أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - الكورونا يقوض اسس النظام الليبيرالي الرأسمالي الغربي














المزيد.....

الكورونا يقوض اسس النظام الليبيرالي الرأسمالي الغربي


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6543 - 2020 / 4 / 22 - 17:43
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إعداد: جورج حداد*


منذ الاعلان عن بداية تفشي وباء كورونا في مدينة ووهان الصيتية في كانون الاول 2019 تناقلت الانباء اتهامات وجهتها الصين اعلاميا ضد الولايات المتحدة الاميركية بأن الفيروس هو صناعة اميركية انتجته المختبرات العسكرية الاميركية المحيطة بالصين ووجهته ضد الصين لتخريب اقتصادها، كجزء من الحرب التجارية والاقتصادية التي تشنها اميركا ضد الصين.
وحينما بدأ انتشار الوباء في اميركا في اواخر كانون الثاني 2020 اطلق الرئيس الاميركي ترامب، ولا يزال، اتهاماته ضد الصين بأنها هي السبب في هذا الوباء، وسمّى فيروس كورونا الفيروس الصيني او فيروس ووهان (المدينة الصينية التي انطلق فيها الوباء).
ولكن هذه الاتهامات المتبادلة ظلت في نطاق الاعلام، ولم تصل الى حد تقديم البراهين العلمية الواقعية على صحتها.
وخلال هذا الوقت المأساوي اصيبت اوروبا الغربية واميركا بشدة بالوباء، اكثر بكثير مما اصيبت به الصين وروسيا وايران، اي دول "المحور الشرقي الجديد" المناوئ لاميركا. وانتشر الوباء بسرعة في اوروبا واميركا. وحينما تجاوز عدد الوفيات فيهما 160 الف نسمة، لم يكن عدد الضحايا في الصين وروسيا وايران مجتمعة قد وصل الى عشرة الاف ضحية، مع ان عدد سكانها هو ضعف عدد سكان اوروبا واميركا معا.
وليس هناك اجماع بين المحللين حول صحة الاتهامات بأن الوباء هو شكل من الحرب البيولوجية، من هذا المعسكر او ذاك، او من الاثنين معا.
وسواء كان انتشار الوباء حربا بيولوجية، او نتيجة "خطأ بشري ـ تكنولوجي" ادى الى فقدان السيطرة على بعض التجارب المخبرية، او لاسباب "طبيعية"، فقد ظهرت بشكل فاضح وصارخ هشاشة النظام الصحي ـ الاجتماعي في اميركا والكتلة الغربية الموالية لها، بعكس الكتلة المناوئة لاميركا التي تصدت بحزم للوباء وامكنها السيطرة عليه، على الاقل حتى الان، وذلك بالرغم من جميع العقوبات والحرب التجارية والمقاطعة التي تشنها اميركا وكتلتها ضد دول "المحور الشرقي الجديد".
ولعله من المفيد ان نذكر هنا من باب المقارنة ان الميزانية العسكرية لروسيا والصين وايران تبلغ حوالى 50 مليارا، و150 مليارا، و20 مليار دولار للدول الثلاث بالتتالي. في حين تبلغ ميزانية الولايات المتحدة الاميركية 750 مليار دولار، والميزانية المشتركة لحلف الناتو حوالى تريليون (الف مليار) دولار، وهذا عدا عن الميزانية الحربية الضخمة لكل دولة اوروبية غربية على حدة. وبموازاة هذه النفقات العسكرية الفلكية لاميركا والدول الناتوية الغربية، فقد ظهرت بشكل فاضح هشاشة المنظومة الدفاعية الصحية والنظام الصحي عموما للدول الناتوية وعلى رأسها اميركا. وهذا يعني ببساطة ان النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري الاميركي والغربي قد خسر المعركة وسقط في الامتحان، وتأكد ان هذا النظام هو نظام للاحتكارات الرأسمالية الكبرى وللتسلح والعدوان والقتل، ولكنه ليس بأي شكل من الاشكال نظاما للدفاع الفعال عن شعوبه بالذات، التي هي ضحية لهذا النظام في كل الحالات السلمية وغير السلمية.
لقد وجه الوباء ضربة شديدة لـ "حضارة السوق" الغربية، وقلب ميزان التوازن العالمي رأسا على عقب، وكشف تماما الزيف الكلي للنظام الرأسمالي الليبيرالي، وحقق نوعا من الانقلاب في مفهوم النظام العالمي السائد والمفروض من قبل اميركا حتى الان. والثمن الاكبر تدفعه اميركا ذاتها التي تمثل العمود الفقري لهذا النظام. وقد بدا الوباء وكأنه آخر مسمار في نعش ايديولوجية العولمة والزعامة العالمية لاميركا. وفيما يتعدى كل الاتهامات التي وجهت اليها حول عدم الشفافية في الاعلان عن الوباء، فإن الصين اسرعت لمد يد المساعدة لعدد كبير من الدول الاوروبية وغيرها، لمكافحة الوباء. وفي الوقت ذاته انكشف الخلل في النظام الاطلسي النيوليبرالي، القائم على الارتباط المتبادل والمطابقة فيما بين دول الاتحاد الاوروبي، وبينها وبين الولايات المتحدة الاميركية.
واصبح هناك الان سيل من التحليلات والتوقعات حول النظام العالمي الجديد خلال انتشار هذا الوباء وخصوصا لما بعده.
وفي هذا السياق تبينت افضلية وجود انظمة دولة تعتمد بقوة على القطاع الاقتصادي العام وتمتلك توجهات مجتمعية شاملة ايا كانت الاختلافات في ايديولوجياتها القومية او الاجتماعية ـ السياسية او الدينية، كما هي روسيا والصين وايران.
لقد نزع وباء الكورونا "الاقنعة الحضارية" عن وجوه اميركا والدول الغربية الاخرى التي لم تتقاعس فقط عن تقديم المساعدة للغير وحتى لبعضها البعض، بل وصل بها الامر الى حد الاستيلاء على المواد الطبية العائدة للغير. ولهذا يرى الكثير من المحللين انه في حال طالت فترة الوباء او ما بعدها ستحدث مراجعة للستراتيجية الوطنية والعولمية للدول الغربية، وستحدث زلازل سياسية في العلاقات بين اوروبا واميركا من جهة، وفي داخل الاتحاد الاوروبي من جهة ثانية، وزلازل سياسية واجتماعية داخل اميركا والدول الاوروبية من جهة ثالثة.
ولقد انحدرت اميركا من موقع "الزعيم" الى موقع "الرجل المريض" داخل الكتلة الغربية. وهذا يعني انها خسرت الجولة الاولى من الحرب الباردة الثانية بينها وبين "المحور الشرقي الجديد" المتمثل في روسيا والصين وايران. وليس من الصدفة ان الدهقين هنري كيسينجر ذاته كتب مؤخرا مقالة في "وول ستريت جوررنال" تحدث فيها عن انهيار النظام الليبيرالي العولمي.
والولايات المتحدة التي لا تزال تسيطر عليها اوهام الزعامة العالمية لم تعد لها حظوظ نجاح في مرحلة ما بعد الكورونا، لان تهافتها الخاص قد انكشف للجميع، وكل تهديداتها وعقوباتها وعدواناتها لم تعد تخيف احدا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوروبا: -رجل العالم المريض-!
- مسار حرب النفط بين اميركا وروسيا
- هل تدشن ايطاليا بداية النهاية لوجود الاتحاد الاوروبي؟
- صندوق النقد الدولي وفيروس ترامب
- خطر العدوان على الابواب والخاصرة الرخوة للمقاومة في لبنان
- انهيار اسعار النفط والبورصات وانقلاب السحر على الساحر
- لبنان بيضة القبان وتركيا ستخسر معركة النفط والغاز
- النزاع التركي اليوناني والنفط والغاز في شرقي المتوسط
- فينزويلا شوكة في حلق الامبريالية الاميركية
- البحر الاسود والبلقان في المواجهة الستراتيحية بين الناتو ورو ...
- سقوط النظام العالمي -الليبيرالي- لاميركا
- تغييرات مهمة في تركيبة النظام السياسي الروسي
- ترامب يقود اميركا من هزيمة الى هزيمة
- تدهور العلاقات بين اميركا والاتحاد الاوروبي
- رغم العقوبات الاميركية الغاز الروسي يشق طريقه الى اوروبا
- ميلاد السيد المسيح وبعض ما رافقه من احداث كبرى
- حلف الناتو يحشرج قبل الموت
- كوريا الشمالية تستأنف تسلحها واميركا تبتز كوريا الجنوبية
- سقوط المشاعية البدائية بتدمير قرطاجة، وظهور المسيحية
- ضرورة تأسيس الجبهة الشعبية اللبنانية للانقاذ الوطني


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - الكورونا يقوض اسس النظام الليبيرالي الرأسمالي الغربي