أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمجد المصرى - - دامى- . . . ( داعش لاحقاً )















المزيد.....

- دامى- . . . ( داعش لاحقاً )


أمجد المصرى

الحوار المتمدن-العدد: 6546 - 2020 / 4 / 25 - 19:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دامــــى ، الـنـسـخـة الأولـى مـن داعــش



دامى : الإسم بالأحرف الأولى لـ ( الدولة الإسلامية فى مكة و يثـرب ) - دامى .......... و التى جاءت على غرارهـا ( داعش - الدولة الإسلامية فى العراق و الشام )، ذلك التشكيل العصابى الدموى المجرم الذى نشـأ ليحيى التنظيم العصابى الأول دامى ، رافعـا نفس رايته و نابحــا بنفس شعاراته و مرتكبا نفس جرائمه و تحت ذات الذرائع، و طامعا فى تحقيق ذات الأغراض الإجرامية الشريرة التى ابتغاها - و حققها - التشكيل العصابى الأول ( دامى ) ، هكذا تمر السنون و تنقضى القرون و لا يتعلم العربان

قبل سنوات أحرق الدواعش الطيار الأردنى « معاذ الكساسبة » وبثوا مع فيديو الإحراق بيانا بأنهم يفعلون ما فعله على بن أبى طالب وخالد بن الوليد وأبوبكر الصديق وبقية المبشرين بالجنة ...، ولما هب علماؤنا الأجلاء يردون عليهم ؛ تلعثموا وراحوا يتحدثون عن نبل هدف على وسمو مقصد خالد وباقى المجرمين ( لا نعلم كيف يكون نبل المقصد فى القتل و الذبح و التحريق ) ...، لكن أيا منهم لم يجرؤ على الإنكار أو نفى التهم عن صحابة خير القرون ، بل راحوا يبررون الجرائم و يلتمسون الأعذار لأولئك المجرمين

المبشرين بالجنة

كيف بدأ تشكيل ( دامـى ) ؟

بعد أن ظل النبي يدعو في مكة ثلاثة عشر عامًا دون إجابة، ولم يتبعه خلال كل تلك السنوات سوى أقل من مائة نفر، حيث كانت الدعوة تُؤجِّل الوعد بالنعمة إلى جنة الخلد ، ها هـو قد وجد الحل و المخرج فى التآمر مع الخصوم الذين كانت لهم مصالح و أغراض فى الانخراط فى ذلك التحالف الشرير ، و هو ما سيتضح فيما يلى


عن سنة ١١ للبعثة ( أى الجهر بادعاء النبوة ) في كتب السِّيَر والأخبار والحديث، ولنأخذْ هنا من المنتظم ؛ إذ يحدثنا أن : من حوادث هذه السنة ، أن اثني عشر رجلًا لقوه بالعقبة ، وهم أسعد بن زرارة و ( و ذكر الأسماء حتى ) عويم بن ساعدة ، فبايعهم رسول الله ليلة العقبة الأولى … ويقول: ونحن اثنا عشر رجلًا أنا أحدهم، فبايعناه على بيعة النساء؛ على ألا نشرك بالله شيئًا ، ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل ، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصاه في معروف ، وذلك قبل أن تُفرض الحرب، قال : فإن وفَّيتم بذلك فلكم الجنة ، وإن غشيتم فأمركم إلى الله ، إن شاء غفر وإن شاء عذب

هذه حكاية بيعة العقبة الأولى على اتفاق بين الرواة في كتب السِّيَر والأخبار والحديث والتفسير، ألا يشركوا بالله ولا يزنون، ولا يقتلون، ولا يكذبون، كلها بنود لشأن ديني أخلاقي بحت ( فضلا عن أنها مأخوذة حرفيا من الوصايا العشر الخاصة بشريعة اليهود )، كلها تأكيد من أصحابها قبول الإسلام وشروطه دينًا يؤدي لدخول الجنة أو النار، أمرُ الناس فيه مفوَّض لرب الدين إن شاء غـفـر وإن شاء عذب ، إن منطوق هذه البيعة يوعز بشدة أن مجتمع العرب فى يثرب كان مجتمع فسوق ورذيلة وفجور وانحلال وفساد ، حتى يحتاج الأمر إلى هذا اللقاء التعهدي المبايع على التخلي عن كل ما يستفز يهود يثرب أصحاب الرسالة الإبراهيمة الموسوية الراسخة



فماذا عن العقبة الثانية ؟ قال كعب بن مالك: خرجنا في حجَّاج قومنا حتى قدمنا مكة ، وواعدنا رسول الله بالعقبة من أواسط أيام التشريق، فلما فرغنا من الحج كانت الليلة التي واعدنا رسول الله ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام … وكنا نكتم من معنا من المشركين من قومنا في رحالنا، حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله ، نتسلل تسلُّل القطا حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ، ونحن نحو ثلاثة وسبعين رجلًا ومعنا امرأتان من نسائنا ؛ نسيبة بنت كعب أم عمارة ، وأسماء بنت عمرو بن عدي وهي أم منيع ، فاجتمعنا بالشعب ننتظر رسول الله ، حتى جاء ومعه عمه العباس بن عبد المطلب وهو يومئذٍ على دينِ قومه ، إلا أنه أحبَّ أن يحضر أمر ابن أخيه ويستوثق له ، فلما جلس كان أول من تكلم العباس (المشرك!) فقال : يا معشر الخزرج … إن محمدًا منا حيث قد علمتم (يقصد قرابته وقبيلته وليس دينه ) ، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه (الحديث هنا عن حماية ومنعة النبي من قبيلة قريش رغم عدم إيمانهم به)، وإنه قد أبى إلا الانقطاع إليكم واللحوق بكم - لم يقل كما أمره الله بذلك ؛ فهو لا يؤمن بدين محمد، ولا يرى إلا الوقائع

القضية المطروحة هنا أن العباس بن عبد المطلب يعلن للأنصار ( وفد يثرب ) أن محمدًا لا نتبع دينه ولا نؤمن بنبوته ومع ذلك نحميه لأنه ابن قبيلتنا ، ونحن نحافظ عليه في مكة ونحميه طبقًا لتقاليد القبائل البدوية ، ولكنه رغب في اللحوق بكم والهجرة إليكم . المطروح هنا هو مسألة حماية محمد وضمان أمنه وسلامته ؛ لذلك كانت الكلمة الأولى للعباس غير المسلم لكنه عم النبي

و استطرد العباس : فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه (أي الهجرة إليهم )، ومانِعوه ممن خالفه (كانت حرية العبادة مكفولة وموفورة حتى هذه اللحظة، ولم تكن الآيات المدنية بهذا الشأن قد وصلت ) ، فأنتم وما تحملتم من ذلك ، وإن كنتم ترون أنكم مُسلِموه وخاذِلوه بعد الخروج إليكم (أي الهجرة) ، فمنذ الآن دعوه ، فإنه في عزٍّ ومَنَعة من قومه وبلده

العقبة الثانية إذن كانت تمهيدًا للهجرة ، نجح فيها العباس الكافر في تحقيق الغرض منها ، وهو توفير الأمن لمحمد عند هجرته ليثرب ؛

و هنا فقط بدأ محمد بالكلام فقال : أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال : والذي بعثك بالحق لنمنعك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا يا رسول الله ، فنحن والله أهل الحرب والحلقة ورثناها كابرًا عن كابر

هى اتفاقية دفاع مشترك ستقوم فيها حروب مقبِلة تحت قيادة ( النبى ) ؛ لذلك كان هذا الاتفاق و ذلك اللقاء سريًّا، تسللوا إليه تسلُّل القطا ؛ لأن قريشا كانت هي المستهدف الأول ؛ حيث كانت يثرب تقع على عصب الطريق التجاري إلى الشام ، وبعد الهجرة إنطلق المسلمون من يثرب ليقطعوا هذا الطريق وحاصروا مكة اقتصاديًّا لتركيعها ؛ لذلك أكَّد البراء أن أهل يثرب هم أهل الحرب والحلقة . لقد قبِل الأنصار تولِّي مهمة حماية النبي وتأمينه عند هجرته إليهم. و هنا قال أبو الهيثم بن التيهان : يا رسول الله إن بيننا وبين الناس حبالًا ونحن قاطعوها - يعني اليهود - فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتَدَعنا ؟ فتبسَّم رسول الله ثم قال : بل الدم الدم، الهدم الهدم، أنتم مني وأنا منكم، أحارب مَن حاربتم وأسالم مَن سالمتم

إنها بيعةُ اتفاق على الدم والهدم والحرب، وألا يتخلَّى الأنصار عن نبيهم، ويمنعونه كما يمنعون نساءهم وأطفالهم حتى يشتد أمره وتقوى شوكته ، وعليه أيضًا عندما يقوى شأنه ألا يرتد عنهم ويتخلى عنهم ويعود إلى بلده .

يقول بن مالك : وقام منهم العباس بن عبادة بن نضلة موضحًا لهم ملخَّص ما تم الاتفاق عليه ، فقال: يا معشر الخزرج، هل تدرون علامَ تبايعون هذا الرجل ؟ قالوا : نعم ، قال: إنكم تبايعون على حرب الأحمر (اليهود) والأسود (قريش) من الناس

العقبة الأولى كانت تمهيدًا للهجرة، وكانت اتفاقًا سِريًّا غير معلن ، و العقبة الثانية سِريَّة بدورها لتنفيذ الاتفاق السِّري، الهدف هو تكوين حلف عسكري ضد الأحمر والأسود من الناس، حلف هجومي وليس دفاعيًّا، وليس أكثر من هذا ، الكلام الأهم في العقبة الثانية هو الذي تم طرحه، هو كلام العباس الكافر نيابةً عن بني هاشم الكفار في بيعة تأسيس لمجتمع إسلامي، كيف يتفقان أو يلتقيان ؟ الاجتماع ببساطة كان لتأمين الهجرة وتكوين الجيش الهجومي الذي سيأخذ منه كلُّ طرف نصيبه من غنائم الغزوات المُنتَظرة (الصفقة أو البيعة) ، الاجتماع كان يرأسه كافر هو العباس عم محمد



ولعل أهم وقعة كبرى حوَّلت بالفعل مسار التاريخ بعدها هي وقعة بدر الكبرى ، حين تحوَّل اتفاق الأنصار مع النبي في العقبة الثانية إلى غايته المُضمَرة ، من ميثاق دفاعي إلى حلف هجومي مُحارِب ، تحوَّلت معه عناصر الجماعة الإسلامية كلها - مهاجرون وأنصار - إلى دولة مُحارِبة هجومية ، دولة عسكر ومغانم ، كالقبيلة تمامًا ، وبذات منطقها ، لكن بعد أن تحوَّل الولاء عن القبيلة وسلفها المعبود إلى الدولة ، مُمثَّلة شخصيًّا في ( رسول الله) نائبا عـن ( ذات الله ) ، وإلى المصالح المادية المباشرة التي جمعت بالفعل أعضاء الدولة

وكان بدء الغزوات والمغانم نقطة التحوُّل الكبرى التي لعبت دورًا عظيمًا في جذب الأتباع من مُستضعَفِي القبائل ومُحارِبيهم ، نفر، حيث كانت الدعوة تُؤجِّل الوعد بالنعمة إلى جنة الخلد ، ها هـو قد وجد الحل و المخرج فى التآمر مع مـن كانت لهم مصالح و أغراض فى الانخراط فى ذلك التحالف الشيطانى الشرير ، بتبرير ، بل بتقديس جرائم قطع الطرق و الإغارة الخطف و السطو المسلح .


يوم فتح مكه في السنه الثامنه من الهجره وجد الرسول (ص) في الجب الذي كان في الكعبة سبعين ألف أوقية من الذهب التي كانت تهدى آنذاك للبيت . تم تقدير ثمنها بألف ألف و تسعمائة ألف وتسعون ألف دينار .





(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ)

فهل توفي رسول الله مديونا ليهودي ورهن درعه وسيفه مقابل صاع من الشعير كما تقول الرواية ؟



#أمجد_المصرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاهلية الإسلام فى القرن الحادى و العشرون
- أهى صفقة القرن أم هو قرن الصفقة ؟
- كُفر مُطبِق الشريعة إذا لم يكن عربياً . . ما أشبه الليلة بال ...
- أيها الآخر : لا ترانا بعينيك و لا تفهمنا بعقلك !
- وجد إسلاماً و لم يجد مسلمين ، ياللهول !
- الإفتاء فى شئون الإطفاء
- فقه الكراهية
- الغزوة التركية لأكراد سوريا
- فى ذكرى نجيب محفوظ
- صرخة صاحب الزنج
- صفقة إبليس
- الأزمة و المأزوم
- قراءة فى كتاب القوة الناعمة
- البخارى تحت المجهر
- فى مثل تلك الأيام منذ ثمانى سنوات
- العبودية باقية !
- تاريخنا الذى نباهى به الأمم
- ( الإنسانيون )
- فى المسألة الانتخابية
- الحالة المصرية : مخاوف مشروعة


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمجد المصرى - - دامى- . . . ( داعش لاحقاً )