أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي حسين يوسف - فلسفة افلاطون ومؤلفاته وأفكاره الأساسية















المزيد.....

فلسفة افلاطون ومؤلفاته وأفكاره الأساسية


علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)


الحوار المتمدن-العدد: 6540 - 2020 / 4 / 17 - 02:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اتضحت معالم الفلسفة اليونانية مع افلاطون الذي ولد عام 427ق.م من أسرة يونانية معروفة في اثينا لكنه غادر مدينته بعد أن أعدم الديمقراطيون استاذه سقراط فالتجأ إلى ميغاري ثم الى مصر ثم الى آسيا الصغرى وفي الاربعين ذهب الي صقلية وكوّن علاقة مع ملكها وبعد مدة عاد الى اثينا ليؤسس الأكاديمية وظل يدرس فيها حتى وفاته عام 347ق.م . وقد استمرت بعده تسعة قرون .
مؤلفات افلاطون عبارة عن مجموعة من المحاورات تدور على لسان سقراط باستثناء محاورة النواميس .
ويبلغ عدد المحاورات تلك جميعا 36 محاورة يمكن تقسيمها على خمس مجموعات أغلبها محفوظ مترجم , وهي :
أولا : المحاورات السقراطية :- فيدون , أقريطون, أوطيفرون .
ثانيا : المحاورات الفلسفية : تيتاوس , ثيلابوس , سفسطائي , بارامنديس , تيماوس , مينون .
ثالثا : المحاورات الجمالية : فيدروس , المأدبة , أيون, وهيباس .
رابعاً : المحاورات الأخلاقية : جورجياس , لاخوس , ليسبوس .
خامساً : المحاورات السياسية : الجمهورية , النواميس , السياسي .
ويصنفها البعض على ثلاثة مجاميع بحسب المراحل العمرية لأفلاطون :
مصنفات الشباب وتسمى بالسقراطية ؛ لأن موضوعها سقراط وتضم : احتجاج سقراط أو دفاعه أمام المحكمة وأقريطون يذكر فيها ما عرضه هذا التلميذ من الفرار, وأوطيفرون يصف فيها موقف سقراط من الدين , وهيبياس الأصغر وهي بحث في علاقة العلم بالعمل، وألفبيادس في ما هو عدل فهو نافع ، ومعرفة الذات ليست معرفة الجسم ، وهيبياس الأكبر في الجمال ؛ وخرميدس في الفضيلة ، ولاخيس في تعريف الشجاعة ، وليسيز في الصداقة ، وبروتاغوراس في السوفسطائي وإيون في الشعر وشرح الإلياذة ، وغورغياس في نقد بيان السوفسطائيين، والمقالة الأولى من الجمهورية في العدالة .
محاورات الكهولة , متأثرة بفيثاغورس وتشمل : منكسينوس يعين فيها موقفه من البيانيين ، ومينون يحاول فيها أن يحد الفضيلة وأوتيديموس يحمل فيها على السوفسطائية وأقراطيلوس يفحص فيها عن أصل اللغة والمأدبة أوسمبوسيون في الحب الفلسفي ، وفيدون يصور المثل الأعلى للفيلسوف وخلود النفس والباقي من الجمهورية تسع مقالات وفيدروس تتمة للمأدبة وغورغياس وفيدون وبارمنيدس يراجع فيها نظريته في المُثُل وتيتياتوس يحد فيها العلم ويعلل الخطأ .
محاورات الشيخوخة وتشمل : السوفسطائي أو سوفسطس والسياسي أو بوليطيقوس و فيلابوس ينظر في منهج البحث العلمي ، و ثيماوس يصور تكوين العالم وأقريتياس والقوانين وهي تشريع ديني ومدني وجنائي في اثنتي عشرة مقالة خالية من سقراط أما كتب : التقسيمات والفيلسوف وهرموقراطس فلم تصل إلينا .
ملخص فلسفة افلاطون في المحاورات السابقة :
فلسفة افلاطون فلسفة مثالية موضوعية ترى أن الموجودات كلها صور تحاكي مُثلا علوية كاملة ثابتة خالدة , وأعلى تلك المثل : الحق والخير والجمال .
والمثل عند افلاطون صور عقلية روحانية مجردة لا تفسد ولا تتغير وتوجد في عالم الآلهة وبما أنها صور عقلية روحية فالذي يقابلها هو الواقع المكون من الصور الجسمانية المادية المتغيرة والفاسدة فهذه ظلال لتلك , والمثل تتدرج حتى تصل إلى المثال الاعلى وهو مثال الخير الذي هو أساس كل شيء ولم يفصح افلاطون إن كان يقصد به الله أو لا .
أما نظريته في النفس فأفلاطون يعدها من عالم المثل على الضد من البدن الذي يعده من عالم الظلال لذلك فالنفس موجودة قبل البدن وهي جوهر علوي هبطت من عالمها لتسجن في البدن دون أن نعلم سبب هبوطها لكنها تسعى إلى الصعود والعودة مرة أخرى الى عالمها عن طريق تأمله فالتأمل هو طريقها الوحيد للصعود لكنها تعيش في صراع دائم مع البدن الذي لا يتيح لها الصعود بظلالاته .
وللنفس ثلاث قوى هي الشهوانية ومركزها البطن وهي مسؤولة عن الوظائف الغذائية والجنسية وتسعى إلى تحقيق فضيلتها التي تتمثل بالعفة , والقوة الثانية هي الغضبية ومركزها الصدر وتسعى للوصول إلى فضيلتها التي تتمثل بالشجاعة , والقوة الثالثة هي العاقلة ومركزها الدماغ ومهمتها ادراك الحقيقة وفضيلتها الحكمة .
وافلاطون يؤمن بتناسخ الأرواح تأثرا بالفيثاغوريين لكن هذا التناسخ يشمل النفوس غير الصالحة التي تظل تتنقل من جسد الى جسد نتيجة تعلقها بالواقع أما النفوس الصالحة فتعود الى عالم المثل لتسعد برفقة الآلهة هناك .
ويرى إفلاطون أن النفس لا تخلد بقواها الثلاثة المتقدمة إنما الخلود للنفس العاقلة فقط لأن طبيعتها غير جسمية بدليل أنها غير مركبة وبسيطة وتدرك العالم عن طريق التذكر وتدرك المثل فهي مثلها .
أما نظريته في المعرفة فأن افلاطون ينتقد الآراء التي سبقته , ينتقد الطبيعيين والحسيين ( هيرقليطس مثلا) الذين قالوا بأن المعرفة اكتساب حسي لأن هذا الرأي ينكر المعرفة الثابتة ولا يميز بين المعرفة الانسانية والمعرفة الحيوانية , وكذلك ينتقد رأي بارميندس الذي أكد على أن المعرفة عقلية فقط لأن هذا الرأي يؤدي الى إنكار المادة والكثرة والحركة والتغيير ويرى بأن الوجود واحد وهو رأي متناقض وينتقد كذلك السفسطائيين الذين قالوا أن المعرفة اكتساب من الغير إذ يؤدي هذا القول إلى التساؤل من أين أتى الغير بالمعرفة ؟ .
لذا يرى افلاطون أن الوجود أما حسي مادي غير جدير بالتأمل لأنه متغير فاسد لذا فهو موضوع المعرفة الحسيّة المتغيرة مثله , وأما وجود معقول سماوي علوي ثابت وهو موضوع المعرفة العقلية فالمعرفة الحقيقية هي تأمل المثل ومحاولة معرفتها عن طريق العقل أما الاحساس فلا يمكنه ذلك فالمعرفة تذكر المثل والجهل نسيانها ويبدو أن افلاطون يقضي بأن الإنسان يعيش جهلا ملازما لأنه في عالم مستنسخ غير حقيقي , عالم يحاكي عالم الحقيقة ويضرب مثالا على ذلك بأسطورة الكهف الذي يعيش فيه مجموعة من الأفراد وتدخله حزمة من الضوء من خلال كوة صغيرة تعكس صور المارة خارج الكهف فهؤلاء لا يعرفون غير هذه الصور أما حقيقة المارة فلا يوجد أي معرفة عنهم .
وللتعقل عند افلاطون طريقين : الأول يبدأ من المحسوس ثم يصعد إلى المعقول أو المثال ويسميه افلاطون بالجدل الصاعد والثاني يبدأ من الموجودات الكلية أو من المثل ثم ينزل إلى الأدنى ويسميه بالجدل النازل , والمعرفة عامة تبدأ بالإحساس ثم الظن ثم الاستدلال ثم التعقل وهو التجريد .
وتتصف المثل عند افلاطون بالكلية والثبات والقدم والتجرد عن المادة والخيرية ولا تدرك الا بالعقل وهي بسيطة لا تتجزأ وباقية دائما وهي مطلقة أيضا أما ما يحاكيها من عالم المحسوس فتتصف بأضداد تلك الصفات أي بالجزئية والتغير والفساد والمادية وهي عالم الشر و لا تدرك إلا بالحواس وهي مركبة وزائلة وهي كلها من جوهر الجسد , ويرى افلاطون أن لكل نوع من الموجودات مثال ولكل نوع من المثل مثال آخر وهكذا تتصاعد المثل بشكل هرمي حتى نصل إلى مثال الخير والحق و الجمال .
والعلاقة بين المثل وعالم الحس تتمثل في أن عالم الحس صورة مشوهة عن عالم المثال إذ هناك عدة وسائط بين عالم المثال وعالم الحس , أول هذه الوسائط هو الصانع وهو عقل كلي منح العالم المادي النفس الكلية التي تعتبر الوسيط الثاني وهي قوة محركة للمادة حركة دائرية التي تعد الوسيط الثالث و تتكون من خلالها الجزئيات التي تحاكي المثاليات .
ونظرية الأخلاق عند افلاطون تتمثل في تأكيده على أن غاية الأخلاق تحصيل السعادة الحقيقية , والسعادة عنده تتمثل في الحصول على ما ينسجم مع الطبيعة البشرية ولا تتم السعادة الا بالفضيلة والديمومة والنظام , والفضيلة عنده نظام وتوزان وانسجام بين قوى النفس , وهي ثلاثة أنواع : أ- العفة وغايتها تنظيم القوى الشهوية , ب- الشجاعة وغايتها تنظيم القوى الغضبية , ج- الحكمة التي تصدر عن العقل وهي مبدأ النظام , فالجاهل من لا حكمة له أي لا فضيلة له بخلاف العالِم الذي يتميز بالحكمة دائما .
ونظرية السياسة عند افلاطون تهدف إلى انشاء مدينة فاضلة تسعى لتحقيق العدالة للفرد والجماعة ليس فيها ظلم فالمجتمع يتكون من طبقة العمال الذين تسيرهم غرائزهم وطبقة المقاتلين الذين يتصفون بالشجاعة وطبقة الحكام الذين يتصفون بالحكمة , ولابد للدولة أن يحكمها الحكام الفلاسفة لكي تتحقق العدالة وبخلاف ذلك يتلاشى العدل وتزول الدولة , ويضع افلاطون صفات للحاكم الفيلسوف فيرى أنه لابد أن يكون محبا للحقيقة والصدق والقناعة والجمال والموسيقى عادلاً سريع الخاطر كارهاً للكذب وللملذات الجسدية والمال والجاه , وللمدينة الفاضلة أضداد منها مدينة الكرامة حين يسيطر على الدولة أولئك الجنود مثل دولة اسبارطة , ومدينة المال التي يحكمها الاغنياء , والمدينة الديمقراطية التي يحكمها الشعب وتتسم بالفوضى واللصوصية , ومدينة الاستبداد التي يسيطر فيها رجل واحد ويقضي على الآخرين .
وبناء الدولة الفاضلة يتم وفق برنامج صارم وخطواته :
1- اختيار الأطفال أصحاب الاستعداد الحربي وتعليمهم الآداب والفنون حتى يبلغوا الثامنة عشرة .
2- تعليمهم الرياضة البدنية والتدريبات العسكرية حتى يبلغوا العشرين .
3- تعليمهم الحساب والهندسة والفلك والموسيقى حتى يبلغوا الثلاثين .
4- اختيار المتفوقين منهم لتعليمهم الفلسفة لمدة خمس سنوات .
5- توليتهم وظائف عامة حتى يبلغوا الخمسين .
6- اختيار المتفوقين منهم في النظر والعمل ليكونوا حكاماً , أما الذين لم يتفوقوا فيكونوا حراسا , فالمدينة بحسب هذا البرنامج تتكون من ثلاث طبقات : طبقة الحكام الفلاسفة , وطبقة الحراس , وطبقة العمال , ولا يحق لطبقتي الحكام والحراس التملك من مال أو عقار فهم يعيشون حياة مشاعيّة فيما بينهم على الضد من طبقة العمال الذين يحق لهم بشرط أن لا يصلوا إلى الثراء .



#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)       Ali_Huseein_Yousif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستوى الصوتي في شعر الحكمة عند الشاعر محمد علي هادي الشمري
- رواية قصر الثعلب لابراهيم سبتي وأرشفة الوجع العراقي
- الماركسية , تاريخها , أقسامها , مباحثها
- كورونا , صراعٌ مع الإنسان وتوظيفٌ سياسي للأزمة
- الفلسفةُ , أسسها , مباحثها , أقسامها
- المعنى من التطابق إلى التشتت
- كيفية كتابة بحث في العلوم الانسانية
- التداولية , ملمح تعريفي
- نحو تداولية الخطاب المعاصر أو ترويض الخطابات
- مقتل الحسين كما صورته كتب التاريخ والتراجم
- الرثاء في الشعر العربي , التمثلات والبواعث
- الواقعُ نصَّاً سرديّاً , قراءة في مجموعة (رغبات بعيدة المنال ...
- موجِّهات السرد في رواية (السقشخي) لعلي لفته سعيد
- ما سكت عنه السرد , قراءة في رواية (وحي الغرق) لساطع اليزن
- توظيف اليومي في الرواية العراقية ، شوقي كريم أنموذجاً
- جماليات السرد في رواية (النوتي) لحسن النجار
- معاناة الشعوب فعلا سرديا , قراءة في رواية جمهورية باب الخان ...
- الحقيقة المؤجلة
- صورة الوطن بين روايتي موسم الهجرة إلى الشمال وكش وطن , مقالة ...
- اللغة والعرفان


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي حسين يوسف - فلسفة افلاطون ومؤلفاته وأفكاره الأساسية