أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الحمزة راجوج حمود - نظرية الطنطل - اجتماعيا وسياسيا














المزيد.....

نظرية الطنطل - اجتماعيا وسياسيا


عبد الحمزة راجوج حمود

الحوار المتمدن-العدد: 6545 - 2020 / 4 / 24 - 21:52
المحور: كتابات ساخرة
    


مَنْ مِنْ العراقيين لم يسمع ب "الطنطل" ذلك الكائن الخرافي المرعب الذي يستخدمه الكبار لإخافة وترهيب الصغار ليحثهم على الاستماع لنصائح من هم اكبر منهم سناً ويشجعهم على النوم اذا عاندوا او على البقاء في المنزل اذا ارادوا مغادرة بيوتهم لغرض اللعب او نحو ذلك.
من المرادفات الاسطورية للطنطل، كائنات خيالية اخرى كالغول او البُعبُع على ان اشهرها واكثرها استخداما في العراق هو الطنطل. ويقال في ذات الصدد، ان هذه الكائنات من اسماء الجن او الشياطين وقد ورد ذكر بعضها قديماً في الميثولوجيا السومرية.

الاستخدام الشعبي للطنطل ...
ان الغرض الاساس من خلق هذه المفاهيم الاسطورية هو الترهيب والخوف كما ذكرنا بيد انه بمرور الوقت يكون لاستخدام الطنطل مارب اخرى. في التراث العراقي يوصف الشخص الطويل تهكماً بالطنطل ويقال له: "چنك طنطل" فيما يعبر بعضهم عن استياءه من عدم قدرته على فعل ما مطلوب منه ويقول: "قابل اني طنطل؟" وتعني هل انا طنطل لافعل ذلك؟" وربما يقول ذلك من باب درء صفة الشيطنة عنه. يستخدم الطنطل لترهيب وتحذير الصغار (كما اسلفنا) ونقول حينذاك؛ "اجاك الطنطل" بمعنى "جاءك الطنطل". يستخدم ايضاً الطنطل في الامثلة الشعبية العراقية فنقول "إحْدَيْدة عن الطنطل" حيث تعني "إحْدَيْدة" قطعة من الحديد اضيف لها الالف للتصغير وتستخدم قطعة الحديد لابعاد الطنطل كما كان يعتقد اجدادنا رحمهم الله. ويضرب هذا المثل على الشخص الذي لا فائده ترجى منه في عملٍ طُلب منه كما في الحديدة التي لا تنفع لدرء شئ خرافي كالطنطل. وفي هذا تبيان ان الكبار (وربما اغلبهم) لا يعتقدون بوجود الطنطل.
وللشعر الشعبي نصيبه ايضاً من هذا الطنطل، حيث تجد ان بعض الشعراء قد ضمنوا اشعارهم بهذا المخلوق الغريب تعبيراً عن سياسة التخويف والترهيب. وعلى سبيل المثال لا الحصر, لننظر الى هذه القصيدة:

جاك الطنطل ... جاك الواوي*
كل يوم يقشمرنه الوالد
طنطل نازل ..طنطل صاعد
والواوي بحوش اهلك كاعد
لتفك حلكك هص "علاوي"
جاك الطنطل ..جاك الواوي

وليس في الشعر الشعبي فحسب، بل للشعر القريض نصيب منه ايضاً:

يا زارع الخوف فينا الا تخجل**
يا ملجم الاراء والاحرار تكبل

........ وتستمر القصيدة حتى يقول الشاعر:

ملنا الصمت واعيانا الطنطل

اجمالا لما سبق، فإن الوظيفة الرئيسة للطنطل (بالاضافة الى الوظائف الاخرى) هي لإخافة الصغار. وهي استراتيجية قديمة جداً؛ كانت ولا زالت تتبع لذات الغرض بغض النظر عن تعدد المسميات.

الطنطل في السياسة ....
هنالك دوما اعداء للسلطة الحاكمة، سواء على مستوى الدول، او الاحزاب، او الافراد. وفي حالة عدم وجود اعداء حقيقين، تعمد السلطة الى خلق عدو لها لتشغل به الشعب وتخيفه به عند الضرورة. في كثير من الاحيان، يكون هذا العدو مصطنع وغير حقيقي ويزج به في اذهان الناس بصورة متكررة كيلا ينتبهوا لما تقوم به السلطة الحاكمة.
ولغرض تقريب الصورة الى القارئ، فإن الوظيفة الرئيسة لهذا العدو هي لإخافة الجمهور وترهيبه. وفي ذلك يشترك مفهوم الطنطل بمفهوم العدو السياسي اذ ان كلاهما يكون غير حقيقي (في السياسة غالبا) ويستخدم للترهيب.
تصور عزيزي القارئ ان العراقي المسكين يبدأ حياته بكائن خرافي لترهيبه وينهي حياته بعدو سياسي لترهيبه ايضا. وهو بين هذا وذاك خائف من المهد الى اللحد.

.....................
* القصيدة منشورة في موقع درر العراق على الانترنيت لناقلها باقر الربيعي
** قصيدة بعنوان الطنطل بقلم "حكمت الناهي" في موقع دنيا الوطن



#عبد_الحمزة_راجوج_حمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الحمزة راجوج حمود - نظرية الطنطل - اجتماعيا وسياسيا