أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - الصمود أو الانهيار














المزيد.....

الصمود أو الانهيار


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 6543 - 2020 / 4 / 21 - 03:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمر الشعوب من محنة الى أخرى، ويعتبر الاستغلال والقهر الطبقيين أخطر هذه المحن. وتكمن خطورتهما في القتل البطيء والجماعي للمضطهدين، ومنهم على الخصوص العمال والفلاحين الفقراء؛ وذلك من خلال حرمانهم من أبسط شروط الحياة الكريمة، رغم أنهم صناع الثروة، صناع الحياة الجميلة والمستقبل السعيد. ولن تزول هذه المحن إلا بعد تقرير الشعوب المضطهدة لمصيرها عبر انتفاضاتها وثوراتها.
أما ما نعيشه اليوم، أي محنة اليوم، فليست الأولى ولن تكون الأخيرة، كما أنها ليست سوى عبء آخرا يثقل كاهل المضطهدين ويعمق معاناتهم. وأكثر ما نهابه الآن، ليس انقراض الشعوب، بل انهيار المناضلين.
إن الشعوب لا تنقرض وإرادتها لا تقهر. تنقرض الأسماء والأماكن والحكام وتتغير الحدود، وتخلد الشعوب وتستمر. فرغم الخسارات والانكسارات والتضحيات الجسيمة أمام دموية الأنظمة الرجعية والصهيونية والامبريالية، تنبثق الشعوب من رمادها وتتجدد وتتطور. إن التاريخ لا يعيد نفسه...
وماذا عن المناضلين؟ ما هي أدوار المناضل؟
لا تتحدد أدوار المناضل الآن. ولن نتفرغ أو نسابق الزمن تحت ضغط اللحظة لابتكار المناضل سوبيرمان (SUPERMAN)، كما البحث الجاري لاكتشاف علاج كوفيد-19 أو الدجل المرافق له. ولسنا خارج التاريخ، وهي التهمة التي تحاصرنا دائما كلما جهرنا بالحقيقة. المناضل يعرف أدواره وإلا بأي حق يحمل صفة مناضل. وأقصد المناضل المنظم أو المقتنع بالتنظيم القائم على المركزية الديمقراطية. ولعل أبسط أدواره التنسيق/التواصل والالتزام وإنجاز المهام النضالية المنوطة به في الزمن والمكان المناسبين وبشكل مبدع ومساير لدينامية الصراع الطبقي. ومن باب تفسير الماء بالماء، إذا قلنا إننا نتفاعل مع هذه اللحظة السياسية وفق المعطيات والمستجدات الحاصلة. إنه تحصيل حاصل...
قد نتفهم تخلف المناضل عن القيام بدور من أدواره النضالية في ظل الشروط الذاتية والموضوعية الراهنة، وطبعا بما لا يفسد للنضال "قضية" (النقد والنقد الذاتي). لكن صمود المناضل، بمعنى الثبات والتشبث بالمبادئ والمواقف بشكل خلاق ومنسجم، لا يناقش (لا نقصد الجمود والعناد). فإما الصمود أو الانهيار...
كثيرون انسحبوا تحت تأثير النكوص المدمر الحالي، ومنهم من التحق بخندق النظام تحت هذا المبرر أو ذاك. كثيرون لم يعودوا يقوون على مجابهة النظام القائم والقوى السياسية الرجعية ومن بينها القوى الظلامية والشوفينية رغم استفحال التردي الاقتصادي والاجتماعي والاستهتار بأرواح العمال. كثيرون عجزوا (وكثير من العجز بمعنى التواطؤ) عن التصدي للبيروقراطية ومكر القيادات النقابية التي حطمت كل الحواجز بينها وبين الباطرونا وعن فضح مساهمتها في قتل العمل النقابي وتقديم أعناق الشغيلة لمقصلة النظام وقاعدته الطبقية، أي البورجوازية الكبيرة (الكمبرادور والملاكين العقاريين). كثيرون يتفرجون على استنزاف العمال بمختلف المواقع الإنتاجية (مثال عمال وأطر امانور بطنجة وتطوان والرباط) وعلى غرق المعتقلين السياسيين في السجون وغياهيب النسيان...
إننا في منعطف تاريخي فارق، إنها ظرفية "غسل الأدمغة" وتسييد التعاون الطبقي وتجييش الموالين للمشاريع السياسية المهادنة. إنها مخططات امبريالية صهيونية ورجعية تنزل إقليميا ودوليا على نار هادئة.. وإذا كانت انتفاضات الشعوب إبان ما عرف "بالربيع العربي" أرضية لإعادة ترتيب أولويات منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وبما يكرس مآسي شعوب هذه المنطقة ونهب خيراتها، فإننا مع وباء كورونا فيروس سنستفيق قريبا على خريطة جديدة بالضرورة ستكون الشعوب المضطهدة ضحيتها كما دائما...
كثيرون يبررون ما لا يبرر، وفي مختلف المجالات السياسية والنقابية والثقافية... ومن الطبيعي أن يكثر كذلك الدجل والدجالون والشعوذة والمشعوذون، على حساب العلم والفكر العلمي...
هؤلاء "الكثيرون" المدعومون كانوا دائما كثيرين ومدعومين، ومنهم خريجي الجامعات والسجون والجمعيات والنقابات والمنظمات السياسية السرية... الجديد هو ارتفاع سرعة الانسحاب وتفاقم وتيرته. وهذه المرة تقمص بعض هؤلاء "الكثيرون" شخصيات (انتحال صفة) الكهان والوعاظ ولبسوا المسوح والعباءات ونشطت لديهم غدد الانبطاح و"التسامح" السياسي وازدادت لديهم إفرازات هرموناتها، حتى لم نعد نسمع غير التوبة والندم والمسامحة والواقعية والتعاون (حتى مع "الشيطان") وفعل الخير بالمعنى الأخلاقي أي التصدق... وكأننا بهم أمام ثورة "أخلاقية"...
المناضل اليوم مطالب بالصمود أكثر من أي وقت مضى، سواء كان وراء القضبان أو أمامها؛ أما السجن، فواحد...
إن المناضل بين يدي الجلاد، أو بمعنى آخر المناضل بين المطرقة والسندان. لذا فالصمود خط/حد فاصل.
إن المناضل اليوم مطالب بالثبات والحفاظ على التوازن والانسجام في علاقة مرجعيته/النظرية بالممارسة في ظل العجز الذي يطوقنا جميعا. فذلك من بين آليات المقاومة والانفلات من قبضة الضعف والتيه. وليس عيبا أن نعترف بعجزنا، العيب أن نقبل به أو أن نتعايش (التطبيع) معه كنوع من الاستكانة والخنوع والقبول بالأمر الواقع. كما أن العيب ليس في الحلم، بل في عدم العمل على تحقيقه (قول حكيم)...
وبدون شك، قد ينفذ الصمود كما الصبر في غياب مقوماته المادية، ومنها الفعل والدعم الرفاقي. فأن يصمد المناضل يعني أنه مقتنع بقضيته وقادر على التحدي وتغذية صموده، أي أنه قادر على الفعل...
تحية لشهداء شعبنا..
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين..
تحية للعمال الصامدين..
تحية لرفاقنا الصامدين رغم كل الإكراهات القائمة..
تحية لكافة أبناء شعبنا الصامدين..



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض مضحكات ومبكيات السجن..
- رسالة مفتوحة الى الميلودي موخاريق
- كفى من الفرص الضائعة!!
- الصمت
- شيء عن الحجر القمعي سنة 1984
- المناضل اليوم..
- عمال -أمانور- بطنجة وتطوان والرباط
- أن نتذكر في بحر النسيان بعمق -CORONA VIRS-..
- رضوان العيروكي: رفيق آخر يرحل..
- تحية الى مناضل صنديد
- ماذا في -قبك سخون-؟
- ائتلاف حقوق الإنسان يزور -الولي- بنموسى
- التنسيق النقابي الخماسي: أي دور؟ أي أفق؟
- هل نعرف حقا الواقع الذي نريد تغييره؟
- نموذج النضال النقابي بطنجة
- المعتقلان السياسيان شعول ومحنة فقدان الأب..
- فيدرالية اليسار الديمقراطي (وكما دائما) تلبي النداء
- أن تيأس، فأنت لست مناضلا
- الشهيد الكاديري.. لن ننساك..
- ماذا يجري بفرنسا؟


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - الصمود أو الانهيار