أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد العظيم - الجيش المصري في عهد عبد الفتاح السيسي















المزيد.....

الجيش المصري في عهد عبد الفتاح السيسي


جمال عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 6541 - 2020 / 4 / 19 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بتولي عبد الفتاح السيسي حكم مصر شهد الجيش المصري تغييرات جذرية في علاقته بالسلطة وعلاقته بالشعب ، وأيضا في إستراتيجيته وعقيدته القتالية وتسليحه ومسرح عملياته . بل وفي هيبته وإحترامه وصورته في عيون شعبه وعيون العالم . وقد إستغرق فرض هذه التغييرات
على الجيش نحو خمسة سنوات ، شهدت تسريح وعمليات إغتيال واسعة لكبار القادة (تحت زعم الإرهاب) بالإضافة للسجن الذي طال أعداد كبيرة من القادة قدرتها المصادر ب 2000 سجين . وهو ما يذكر بمذبحة القلعة التي أعدها محمد علي باشا لأمراء المماليك . وكان هدف السيسي هو تحويل القوات المسلحة المصرية إلى قوات عبد الفتاح السيسي ، وجرى مايشبه أخذ البيعة له من خلال سؤال مبطن يقول : "معانا ولا مش معانا" . وتمت الإطاحة بكل من رفض تغيير ولائه من الولاء لمصر إلى الولاء للسيسي . وبدون أن تشعر الجماهير حول عبد الفتاح جيش مصر إلى حزب سياسي خاص به ، وهو ما إحتاج التوسع في الأنشطة التجارية للجيش لإرضاء من قبلوا بالولاء الجديد . وبهذا زادت معاناة أفراد الشعب الذين ينافسهم الجيش في أرزاقهم ، كبارا وصغار حتى طال الأمر صائد السمك والبائع المتجول . أما عن الإستراتيجية والعقيدة القتالية فقد تغيرت من جيش مجهز لحرب برية كبيرة ضد العدو الصهيوني على أرض سيناء ، إلى جيش يجري إعداده وتجهيزه للإنتقال والقيام بعمليات خارج حدود الوطن . وهو ما ترفضه تقليديا النخبة العسكرية ، ولا تجد له أي مبرر لأن مصر لا تتعرض لأخطار من أي دولة في المنطقة سوى إسرائيل . وتمكن عبد الفتاح من كسر هذه الممانعة وفرض التغييرات التي أرادها ، وطبعا إحتاجت الإستراتيجية الجديدة إلى سلاح بحرية متطور لينقل القوات خارج حدود الوطن ليؤدي مهمة غامضة . وسرعان ما تطور سلاح البحرية والذي كان هو الحلقة الأضعف بالجيش المصري ، لتصبح هي السادسة على العالم والأولى على المنطقة ، متقدمة على البحرية التركية والفرنسية والإيطالية واليونانية . وفي سلسلة سريعة ومتلاحقة من صفقات السلاح تم شراء طائرات وصواريخ وقطع بحرية وحاملات طائرات وغواصات ...الخ . وقد تكلفت هذه الصفقات مبالغ خرافية لم يحتملها الإقتصاد المصري المنهك منذ عملية 25 يناير ، ولنتخيل مدى فداحة هذه المبالغ يكفي أن نعرف أن صفقة واحدة قد تكلفت 5,2 مليار يورو وهي صفقة 16فبراير 2015 مع فرنسا (24 طائرة رافال وفرقاطة بحرية) . وقد تعجب كثير من الخبراء العسكريين لشراء مصر طائرات لا تحتاجها ، فما ينقصها هو الطائرات التي تستخدم في المطاردات داخل المناطق الجبلية لتمكين الجيش من الإرهابيين ، ومثالها طائرات الأباتشي أو المروحيات عموما وليس مقاتلات الرافال .
• الإهانة المتكررة للجيش المصري :ــــ
ولتكتمل عملية تطويع جيش مصر للسيسي لم يتوقف الأمر على ملاحقة القيادات بالإغتيال والتسريح والسجن ، فقام السيسي بكسر هيبة وجعله أضحوكة للعالم بأكمله . وكانت البداية في 22 فبراير 2014 حيث نشر المتحدث العسكري على صفحته بموقع فيس بوك بيانا ، أعلن فيه عن إختراع مصري لإكتشاف وعلاج الفيروس سي ، بالإضافة لإكتشاف وعلاج الإيدز بنسبة نجاح تجاوزت 90 % ، ووصف المتحدث العسكري هذا الإختراع بأنه فريد من نوعه . وأعلن المخترع اللواء / إبراهيم عبد العاطي أنه يقوم بسحب الفيروس من الجسم ثم إعادته إليه مرة أخرى على هيئة "صباع كفته" يتغذى عليه المريض ، وإدعى أن أجهزة مخابرات عالمية عرضت عليه 2 مليار دولار لكنه رفض وتمكنت المخابرات المصرية من إخفائه والعودة به إلى حضن الوطن . وأطلق بهذا حملة لترويج إختراعه الذي يعالج إلى جانب الإيدز والفيروس سي أمراضا أخرى منها :
الصدفية والسرطان والسكر وأنفلونزا الخنازير وقصور الشرايين التاجية . ليس هذا فحسب بل وهناك مكافأة في إنتظار المريض بعد علاجه من هذه الأمراض ، ألا وهي تحسين الكفاءة الجنسية له . وقال مدير الهيئة الهندسية أن الإختراع الجديد ساهم في شفاء 100 مريض بالفيروس سي والإيدز . وطبعا كانت فضيحة مدوية للجيش المصري ولم يحاسب المتسبب في المهزلة ، ومن ناحيتها أحالت نقابة الأطباء 4 من أعضائها للمحاكمة التأديبية ، وتم إيقاف 3 منهم عن العمل لمدة سنة بسبب إشتراكهم في الترويج للإختراع . وفي نوفمبر 2017 وجه السيسي إهانة جديدة للجيش المصري ، حيث وقف في مزرعة سمك يستعرض ضباط يقدمون له أنفسهم على أنهم مقاتلين ويمارسون أعمالهم القتالية داخل مصنع ثلج أو علف ، وضباط مقاتلين على خط الجمبري المسلوق ، وأخرين يقاتلون على خط الجمبري منزوع الرأس ، وبعد دقائق كان الجيش المصري قد أصبح من جديد محط سخرية العالم .
• أين هو العدو :ــــ
في 28 فبراير 2019 نشر مركز كارينجي للشرق الأوسط دراسة بعنوان : "الجيش المصري .. العملاق المستيقظ من سباته" . والدراسة كتبها إثنين من العسكريين الأمريكيين ، منهم الملحق العسكري بالسفارة الأمريكية بالقاهرة 2008 : 2011 . وجاء فيها أن مبارك أعطى الموافقة الإستراتيجية على عدم تهديد الجيش المصري لأمن إسرائيل ، مقابل وصول المساعدات من الولايات المتحدة لدعم حكومته . وهكذا حولت المساعدات الأمريكية الجيش المصري إلى "عملاق نائم" . وأضافت الدراسة أن مصر وقعت مع أمريكا في يناير 2018 مذكرة التفاهم (في مجال الأمن والإتصالات) المعروفة بإسم "سيزموا" . وهو ما يلزمها بأن تسمح بدخول عناصر وأفراد من الجيش الأمريكي إلى مرافقها ونظم الإتصالات الخاصة بها . وأشارت الدراسة إلى أن السلطات أخفت توقيعها على هذه الإتفاقية لمدة شهرين خشية ردود فعل سلبية من جانب الجيش . كما أوضحت الدراسة أن مصر رفضت هذه الإتفاقية على مدى 30 سنة . وطبعا واضح أن القيادة الجديدة لا تعتبر إسرائيل عدو ولا تحمي أسرار الجيش المصري من عيون أمريكا راعية إسرائيل . والسؤال هو : إذا كان الجيش المصري لن يحارب عدوه الوحيد في المنطقة فلماذا كل هذه الأسلحة التي إستنزفت الإقتصاد المصري؟
وبالطبع نستطيع معرفة الإجابة برصد الآداء السياسي والعسكري للنظام . وهنا نجد السياسة المصرية تتماهى مع السياسة الجديدة التي تحكم المنطقة العربية الآن ، وتعيد رسم خريطتها حسب أولويات العدو الصهيوني . يأتي ذلك بعد أن داست عجلات الربيع العربي بعض الضحايا فجعلتهم عبرة للباقين . والخريطة الجديدة للمنطقة تكرس الوجود الصهيوني وتحقق مشروعه في بناء إسرائيل التوراتية من النيل إلى الفرات . على أنقاض النظام العربي والدين الإسلامي ، لتتحول بلادنا العربية إلى مدن ومحافظات داخل الإمبراطورية الإسرائيلية المتموضعة في قلب العالم .
● كسر ممانعة تركيا وإيران
وإذا كان العرب قد قبلوا وخضعوا لإسرائيل الكبرى ، فإن القوى الإسلامية في الإقليم مثل تركيا وإيران ترفض وتقاوم بشدة تمدد إسرائيل لتصل إلى حدود إيران وتقف على باب تركيا وتسجنهما في حدودهما . وتقضي حسابات إسرائيل بتفادي المواجهة العسكرية مع إيران أو تركيا تجنباً لدخول قوى أخرى لحماية مصالحها في الإقليم . وبمجئ السيسي وجدت إسرائيل في الجيش المصري أداة لتنفيذ إستراتيجيتها ، والتي تقضي بمحاصرة دولتي الممانعة إيران وتركيا لإفساح المجال لظهور إسرائيل العظمى . من أجل هذا تم بناء حلفين بحريين في البحرين الأحمر والمتوسط والجيش المصري فيهما معا :
- مصر والإمارات والسعودية لمحاصرة إيران في البحر الأحمر والخليج .
- مصر وقبرص واليونان لمحاصرة تركيا في البحر المتوسط .
● جيش مصر يدشن إسرائيل الكبرى
وهكذا حول عبد الفتاح السيسي جيش مصر إلى تابع إستراتيجي لإسرائيل ، يقوم نيابة عنها بمحاصرة خصومها الإسلاميين ، والإشتباك معهم إذا لزم الأمر لإسكات ممانعتهم للتمدد الإسرائيلي . وبهذا يكون عبد الفتاح قد أنفق عشرات المليارات من الدولارات لتمويل صفقات سلاح لا حاجة لمصر بها ، وإعتصر المصريين وخرب وخرب بيوتهم من أجل بناء جيش يخدم مصالح إسرائيل ويحاصر أعدائها . كي تتمدد بهدوء وأمان لتصبح هي القوى الإقليمية المهيمنة على المنطقة بأكملها . وقد أدى الإنفاق العسكري الضخم إلى وضع مصر على حافة الهاوية ، وجرى تبريره بمبررات مختلفة مثل : مكافحة الإرهاب في سيناء ، حماية حقول الغاز في البحر المتوسط ، حماية نهر النيل . ولا يزال الإرهاب يضرب في سيناء بينما رصاص الجيش المصري لا يصيب إلا الأهالي بزعم أنها أخطاء غير مقصودة . ولم يقم الجيش المصري بتأمين نهر النيل وتركنا نواجه الموت . ويبدو المشهد كما لو أن جيش مصر لم يعد جيشنا بمجئ عبد الفتاح السيسي ، نخلص من هذا إلى نتيجة مؤداها أن السيسي إتبع مع الجيش نفس الأساليب التي يتبعها مع الشعب من صدمات وإعتقال وفصل من الخدمة ، وإنتهى الأمر بإختطاف عبد الفتاح لجيش مصر مثلما تم إختطاف الحكم والدولة من قبل .
وربما كان المشهد شديد القتامة لمن يعولون على الجيش ، وينتظرون منه أن يقوم بإنقاذ الشعب من
العميل الصهيوني عبد الفتاح السيسي . لكن الحقيقة التي نعرفها تماما أن الجيش هو من يحتاج إلى الشعب ليخلصه من الإختفاء القسري الذي وقع فيه .



#جمال_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواجهة بين كاتب مصري وكاتب إسرائيلي
- الحملة الصليبية التي تمكنت من مصر 1997
- أمهات في السجن
- العرب أحق من اليهود في الإحتفال بعيد المساخر
- الإستعمار العثماني أوقف العقل العربي
- لن ينتصر الإسلام بتركيا ولا إيران
- الخلافة الإسلامية الحديثة
- الفيل الأزرق يتوعد الإخوان بالسجن
- هذا هو حكم العسكر
- معاقبة ليبيا بسبب تهريب تركيا من السجن
- الليبرالية هي الطريق الأوحد للتحرر
- الاعلام المصري في عهد عبد الفتاح السيسي
- فيلم الممر دعوة للتنازل عن سيناء
- عبد الفتاح السيسي رئيس تحت التمرين
- ضد من اطلقت امريكا المارد الايراني من القمقم
- لماذ يحاول بعض الاقباط قتل فاطمة ناعوت
- كيف خرج النمر الاسود من الدين والوطن واللغة الى احضان اسرائي ...
- يوتوبيا احمد خالد توفيق .. عودة الى اللامعقول
- هذه هي صفقة القرن : تنازل العرب عن الارض والسيادة لصالح اسرا ...
- لماذا اطلقت امريكا المارد الايراني من القمقم


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد العظيم - الجيش المصري في عهد عبد الفتاح السيسي