أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لطيفة الشعلان - بثينة شعبان والبوطي و .. سعوديات















المزيد.....

بثينة شعبان والبوطي و .. سعوديات


لطيفة الشعلان

الحوار المتمدن-العدد: 1582 - 2006 / 6 / 15 - 11:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يظل موضوع المرأة أحد أكثر الموضوعات سخونة في المجتمعات العربية حتى تلك التي تتميز بانفتاحها الاجتماعي وتجربتها النسبية في إشراك المرأة في الشأن العام. بين يدي الآن وبمحض المصادفة التي خلقتها الرسائل والمواد التي تحال على بريدي الإلكتروني، مقتطفات من محاضرات ومقالات حديثة، سورية وسعودية، لكنها تحمل ذات التجاذبات واللغة المشتركة والمفردات المتقاربة التي تحيل دائما على مقدسات واحدة بوصفها سكونية ثابتة كالتقاليد والقيم و الهوية والخصوصية، وتحذر من مخاطر واحدة باعتبارها حقائق نهائية كالفساد والمؤامرة والتغريب وانهيار الأسرة. طبعا يُفهم ذلك في نطاق السياق الواحد أو الثقافة المرجعية الواحدة التي أنتجت وتنتج الأدبيات المتعلقة بالمرأة بشقيها السلفي المتشدد والإجتماعي المحافظ، لكن ما لا أفهمه هو دخول نساء على هذا الخط، وأي نساء !
السيدة بثينة شعبان وزيرة المغتربين المشهورة بنزعتها العروبية الرقراقة، لم تشأ أن يمر شهر (مارس) الذي يحمل الثامن منه معنى خاصا للنساء من دون أن تعطي عظتها التي أشعلت عدة مواقع سورية على شبكة الانترنت، بربطها بين المطالبة بحقوق المرأة واختراق الغرب للمجتمعات العربية، حاملة على التيار المطالب بحقوق المرأة، متهمة إياه بالعمالة للغرب ومشددة على أن المرأة السورية نالت ما لم تنله المرأة الغربية من حقوق!
ومع أننا لانعرف وزيرة ولا سفيرة، فما قالته سعادة الوزيرة مطابق لما تقوله الداعيات السعوديات - اللواتي لم تكتب قصتهن بعد- عن المرأة السعودية التي نالت حقوق نساء أميركا وزيمبابوي وظلت مع ذلك جوهرة مصونة تتحرق المرأة الغربية لتكون مثلها. خطاب يفترض فيك الحمق أو القصور المعرفي بلغة محسنة. وقبل بثينة شعبان كان الشيخ السوري محمد سعيد رمضان البوطي قد حمل على الخونة والأقزام الذين يكيدون للأمة من الداخل بينما يُكاد لها من الخارج، وتحدث في معرض امتداحة لأوضاع المرأة السورية وقانون الأحوال الشخصية في أهوال المرأة الغربية، فهناك: " الملاجئ التي أقيمت في كل بلدة في أمريكا لاستقبال النساء الهاربات من ضرب الأزواج والخلان "، رغم ذلك ليكن الكلام عن ملاجئ أميركا صحيح لكن بيت القصيد لوكانوا يعلمون هو في البلاد التي لاتوجد بها ملاجئ أو تشريعات لحماية النساء المعنفات، ومن سوء الحظ أو التوقيت أن بعض الجماعات السورية كانت قد فتحت ملف جرائم الشرف. أما الأهم من كل هذا فهو أن الوزيرة السورية العصرية تتمثل مفردات خطاب المتشددات السعوديات غير العصريات لأن البنية المعرفية في صميمها واحدة، وإن ظلت الوزيرة طبعا وزيرة حداثية على الطراز الشكلي بابتسامتها الخلابة وقصة شعرها القصير. في السعودية بدأنا نرى مذيعات ورياضيات وعارضات أزياء سعوديات يقمن في البحرين ودبي وبيروت يصرحن بأن المرأة في داخل السعودية محظوظة ومحسودة من نساء العالمين. أكثر من واحدة من هؤلاء المخمليات، إحداهن بطلة راليات والأخرى أول كابتن طيار سعودية، قالتا بأن الوقت لم يحن بعد لقيادة المرأة للسيارة !
إذن نحن إما أمام حالة من التفكير والشعور الانتهازي الذي لا يأخذ في اعتباره غير موقف الذات الاستثنائي أو انجازها البرجوازي الخارج عن الأقواس، وإما أمام صورة نقية للانفصام بين الحداثة الشكلية والحداثة الحقيقية أو الفكرية. ومن المهم التأكيد بأن لاعلاقة للانتهازية هنا بتحسين الصورة، ضبط المصطلحات قضية أخطر من انهيار سوق الأسهم، فتحسين الصورة الإعلامية يحيل على أشياء طريفة حدثت وتحدث دائما، فمثلا في السنة التي أعقبت الحادي عشر من سبتمبر مباشرة ظهرت في النت رسائل مفتوحة كتبتها أميركيات وأوربيات يمتدحن فيها عقل وذكاء وذوق وتسامح وحرية وحياة السعوديات الرائعة جدا بعدما يقال بأنه تجربة ومعايشة ! أحد كتاب وشعراء صحيفة "الجزيرة" التقط مرة إحدى هذه الرسائل المزعومة وقرع بها السعوديات (المتفرنجات):أنظرن إنها أميركية.. لكن منصفة .. وتحسدكن !
أتذكر بأنه كان بالنسبة لي (يوم التقريع العالمي) فلتوي كنت عائدة مع أحد أطفالي من مجمع تجاري بعد كلمة تقريع من (أحدهم) على أصولها. كنت مخنوقة، لكن رأيت وقتها بأن الأفضل أن أكتب مقالي عن الفلسطينيات اللواتي يلدن عند الحواجز الاسرائيلية، كنت بشكل أو بآخر مثل وزيرة سورية.
أي شيء غير الانتهازية سيتمثل في كتابات ومحاضرات لأكاديميات سعوديات وغير أكاديميات على رأس العمل منذ ثلاثين عاما لكن لم يمنعهن الحياء من الله أو من خلقه من المناداة بعدم التوسع في منح المرأة فرصا وظيفية، إلى حد تجميع التوقيعات وكتابة البيانات ورفعها إلى وزارة العمل، وإلى أعلى المرجعيات السياسية أيضا، ناهيك عن كتابات وردود في الصحف ومواقع الانترنت لا تنقطع، بحيث أصبح توظيف المرأة السعودية شكلا جديدا من الفوبيا، أما حقوق المرأة فكلمة ترادف عند استخدامها إشاعة الفسق والفجور!
المعنى أنه لما ذهبت الطفرة وجاءت الفكرة وتراجعت الأوضاع الاقتصادية ورأينا سعوديات يبحثن عن وظائف بسيطة تقيهن شر الحاجة، فإذا بأصوات كثيرة من بينها أصوات هؤلاء الهوامير اللواتي شابت رؤوسهن وهن يعملن ويقبضن الرواتب تعلو في كتاباتهن ومحاضراتهن بأفضلية لزوم المرأة لبيتها، والتحذير من شر فتح فرص وظيفية جديدة أمام عشرات الآلاف من الفتيات والنساء المكدسات في البيوت في بلد الانجاب المتكرر هو هواية أهله. لكن لابأس من الاسفلت يبتلع لحم المسكينات، إذ لا صوت يعلو على صوت المعركة، فلا يكاد يمر أسبوع ولا نسمع بحوادث مريعة تموت فيها مجموعة من المعلمات اللواتي يقطعن يوميا مع سائقهن الفقير طرقا برية طويلة للتدريس في هجرات وقرى نائية.
الشيخ البوطي يقول: " لقد علمتم أيها الإخوة أن المرأة تنال بل وقد نالت حقوقها كاملة غير منقوصة، وليت أن المرأة في الغرب نالت نصف هذه الحقوق". بعض الخبثاء من الأخوة الذين لم يعلموا بهذه الحقيقة المحسومة مثل نظرية النسبية سيبحثون عن المتشابه بين كلام الوزيرة السورية وكلام الشيخ البوطي وكلام الواعظة السعودية وكلام عارضة الأزياء المقيمة في المنامة، أو النقطة التي تتشابك فيها المصالح والقناعات وضرورات المحافظة على القائم من الأوضاع، أو الدفاع عنها، أو عدم المبالاة بها في أقل الأحوال.



#لطيفة_الشعلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة أصولي مصري
- المشي في حقل الأشواك
- ردا على الشاعر الليبي صالح قادربوه: - .. وانهم يقولون مالا ي ...
- تزمامارت وأبو غريب
- الرمز بين ابن العلقمي والبرامكة
- طل الصبح ولك ميليس
- شجون الجسد
- عفاف البطاينة: رواية الشرق والغرب
- تجنيد الأصوليين للنساء: تلك الأحجية
- قاموس يمشي على قدمين
- نساء ضد النساء
- جراح الروح والجسد
- يا بطلة الراليات السعودية: السكوت من ذهب !
- الغول والعنقاء و المثقف السعودي
- لاوقت للتثاؤب
- جروح ايه اللي انت جاي تقول عليها
- خلف كل ثائر دمعة سدى
- عباسيون وعارضات أزياء
- هيفاء وعالية .. والسجن السياسي
- الاجتماعي والسياسي


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لطيفة الشعلان - بثينة شعبان والبوطي و .. سعوديات