أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - سجن غوانتنامو وسجون الامبريالية البريطانية في العراق














المزيد.....

سجن غوانتنامو وسجون الامبريالية البريطانية في العراق


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1582 - 2006 / 6 / 15 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تذكرني وسائل الامبريالية الامريكية في سجن غوانتنامو بظروف سجون العراق في الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي ، رغم الفروق النوعية بين السجناء السياسيين في العراق ونزلاء غونتنامو، فقد كان معظمهم من الشيوعيين المناضلين من اجل تحرير وطنهم من التبعية الامبريالية واسعاد شعبهم وواثقين بقدرة شعبهم وطليعته الثورية ، الحزب الشيوعي الذي كان يقود النضال الجماهيري رغم كل وسائل الارهاب ويجند خيرة كوادره لقيادة النضال الجماهيري فضلا عن قدرته على اثارة الراي العالمي وتصعيد التضامن مع شعبنا ومع ابنائه من السجناء السياسيين . وقد اثبت التاريخ صدق هذه الثقة واستطاع الشعب العراقي بتظافر جميع القوى الوطنية على تحقيق ثورة 14/تموز/1958 واطلاق سراح جميع السجناء السياسيين. والفرق الاخر هو في اساليب ووسائل الامبريالية الامريكية ازاء اعدائها فهي اذ تستعير كثيرا من تجارب الامبريالية البريطانية فقد اضافت لها الكثير من الوسائل القديمة وحتى من عصر العبودية باستخدام الحيوانات الوحشية لارعاب اعدائها مرورا بوسائل الاقطاعيين باستخدام الاذلال الجنسي وباساليب الامبريالية البريطانية وصولا الى ما تبدعه معاهد ابحاثها السايكولوجية والبايولوجية والكيمياوية، التي يتحملها اليوم سجناء غونتنامو.
وما ذكرني بذلك استخدامها وسيلة كسر الاضراب عن الطعام كوسيلة لتحقيق مطالب السجناء بواسطة التغذية عن طريق الانف .
اعتقلنا في 19/شباط/1949 على اثر خيانة جالاك الذي دسته القوات البريطانية الى صفوف الحزب في فترة غياب قيادة الحزب واعدامها . وكنا ستة نساء وبعد تعذيب دام يومين نقلنا الى سجن النساء حيث وجدنا اول سجينة سياسية صبيحة يوسف (ام انتشال) وكانت من ابطال وثبة كانون 1948 ، وكانت محكومة سنتين وضحايا خيانة مالك سيف الن يوسف وزكية خليفة وكن محكومات سبع سنوات لكل منهما. وبعد ان قضينا شهرين في التوقيف تمكنا خلالها تحقيق بعض الحقوق السياسية مثل قراءة الصحف وزيارة العوائل مرتين في الاسبوع ، قدمنا الى محكمة عسكرية حضرها السفير البريطاني ، كما يحضر اليوم السفير الامريكي لتقرير اهم القضايا السياسية في العراق. فصدرت الاحكام باعدام قيادة الحزب المؤقته وحكم على عميدة مصري وسعيدة مشعل (سعاد خيري) بالمؤبد أي عشرين سنة وعلى كل من حبيبة مشعل ونجية قوجمان ودوريس شينا وصبيحة يوسف خمس سنوات وعلى عجوز جاوز عمرها السبعين عاما، بسنتين. وبعد كروان تودعينا من قاعة المحكمة حيث هتفنا بسقوط الارهاب والهيمنة البريطانية وصلنا سجن النساء في ساعة متآخرة. وفوجئنا في الصبح الباكر بادارة سجن النساء وبرفقتها كل السجانات والسجينات العاديات يحملن ملابس سجنية تفوح منها روائح كريهة وافرشة سجنية اكثر قذارة . وبدأت بالتهديد والوعيد : عليكن من الان فصاعدا لبس هذه الملابس والنوم على هذه الافرشة واكل ما يقدم للسجينات العاديات ولا زيارات للاهل الا مرة في الشهر. وتصدت لها كبيرتنا عمومة رافضة ومطالبة بحقوقنا السياسية فما كان من الادارة الا استقدام ثلة من حراس سجن الرجال المجاور للاستيلاء على كل ما نملك وكسر مقاومتنا بعصي الخيزران التي اقتطعت احداها جزءا من جلد يدي.
وهذا اعلنا الاضراب عن الطعام فورا ورفضنا ليس فقط الطعام بل والفراش ونمنا على ساحة مربعة مرصوفه بالشمنتو ناعمة في احد زوايا ساحة السجن وقد انضمت الينا السجينات السياسيات الاخريات . وبدأ التهديد منذ اليوم الاول حيث حضر مدير سجن النساء والرجال مهددا "نحن لانعبأ بمن ستموت وسندفنها في باحة السجن" وفي اليوم التالي هدد باضافة احكام جديدة لكل من تضرب عن الطعام ومحاولا تفرقة صفوفنا قائلا : لاتنخدعون بعمومة وسعيدة لانهما محكومات بالمؤبد ولا امل لهما بالخروج اما انتم ولاسيما صبيحة المحكومة سنتين فقط فسنزيد احكامكن" فسخر السجينات من كلامه واجبن ان الكرامة اثمن من الحياة المذلة. وفي اليوم التالي احضر حلاق سجن الرجال وقال سنحلق شعر من تستمر في الاضراب . فاخذنا نبحث عن قطع قماش لنغطي رؤوسنا ونحن نمزح فولى هاربا . ومع مرور الايام اخذ الاضراب يؤثر على صحة النحيفات منا. فقد كان اطول اضراب مر في سجون العراق حتى ذلك التاريخ ، وكنت من اكثرهن نحافة وفي اليوم الحادي والعشرين من الاضراب، قرر طبيب السجن نقلي الى المستشفى ورغم كل مقاومتي نقلت الى مستشفى الكرخ . وفي اليوم التالي ووسط سخرية ادارة السجن والحراس وجدية الاطباء حاولوا افطاري بالقوة ولم يستطيعوا فتح فمي فقد احكمت صك اسناني . فهددوني بما هو اصعب ولا قدرة لي على سده . فتولى ستة اشخاص ايقاف مقاومة جسدي وادخل انبوب التغذية من انفي حيث صبت فيه المواد المغذية وغرقت في ثنايا معدتي كما يغرق الماء في الرمال الجافة. وعبثا حاولت استرجاعه . فقلت لهم وهل ستستمرون على تغذيتي بهذه الطريقة قالو كلا انتظري. احضروا ثلاث مضربات اخريات رفضن المرور بالتجربة لقاء القبول ببعض المطالب وحسنا فعلن. وهكذا انتهى الاضراب دون تحقيق كامل حقوقنا السياسية ولكن بتحقيق بعضها وان لفترات وفقا لتطور الوضع السياسي في عموم البلد.. ومرت العشر سنوات دون ان يلجأ أي منا الى الانتحار اولا- لثقتنا بشعبنا وثانيا لاقتناعنا بقيمة تضحيتنا وثالثا ان صمودنا هو جزء من نضالنا لكسر كل اسلحة الامبرياليين وادواتهم ودعما للروح الكفاحية لشبيبة شعبنا . فقد كنا نبرهن لمن كانت الحكومة تجلبهم لزيارة السجن وتخويفهم بمصيرنا باننا اقوياء وصامدين رغم سنوات السجن العديدة التي مرت فيزدادون حماسا وثقة.
12/6/2006






#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخ هدى يستصرخ ضمير البشرية ويدمي القلوب ويمزق الاكباد
- مهرجان مقتل الزرقاوي لاخماد الغضب العراقي والعالمي على جرائم ...
- رسالة حب وتقدير لكل امرأة عراقية
- تطور الحركة الثورية العالمية لمواكبة متطلبات عصرنا
- مليارا ن ونصف دولار مخصصات حماية فقط لبرلماني ووزراء العراق
- تحية كفاحية للمقاومة الوطنية العراقية
- الثورة العلمية التكنالوجية في مجال الطاقة البديلة والمساهمة ...
- الطبقة العاملة العراقية في طليعة النضال الجماهيري
- واخيرا تم تشكيل الحكومة -الدائمة-
- تحية للمؤتمر التاسيسي لاتحاد الادباء العراقيين في السويد
- قوانين الفعل ورد الفعل الميكانيكية والديالكتيكية
- مستلزمات كفاحنا الوطني
- النضال الجماهيري سبيلنا الوحيد للتحرر
- انقذوا علماء وشبيبة العراق من فرق الموت الامريكية
- يوم الصحافة العالمي في عصر العولمة الراسمالية
- يوم العمال العالمي ، يوم النضال لتحرير البشرية
- الف تحية لكتيبة الجدات من اجل السلام الامريكية
- صدرت الاوامر الشعبان الامريكي والعراقي يجبران بوش على تغيير ...
- في 12/نيسان تمر الذكرى 95 لميلاد زكي خيري في وقت تتصاعد حاجة ...
- بوش يعالج آلاف اخطاءه التاكتيكية باستئناف خطأه الاستراتيجي


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - سجن غوانتنامو وسجون الامبريالية البريطانية في العراق