أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - لخبطة فكريّة و مغالطات و بثّ للأوهام البرجوازيّة - الفصل السادس من بحث - - وثائق المؤتمر الخامس لحزب العمّال التونسي تبيّن بجلاء أنّه حزب تحريفي إصلاحي لا غير -















المزيد.....



لخبطة فكريّة و مغالطات و بثّ للأوهام البرجوازيّة - الفصل السادس من بحث - - وثائق المؤتمر الخامس لحزب العمّال التونسي تبيّن بجلاء أنّه حزب تحريفي إصلاحي لا غير -


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 6542 - 2020 / 4 / 20 - 21:15
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لخبطة فكريّة و مغالطات و بثّ للأوهام البرجوازيّة - الفصل السادس من بحث -
" وثائق المؤتمر الخامس لحزب العمّال التونسي تبيّن بجلاء أنّه حزب تحريفي إصلاحي لا غير "
(ملاحظة : البحث بأكمله ، نسخة بى دى أف ، متوفّر بمكتبة الحوار المتمدّن )
---------------------------------------------------------------------------------------------------------
" إن الثورة الشيوعية تقطع من الأساس كل رابطة مع علاقات الملكية التقليدية ، فلا عجب إذن إن هي قطعت بحزم أيضا ، أثناء تطورها ، كل رابطة مع الأفكار و الآراء التقليدية ."
( ماركس و إنجلز ، " بيان الحزب الشيوعي " )
------------------------------
" هذه الإشتراكيّة إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتوريّة الطبقيّة للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".

( كارل ماركس ، " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 )
-----------------------------------
" يحدث الآن لتعاليم ماركس ما حدث أكثر من مرّة فى التاريخ لتعاليم المفكّرين الثوريّين و زعماء الطبقات المظلومة فى نضالها من أجل التحرّر . ففى حياة الثوريّين العظام كانت الطبقات الظالمة تجزيهم بالملاحقات الدائمة و تتلقّى تعاليمهم بغيظ وحشيّ أبعد الوحشيّة و حقد جنونيّ أبعد القحّة . و بعد وفاتهم تقوم محاولات لجعلهم أيقونات لا يرجى منها نفع أو ضرّ ، لضمّهم ، إن أمكن القول ، إلى قائمة القدّسيّين ، و لإحاطة أسمائهم بهالة ما من التبجيل بقصد " تعزية " الطبقات المظلومة و تخبيلها ، مبتذلة التعاليم الثوريّة بإجتثاث مضمونها و ثلم نصلها الثوري . و فى أمر " تشذيب " الماركسيّة على هذا النحو تلتقى الآن البرجوازيّة و الإنتهازيّون داخل الحركة العمّاليّة . ينسون ، يستبعدون، يشوّهون الجانب الثوريّ من التعاليم ، روحها الثوريّة . و يضعون فى المقام الأوّل و يطنبون فى إمتداح ما هو مقبول للبرجوازية أو يبدو لها مقبولا ."
( لينين ، " الدولة و الثورة " )
-----------------------------------
" إنّ ديالكتيك التاريخ يرتدى شكلا يجبر معه إنتصار الماركسيّة في حقل النظريّة أعداء الماركسيّة على التقنّع بقناع الماركسيّة. "
( لينين ، " مصائر مذهب كارل ماركس التاريخيّة " )
--------------------------------------
" إنّ الإستعاضىة عن الدولة البرجوازية بدولة بروليتارية لا تمكن بدون ثورة عنيفة "

( لينين ، " الدولة و الثورة " – الصفحة 23 )
----------------------------------
" إنّ الماركسيّة هي أيضا تطوّرت في غمرة النضال . ففي بادئ الأمر كانت الماركسيّة تصطدم بهجمات من كلّ نوع و تعتبر عشبة سامة . و هي في الوقت الحاضر و في أجزء شتّى من العالم ما تزال تتعرّض للهجمات و تعتبر عشبة سامة ..."
( ماو تسى تونغ ، " حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب " )
-------------------------------------
" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدّم ، و لا بد أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم .فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية. و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي ."
( ماو تسي تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية " ، 12 مارس/أذار 1957 ؛ " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " الصفحة21-22)


" إنّ الإستيلاء على السلطة بواسطة القوة المسلّحة ، و حسم الأمر عن طريق الحرب ، هو المهمّة المركزية للثورة و شكلها الأسمى . و هذا المبدأ الماركسي - اللينيني المتعلّق بالثورة صالح بصورة مطلقة ، للصين و لغيرها من الأقطار على حدّ السواء ".

( ماو تسى تونغ ، " قضايا الحرب و الإستراتيجية " نوفمبر- تشرين الثاني 1938؛ المؤلفات المختارة ، المجلّد الثاني )

" فى عالم يتميّز بإنقسامات طبقية ولامساواة إجتماعية عميقين ، الحديث عن " الديمقراطية " دون الحديث عن الطبيعة الطبقية لهذه الديمقراطية ، بلا معنى وأسوأ. طالما أنّ المجتمع منقسم إلى طبقات ، لن توجد " ديمقراطية للجميع " : ستحكم طبقة أو أخرى وستدافع عن وتروّج لهذا النوع من الديمقراطية الذى يخدم مصالحها و أهدافها. المسألة هي : ما هي الطبقة التى ستحكم وإذا ما كان حكمها ونظام ديمقراطيتها، سيخدم تواصل أو فى النهاية القضاء على الإنقسامات الطبقية و علاقات الإستغلال والإضطهاد و اللامساواة المتناسبة معه ."
(بوب أفاكيان ، " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " ، المقولة 22 من الفصل الأوّل ، ترجمة شادي الشماوي ، مكتبة الحوار المتمدّن )
----------------------------
كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية.

( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره "، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005)
مقدّمة :
في إطار جهدنا الدؤوب الذى لا يعرف الكلل للقيام بالواجب الشيوعي الثوريّ الذى من أوكد مهامه في الوقت الراهن نقد و تعرية التحريفيّة و الإصلاحيّة بوجه عام و تحريفيّة و اصلاحيّة المتمركسين في القطر و عربيّا بوجه خاص للتحرّر من براثنهما و نشر الشيوعية الجديدة كإطار نظري جديد للمرحلة الجديدة من الثورة البروليتارية العالمية ، تتنزّل هذه القراءة النقديّة الماركسية لوثائق المؤتمر الخامس لحزب العمّال الذى إنعقد في ديسمبر من سنة 2018 ؛ وهي ليست باكورة أعمالنا بهذا المضمار بل هي مواصلة و تتمّة و تتويج لمقالات سابقة صغناها للغرض نفسه و شملت نقدا لكتابين للناطق الرسمي باسم هذا الحزب و لم نتركها حبيسة الرفوف.
و يقوم بناء هذه القراءة النقدية الجديدة على ما نعدّه من أهمّ المسائل في الخطّ الإيديولوجي و السياسي لهذا الحزب ، أي على الأعمدة التالية التي سنتناول بالبحث بالقدر اللازم في هذا المقام ، دون إسهاب أو إطناب :
دحض أسس الهجوم المسعور الرجعي المتواصل على الماويّة :-I
1- هجوم مسعور على الوقائع و الحقائق التاريخيّة الماويّة و على علم الشيوعية
2- الوقائع محلّيا و عالميّا أثبتت و تثبت صواب الأطروحات الماويّة و خطل الترّهات الدغمائيّة التحريفيّة الخوجيّة لحزب العمّال
نقد لجوانب من المنهج الخوجي المثاليّة الميتافيزيقيّة المناهضة للمادية الجدلية و الماديّة التاريخيّة :-II
1- الإطلاقيّة المثاليّة الميتافيزيقيّة
2- لا حتميّة في النظرة الماركسيّة الأرسخ علميّا
3- قراءة غير مادية جدليّة لمسألة ستالين و الإنقلاب التحريفي فى الإتّحاد السوفياتي
الهدف الأسمى هو الشيوعيّة و ليس الإشتراكيّة : -III
1- شيء من اللخبطة الفكريّة لدى حزب العمّال التونسي في علاقة بالشيوعيّة
2- الثورة و دكتاتوريّة البروليتاريا في الخطّ التحريفي و الإصلاحي لحزب العمّال التونسي
3- الشيوعيّة و ليست الإشتراكية هي الهدف الأسمى للحركة الشيوعية العالميّة
مزيدا عن تحريف حزب العمّال للمفهوم الماركسي للدولة :-IV
1- الدولة الجديدة و الجيش و الأمن وفق الفهم التحريفي الخوجي لحزب العمّال
2- مغالطات بصدد دولة الإستعمار الجديد بتونس
3- الدولة و الدكتاتوريّة بين الفهم الماركسيّ و الفهم التحريفي
مرّة أخرى ، ثورة أم إنتفاضة شعبيّة ؟-V
1- نقاش طفيف لشعار " المؤتمر الوطني الخامس " ، " إلى الثورة "
2- دفاع مستميت عن كونها ثورة و إعترافات بنقيض ذلك ، بأنّها ليست ثورة !
3- الثورة و تحريف حزب العمّال للينينيّة
4- الفهم الماركسي الحقيقي للثورة و تداعياته
- لخبطة فكريّة و مغالطات و بثّ للأوهام البرجوازيّة :VI
1- لخبطة فكريّة بشأن طبيعة الثورة في تونس
2- مغالطات بيّنة بشأن القضاء على الإستبداد و بشأن لجان حماية و الجبهة الشعبيّة
3- تهافت تكتيك الحرّيات السياسيّة
حزب العمّال التونسي حزب خوجي تحريفي إصلاحي على حافة الإنهيار :-VII
1- خطاب ليبالي برجوازي
2- مزيدا عن التفسّخ الإيديولوجي لحزب العمّال
3- حزب مفلس و على حافة الإنهيار
--------------------
و هذه النقاط المحوريّة مرفوقة بخاتمة مقتضبة غاية الإقتضاب .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------

VI – لخبطة فكريّة و مغالطات و بثّ للأوهام البرجوازيّة

أنف لنا كشف جملة من مغالطات حزب العمّال حول عدّة مسائل و بؤرة تركيزنا في هذا المحور هي المغالطات المتّصلة بطبيعة الثورة المنشودة في تونس .
1- لخبطة فكريّة بصدد طبيعة الثورة في تونس :
مرّت بنا مظاهر عدّة من اللخبطة الفكريّة المميّزة للخطّ الإيديولوجي و السياسي لحزب العمّال كما تكشّفت في وثائق مؤتمره الخامس ومنها الخلط الخوجي بين الإشتراكية و الشيوعية على أنّ الإختلاف بينهما في الدرجة فحسب ، و الخلط بين الإنتفاضة و الثورة في مصطلحه الإنتهازي المنحوت حديثا إنتفاضة / ثورة إلخ . و يهمّنا أن نضيف إلى ذلك أوجها أخرى من هذه اللخبطة الفكريّة الخوجيّة التي ترمى إلى مغالطة المناضلات و المناضلين و الجماهير الشعبيّة الواسعة و العمل على توجيههم وجهة إصلاحية .
أ- في سياق الحديث عن حكومة مهدى جمعة " كحكومة إنتقاليّة جديدة " ، كتب قادة حزب العمّال " إنّه كان من الواضح منذ البداية أنّها لن تلتزم بها [ المهام المرسومة في " وثيقة " خارطة الطريق " الصادرة عن " الحوار الوطني " ] و أنّها ستنفّذ إملاءات المؤسّسات الماليّة الدولية التي عادت لتتحكّم بقوّة في مصائر البلاد ". ونضع سطرا تحت مفردة " عادت" التي توحى بأنّها إنقطعت لفترة زمنيّة ما و هذا محض هراء فهذه المؤسّسات الماليّة الدوليّة يد و أداة بيد الإمبريالية المتحالفة مع الطبقات الرجعيّة الحاكمة المحلّية و منذ صفقة مارس 1956 الإستعمارية الرجعية و نشأة دولة الإستعمار الجديد ما إنفكّت تتحكّم بشكل أو آخر في مصير البلاد و ما برحت يوما تفعل ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، سرّا و علنا ، في عهد بورقيبة و بن علي و حتّى الحكومات المتتالية بعد سقوط بن علي . فيكفى تلاعبا بعلاقة الإمبريالية بالطبقات الرجعية المحلّية الحاكمة ، و كأنّ الإنتفاضة الشعبيّة حرّرت البلاد من الهيمنة الإمبريالية ، و كأنّها أنجزت المهام الوطنيّة لكن الحكومات المتتالية هي التي أعادت تدخّل المؤسّسات المالية و الإمبريالية إلى سالف عهده ، يكفى بثّا للأوهام ففي أوج الإنتفاضة و أيام هرب بن علي و ما تلاها ، كانت الإمبريالية تتدخّل بطرقها الخاصة في مجريات الصراع الطبقي و من ينكر ذلك يستهتر بالواقع الملموس وهو أعمى بعيون مثالية يسبح في أوهام إنجاز التحرّر الوطني لمجرّد رفع مطلب " الكرامة الوطنية " إلى جانب الشغل و الحرّية .
ب - لمّا تناول مؤلّفو الوثائق التي ننقد طبيعة الثورة اللازمة أو المنشودة في تونس و قواها الثورية و مهامها ، أبدوا تشوّشا فكريّا كبيرا من اليسير حتّى على القرّاء العاديّين ملاحظته إن قرأوا بشيء من التركيز الكتاب المتضمّن لهذه الوثائق . و من ذلك ما نعرضه على أنظاركم هنا لتعلّقوا عليه بما شئتم :
- قيل ضمن ما قيل عن " طابع الثورة التونسيّة و قواها الإجتماعيّة " ( ص 97 ) :" إنّ طبيعة الثرة التونسيّة تبقى ديمقراطية و شعبيّة كمرحلة نحو الثورة الإشتراكية ".
- " و على بعد فقرات فقط من ذلك ن بالصفحة الموالية ، الصفحة 98 ، تصبح هذه الثورة " الثورة الوطنيّة الديمقراطية " و في الصفحة 102 " ثورتنا الوطنية الديمقراطية " فحسب !
- و بعصا سحريّة تغدو الثورة ذاتها بالصفحة 143 " ثورة شعبيّة ديمقراطية وطنيّة " مقلوبة على رأسها نسبة لصياغة وطنية ديمقراطية شعبية و كأنّ الترتيب لا أهمّية له !
- و بلعبة سحريّة لا يجيدها إلاّ قادة حزب العمّال الخوجي و أمثالهم ، تمسى الثورة ذاتها " الثورة الوطنية ،الديمقراطية ، الإجتماعيّة " و تحلّ الاجتماعية محلّ الشعبيّة و كأنّ الأمر سيّان عندهم !
2- مغالطات بيّنة بشأن القضاء على الإستبداد و بشأن لجان حماية و الجبهة الشعبيّة :
يشعر القرّاء و هم يطالعون بتركيز ما دبّجه قادة حزب العمّال في وثائق المؤتمر الخامس بأنّهم يطلقون الكلام على عواهنه و إلى جانب خبطهم خبط عشواء الذى عرّينا إلى الآن ، يركنون أيضا إلى شتّى أصناف المغالطات التي نبرز هنا بعضا منها فحسب لأنّ الغوص فى نقاش جميعها قد يستغرق وقتا طويلا و يتطلّب عشرات الصفحات :
أ- " الإجهاز على الطابع الإستبدادي للسلطة " ( ص 99 ) :
علاوة على ما أتـينا عليه من مغالطات بشأن فهم الدكتاتوريّة و تبعاته آنفا ، هناك في كتاب الجماعة سيل من التعبير التي تفيد بأنّ ما يعتبرونه " ثورة تونسية " قد قضى على افستبداد بشكل يكاد يكون مطلق . فإنطلاقا من التقديم للكتاب ( ص5) يطلقون حناجرهم صارخين بوهم " إسقاط الدكتاتوريّة " ليكرّروا علينا هذا القرص المشروخ على طول الكتاب و عرضه و من ذلك :
- " منذ سقوط الدتاتوريّة " (ص 7 )،
- " كامل المرحلة الممتدّة من سقوط الدكتاتوريّة إلى اليوم " (ص 10 + ص 12 + ص 16)،
- " لقد شكّلت هذه اللحظة هزيمة الدكتاتوريّة تحت ضربات الجماهير المنتفضة " ( ص 54 )،
- " إنّ الثورة التونسيّة حتّى الآن نجحت على الأقلّ في الإجهاز على الطابع الإستبدادي للسلطة ومؤسّساتها " ( ص 99)،
- " منذ سقوط الدكتاتوريّة " ( ص 163 ) و ما شابه كثير .
و لا يدع هذا الكلام مجالا للشكّ في أنّ الإستبداد قد سقط و ولّى بلا رجعة . و هذه مغالطة على أكثر من مستوى . فعلى الصعيد السياسي ، حتّى بعد هروب بن علي ، عاينت الجماهير الشعبيّة القمع في إعتصامي القصبة 1 و القصبة 2 خاصة على يد الشرطة و بمشاركة الجيش و بالتواطئ معه . كما عاينت القمع في 9 أفريل 2012 بالعاصمة و في سليانة و القائمة طويلة إذا أوردنا جميع الأمثلة التي تصل بنا اليوم إلى محاكمة ناشطين على الأنترنت . و طبعا لا يجب أن ننسى الوجه الآخر للقمع و الإستبداد السياسيّين وهو الإغتيالات التي راح ضحيّتها من تعلمون . هذا على الصعيد السياسي أمّا على الصعيد الاقتصادي فتواصل الإستبداد بوتائر مختلفة و تضاعف أحيانا في بعض الجهات و القطاعات و الأمثلة على ذلك عديدة شأنها في ذلك شأن أمثلة الإستبداد و الفساد الإجتماعيّين .
و مثلما أسلفنا القول ، حتّى الحرّيات السياسيّة كمكسب نسبيّة و نسبيّة جدّا و أيضا قابلة للذوبان أصلا و قد سجّل حزب العمّال نفسه إستشراء الفكر الظلامي الفاشي بجناحين المسلّح / الإرهابي و الإخواني النهضوي و هما موضوعيّا في تحالف بشكل أو آخر ( مع تناقضات ثانويّة ) مع القوى الرجعيّة المقدّمة نفسها على أنّها ليبرالية . و قد تجسّد ذلك في أكثر من محطّة سياسيّة و إقتصادية و إجتماعيّة . وإلى ذلك ، يجزم الكثيرون أنّ حتّى ما يسمّى بالمسار الإنتخابي/ الديمقراطي يعرف نكوصا صار حتّى حزب العمّال عينه من الشاهدين عليه إذ بات من المؤكّدين على تزوير الانتخابات التشريعة و الرئاسيّة الأخيرة و المطالبين بفتح تحقيق في شأنهما .
إذن ما ورد بوثائق المؤتمر الخامس لحزب العمّال مغالطة فضحتها مجريات الأحداث على ارض الواقع و إن أضفنا إليها أنّ المراوحة بين الشكل الديمقراطي و الشكل الإستبدادي للسلطة أمر شائع كما أكّد لينين في حكم البرجوازية عامة، نلمس مدى نسبيّة هذا المنجز الذى يجعل الخوجيّين يتجنّون أيّما تجنّى على الواقع ويقلبون الإنتفاضة الشعبيّة ثورة ذات أبعاد قوميّة وأمميّة ممعنين إمعانا وقحا و شنيعا في مثاليّتهم و تحريفيّتهم !
ب- لجان حماية الثورة و الجبهة الشعبيّة و فهم حزب العمّال التونسي التحريفي لهما :
و من المغالطات الأخرى الواردة في إنطوى عليه كتاب وثائق المؤتمر الخامس لحزب العمّال التونسي من صفحات ، مغالطة أولى تخصّ لجان حماية الثورة و مغالطة ثانية تخصّ الجبهة الشعبيّة . ففي وثيقة " تأمّلات في المسار الثوري ببلادنا : الإنطلاق و التطوّر و المآلات " ، وعلى وجه التحديد بالصفحة 100 ، عند الخوض " في النظام السياسي المنشود "، و " نواتات السلطة الجديدة المنشودة " تمّ التعريج على " محاولات عفويّة لبناء تلك النواتات المستقلّة التي مثلتها مجالس الثورة التي عمّت أهمّ مناطق البلاد و على ألخصّ المدن الكبرى " و التي يُغدق عليها في الصفحة الموالية نعت " التنظيم الثوري المستقلّ " رغم الإعتراف في نهاية الصفحة 100 بأنّها كانت " مفتوحة على قوى رجعيّة كانت في صفّ معارضة الديكتاتوريّة و نقصد " النهضة " ..." .
لعلّكم تمتّعتم متعة فائقة ما بعدها بهذا " التنظيم الثوري " المفتوح على القوى الرجعيّة ! و أكثر من ذلك لعلّكم إنتشيتم بمعرفة أنّ القوى الرجعيّة كانت تسيطر و أحيانا بالكامل على مجالس أو على هذا " التنظيم الثوري " ! و قد شاهدت الجماهير بأم عينها ما فعلته هذه المجالس الأخيرة من إعتداءات على المناضلات و المناضلين و الجماهير يوم 9 أفريل 2012 بالعاصمة و ما تلى ذلك ، و ما صنعته تلك اللجان أو المجالس التي سادت فيها قوى " يساريّة " أو " ديمقراطية " من هرولة نحو الإلتحاق بمشروع المجلس الوطني لحماية الثورة لعياض بن عاشور.
تلك اللجان أو المجالس لم تكن تنظيما ثوريّا البتّة بل كانت إصلاحيّة في الغالب الأعمّ و حزب العمّال يفترى على التاريخ و يغالط القرّاء في مسعى جلي إلى النفخ في هذا الشكل التنظيمي العفوي الإصلاحي الذى لم يطرح على نفسه تعويض لا الحكومة القائمة و لا الجيش و لا الشرطة – ركائز دولة الإستعمار الجديد – الذين واصلوا القيام بمهامهم بل غالبا ما طرحت على نفسها أساسا تأمين الأحياء الشعبيّة . و جعل هكذا تنظيم عفوي إصلاحي محدود على شتّى المستويات نظيرا لشكل السوفياتات في ثورة أكتوبر الإشتراكية بإعلان أنّه " مع تجويده و تحسينه قد يكون الإجابة السليمة في صورة نهوض قادم " (ص 101 ) يعادل خلط الحابل بالنابل ، خلط الثوري بالإصلاحي و حطّ متعمّد كما فعل الجيلاني الهمّامي في كتابه " مساهمة في تقييم التجربة الإشتراكية السوفياتيّة " من قيمة هذه السوفياتات البروليتارية الثوريّة التي قال عنها لينين ضمن ما قال :
" إنّ الإنسانيّة لم تنشىء بعد و نحن لا نعرف حتّى اليوم نوعا من الحكومة يكون أعلى و أفضل من سوفييتات نواب العمّال و الأجراء الزراعيين و الفلاّحين و الجنود ."
( الصفحة 364 من المجلّد السادس من " المختارات في 10 مجلّدات " ، درا التقدّم موسكو 1978 ، باللغة العربيّة ).
أمّا بصدد الجبهة الشعبيّة فقد أتحفنا هذا الحزب الخوجي المدّعى تبنّى اللينينيّة بتخريجة إصلاحيّة أخرى فحواها " دون شكّ فإنّ وجود حزب العمّال و إلى حدّ الجبهة الشعبيّة يعتبر بداية إيجاد هيئة القيادة المفقودة حتّى وقتنا هذا ".( ص 104) و قد جاء هكذا لغو في سياق الخوض في " قضايا عالقة ، قضايا حارقة " و تحديدا في النقطة الرابعة " هيئة الأركان شرط نجاح الثورة ".
كان حزب العمّال موجودا أثناء الإنتفاضة الشعبية أواخر سنة 2010 و بداية 2011 و مع ذلك مشاركته السياسيّة " كانت محدودة و محتشمة " بإعترافه بالصفحة 224 و بالصفحة 167 يدقّق أكثر ليعرب عن أن حضوره بعد ذلك كان " حضورا للمساندة لا للفعل ، للمشاركة لا للقيادة ". فما الذى تغيّر ليصبح هذا الحزب اياّم المؤتمر الخامس هو هيئة القيادة المفقودة؟ و إذا تتبّعنا مليّا وضع هذا الحزب المشرف على الإفلاس حسب ما تنضح به وثائق المؤتمر ذاته ، لا نتردّد في أن نجزم بانّه غير قادر أبدا على أن ينهض بمهمّة القيادة التي يدّعى إمكانيّة نهوضه بها . و إذا أضفنا إلى ذلك ما آلت إليه الجبهة الشعبيّة من إنقسام و من إنهيار كبير لشعبيّتها النسبيّة جدّا و خسارتها الفادحة في الانتخابات التشريعة والرئاسيّة الأخيرة، ندرك حقّا مدى حجم المغالطة التي صاغتها وثائق المؤتمر الخامس !


أ‌- زعم تواصل المسار الثوري :
و من المواضيع الخلافيّة منذ سنوات التي بحثناها في أكثر من موقع من مقالاتنا و كتبنا و التي لا يزال حزب العمّال التونسي يلوكها موضوع تواصل المسار الثوري من عدمه . و لا ننوى هنا إطالة الجدال حوله و إنّما نودّ نقاش أساسيّات الموقف الخاطئ التحريفي الإصلاحي لدي حزب العمّال كما يظهر في وثائق مؤتمره الخامس .
و بوسع المرء بالبساطة كلّها أنّ يشكّك في وجود مسار ثوري أصلا منذ أواخر 2010 و بداية 2011 إلى ما بعد ذلك . فما من قوّة منظّمة قياديّة ثوريّة طرحت القيام بثورة بالمعنى اللينيني و الماوي المطوّر على يد مهندس الشيوعية الجديدة، بوب أفاكيان ؛ والحركة الإحتجاجيّة بإقرار قادة حزب العمّال كانت عفويّة أساسا و لم تحسم المسألة المركزيّة ، السلطة، و الدولة ظلّت بالكامل تقريبا بيد الرجعيّة و الإمبريالية و لم يقع تغيير نمط الإنتاج و ما إلى ذلك .
زيادة على هذا ، بإعادة هيكلة الدولة و ترميمها و تشكيل برلمان جديد و صعود رئيس جديد مغلّفا بالشرعيّة الإنتخابيّة سنة 2011 بدلا عن ذلك الذى هرب ، تبيّن للجميع إلاّ من هو أعمى بعيون مثاليّة و إصلاحية من حزب العمّال و أشباهه، أنّ السيرورة إنتهت في الأساس إلى فوز الرجعيّة بوجوهها الجديدة بالمواقع التي كانت شاغرة ضمن الدولة التي ظلّت على الدوام بيد الرجعيّة و الإمبرياليّة ( جيشا و شرطة و محاكم و سجون و دواوين ...) .
بملئ الفراغ الذى خلّفه هرب بن علي و حلّ حزب التجمّع و البرلمان ثمّ تربّع الترويكا و على رأسها حزب النهضة على سدّة الحكم أغلق في الأساس قوس السيرورة التي إنطلقت نهاية 2010 و بداية 2011.
و تواصل الصراع الطبقي حادا تارة و أقلّ حدّة طورا و لم يتغيّر وضع الجماهير نحو التحسّن ( عدا وضع أفراد منها ) بل إزداد وضعها سوء و قد شرحنا أسباب ذلك من وجهة نظر شيوعية ثوريّة في مقالنا المعنون " تونس : رغم إنتفاضتها الشعبيّة ، لماذا لم يتغيّر في الأساس وضع الجماهير بل إزداد سوء ؟ ". و بحديثه بإستمرار عن تواصل المسار الثوري، و عدم إدّخاره لسنوات أي جهد للحديث عن ذلك ، يغالط حزب العمّال المناضلات و المناضلين و الجماهير الواسعة قصد إستنهاضها ليس من أجل ثورة فعليّة بالمعنى الحقيقي ( الثورة البروليتاريّة العالمية بتيّاريها الإشتراكية و الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطيّة و علم الشيوعية يدينان أشدّ الإدانة أي تضليل للجماهير و يعليان راية الحقيقة و لا شيء غير الحقيقة مهما كانت) وإنّما من أجل طموحاته الإصلاحية " إزاحة منظومة الحكم الحاليّة، برلمان ورئاسة و حكومة " ( " إلى الشعب التونسي " ، ص 245) .
3- تهافت تكتيك الحرّيات السياسيّة :
طوال سنوات الآن، لم يبرح حزب العمّال يلوك زعم تواصل المسار الثوري و قبل الإنتفاضة الشعبية نهاية 2010 - بداية 2011، بُعيد تأسيسه سنة 1985 فصاعدا، ظلّ يلوك تكتيك الحرّيات السياسيّة كمرحلة ضروريّة لنشر الشيوعية و تنظيم الجماهير من أجل ثورة بقيادة البروليتاريا . و قد حافظ على التكتيك عينه طوال ما يناهز الخمسة و عشرين سنة فجعل من الحرّيات السياسيّة تقريبا إستراتيجيا بدلا من التكتيك : لقد إبتلع هذا التكتيك الإستراتيجيا. و حين تحقّقت الحرّيات السياسيّة بفضل الإنتفاضة الشعبيّة التي لم تكن الحرّيات السياسيّة مطلبها المحوري الصريح ، وجب التنبيه لذلك ، لم يسع حزب العمّال إلى الدعاية و التحريض من أجل الثورة الإشتراكية أو الديمقراطية الوطنية أو الوطنية الديمقراطية أو الوطنية الديمقراطية الشعبية أو الاجتماعية – و جميعها تباعا من أطروحاته – كما رأينا ، بل ترك النضال المبدئي على الجبهة النظرية ليركّز إهتمامه على التنافس الإنتخابي و الحصول على مقاعد برلمانيّة و بلديّة فجسّد خير تجسيد المقولة التحريفية المميزة للأممية الثانية و برنشتاين المغيّبة للهدف و الغاية الشيوعية ، " الحركة كلّ شيء و الهدف لا شيء " . و إضافة إلى إعتراف وثيقة " حول مسألة الإنغراس " ب " تراجع بشكل لافت " لمستوى " ثراء الجدل و النقاش " ( ص 201 ) و معترفا بذلك إعترافا بليغا ، كتب حمه الهمّامي الأمين العام لهذا الحزب بتاريخ 17 أكتوبر 2017 ، في تقديم لكتاب الجيلانى الهمّامي " منظومة الفشل " ( الثقافية للطباعة والنشر والتوزيع تونس ، الطبعة الأولى 2017) ،:
" لقد أخذت منّا الحركيّة مأخذها خلال السنوات الأخيرة و غفلنا عن دورنا في الكتابة و النشر ...".
و قد عرّينا ذلك بالتفصيل في مقالات سابقة ، ننكبّ هنا على نقد تمظهرات الفهم التحريفي الإصلاحي الخوجي للحرّيات السياسيّة في وثائق المؤتمر الخامس لهذا الحزب و من أهمّها :
- " اليوم تغيّرت الظروف و أصبحت ثمّة حرّية تمكننا من التوجّه إلى العمّال و الكادحين و الدعاية في صفوفهم و كسبهم إلى حزبنا ... لكن المشكل فينا " ( 27 )
- " محصلة الثورة و مسارها هو فرض الحرّيات السياسيّة و الإطاحة بشكل الحكم الديكتاتوري ". (ص 98)
- " إنّ فرض الحرّيات السياسيّة ليس هدفا في حد ذاته بالنسبة إلى حزبنا إنّما هو الإطار الأنسب للإستمرار في الدفاع عن الثورة و تاطير الحراك الاجتماعي نحو التغييرات الأكثر راديكاليّة في جميع المجالات الوطنيّة منها و الإجتماعيّة ." ( ص98)
- " على حزبنا و على الجبهة الشعبيّة الوعي العميق بأنّ هذا المنجز لا يعدو أن يكون المدخل الضروري لتحقيق المضامين الوطنيّة الإقتصاديّة و الإجتماعيّة للتحوّل الثوري المنشود ." ( ص 99 )
- " مشكل الإنغراس ظلّ مشكلة المشكلات صلب الحزب ، بل نستطيع أن نقول اليوم أنّ ذلك تحوّل إلى معضلة ، فرغم الوعي المتقدّم بذلك على الأقلّ على مستوى القيادة و هياكل الإطارات بأهمّية الموضوع و حيويّته و خاصة بعد الثورة من جهة توفّر الحرّية وهو ما كان غير متوفّر قبل الثورة بما يفسّر ( و حتّى يبرّر ) ضعف إنغراسنا في الفئات الشعبيّة ، لكن تلك الحجّة و ذاك السبب لا معى له اليوم بما يعنى أنّ الأمر في جانبه الأساسي يعود لتقصيرنا و إخلالنا و عدم قدرتنا على تحويل إحترام الناس للحزب إلى واقع تنظيمي ." ( ص 161 )
- " ... علما و أنّ القوى الثوريّة تضطرّ في حالات الديكتاتوريّة و القمع إلى النشاط السرّي بما يعطل وصول مواقفها و منشوراتها إلى الجماهير وهو ما عانى منه حزبنا لأكثر من عقدين . أمّا في حال توفّر الحرّيات مثل وضعنا اليوم ، فإنّ آفاقا رحبة تفتح أمام إمكان تصليب علاقتنا بالجماهير التي نستهدفها و نناضل معها و من أجلها بما يفترض تطوير عملنا الدعائيّ والتحريضيّ صلبها لأجل تعميق علاقتها بالحزب بما يعزّز قدراته للإضطلاع بالمهمّات المطروحة اليوم وغدا." ( ص 217)
و من هذه المقتبسات نجمل بضعة أفكار تجعلنا ننفذ إلى كنه تفكير حزب لعمّال التحريفي الإصلاحي بصدد الحرّيات السياسيّة فهذه الأخيرة من جهة محصلة " الثورة " و مكسبا يجب الدفاع عنه و ليست هدفا في حدّ ذاته بل وسيلة لنشر الخطّ " العمّالي " و من الجهة الأخرى ، هي " مدخل ضروري " و الضروري لا بدّ منه و دونه لا " ثورة " منطقيّا . وقد سعى حزب العمّال لكسب الحرّيات السياسية لتوفير" الحرّية " آفاقا رحبة للإنتشار والإنغراس بيد أنّ هذه " الحرّية " توفّرت و مع ذلك ظلّ " المشكل فينا " .
و إذن نظريّا ، كان حزب العمّال يحرّف الماركسيّة في مقاربته للحرّيات السياسيّة كضرورة ، و عمليّا ، المشكل ليس في الحرّيات السياسيّة بل في الخطّ العام لهذا الحزب التحريفي الإصلاحي . و من لا يزال له شكّ في ذلك فليقارن مثلا أطروحات حزب العمّال في هذا الباب بنضال الحزب الشيوعي الفليبيني ، الماوي النزعة ، خلال خمسين سنة ، في ظروف متقلّبة من الفاشيّة المفضوحة و " الإنفتاح الديمقراطي" و موقفه الماركسي من الحرّيات السياسية التي لم يجعلها أبدا لا تكتيكا و لا عائقا في إنتشاره و إنغراسه و تأثيره في الصراع الطبقي و قيادته للنضالات الشعبيّة . و في كتاب شادي الشماوي " حرب الشعب الماويّة في الفليبين " ما ينهض أفضل دليل على ذلك .
و قد تتبادر إلى ذهن الكثيرين الآن إشكاليّة : ماذا لو عاد شكل حكم دولة الإستعمار الجديد إلى القمع المفضوح ؟ هل سيعود بنا حزب العمّال إلى تكتيك الحرّيات السياسيّة و يدخلنا في دوّامة أو دائرة مفرغة ؟ عندما تتحقّق الحرّيات السياسيّة يعتبر حزب العمّال ذلك زورا و بهتانا ثورة و عندما يتمّ التراجع عنها ، سيكون ذلك ثورة مضادة بالنسبة له تستدعى رفع شعار و تكتيك الحرّيات السياسيّة مجدّدا و هكذا دواليك . هل سيظلّ نضال حزب العمّال و الناس الذين يقودهم و يؤثّر فيهم متمحورا مدى الحياة حول شكلي الحكم الذين نبّه إليهما لينين في مقولات وثّقناها أعلاه ، و لا يطال جوهر القضيّة أي الإطاحة الكاملة بدولة الإستعمار الجديد و مؤسّساتها جميعا و الطبقات التي تقف وراءها و إنشاء دولة جديدة بقيادة البروليتاريا و مؤسّسات جديدة ثوريّة غايتها الأسمى الشيوعية على النطاق العالمي ؟
إلى إشكاليّات من هذا القبيل توصل الطبخة الخوجيّة التحريفية الإصلاحية لحزب العمّال !
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرّة أخرى ، ثورة أم إنتفاضة شعبيّة ؟ - الفصل الخامس من بحث - ...
- مزيدا عن تحريف حزب العمّال للمفهوم الماركسي للدولة - الفصل ا ...
- الهدف الأسمى هو الشيوعيّة و ليس الإشتراكية - الفصل الثالث من ...
- نقد لجوانب من المنهج الخوجي المثاليّة الميتافيزيقيّة المناهض ...
- دحض أسس الهجوم المسعور الرجعي المتواصل على الماويّة- الفصل ا ...
- مقدّمة بحث : وثائق المؤتمر الخامس لحزب العمّال التونسي تبيّن ...
- مقالات و كتب ناظم الماوي ( 2019-2011 )
- محتويات العدد 37 من نشريّة - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ...
- ثمّة فشل و ثمّة فشل ! - 7 - من تجلّيات تحريفية حزب العمّال ا ...
- السياسات التي يقترحها جيلاني الهمّامي إصلاحيّة و ليست ثوريّة ...
- تجلّيات منهج مثالي ميتافيزيقي مناهض للمادية الجدليّة – 5 - م ...
- من أوهام الحزب التحريفي و الإصلاحي الديمقراطية البرجوازية – ...
- ملاحظات نقديّة ماركسيّة لخطاب رئيس تونس الجديد إبّان حفل أدا ...
- الدولة بين المفهوم الماركسي و المفهوم التحريفي – 2 - من تجلّ ...
- أشكال حكم دولة الإستعمار الجديد و أوهام إمكانيّة إصلاحها لخد ...
- تونس : تصوّروا فوز حمه الهمّامي الأمين العام لحزب العمّال ال ...
- لخبطة فكريّة بداية من العنوان - 1- من تجلّيات تحريفية حزب ال ...
- من تجلّيات تحريفية حزب العمّال التونسي و إصلاحيّته في كتاب ا ...
- الطرف الرئيسيّ و الطرف الثانويّ للتناقض تطوير ماويّ للجدليّة ...
- - إزدواج الواحد - مفهوم ماديّ جدلي ثوري و- جمع الإثنين فى وا ...


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - لخبطة فكريّة و مغالطات و بثّ للأوهام البرجوازيّة - الفصل السادس من بحث - - وثائق المؤتمر الخامس لحزب العمّال التونسي تبيّن بجلاء أنّه حزب تحريفي إصلاحي لا غير -