أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المثنى الشيخ عطية - اسألوا النهر














المزيد.....

اسألوا النهر


المثنى الشيخ عطية
شاعر وروائي

(Almothanna Alchekh Atiah)


الحوار المتمدن-العدد: 6545 - 2020 / 4 / 24 - 23:45
المحور: الادب والفن
    


إلى ابن العم، رياض الترك/ النهر
في عيد ميلاده التسعين... استعادة لما حدث في الثمانين

اسألوا النهر...
إلى أين يذهبُ
هذا الذي تعتريه الجهامةُ
والطيبة المستبدّة بالقلب
أين يشكّل منها شموساً
ويرسلها برتقالاً
وأفراسَ يانعةً في طريق خيولي...
*** *** ***
إلى أين يذهبُ
والقبّرات اللواتي حملن دمائي
رسائل وردٍ إلى فرح الكائنات بموتٍ يجدّدها
في الربيع/ انطفأنَ أمامي،
وخلّفنني جثةً غضةً في رماد اتهامي،
وأسلمتُ كفي إلى الشك...
*** *** ***
قولوا له
إنني مذْ توجّهت للشمس والبرتقال
بيوم امتحاني العظيم، لجمتُ خيولي
وإنّي مذ انهدّت الشمس/
آلهة الانصهارات والشعب والفتكِ،
مخنوقةً في صهيلي/
زحمتُ رياحي بريح المتاهات...
*** *** ***
قولوا له
إنني في لظى الاكتمال الطليق لوردة ذاك الربيع
نظرتُ ورائي
وجثّة شعبي على راحتيّ انتهت جثةً
دونما أي نارٍ
وملفوفةً في ردائي...
*** *** ***
وقولوا له
أيهذا الذي يصنع الشمس والبرتقال
ويمتدّ سهلاً
وأعشاب زرقاء أخّاذةً في انتهائي
وقولوا له واسألوه
بأيّة زنزانة علّموكَ ندائي
وأيّ غيابٍ توجّهه أنت نحو حضوري،
وأي حيادٍ يداري خطاكَ الرصينة نحو انكسار النهايات...
*** *** ***
أيتسع الوقت عينيك أن تقرأ الموت/
والموتُ متسعٌ كل ما في رؤاك
وتحضر رغم زنازين إخفاء كفيّكَ
في مستهلّ انبثاق السماوات/ قوساً
وشمسك تمحو سوادهم، وجليد الفوات
وتهطل بين ضلوعي فراشاً وأضواء رهاجةً، وشقائق نعمان/
إذ أنت تنداح بين عروقي
شراسة هذا الربيع وإصرارَه في انفلات الحياة...
*** *** ***
لماذا تقول المسافة ما بين زنزانتي وسهول بلادي/
التحامي
وتذهب منفرداً في جحيم الطواغيت
عرساً
كأنك أنت التحام البلاد
لماذا تبدّل شمساً ببحرٍ
وتمحو الشواطئ أن/
لا حدود على الدم
في سعي موتكَ نحو اتّحاد على شفرة السيف
عنقاءَ تنهض فوق الرماد
لماذا تجمّع نهراً وتفرده دونما ضفتين
إلى حيث مجراه في الشعب
والانفراد/
طريق دمائك نحو السكاكين
ثم تقول وبهجة طفل على وجنتيك:
تجمّعتُ حين توزّعتُ في الشعب...
*** *** ***
والشعب منفى،
وزنزانةٌ،
وانسلال الأظافر من آه كفيكَ،
والصرخة المستعيذة بالموت
والانهيار
على شفة حين يخذلك السمع
شظايا الطوائف حين يجمّعك الدمع
في أمةٍ
فتوزّع حسرة عينيكَ
بين عروش الضفادع والنهر
قلبك في مسقط النسر/
أنك فسّرتَ شعبك بالقيد والورد...
*** *** ***
وأنت تردّ بيان انسحابك
في وجههم، وتقول:
البيان يوقّعه الشعب لا الفرد
*** *** ***
والشعب إطلالتي،
ومسير دمائي إلى البحر
والشعب موتي
ودورة هذي الشقائق
في الشمس، والماء، والصخر
والشعب
هذي الأكف الصغيرة
من دورة الحبر
خلف المقاعد نحو انفتاح المتاريس/
أغنيةً، ودفاتر رسمٍ لصيد الفراش،
وحلماً، وهدهدةً، ودماء
وهذي الزغاريد
هذي الجنازات
هذي الخيولُ
وهذي الطبولُ
وحريّتي واختياري
بأني عدوت إلى منبع النارِ
حين أشار لي النهر
مبتهجاً في التحامي بطفل
عدا في اتجاه الشموس
وفي شمس كفيّه
ناري.
نهاية 1981 ــ من مجموعتي الشعرية: فم الوردة



#المثنى_الشيخ_عطية (هاشتاغ)       Almothanna_Alchekh_Atiah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مآلات برمجة القتلة
- صديقي الجسر
- اسمه أحمد البياسي
- نار الثورة وأجنحة الإمام
- يفتح باب النهر ويدخل
- خارج كادر الزنزانة
- في ميزان الشفافية السورية
- ما أجمل السوريين!
- في اصطفافات المعارضة ومجازر النظام.. بإذن الله وإرادة الشعب
- خطاب المعارضة السورية الملتبسة.. في أوج صعوده وسافلة انحداره
- أيها الشاعر العابر شوارع حمص.. بنعال من رصاص
- في لا جدوى عقاب سيزيف السوري
- في اللحظة السياسية السورية.. يسار محتار أمام دروب الحرية
- في اللحظة الرمزية السورية.. علمان وعالمان يفترقان
- أيتها الأرض.. أيها الموت
- أحصنة طروادية على بوابة الثورة السورية
- بين شكسبير وسوفوكليس.. ماذا سيفعل بشار الأسد بعينيه؟
- الدومري علي فرزات.. بأصابع مكسّرة ساخرة
- مخارج النظام المأزوم وسور الثورة السورية
- مريم السورية في اليوم السابع


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المثنى الشيخ عطية - اسألوا النهر