أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان مجيد - مفاهيم التغير والاثار المحتملة لفايروس كورونا















المزيد.....


مفاهيم التغير والاثار المحتملة لفايروس كورونا


سلمان مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 6541 - 2020 / 4 / 18 - 23:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


امفاهيم التغير والاثار المحتملة لفايروس كورونا على المجتمعات :
أن التغيرات التي تحدث في الكون و الحياة هي من اأسس وجودها الحتمي ، حيث ان عدم حدوث هذه التغيرات سوف ينفي استمرارها ، وللتغيرات من الناحية النظرية مفاهيم متعددة ، فهنالك التبدل حيث ان هذا يعني ما يحدث في جانب واحد وهو التغيير الذي يشمل جوانب متعددة لذلك المتغير ومن طبيعة تلك العملية هو التاثير و التأتر في حركة تلك المتغيرات فأن كل واحد منها قد يكون سببا و نتيجة في الوقت ذاته ، ومن الممكن ان يحول المفهوم الى معنى آخر وهو ( التطور ) حينها سيكون معناه عملية التحول او الحركة لذلك المتغير في الكم و النوع مما يؤدي الى ظهور المتغير بهيئة وطبيعة ظاهريا ليس لها علاقة باصولها ولكن المتبع لحركة تلك العمليات يتبين له انها عبارة عن سلسلة منطقية لتلك العمليات ولكن الظهور المستمر وبالاشكال المتعددة هو يعطي هذا الانطباع ، المهم ان نتائج هذه العمليات ان كانت تبدلا او تغيرا او تطورا لايتبين اثرها الا بحسب تاثيراتها وحجم تلك التاثيرات فبعض من تلك لاتشكل ذلك التاثير الواسع ومنها ما هو يعد على مدى واسع من ذلك التاثير مكانيا و زمانيا ، وان هذه التي يحدث لها هذا التغير او التبدل او التطور لايقتصر على جانب واحد من الكون او الحياة بكل تفاصيلها ، وان المقصود بهذه التفاصيل ليس ان التغير يحدث داخل ذلك العامل ومكوناته لوحده ، بل العملية ستعم المنظومة بكاملها و المتصلة بذلك الشئ مما سيؤدي الى توسع تلك العملية الى صورة اشمل ويجعلها تنتسب الى مفهوم التطور ، اي التغيرات و التبدلات ستكون شاملة شمولا تطوريا ، اي ( طولا وعرضا و حتى في العمق ايضا ) المهم من كل ذلك ما اريده هو ان ابين ما يمكن ان يترتب من اثار مما يصيب البشرية مما يعرف بفايروس (كورونا) والمسبب لهذا الحالة والتي جاءت للانسان بكارثة غير محسوبة النتائج ، ولكن مع كل ذلك تبقى الاحتمالات غير واضحة المعالم لعدم معرفة مدى توسع هذا المرض او الوباء و نتائجه من عدمه وما اذا تمكن العلم من الحد من تاثيرات هذا الوباء ، فان انحسر تاثير هذا الوباء فانه سيصبح نوعا من المزحة او المناكفة التي تلعبها الطبيعة مع القدرات التي يمتلكها عقل الانسان في صراعه مع الطبيعة ، وحينها سوف لايحدث ذلك التاثير الذي من الممكن ان لايتمكن احد ان يرسم حدوده التي من الممكن ان لا تبقي من البشر احدآ من ان يروي ما حصل للاخرين الذين يحتمل بقاءهم ، كالذي حصل لبعض الكائنات عندما تعرضت الى الفناء لاسباب مجهولة ، وفي هذه الحالة لايمكن ان احدد لنفسي ما يمكن ان اسمي هذا هل هو تغير او تطور او تبدل ، ولكن اذا ما كان هذا الذي سيحصل بهذا الشمول لهذا الوباء وشموليته في التاثير بان اصبح يشكل وباء عالمي وليس محلي وذلك من خلال المؤشرات الاولية التي ظهرت لذلك سوف نقتصر فقط على الاثر المحلي وقد يمتد بعض الحالات الالمية كلصين وبريطانيا و ايطاليا واسبانيا وحسب الجوانب الاجتماعية والصحية::
انواع االتغيرات المحتملة لتاثيركورونا :
1/ التاثيرات الصحية :
2/ التاثير النفسي و الاجتماعي :
3/ التاثيرات الاقتصادية :
4/ التاثيرات السياسية المحلية و الدولية :
1/ التاثيرات الصحية :
ان امر من هكذا موضوع انما يتعلق بذوي الاختصاص هم الذين يحق لهم التحدث به هم الاطباء طبعا باعتبارهم هم العارفين بنتائج هذا الوباء على المستوى الفردي و العائلي و المجتمعي ، ولكن الانتشار هذا والذي وصل مليونين ونصف تقريبا ــ 16/4 ــ من المصابين على المستوى العالم ، وانتشار المعلومات الطبية المتعلقة بالمرض من خلال مساهمة الاطباء المياشرة و البحث الشخصي للافراد عن مصادر هذه المعلومات عن طريق الانترنيت جعل الامر يتميز بميزتين الاولى سلبي و الاخر ايجابي ، فالامر الايجابي منه يتمثل بتوسيع المعرفة العامة بخصائص هذا الوباء وخاصة الطبية منه لدى الافراد مما اتاح لهم توخي الحذر و التصرف تصرفأ سليما حتى لو كان الشخص في وسط الوباء ذاته ولكن المشكلة بالنسبة للجانب السلبي لهذه المعرفة فتتمثل بقصور الفهم و المعرفة في كيفية التصرف بهذه المعرفة و توظيفها في التعامل مع هذه المعلومات الطبية لهذا الوباء لذلك تعامل كهذا سيكون اخطر من الفايروس ذاته وهذا ليس غير واقعي ، اعني حين تكون توفر البيئة المناسبة لانتعاش الفايروس نفسه لذلك كله فانا ارى بان توفير المعلومة الطبية و تعلمها من غير المختص يعد سيف ذي حدين لذلك ان اضطر بلد ما الى الاستعانة بمتوطعين للعمل في مساعدة الاطباء في عملهم لنقص في الكوادر الطبية يجب ان يضيفوا الى تدريباتهم المهنية الطبية تدريبات اخرى من نوع اخر لا تتعلق بالمعلومة الطبية الصرفة فقط بل بالامور الاجتماعية والاقتصادية و الغذائية وغيرها لان المتطوع غير المختص بالطب الذي حتما يعرفها ، ومن المخاطر المحتملة طبيا من حالة انتشار الوباء هو خطورة حصول الوفيات بوتيرة كبيرة بحيث يؤدي ذلك الى ارباك منظومة وقيم و اسلوب تقبل هذه العملية ، اعني في ذلك ( الموت ) فالموت بالنسبة للانسان و المجتمع هو نظير ( الحياة ) ، لان معادلة الموت و الحياة هي معادلة ازلية ، اضافة الى انها محاطة بالمشاعر و القيم العاطفية و الروحية الدينية وان هذه الامور مع انها تتعرض بين الحين و الاخر الى تغيرات استثنائية كمثال في حال الحروب و الكوارث الطبيعية ، الا انها تبقى محدودة الاثر في حدود مكان وزمان الحدث ، وحين انتهاء الحدث سترجع المنظومة القيمية تلك الى توازنها و انماطها السابقة مع احتمال حدوث بعض التغيرات الطفيفة ، ولكن بالنسبة لتاثيرات ( كورونا ) وكم الموت الذي قد يسببه و التي بدات بوادره تظهر في بعض البلدان كايطاليا و الصين و ايران و اسبانيا وبدات بامريكا بشدة كبيرة جدا ،حيث سيكون الموت موزع حسب الحالة الصحية للمصاب وخاصة كبار السن منهم وذلك لضعف جهاز المناعة عندهم ، وطبعا هذا سيكون ذا نتائج متباينة من مجتمع الى اخر ، فستحقق المجتمعات المتقدمة بعد انقضاء الوباء نقلة نوعية في تحسن النسب بين الفئات العمرية فتلك المجتمعات قبل الوباء كانت شريحة كبار السن كبيرة و تمثل نسبة عالية غير تلك التي عليها المجتمعات الفقيرة التي تكون نسبة الشباب هي الاعلى حتى انها تسمى (بالمجتمعات الشابة) لذلك ستخسر تلك المجتمعات ذلك التوازن العمري بين المستويات العمرية فستخسر تلك المجتمعات نسبة اكبر من شبابها قياسا الى تلك المجتمعات التي لديها نسبة كبيرة من كبار السن ولهذا آثره اللاحق بعد نهاية آزمة الوباء ، وذلك التاثير سيقع على قوة العمل كاحد عوامل الانتاج في القطاعات الاقتصادية المتعددة ، ومن الاثار الصحية الاخرى المحتمل تاثرها هي المؤسسات الصحية التي ستحقق القفزات النوعية في مرحلة ما بعد انحسار الوباء ، فستتطور تلك المؤسسات بشكل يجعل الصحة مهمة لدرجة اننا نقبل بالعاملين فيها من اطباء وعلماء العلوم الطبية و مساعديهم اقول سوف نقبل بهم ان يتولوا ادارة وقيادة مجتمعات ما بعد ( كورونا ) كما كان للمجتمعات التي سبقتنا فمنهم من قبل ان يكون قادتها من الفلاسفة و المفكرين وبعضها من قادتها الفرسان فآن لنا ان نقبل بان يكون الاطباء قادتنا .
2/ التاثيرات النفسية / الاجتماعية :
من المعروف حتى ليس لذوي الاختصاص ، ان لكل فعل فردي او اجتماعي مقدمات نفسية او اجتماعية او الاثنين معا ، لكن تبقى تلك التاثيرات بمساحة محددة لذلك التاثير او يكون واسع التاثير ، فالملاحظ ان من ضمن تلك التي لها ذلك التاثير هي الامراض التي كانت امراض فردية او جماعية كالاوبئة مثلا ، ولنفترض ان يكون ذلك التاثير ، كذلك المدى لاي مجتمع او فرد ، ولكن الاستثناء الذي يمكن ان يحصل هو طبيعة المسبب ، فبالنسبة للمجتمعات المتخلفة ان الامراض هي نتيجة طبيعية لذلك الفقر و العوز الذي ينعكس على الحالة الصحية التي تؤثر على السلوك الفردي او الجمعي ، مثلا المبالاة من عدمها فتجد العراقي الان وسط هذا الرعب و الخوف الذي يكتسح العالم تجده دون كل المجتمعات و افرادها غير الذي تراه عند غيره من الافراد و المجتمعات ، فحالة الوعي الصحي الذي نفترضه في حالة مثل هذا الوباء ( كورونا ) عند الامم و الافراد غير العراقيين لاتجده عندهم ، و انا بهذا ليس مع ان العراقي قليل المعرفة التي ترتبط بالصحة العامة وخطر الامراض فتاريخ العراق في هذا الجانب ولفترة سابقة ليس بالبعيدة وهي نهاية السبعينيات من القرن الماضي تؤكد لنا ان العراق قد احتل مكانة متقدمة بالنسبة للدول العربية و غيرها من حيث الخدمات الصحية المتاحة و الموازية لمعرفة و وعي صحي يوازيه وقد يتفوق عليه بدليل ان الناس كانوا بوعيهم هذا ، هم الذين كانوا الحافز بما كانت تقوم به المؤسسات الخدمية الصحية و الحكومية ، اذن ماهو السبب الذي قلب الموازين حيث اصبح العراقي وكانه لايملك ذلك الوعي الذي ادعيه ولكني هنا اقول ان الامر ليس هكذا بل هو نوع من انواع اثبات وجود الشخصية العراقية في جانبها النفسي و الاجتماعي في وجه المصاعب حتى الطبيعية منها كحالة المرض مثلا ، لذلك نرى كثير من الافراد او الجماعات يتحدثون الاجراءات الصحية التي تحاول المؤسسات الصحية توجيه الناس للالتزام بها ، وهنا لا ادعي بان هذا موقف ايجابي بل هو اصبح يشكل نوع من الاحباط النفسي للذين اعتقدوا ان هذا مرادهم لان عملهم هذا سرع في اصابتهم بالمرض وفي اعتقادي ان هذا الاحباط اذا اتسع مداه فانه يعد حالة من التقدم الذي سيطر على الفهم العلمي للصحة و ضرورة الاهتمام بها وخاصة اذا تم الانتصار على المرض اما تاثير الجانب الاجتماعي انما يعود الى القيم وخاصة العقائدية المرتبطة بالعقيدة المذهبية كانت من اسباب ذلك الذي اعتمدت عليه بعض الفئات المنتفعة من تلك الروايات التي اعتبرها ــ انا ــ من الخرافات التي يعتاش عليها البعض منذ قرون عديدة للترويج لتلك القصص المختلفة و الذي اراه انه في حالة القضاء على الوباء بالطرق الصحية وفشل الاساليب المتخلفة سيخلق نوع من الصراع الفكري وحتى المذهبي بين من يرى صحة هذه المعتقدات ــ وخاصة بالجانب الطبي ــ ومن يرى غير ذلك ، وقد يمتد ذلك الصراع الى جوانب فكرية اخرى وقد تسيل دماء من اجل ذلك وذلك لحجم الخسارة التي سيتحملها الجانب الذي يتبنى الجانب الرخرافي في معالجة الامراض على اساس الروايات وليس على اساس المنجز العلمي الواقعي الذي افرزته تجربة ( كورونا ) ........
3/ التاثيرات الاقتصادية :
ان كثيرا من النظريات الاقتصادية تعزي التغيرات التي تحصل في المجتمعات الى العوامل المرتبطة بالحياة الاقتصادية للمجتمع ، ولو تفحصنا تلك العوامل سنجدها ليس بالضرورة ان تكون اقتصادية ولكن حتما ستكون اثارها اقتصادية ومن المؤكد ان احدى هذه المؤثرات الحالة الصحية ان كان ذلك على المستوى الفردي اوالاجتماعي وخاصة الامراض حين تتحول الى اوبئة ، فالذي تعيشه البشرية في ظرفنا الحالي تحت ضل انتشار فايروس كورونا وخاصة في تلك الدول التي بدأ فيها هذا ( الكورونا ) يتحول الى وباء وكذلك تلك التي من الممكن ان تتحول الى حاضنة لهذا الوباء ، فان التاثير الاقتصادي حاصل حتما ، وبطبيعة الحال عندما نتكلم عن الاقتصاد لا نعني في زاوية محددة بل في كل الانشطة كالانتاج و التوزيع و المواد الاولية و الاستيراد و التصدير و حتى النظم المالية من عملة و اسهم و سندات كلها ستتاثر و ان درجة هذا التاثر ستتناسب مع درجة تطور انتشار الفايروس ففي حالة عدم السيطرة على الفايروس فان عمليات الانتاج ستتاثر بشكل كبير وخاصة المرتبطة بالزراعة و الصناعة و حتى الخدمات التجارية ايضا ، لان هذه الانشطة مرتبطة مع بعضها ارتباطا عضويا ، و المشكلة هنا كلما زاد انتشار هذا المرض تطلب الامر زيادة الحاجة الى العزل الاجتماعي و البقاء في المنازل ، معنى ذلك توقف العاملين عن العمل في كل القطاعات الانتاجية و الخدمية و ان حالة من هذا النوع ستزيد عملية انتشار الوباء وذلك لان الامراض كهذه اقصد الوبائية تحتاج الكثير من انتاج السلع و المواد الغذائية و العلاجية كالادوية و المعقمات التي اصبحت تشكل ضرورة لمواجهة المرض ولكن متطلبات الحد من انتشار هذا المرض تستوجب تفريغ المصانع و المزارع و المكاتب التجارية و الادارية من العاملين بها وذلك لتقليل التماس بين المصابين المحتملين و الاصحاء من خلال ا لعزل الاجتماعي و هذا طبعا سيحول العالم يواجه ازمة اقتصادية غير مسبوقة على مدى تاريخ البشرية نتيجة لشحة و ندرة الانتاج السلعي و الخدمي و غلاء اسعارها ، هذا طبعا فيما اذا تفاقم انتشار الوباء اما اذا ما كان العكس فانه حتما ستحدث نظريات و انظمة اقتصادية مستحدثة غير معروفة سابقا ، استنادا الى هذه التجربة التي لم يكن العالم مستعدا لها لذلك فان نظام اقتصادي جديد سيظهر في عالم الفكر الاقتصادي مستلهما ذلك من ما مر به العالم من هذه التجربة .وهنالك اوجه اخرى للجانب الاقتصادي الذي ستفرزه تداعيات ازمة ( كورونا ) من هذه الافرازات استغلال بعض الاطراف الدولية لهذه الازمة المرضية وخاصة حين يقرن البعض بين نظرية المؤامرة و بين انتشار فايروس ( كورونا ) ومن تلك الدلائل مثلا ما صرح به الرئيس الامريكي من خلال وسائل الاعلام قوله ما معناه بانه ( فرح ) لانخفاض اسعار النفط مما سيمكنه من املاء خزانات بلاده الصناعية و الطبيعية من هذا النفط الرخيص وكذلك هنالك اعلان امريكي باستحداث مائة الف وظيفة جديدة في مجال وسائل الاتصالات للاستجابة لمتطلبات هذا القطاع نتيجة لتسارع الاخبار حول مرض ( كورونا ) و المعلومات التي تتطلبها مواكبة انتشار المرض في ارجاء العالم ، وتاكيدا من جانب البعض الذي يؤمن بنظرية المؤامرة يوردون معلومة بمنتج معقم بانه قد انتج قبل ثمان شهور من ظهور اول اصابة في الصين بان هذا المنتوج يحمل لافتة خاصة بهذا المنتوج بانه صالح لمكافحة فايروس ( كورونا ) . ومن الاوجه الاخرى للمشكلة الاقتصادية الخاصة بالدول التي تتميز ( بالاقتصاد الريعي ) و التي تعتمد على الموارد النفطية او غيرها ، فالمشكلة لا يجهلها حتى غير العارفين بالشؤون الاقتصادية لان سكان تلك الدول سيتاثرون بشكل مباش و بسرعة لان مواردهم المعيشية تعتمد على هذه المصادر الريعية و العراق واحد من هذه الدول التي ستتاثر بهذه في النتيجة ولكن بالنسبة للعراق ستكون المشكلة مركبة لانها لا تتعلق بالذين يعتمدون في معيشتهم على الرواتب التي تدفعها لهم الدولة التي ستفقد جزءا مهما من موارد ميزانيتها العامة بسبب انهيار اسعار النفط حيث هنالك قطاعات واسعة من الشعب العراقي انما يعتمد في معيشته على عمله اليومي ، ففرض العزل الاجتماعي من خلال منع التجوال فانه سيحرمهم من مصادر معيشتهم اليومية وحالة من هكذا امر ستفرز مشاكل من نوع اخر ضمن ما قد يوصف بالتمرد ليس فقط على قانون فرض منع التجوال بل حتى على الروابط و القيم الاجتماعية و انتشار الجريمة و قد يؤدي هذا على انهيار الاجراءات للحد من انتشار الوباء ، وهذا يعني ما لايمكن ان يوصف الا بلانهيار الكامل للمنظومة المجتمعية بكل كياناتها ثم الانهيار .... وهنالك وجه اخر للمشكلة ان تظهر في حالة لفشل في مواجهة الكارثة الا وهي انهيار الانظمة المالية نتيجة للتخمينات التي اشير لها اعلاه وهو انهيار الاسهم وحتى العملة الورقية لانها مجرد اوراق وقوته دعمها المرتكزات الاقتصادية كالزراعة و الصناعة و الموارد الطبيعية من ثروات ، و الاهم من ذلك كله الموارد البشرية التي سيقع بين مريض وعاجز و الذي لم يمت فانه سائرا نحو الموت ، وحين تنهار هذه المرتكزات فان العملة النقدية ستنهار حتما وستصبح قيمتها لا تساوي قيمة الورق الذي صنعت منه و المتوقع ان تظهر وسيلة اخرى لتبادل السلع و الخدمات كان يكون استخدام المعادن كالذهب مثلا وطبيعي ان كل هذا سيحدث في حالة الفشل في كبح جماح انتشار المرض انتشارا كاسحا ولكن المتوقع هو غير هذا و ان ذلك سوف لايحدث لما نشاهده من مثابرة لعلماء البشرية و اطبائها في ايجاد ما يكبح جماح انتشار ( كورونا ) وهو هذا المتوقع ، فالمتوقع ان يتم القضاء على المرض و مسبباته ، اضافة الى ان البشرية ستبدأ عصرآ جديدا كله امل ويكون ما يعكر الاوضاع هو ظهور نزعة التنافس بين تيار لازالت تلعب فيه الاهواء و النزعة الفردية التي قد تعتبر بقايا الراسمالية ، والدليل على ذلك هو دعوة رئيس الوزراء البريطاني للناس ان يستعدوا لتوديع احبتهم وذلك باعتبار ان ستون بالمائة من السكان ممن سيتعرضون الى الاصابة بهذا المرض باعتماد ما يسمى ( بمناعة القطيع ) ، اما الجانب المشرق في هذا الصراع هو ظهور النزعة الانسانية التي قطفت ثمار تعاون الشعوب مع نفسها قبل غيرها في الالتزام الاجراءات التي كان لها الدور في القضاء ومما ستترتب على ذلك التعاون هو ايجاد انماط و افكار جديدة للتعاون بين الامم و الشعوب من اجل حياة افضل .
4/ التاثيرات السياسية و الدولية /
ليس من المنطقي ان يكون لمرض له تاثيرا على جانب سياسي ذات ابعاد دولية الا في حالة واحدة الا وهي حين يتحول هذا المرض الى مرحلة الوباءوان يكون ذا ابعاد انتقالية ، وهي تلك الحالة التي يتصف بها (كورونا) فمنذ اللحظة التي ظهرت فيه الاصابة الاولى في الصين اصبح هذا المرض الشغل الشاغل للسياسين من احتمالات انتشاره داخليا مما قد يتعرض هؤلاء المسؤولين الى حالة الاصابة مما قد يؤدي الى حدوث فراغ سياسي نتيجة لتلك الاصابة وخاصة اذا ما كان هؤلاء يمثلون سلطة القرار السياسي الذي يشكل مفصلا مهما في مصير البلد الذي ينتمي اليه هؤلاء المسؤولون ومثال على ذلك كآن يكون هؤلاء ينتسبون الى البلدان النووية ، و المعروف ان الشفرة السرية للسلاح النووي تكون بيد رئيس الدولة وان ذلك الرئيس قد تعرض الى الاصابة او انه تعرض الى الموت المفاجئ فان ذلك سيسبب ارباكا لامن البلد وخاصة فيما اذا كانت الامور غير اعتيادية وحالة الارباك اصبحت شاملة لذلك البلد و ان له خلافات مع دول اخرى الا ان الامر ليس بهذه الخطورة خاصة لتلك الحكومات الديمقراطية التي تضع حلولا لمثل هذه الحالات الطارئة ، اما بالنسبة للدول و الحكومات الهشة والتي تتميز بالصراعات الداخلية و التي يتم بها تقاسم المناصب على اساس ذلك الصراع ففي حالة خلو المناصب الكبرى لاي سبب فانه سيشكل ازمة كالازمة التي نعيشها في العراق نتيجة استقالة رئيس مجلس الوزراء منذ ستة اشهر نتيجة للمظاهرات الشعبية والان للتو تم اخيار رئيس لمجلس الوزراء ــ ولم يتم الى الان التصويت على كابينته الوزارية في البرلمان ــ 18/4 /2020 ــ ............. ومن الاثار التي قد تعتبر من الايجابيات التي قد يتركه هذا الوباء على الاضطرابات او المشاكل التي تعاني منها الدول و الشعوب داخليا و خارجيا هي الثورات و الحروب و الصدامات المسلحة مثال على ذلك هو دعوة الامين العام للامم المتحدة الى ضرورة انهاء تلك الصدامات و الحروب في اليمن و الصراع المسلح في ليبيا وغيرها في المناطق الاخرى ولكن لم نلمس اي شيئا عمليا الى الان ، ولكن اضافة الى هذه الدعوة الحقها الرئيس الفرنسي ( ماكرون ) بدعوته لاعضاء مجلس الامن للاجتماع لذات الغرض ــ 15 /4 / 20202 ــ وهنالك ايضا على النطاق العربي فدعوة التصالح و التعاون من اجل المساعدة في تجاوز الاثار الانسانية التي قد يتركها هذا الوباء وذلك من خلال الدعوات التي اطلقها ولي عهد حاكم الامارات بالاتصال مع الرئيس السوري وقد نفترض ان تكون هنالك مبادرات اخرى اوسع في حالة تفاقم حالة الدول التي ينتتشر فيها المرض ، وهنالك مبادرات قامت بها بعض الدول على المستوى الداخلي كاطلاق السجناء او تقديم المساعدات كما قامت امريكا بمنح مواطنيها مبلغ الف دولار لكل شخص وهذا ما قامت به اليابان يو امس ــ 17/4 /2020 ــ ........... ومن الامور الاخرى هو ما يعتقد ان اسوء امر قد يترتب على الانتشار لمرض ( كورونا )هو العزلة الدولية التي يشهدها العالم الذي سوف يكون له تداعيات في كافة جوانب الحياة التي لايمكن تصور نتائجها و التي سوف تستدعي ابتكار وسائل مبتكرة في استمرار التواصل بين الشعوب و الدول التي لايمكن الاستغناء عنها في سبيل المحافظة على الصفة الانسانية للعلاقات بين الشعوب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#سلمان_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقسيم العراق و المخاطر المحتملة
- ازدواج الجنسية و تعدد الولاءات .
- (( الوليد الغريب )) قصة قصيرة حقيقية مستوحاة من مأساة النازح ...
- حقوق الأنسان و الدعوة الى الأباحية
- العراق (( الجغرافية و التأريخ و السياسة )) و مخاطر التقسيم .
- (( مالتوس )) ونظريته العرجاء .
- بعض وسائل و ادوات البحث الأجتماعي عند ( علي الوردي )
- ثورة ( الحسين ) أيقونة ألتأريخ
- علم النفس و مرض السرطان او (( تجربتي مع السرطان ))
- قد تكون السياسة مرتعآ للفاسدين .
- القيمة الذاتية و الموضوعية (( للعمل ))
- (( وقفة في الذاكرة ))
- ( تكلم لأراك )
- ( لو كنت مكانه لأصبحت مثله )
- الانسان ( حيوان اجتماعي بألطبع )
- العراق و خارطته السياسية و احتمالات التغيير
- ( ساعات نصف نهار ) من يوم هزت العالم
- ( الشخصية التآريخية ) و مدى آنصاف ألتأريخ لها
- مفهوم ( الخدمة الجهادية ) و قانون التقاعد الجديد
- ( الحياة ) هي الاصل


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان مجيد - مفاهيم التغير والاثار المحتملة لفايروس كورونا