|
المجتمع المدني أم المجتمع الأهلي ؟
حسن مدن
الحوار المتمدن-العدد: 1581 - 2006 / 6 / 14 - 10:48
المحور:
المجتمع المدني
في فوضى المفاهيم السائدة في حياتنا السياسية والثقافية العربية، والتي لا ننجو منها في البحرين ، في فترة الحراك السياسيالنشطة حاليا ، يظهر ذلك التسطيح في استخدام مفهوم »المجتمع المدني« ، الذي صار عمليا يطلق على كل شيء غير حكومي ، بصرف النظر عن طبيعة الدور الذي تؤديه المؤسسة أو المجموعة التي يطلق عليها ، حتى لو كان محافظا وتقليديا، وعلى »يمين« الدور الذي تؤديه الدولة، على الأقل في بعض القضايا ذات الطابع الاجتماعي والثقافي، والمتصلة بمفاهيم الحداثة وعصرنة المجتمع وحقوق المرأة وتنظيم الأحوال الشخصية للأسرة ، ذلك ان الدولة ، أي دولة، بوصفها تنظيما عصريا بالمقارنة بالأشكال التقليدية السابقة لنشوئها ، تعد خطوة نوعية للأمام ، من وجهة النظر التاريخية ، وبالتالي لا يمكن أن نعد كل من يعارض الدولة ، بصفتها هذه ، محسوبا على المجتمع المدني ، فقط لأنه يعارض الدولة ، دون التمعن في طبيعة البرامج والأهداف والشعارات التي يطالب بها أو يدعو إليها. المجتمع المدني ، من حيث هو مقابل للدولة ، يتعين عليه أن يكون أكثر جذرية من الدولة ذاتها في انحيازه لقيم الحداثة والتقدم والحقوق الديمقراطية ، حازما في نضاله من اجل بناء الدولة الحديثة والعصرية ، التي عليها أن تتحرر من ثقل الولاءات والتعاضدات التقليدية السابقة لها، من قبيل القبلية والعشائرية والطائفية والمذهبية والمناطقية وسواها، عبر تكريس مفهوم المواطنة المتساوية للناس جميعا ، وإخضاعهم ، على قدم المساواة ، للقانون بما ينص عليه من حقوق ومن واجبات ، ونبذ كافة أشكال التمييز والمحاباة على أي من تلك الولاءات أو الانتماءات. وفق هذا الفهم لا يمكن لنا أن نضع كل من يكون على تعارض مع الدولة في خانة المجتمع المدني ، ونميل إلى الرأي الذي يجب أن يميز بين مفهومين مختلفين ، حتى لو انطويا على درجة من التقاطع أو الالتقاء في ظرف معين من الظروف أو في مرحلة من المراحل ، وهما مفهوم المجتمع الأهلي الذي يمكن أن يستوعب في ثناياه كل ما هو »لا دولة«، اعني كل ما هو خارجها، بصرف النظر عن الحمولة الفكرية أو السياسية أو الاجتماعية التي ينطوي عليها ، حتى لو كانت تقليدية وأشد محافظة من الدولة ذاتها ، مما يؤهلها أن تكون في مرحلة من المراحل حليفة وثيقة للدولة إزاء برامج محددة ، خاصة عندما تريد الدولة ذلك ، ويمكن أن تكون معارضة قوية لها إزاء برامج أخرى تمس مواقع نفوذها وتأثيرها إذا استهدفت من قبل الدولة. المجتمع المدني أمر آخر، انه أكثر تحديدا وأكثر دقة وجذرية في محتواه. انه يعكس رؤية ومصالح الشرائح الحديثة من المجتمع والذي إذ يتخذ لنفسه موقعا مقابلا أو معارضا للدولة ، فإنما بهدف حملها على المزيد من تدابير وإجراءات تجذير الممارسة الديمقراطية والشراكة مع المجتمع ، في اتجاه تطوير بنى المجتمع هيكليا ، باتجاه الحداثة وإقامة دولة القانون والمؤسسات ، التي يفترض فيها أن تكون نافية للولاءات السابقة لبنية الدولة ، والتي تعمل على النقيض من آلياتها
#حسن_مدن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن الاستخفاف بالشارع
-
من الذي حجب موقع »الحوار المتمدن
...
-
هل تريد الدولة مصادرة الفضاء الأهلي؟
-
لماذا لا نغلق هذا الملف؟
-
برنامج المنبر: البديل الديمقراطي
-
ثلاثون عاماً على حل المجلس الوطني ̷
...
-
جورج حاوي
-
تغيّر الشكل وظلّ الجوهر
-
هذا القانون.. لماذا؟
-
ما هو مشترك بين الشعب
-
الذاكرة التي هُشّمت
-
فقدانــــــــــات العائــــــــــد..!
-
لا فسحة للحلم
-
!هل نسمع العراق؟
-
مربى تشيخوف
المزيد.....
-
الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
-
سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا
...
-
اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو
...
-
بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب
...
-
البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح
...
-
الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي
...
-
قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا
...
-
لافروف يعلق على اعتقال شخصين في ألمانيا بشبهة -التجسس- لصالح
...
-
اعتقال عشرات الطلاب الداعمين لفلسطين من جامعة كولومبيا الأمي
...
-
استياء عربي من رفض أميركا عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|