أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - رمضان بين “مواقع الرحمة “و”قنوات الصرف الصحي” الفضائية !!















المزيد.....

رمضان بين “مواقع الرحمة “و”قنوات الصرف الصحي” الفضائية !!


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6542 - 2020 / 4 / 20 - 01:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رمضان 1441 هـ لم ولن يختلف عن سابقه من الرمضانات من ناحية الغث والسمين الذي يبث على الشاشات والقنوات العربية والمحلية بل وحتى الوكاﻻت والصحف والمجلات ايضا وما أكثرها ، فبينما يطلع قسم ضئيل منها ببث روح التسامح والرحمة والتآلف والعمل الخيري بين الناس ، ينحصر أداء اﻷخرى وهي اﻷكثرية في إستعراض اللحم اﻷبيض المتوسط ، والعرق الزحلاوي ، والرقص والغناء وإثارة الغرائز والنعرات الطائفية ، وقد شخصت تزايدا وجرآة في الطرح تخطت كل الحدود في الجانب المظلم وبذل الوسع في نشر الرذيلة في ذات الوقت الذي تتفانى فيه قنوات الرحمة لنشر الفضيلة بين الخلق بجهد المقل وسعي المجد !
وأشد ما لفت إنتباهي في رمضان الماضي بعض البرامج الخيرية الجميلة ولعل من أبرزها كان برنامج ” كشفية ” للمبدعة آسيا كمال وفيه يتم كفالة عائلة فقيرة لديها مريض بحاجة الى علاج فيتولى البرنامج كافة مراحل علاجه مجانا ، وكذلك برنامج ” عتيك للبيع ” للمبدع محمد هاشم ، وفيه يشتري للعائلة المتعففة أبرز حاجاتها الضرورية ” طباخ ، ثلاجة ، مبردة ..الخ ” فيما يأخذ العتيق الذي لايعمل منهم بدلا منه ، وكذلك برنامج ” تمر ولبن ” للمتألق ماجد ياسين، وفيه يختار رب أسرة متعفف / متعففة ويتجول بهم في اﻷسواق لشراء كل ما يحتاجونه مع منحهم مبلغ من المال في نهاية الحلقة ، ومثلها العديد من البرامج الطيبة ذات البعد الاجتماعي والإنساني وأكثر ما لفت إنتباهي هو حرص الكثير من الباعة على عدم تقاضي ثمن ما يتم شراؤه منهم لصالح المحتاجين عن طيب خاطر ما يعكس طيبة العراقيين وكرمهم برغم كل ما ألم َ بهم من كوارث لاتخفى على أحد ، اﻷمر اﻵخر أن مقدمي البرامج كانوا يحرصون على توجيه النصح للمشاهدين وحضهم على الصدقة والانفاق في الخير والتكافل الاجتماعي مستثمرين دقائق البرامج القصيرة في ذلك متجاهلين الساسة ومناشداتهم كما كان يحدث في السنين الماضية ﻷنهم وعلى ما يبدو قد أدركوا جليا بأن لانفع من تلك المناشدات وﻻ جدوى منها كالنفخ في قرب مثقوبة ، علاوة على توجيه اللوم المبطن والعتاب المعلن للساسة عبر المحتاجين أنفسهم وعلى لسانهم بعبارات نحو ” شدكول للسياسيين ..شدكول للحكومة ؟ ..شوية خليها ادير بالها علينا “، وكأنهم يقولون ” أهزموهم بالمحبة ، إقهروهم بالتكافل والرحمة ” تراحموا وعلى أبواب الفقراء والجياع والمعوزين تزاحموا ..تُرحموا وللساعين لإفقاركم ، لتشتيتكم ، لتجويعكم ، لإذلالكم ..تَهزموا !
إقهروهم بحب بعضكم بعضا فإنما جاء بعضهم ولانقول كلهم ليفرقوا جمعكم ، ليشتتوا شملكم ، ليمزقوا نسيجكم ، ليسرقوا خيراتكم ، لينهبوا ثرواتكم ، وليتسلقوا الى المناصب بأصواتكم وأصابعكم ، وكلكم بالنسبة لهم صوت وأصبع لاغير !
وبعيدا عن الفضائيات ولكن بالقرب من الحاجات إنتشرت صور لمشروع (( خذ ما يكفيك واترك الباقي لغيرك )) الخيري على مواقع التواصل الاجتماعي ، المشروع وإن كان ينتشر بخجل حتى اﻵن في أحياء بغداد الشعبية الفقيرة الا انه مشروع حري بأن يحتذى حذوه ،وخلاصته أن يتبرع أحدهم بثلاجة عامودية – عارضة – يضعها وسط السوق الشعبي ، فيما يتبرع الباقون وكل بحسب طاقته وإمكاناته باﻷجبان ، بالمياه المعدنية ، باﻷلبان ، بالمربيات ، بالزيتون ، بأنواع اﻷطعمة المبردة ويضعها داخل العارضة للمحتاجين تحت شعار ( رحماء بينهم ).
وكأني بهم يقولون إن كان الساسة يتسلقون على أكتاف الفقراء منذ 17 عاما بـ” صورني وآني ما ادري ” كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة تسبقها بالعادة الحملات الانتخابية وتتزامن معها ومن ثم ( راح وأيست منه ..غرق بالماي وووالمنصب ) ، فلنسحب البساط من تحت أقدام فتاتهم وصورهم ، وبخلهم ، وشحهم ، وريائهم ، ولنطعم الفقراء والمساكين والمحتاجين حسبة لوجه الله من غير صور وﻻ دعايات انتخابية كدأب اﻷخفياء الاتقياء الكرماء اﻷسخياء ومانقص مال من صدقة وليكن شعارنا (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) ، إنهم يزدحمون على المناصب وحطام الدنيا الفاني، فالنزدحم نحن على أبواب الفقراء والمساكين عسى الله تعالى أن يرحمنا ويقبل الشفاعة فينا يوم ..الزحام !
وهذه قصة أخرى ليست من قصص الف ليلة وليلة ..بل رائعة من روائع الرحمة ، فلي صديق ، بل أخ كريم وزميل عزيز هو من أفضل الصحفيين الوطنيين الشرفاء في العراق ، يمر يوميا في طريقه الى مكان عمله بمقبرة الشيخ عمر السهروردي وهي من أقدم المقابر في بغداد فيدعو للموتى بالرحمة والغفران وبالعفو والرضوان وهكذا كل يوم تقريبا على مدار الاسبوع ..قبل أيام أخذ إجازة فلم يمر بالمقبرة وبالتالي فإنه لم يدع للراقدين تحت ثراها بما كان قد إعتاد على الدعاء به فرآى في المنام ” مجموعة من الموتى وقوفا بأكفانهم وهم يسألونه – لماذا لم تدع لنا اليوم ؟!” .
ومذ حدثني بهذه الرؤيا وهو ثقة عندي وأنا أعيد حساباتي في كثير من اﻷمور وأولها ” الدعاء للموتى كلهم ، وآخرها وليس أخيرها (الرحمة) وكيف أنها تصل بعبقها حتى الى الغائبين والمغيبين حتى إنهم ليسألون عن صاحبها في المنام إن توانى بها يوما، فمابالك بالرحمة باﻷحياء ؟ !

أما الى قنوات العهر الفضائية العربية والعراقية فأقول بأن محاولة ربط ” العرق الزحلاوي “بالمثقف ، ” الويسكي ” بالممثل ، “الحشيش” بالملحن ، ” الكرستال “بالشاعر ، ” الماريجوانا ” بالعازف ، “المواخير ” بالفيلسوف ،و” بيوت الدعارة ” بالمفكر ، والسيجار الكوبي ” بالمنظر ” ، والسجائر والمقالات الصفراء الرخيصة ” بالصحفي ” ، وربط ” الراقصات والنساء الغواني ” بثورات التحرير ضد المستعمر الاجنبي ، هي أسلوب شعوبي رخيص جدا وستراتيجية خائبة تحاول أن تصور لنا بأن – جهنم وبئس المصير – لاتضم سوى ثلة من العباقرة والمبدعين والمفكرين والاعلاميين فيما لاتضم – الجنة – سوى اﻷطهار المفلسين من الذنوب والانقياء من الابداع على سواء !
وبالتالي فعلى من يريد الوصول الى الجنة بحسب ما يروج له فما عليه سوى الاصطفاف في طوابير الكسالى والمغمورين والمهمشين ، والعكس صحيح بالنسبة للمبدعين = ان البشرية ستقلب موازين تفكيرها بالتدريج لتخون اﻷمين وتستأمن الخائن ، تكذب الصادق وتصدق الكاذب ، تقرب الطالح وتستبعد الصالح ، تحب – الهز ياوز – وتكره – ابو ركعة – لتصل الى نتيجة نهائية شيطانية معكوسة في نهاية المطاف خلاصتها ” ان الجنة هي للعركجية ” وان النار هي ” للتنبلجية ” تماما كما رآها بقصربصر وعمى بصيرة - جميل صدقي الزهاوي - في جهنميته " ثورة في الجحيم " ظنا منه بإنه سيصبح بها كما المعري في رسالة غفرانه ، فيلسوف الشعراء ، وشاعر الفلاسفة ،الى انه أخفق في المتن وفي المضمون وخسر بسببها كل محبيه ومعجبيه بما فيهم أقرب المقربين اليه !
وعلى أهل الصلاح إثبات انهم اكثر إبداعا وتألقا وحضارة وعطاء واخلاصا وفي كافة المجالات من شياطين الانس والجن ، وهذا الاثبات لايكون بالكلام فحسب وإنما بثورة فكرية وتعبوية وواقعية شاملة تقلب عالي مفاهيم – الخدة والخدر – التي ارضعتها مجتمعاتنا في عصور الهزائم والانكسار والاستعمار وفي زمن العتمة ..سافلها !
وحقا ما قاله بعضهم بأن بعض “القنوات الفضائية” أدنى مرتبة من ” قنوات الصرف الصحي ” ذاك أن الثانية تعمل على التخلص من النفايات البشرية السامة حفاظا على الصحة العامة ، فيما تعمل اﻷولى على ضخ أكبر كمية ممكنة من المواد والنفايات السامة والعمل على تدويرها في اﻷدمغة والعقول لتعمل عملها في النفوس والقلوب ، وبالتالي فإن “قنوات الصرف الصحي ” هي أجدى وأنفع للبشرية من بعض ” القنوات الفضائية ” كما اوجه نصحي ايضا الى بعض القنوات التي تجمع بين - الصرف الصحي - وبين الرحمة الانسانية ان تحدد هويتها جليا اذ من غير المعقول ولا المقبول ان نشاهد وبعد البرامج الرحمانية والانسانية فورا برامجنى..شيطانية بمعنى " لاشيش .ولاكباب ؟!" . اودعناكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنقذوهنَّ قبل نضج التين والعنب ..ملاك ليست الأولى ولن تكون ا ...
- مبادرات إنسانية لتجاوز الحقبة الكورونية !
- هااااااي -جيسيكا مير-معك أطفال العراق ...ووولكن ؟!
- النظارة الزرقاء+ المُخبرين والمُخبرات = إنهيار الحضارات !
- ركلات -الإقصاء والإخصاء - الترجيحية!
- الامبريالية الالكترونية -وإستحمار- العقول !
- سنريهم آياتنا في الآفاق ...
- كورونا والنظام الدولي البيلدبيرغي اللاإنساني الجديد !
- كل شيء عن الدراما..الإذاعة..التلفزيون..المسرح..السينما العرا ...
- اذا كنت حريصا على صوم رمضان في عصر الكورون فأقرأ هذا المقال
- اللقاح الذي بدأ بحكاية جدة لينتهى بإسدال الستارعلى أخطر وباء ...
- اﻷ---فواه عاشقة اﻷ---رانب ﻻ---تقيم أمة ...
- من ألاعيب رعاة البقر في ذكرى إحتلال العراق - صرف أنظار القطي ...
- الإيجاز في تعريف وطرق الوقاية من فايروس التاج ..حوار مع الدك ...
- حوار من خلف الزجاج مع فايروس التاج !
- إضاءات على اللغط المثار بشأن تصوير الإعانات والصدقات في عصر ...
- هلموا لرعاية الأيتام وكفالتهم فلايرعاهم الا الكرام
- نظرات في التعليم عن بعد بسبب كورونا (كوفيد - 19 )!
- جانب من مقترحات وصحافة – المحجر – !
- أكثر السياسيين تصريحا وتغريدا ومطالبة ..أقلهم عملا وأكثرهم خ ...


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - رمضان بين “مواقع الرحمة “و”قنوات الصرف الصحي” الفضائية !!