أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بسام جودة - من الحوار إلي الاستفتاء ... ماذا يريد المتحاورين!!!؟؟؟















المزيد.....

من الحوار إلي الاستفتاء ... ماذا يريد المتحاورين!!!؟؟؟


محمد بسام جودة

الحوار المتمدن-العدد: 1581 - 2006 / 6 / 14 - 08:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


حبذا لو يكن الحوار الفلسطيني بعدما مر بمرحلة من الجدل العقيم والغير هادف ووصلت الأمور لدرجة الخلاف والتصارع والصدام بين المتحاورين علي منطلقاته وركائزه ، أن يعيد المتحاورين حساباتهم ورؤيتهم حول هدف هذا الحوار ومدي ضرورته ومتطلباته وأهميته المثلي للخروج من حالة الواقع المأساوي وتعقيداته التي يعيشها المجتمع الفلسطيني علي كافة الصعد والاتجاهات .
فمنذ أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس فكرة الاستفتاء الشعبي علي وثيقة الوفاق الوطني التي صدرت عن الحركة الوطنية الأسيرة في السجون الإسرائيلية وما تبعها من ردود أفعال سلبية علي هذه الوثيقة من قبل حركة حماس ومعارضتها لعملية القبول بهذه الوثيقة أو الاستفتاء عليها ، كقاعدة ينطلق ويستكمل من خلالها الحوار الوطني إنما يشكل أزمة جديدة علي حالة التأزم الحاصل علي المستوي الداخلي الفلسطيني ،وهذا يدعونا وهنا أقصد المتحاورين جميعاً وعلي رأسهم حركة حماس لإعادة النظر وبجدية في طبيعة ومنهجية الحوار الوطني وأهدافه ومتطلباته في ظل تفاقم الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية وفي ظل ترأسها للحكومة الفلسطينية وقيادتها للشعب الفلسطيني ،فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تترك الحالة المشهدية المأساوية في الداخل الفلسطيني بهذا التشرذم والانفلات والفوضي والفلتان والوضع الاقتصادي المتدهور والسياسي الجائر علي شعبنا وقضيته العادلة ، فهذه الأوضاع وان كانت اوضاعاً مرحلية إلا أن عملية تفاقمها وازديادها واستشراها بات أكثر احتمالاً وقد يصعب التغلب عليها أو إحكام السيطرة عليها إذا ما وضعت حلولاً جذرية لها ، وهذا يتطلب عملية وفاق واتفاق وحوار جدي مسئول وليس حوار جدلي فضفاض تسوده الفئوية والمصلحة الحزبية فوق اعتبارات المصلحة الوطنية العليا لشعبنا الفلسطيني .
لذلك كان من الضروري أن يحترم هذا الحوار من قبل كل المتحاورين كي ينجح حوارهم هذا ويحقق تطلعات شعبهم وأوضاعه المتأزمة والحالة الفوضوية التي يعيشها ، فما يجري علي الساحة الفلسطينية من أحداث مؤسفة بين حركتي فتح وحماس وصلت لحد استخدام الأسلحة والقنابل والقذائف والعراك فيما بينهم ليس مسؤولية هاتين الحركتين فقط بل مسؤولية كل الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية علي حد سواء .
إن عملية ظهور بعض ممثلي الفصائل الفلسطينية علي شاشات التلفزة والحديث عن ما يجري في الساحة الفلسطينية وخاصة فيما يتعلق بالوضع الفوضوي وحالة الفلتان الأمني الحاصل في شوارع غزة بشكل خاص لا يكفي التحدث عنه بالشجب والاستنكار من قبل تلك الفصائل أو الظهور بمظهر أن لا علاقة لها بما يجري ، أعتقد أنه كان من الأجدر علي هذه التنظيمات والتي شاركت جميعها بالحوار الوطني أن تقف وقفة واحدة متلاحمة وصارمة ضد كل ما يجري في شوارع غزة ولو وصلت الأمور لمقاطعة هذا الحوار المخجل الذي لم يتمخض عنه إلا المزيد من تعقيد للأمور ومجريات الأحداث .
فأي حوار تريده فصائلنا وتنظيماتنا الفلسطينية جميعها وعلي ماذا ؟ إن لم يكن هذا الحوار من أجل إنقاذ الوضع السياسي والأمني والاقتصادي الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني و الخروج ببرنامج سياسي فلسطيني موحد قادر علي إعادة وتنظيم البيت الداخلي الفلسطيني من أجل مواجهة كل الضغوطات والتحديات التي تمارسها إسرائيل والمجتمع الدولي علي شعبنا وقيادته الوطنية ؟
جميعنا يدرك أن الواقع الفلسطيني لا يمكن إنقاذه دون وضع حلول جذرية ومسئولة لكل الانعكاسات السلبية الحاصلة فيه داخلياً ، وكلنا يدرك أن الحوار من مسلمات هذه العملية والذي لا يمكن بدونه أن يتغير حالنا لما هو أفضل أو حتى إنقاذه ، فلماذا ندخل قاعات الحوار ونتناسا ما يحدث ويدور خارجها من ممارسات سلبية وغير مسئولة تزيد من حدة وتوتر وتفاقم الأحداث والأوضاع الداخلية التي يعيشها شعبنا ؟؟ لماذا نتحاور وبداخلنا نوايا سلبية كل تجاه الأخر ؟؟ لماذا نتحاور ونحن بحوارنا نزيد من حالة التشرذم والانفلات والفوضي في الساحة الفلسطينية ؟؟ لماذا نتحاور ونحن نتطلع لمصالحنا الفئوية والحزبية الضيقة ونتجاهل مصلحة شعبنا العليا ؟؟لماذا نتحاور ونحن غير قادرين حتى بالخروج ببرنامج وطني يجمع بالحد الادني من القواسم المشتركة بيننا كفصائل ؟؟؟ لا ادري لماذا تناسينا قضيتنا وتركنا صراعنا مع عدونا الإسرائيلي الذي يشن هجوماً وعدوانا يومياً علينا ويقترف بجرائمه الوحشية الغير أخلاقية أو إنسانية أبشع جرائم الحرب الدموية في هذا العالم ويفرض حصاراً خانقاً وظالماً علي شعبنا وسلطته الوطنية ، وبدأنا نعد العدة لذاتنا وتناسينا شعبنا الصامد الذي في كل صباح وفي كل يوم يذبح ويجلد ألف مرة ، نتيجة الانصياع وراء مصالحنا الذاتية و الانجرار باتجاه الاقتتال وفرض العضلات والقوة والقوة المضادة لهذا التنظيم وذاك؟؟؟ إذا فأي حوار يريد المتحاورين ؟؟ وأي حوار ينتظر نتائجه المواطنين المقهورين ؟؟؟
وهنا لا أريد أن أزيد الطين بلة أو أن أجلد ذاتنا أو أحمل الأمور أكثر مما تحتمل ، ولكني لست علي قناعة بأن المتحاورين العظماء عاجزون عن قراءة الحالة السوداوية بكافة جوانبها التي تحل بشعبنا وقضيته إذا ما تم استدراكها قبل فوات الأوان ، في الوقت الذي باتت فيه السياسة الإسرائيلية أمام المجتمع الدولي واضحة المعالم تجاهنا كفلسطينيين وأصبحت الذرائع والمبررات لديها جاهزة وملموسة عن عدم وجود شريك فلسطيني مستغلة بذلك الأوضاع الفلسطينية الداخلية وانشغال الفلسطينيين بمشاكلهم وخلافاتهم وتصارعهم وتنازعهم لتطبيق مخططاتها العنصرية وفرض سياسة الأمر الواقع و الحلول الأحادية وترسيم الحدود وبالتالي محاصرتنا ووضعنا في سجن محاط بجدار محكم من كل الاتجاهات نتطاحن بداخله وغير قادر علي الاتصال والتواصل مع العالم الخارجي ،وهذا ما خطط له شارون في عهده عندما فك الارتباط مع الفلسطينيين بقطاع غزة وجاء اولمرت علي نفس هذه السياسة ليستكمل تطبيق ما بقي منها علي باقي مدن الضفة الغربية .
أعتقد انه ثمة تحديات كبيرة تواجه شعبنا وقيادته منذ عهد الرئيس ياسر عرفات وفشل اتفاقية كامب ديفيد وحتى الانتخابات التشريعية الفلسطينية ، سيما وانه ما من شك أن هذه الانتخابات كانت عملية ديمقراطية ونزيهة شهد لها العالم أجمع عندما خاضها الشعب الفلسطيني واختار بثقة قيادته وحكومته ، ولكن كان من الأجدر لهذه الحكومة أن يكون لها برنامجا وطنيا وسياسيا واضح المعالم ومقروء ومدروس جيداً يتوافق إلي حد ما وطبيعة المرحلة السياسية التي يعيشها شعبنا والسياسة الدولية والعربية علي حد سواء ، و يحافظ علي بنيوية المجتمع الفلسطيني وآليات النهوض بواقعه ومقومات صموده وتقوية وتعزيز جبهته وتلاحمه الداخلي لمجابهة عدونا وصراعنا معه، بدلاً من الدخول في مصيدة الاقتتال الداخلي والانفلات والفوضي والتصارع والخلاف علي السلطة والصلاحيات وبالتالي كان هذا الحوار مثقل ومنغمر ومتأثر بمصلحة البرنامج الحزبي الفئوي أكثر منه لبرنامج الوفاق والإجماع الوطني للمصلحة العليا لشعبنا ، مما آل لهذا الحوار أن يصل إلي حد الجدل العقيم والأقرب للفشل من النجاح .
لهذا كان طرح الرئيس محمود عباس حول موضوع الاستفتاء علي وثيقة الأسري للوفاق الوطني وإجراءه في 26/7 من هذا العام ، ليس من باب الانقلاب علي الحكومة أو الاستفتاء عليها أو من باب الاستفتاء علي الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية ، وإنما طرح الاستفتاء جاء نتيجة فشل هذا الحوار وعدم قدرة المتحاورين فيه علي التوصل لأي من أهدافه المرجوة لإنقاذ الوضع الفلسطيني الداخلي من جهة والخروج ببرنامج وطني سياسي موحد يجمع بالحد الادني من القواسم المشتركة بين جميع المتحاورين ويعزز الوحدة الوطنية ويقوي الجبهة الداخلية الفلسطينية وصمودها في وجه المخططات الإسرائيلية والضغوطات الدولية علي شعبنا من جهة ثانية، وإعادة ترتيب وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الجسم الجامع والبيت الفلسطيني الكبير الحامية للمشروع الوطني وقائدة مسيرة كفاح ونضال شعبنا عبر التاريخ من جهة أخري .
وهنا أريد القول أنه بالرغم من طرح الاستفتاء والإعلان عن موعده إلا أنني أحبذ أن نصل إلي الوفاق الوطني من خلال الحوار الفصائلي ، فثمة جهود جدية يمكن أن تبذل لإنجاح حوارنا هذا قبل أن نصل لموعد الاستفتاء إذا أردنا ، فحوارنا يمكن أن يقطع الطريق علي إجراء هذا الاستفتاء إذا فعلاً انطلقنا من هذا الحوار علي قاعدة وثيقة الأسري للوفاق الوطني التي أعتقد أنها وثيقة يمكن أن تؤسس لبناء حوار جدي ومسئول ومتعمق بين جميع القوي والفصائل علي الساحة الفلسطينية وليس من خلال حوار طرشان جدلي وعقيم لا يفضي إلا مزيدا من التعقيدات للواقع الذي يعيشه شعبنا ومصلحته العليا، فالوطن والقضية أكبر من كل الخلافات والصراعات بين هذا التنظيم وذاك ، فإذا شئنا فليكن للحوار معني وان لم نشء فتكون قد حلت المصيبة والكارثة الأكبر والأخطر للشعب والوطن والقضية وليجري الاستفتاء، وتطرق أبواب جهنم علي كل المتحاورين وبئس المصير .....!!!!!



#محمد_بسام_جودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم حرب اسرائيلية وحوار فلسطيني ساخر...؟؟؟
- منظمة التحرير الفلسطينية وما بين فتح وحماس وتبادل الأدوار!!! ...
- فوضي وحصار وحوار...!!!
- الي متي ........!!!؟؟؟
- نقطة نظام :إلي السادة الذين تنتظرهم طاولة الحوار الوطني !!!؟
- الدولة ثنائية القومية بين النظرية والتطبيق ؟؟؟
- المطلوب حواراً جدياً لا حواراً خطابياً للحال الفلسطيني
- حتى لا تكون غزة مسرحاً للفوضى والفلتان !!!؟؟؟
- القمة العربية في الخرطوم والحال العربي المشئوم!!!؟؟؟
- الشباب الفلسطيني ودوره في المشاركة السياسية
- نحن في زمن الشرعية لمن لا شرعية له...!!!؟؟؟
- حماس وعباس ...توافق أم انقلاب
- قضية الأسري في الخطاب السياسي الفلسطيني وتحديات المرحلة المق ...
- حركة فتح ...والحراك التنظيمي المطلوب!!!
- واقع مؤسسات العمل الأهلي في فلسطين
- الشباب الفلسطيني سيقدم نموذجاً ديمقراطياً لأول ميلاد برلمان ...
- موصلاتي شاهد عيان علي عنجهية الاحتلال وممارساته في المجتمع ا ...
- التغريبة الفلسطينية ملحمة تاريخية تفتح الجرح .. وتنبش الذاكر ...
- قمة شرم الشيخ ونوايا حكومة تل ابيب
- رسالة عفوية من حناجر شباب فلسطين إلى من بقيت لديه حاسة السمع ...


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بسام جودة - من الحوار إلي الاستفتاء ... ماذا يريد المتحاورين!!!؟؟؟