أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - عن تلك الايام التى نسميها الزمن الجميل !














المزيد.....

عن تلك الايام التى نسميها الزمن الجميل !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6543 - 2020 / 4 / 22 - 02:41
المحور: الادب والفن
    


اتصل بى امس صديق من نيويورك.تحدثنا مطولا على الهاتف عن الاصدقاء و عن مرحلة الزمن الجميل عندما كنا نلتقى شلة اصدفاء كل اسبوع .و كلمة الزمن الجميل تستعمل عادة لوصف مراحل معينة سواء من تاريخ بلادنا او من التاريخ الشخصى لللانسان .و تستخدم لوصف مراحل معينة من التاريخ عرفتها و لم نكن حينها نصفها بالزمن الجميل .و هل يكفى ان يصبح الامر من الماضى لكى نصفة بالجميل؟ .قابلت مرة شابا قال لى انتم عشتم فى الزمن الجميل .ابتسمت و قلت له اعتقد انك ترى الامر من زاوية رومانسية بسبب سوء ما نحن فيه الان , لكن الحقيقة ان جيلى كله كان جيل حروب و هزائم و لذا عن اى زمن جميل تتحدث؟ .و ان كان هناك ما يمكن ان نسمية جمالا عن تلك الازمان, هو اننا كنا نملك الكثير من الامل الذى اعتقد ان جزءا لا باس به قد تبخر الان .

هناك من يقصد بهذا التعبير مثلا مرحلة وجود مطرين كبار مثل عبد الوهاب و ام كلثوم الخ .اجل عشنا تلك المرحلة و كنا نترقب صدور اغنية جديدة لام كلثوم بفارغ الصبر .هل هذا كان يكفى ان نصفة الزمن الجميل ؟
الحقيقة انى اعتقد انه ما ان تمر مرحلة حتى نراها زمنا جميلا حتى لو لم تكن كذلك بالفعل .و قد عرفت مراحل متعددة فى حياتى خاصة المراحل التى كنا فيها طلابا لا هم و لا غم و لا مسوؤليات و لحسن الحظ انى عشتها مرتين فى الجامعة اللبنانية و فى جامعة اوسلو.

و خلال هذه المراحل نلتقى بالكثير من الناس ممن ينساهم المرء و ينسوه .و لا يبقى فى الذاكرة سوى القليل جدا ممن عرفهم المرء عن كثب .و اخر زيارة الى لبنان التقيت مصادفه باحدى الطالبات التى كانت تدرس معنا الادب الانكليزى, و اذكر انها كانت من الاكثر تحررا فى الصف .و كنا يومها شلة من الشباب و الصبايا من اصحاب الخيال الثورى نعتقد ان العالم ينتظرنا لكى نغيره و كنا نجلس فى الكافيترا نقرا الشعر و نغنى و نذهب نسير قرب الروشة .كنا خليطا من شيوعيين ستالينين الى ماويين الى تروتسكيين الى مغامريين ثوريين الخ .

كانت قد تغيرت كثرا بفعل مرور السنوات . قالت لى انها لم تزل تحتفظ ببعض الدفاتر من ايام الجامعة و من ضمنها بضعة اوراق خربشة شعر بالانكليزية كنت اكتبها لها عندما كنت اشعر بملل اثناء المحاضرة . .

و على كل حال هذه الخربشة كانت تقليدا عندى عندما كنت امل من المحاضرة . كنت اكتب على الدفتر او على ورق ما يخطر على بالى و كنت احيانا اعطي بعض ما اخربش للزملاء و الزميلات من قبيل المزاح .

اتذكر انه فى مادة تاريخ الاديان و كان يومها عن ديانة النورون التى كانت فى اسكندينافيا قبل المسيحية. كان الاستاذ مملا الى درجة قاتلة رغم ذكاءة و خبراته و كتبه التى الفها .لكنه كان يتحدث بطريقة متواصلة كانت تشعرنى بالملل و احينا بالنعاس . عندها ابدا الخربشة و ارسل بعضا منها للزملاء و الزميلات . و قد كتبت مرة انه لو عرف و هو يشرح بحصول حرب عالمية ثالثة لاستمر يشرح و كان شيئا لم يكن

..كل هذا نسميه الان الزمن الجميل !

.لكن كان هناك زمن جميل كنت اعرف فى حينها انه جميل .كان ذلك فى الاوقات الجميلة فى الصيف عندما كنا نذهب فى ليالى الصيف المضيئة مع الشباب و الصبايا الى بحيرة سونغ فان نسبح فى الليل و نوقد النار و نشوى لحوما و نغنى و نرقص الخ .كنت حينها اقول انه سياتى يوم اشعر بالحزن ان تلك الايام قد انقضت



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا له من يوم ربيعى رائع!
- لمسة اليد !
- تاريخ جديد!
- عودة الروح
- لكى لا نغرق فى الثرثرات الشكليه, الحاجة الملحة الى قراءات نق ...
- يا له من عالم غريب !
- تاريخ من الاحزان !
- حول الرموز الثقافية
- هل تتجه اوروبا نحو الفاشية ؟
- وقت للتامل
- مجتمعات معقمة !
- طلب جنسية!
- عن الزمن و الحياة !
- لماذا طلب جوليوس قيصر من حارسه ان يذكره بالحقيقه!
- العقل المستقيل !
- فى انتظار نوار!
- فى صحبة الاصدقاء
- حان الوقت استدعاء كارل ماركس
- الجنرال كورونا على الحدود!
- هل يمكن تفسير تصاعد القسوة و التراجع الخطير للقيم الانسانية.


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - عن تلك الايام التى نسميها الزمن الجميل !