يحييّ الجمهور، ثمّ صدرت عنه حركات عشوائيّة ليس لها تفسير. كان يشبه تمثالا نحته فنّان مبتدئ من الجبس، طويل القامة عريض المنكبين، فمه عريض رقيق الشّفتين؛ كشفت ابتساماته المتكرّرة عن أسنان مصطفّة ناصعة البياض.
عندما وقف على المسرح صفّق له بعض من الجمهور بحرارة، وبعضهم راح يتهامس ويزمّ شفتيه مرّة لليمين ومرّة لليسار. اختلط جمهور الحاضرين من رجال ونساء وطلّاب مدارس وجامعات وموظّفين، وشرطة، و.... من كلّ الأنحاء.
لأوّل مرة يكتظّ المسرح بهذا الحجم الغفير من الجماهير؛ لأنّ الممثّلة كورونا تشارك المسرحيّة مع الممثّل العالمي (كيري)
على جانب المسرح جلست امرأة وبين شفتيها ابتسامة محايدة، يبدو أنّها تمثّل دور السكرتيرة، أخذت توزّع ابتساماتها على الجمهور، ثمّ تعود إِلى جهاز اللاب توب على الطاولة الّتي امامها. من الجهة الأخرى جلس ممثّل يرتدي ثوب الحاكم، ومقابله محامي النّيابة
طرق الحاكم على الطّاولة: محكمة.
- المتّهمة كورونا، أنت متّهمة بنقل الوباء إِلى الآلاف من البشريّة ممّا تسبّب في قتلهم عام ألفين وعشرين. هل تعترفين بجريمتك النّكراء؟
- لست وحدي يا سيّدي القاضي.
- مال عليها السيّد( كيري) وهمس في أذنها :
- "بخرب بيتك ضيّعتينا"
انتفض وأخذ يوجّه كلامه للنيابة:
- نحن يا سيّدي القاضي نسعى نحو الحريّة والدّيمقراطيّة، والتّطورات العلميّة؛ والمحافظة على أمن شعوبنا، وليس لنا علاقة بشيء اسمه الوباء.
النّيابة: - سيّدي القاضي، السيّد كيري يحاول تمويه المحكمة.


– المعارضة مقبولة.
- اشرح لنا يا أُستاذ، ما علاقة الحريّة والدّيمقراطيّة، والأيديولوجية بالوباء العالمي القاتل للبشريّة؟
- سيّدي القاضي، أطلب من المحكمة الموقّرة محاسبة الفاعلين والدّاعمين لنشر هذا الوباء بمساعدة كورونا.
نفهم من كلامك بأنّك تستبعد نفسك عن دفع كورونا للخطيئة.
هزّ رأسه بمعنى، نعم.
– سيّدة كورونا، عليك أن تعترفي بأسماء الأشخاص الّذين حرّضوك على نشر الوباء في كافّة أنحاء العالم.
مالت كورونا برأسها على كيري وهمست بأُذنه:
- هل أقول الحقيقة، أم أكذب؟
- اكذبي... اكذبي، أيّتها الحقيرة.
احتارت كورونا " يا إلهي، ماذا أقول؟ هل أعترف بالحقيقة، أم ألبس التّهمة وحدي ..لا...لا، ألا يكفي بأنّهم دعوا الوباء على اسمي؟ سأعترف لهم بأنّ السّيطرة والهيمنة هي دافع الإنسان لنشر الوباء.
القاضي:
- هيّا يا كورونا، لماذا أنت صامتة؟
هبّت كورونا كما العاصفة:
- سيّدي القاضي، سأعترف بكلّ الحقيقة:
- بصراحة، أنا عبد مأمور، سيّدي القاضي، كنت فايروسا خامدا نائما إِلى أن أخذني الانسان وطوّرني في مختبراته العلميّة، ثمّ دفعني إِلى أذيّة أخيه الانسان يا سيّدي، لقد صنع الانسان حربا بيولوجيّة، نظرت نحو كيري، ثمّ أشارت نحوه بسبّابتها، وقالت بلهجة قويّة:
- المحرّض يشبه هذا الرّجل بدرجة كبيرة يا سيّدي.

محامي الدّفاع:
- هيئة المحكمة الموقّرة، أودّ أن ألفت انتباهكم، لقد قالت بأنّه يشبهه، وليس هو.
النيابة: - سيّدة كورونا، عليك أن تؤكّدي أقوالك.
تمايلت كسنبلة داعبها الهواء على هواه، وقالت:
- لا أتذكّرهم سيّدي؛ لأنّهم كثر.
النيابة:
- لعنك الله! تتمايلين كأنّك ....- لا أُريد أن أنطقها أمام حضرة القاضي - تهلكين البشريّة، وتقولين، كثر، سيّدي القاضي نطلب من حضرتكم الحكم بالإعدام شنقا على المدعوّة كورونا. والمدعو كيري؛ لأنّهم شوّهوا الحاضر وحطّموا المستقبل، سيّدي لقد أعادونا عشرة أعوام على الأقلّ، إِلى الوراء
- أحضروا الشّهود.
- لا يوجد شهود سيّدي القاضي، الشّاهد الوحيد هي كورونا، لكنّها قالت: "يشبهه، ولا أتذكّر؛ لأنّهم كثر.
بعد المداولة مع هيئة المحكمة تقرّر التّالي:
- صدر الحكم بالإعدام شنقا على كورونا، ثمّ حرقها، ورمي رمادها في مزبلة التّاريخ، وذلك استنادا على اعترافها؛ أمّا السيّد كيري فبراءة لعدم كفاية الأدلّة. رفعت الجلسة.
طفح وجه محامي النيابة باللون الأحمر القاني، وقال بنبرة مهتاجة: سيّدي القاضي، أين العدالة؟ أرجوك، لا تذهب، أعد النّظر في القضيّة، مرّة ثانية وثالثة، و...عاشرة.
هتف الجمهور صارخا بصوت مسرحيّ:
- عشرات آلاف الضّحايا، هل ضاع حقّهم؟ المستقبل يا سيّدي، المستقبل، كيف سنبنيه؟ والله حرام! الأولاد، الأحفاد، فرحهم، حريّتهم، حياتهم....الإنسانية يا سيادة القاضي، الأنسانيّة.
قف عندك أيّها القاضي، لا تذهب، لا تخرج من القاعة.
تدخّل المخرج وراح يدعو الجمهور إِلى التّصفيق للممثّلين من حوله، نظر حوله فلم يجد القاضي، أمّا الممثّل العالمي كيري، فقد اختفى تماما.



#نزهة_أبو_غوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلاف غير نمطي-قصة قصيرة
- نهاية غير متوقّعة-قصة قصيرة
- نورس يبحث عن الأحباب-قصة قصيرة
- كنان يتعرف على مدينته والشخصيات المتشابكة
- على ضفاف الأيام وعاطفة الحب
- رواية الخاصرة الرخوة لجميل السلحوت
- قصة-الأرجوحة-والارتباط بالأرض
- تحليل كتاب -من بين الصخور-
- رواية الحائط وتحقيق الذات
- خلق الشّخصيّات الإيجابيّة في رواية -ليت-
- الصراع في رواية شبابيك زينب
- ميلاء سعاد المحتسب وعاطفة التّحدّي
- رواية السّيق والقلق
- وميض في الرّماد ومعاناة المغتربين
- الصراع في رواية هذا الرجل لا أعرفه
- أشواك البراري وسيرة التحدي
- -طلال بن أديبة- والاعتماد على الذات
- برج الذّاكرة، للكاتبة الفلسطينيّة، حليمة دوّاس ضعيّف.
- رواية الرقص الوثني والخروج عن المألوف
- الحالات النّفسيّة لشخصيّات عشاق المدينة


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أبو غوش - مسرحية-محاكمة السيدة كورونا