|
أَمَرَ الهَوَى قَلْبِي
يحيى السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 1580 - 2006 / 6 / 13 - 11:28
المحور:
الادب والفن
أَمَرَ الهَوَى قَلْبِي شعر- يحيى السماوي أَرَضَعْتِ مِنْ مُقَلِ الوُرُوْدِ عُطُوْرَا؟(1) أَمْ كَانَ مَهْدُكِ يَا بَتُوْلُ زُهُوْرَا؟
أَمْ أَنَّ ثَغْرَكِ يَا أَنِيْسَةُ مِعْزَفٌ يَغْدُو سَمِيْعُ لُحُوْنِهِ مَخْمُوْرَا؟
تَتَحَدَّثِيْنَ فَتَسْتَفِيْقُ سَحَابَةٌ زَهْرَاءُ تُمْطِرُ لَذَّةً وَعَبِيْرَا
أَثْمَلْتِنِي بِرَحِيْقِ صَوْتِكِ فَانْتَشَتْ رُوْحٌ تَنَفَّسَتِ الدُّخَانَ دُهُوْرَا
أَمْسَيْتُ ذَا مَسٍّ وَكُنْتُ عَهِدْتُنِي جَلِداً عَلَى أَمْرِ الـهَوَى وَصَبُوْرَا
جُنَّ السُّكُوْتُ فَزَغْرَدَتْ أَوْتَارُهُ طَرَباً... وَأَرْقَصَتِ اللُّحُوْنُ صُخُوْرَا
لا تَحْذَرِي نَارِي فَإِنَّ أَضَالِعِي حَطَبِي... وَلَسْتُ بِمَنْ يَخُوْنُ ضَمِيْرَا
أَدْرِيْكِ طَاهِرَةً... وَحَسْبِي أَنَّنِي عَاهَدْتُ رَبِّي أَنْ أَمُوْتَ طَهُوْرَا
فَتَدَبَّرِي أَمْرَ الغَرِيْبِ فَإِنَّهُ طِفْلُ الـمُنَى... لا يُحْسِنُ التَّدْبِيْرَا
مَاذَا أُرِيْدُ؟ سَلِي نَمِيْرَكِ مَا الَّذِي يَرْجُوْهُ عُشْبٌ لا يُطِيْقُ سَعِيْرَا
وَسَلِي عَفَافَكِ... صُبْحَ وَجْهَكِ... وَاسْأَلِي لَيْلاً يَتِيْمَ النَّجْمِ شَلَّ بَصِيْرَا
يَعْدُو وَرَاءَ هَدِيْلِ صَوْتِكِ حَامِلاً قَلْباً بَرِيْءَ العُنْفُوَانِ غَرِيْرَا
أَمْسَكْتِ عَنْهُ قُرُنْفُلاً وَرَبَابَةً وَرَغِيْفَ صَحْنِ مَوَدَّةٍ وَنَمِيْرَا
لا تَحْرِمِيْنِي نِعْمَةَ الـمَوْتِ الَّذِي أَحْيَا بِهِ فِي العَاشِقِيْنَ دُهُوْرَا
لَوْ تَعْلَمِيْنَ بِمَا كَتَمْتُ عَذَرْتِنِي وَغَدَوْتِ لِي فِي اللائِمِيْنَ عَذِيْرَا
لازَالَ "قَيْسُ بْنُ الـمُلَوَّحِ" بَيْنَنَا... "وَالعَامِرِيَّةُ" تَسْتَفِزُّ خُدُوْرَا
إِنْ كَانَ قَلْبِي مُسْرِفاً بِهُيَامِهِ فَلأَنَّ رُوْحِي تَأْنَفُ التَّقْتِيْرَا(2)
حَسْبِي أَرَى ضَعْفِي أَمَامَكِ قُوَّةً وَرِدَاءَ ذُلِّي فِي هَوَاكِ غُرُوْرَا
لا تُوْصِدِي أَبْوَابَ مَمْلَكَةِ الـهَوَى فَالـحُبُّ أَرْسَلَنِي إِلَيْكِ سَفِيْرَا
قَدَّمْتُ أَوْرَاقَ اعْتِمَادِي: نَخْلَةٌ تَهَبُ النَّضِيْدَ وَتَحْضِنُ العُصْفُوْرَا
وَتَرُشُّ دَرْبَ القَانِتِيْنَ بِظِلِّهَا وَتَمُدُّ مِنْ هُدْبِ الـجُفُوْنِ حَصِيْرَا
أَمَرَ الـهَوَى قَلْبِي فَجِئْتُ مُبَايِعاً عَيْنَيْكِ دَاراً... وَالفُؤَادَ عَشِيْرَا
أَنَا مَنْ أَنَا؟ مَا عُدْتُ أَذْكُرُ فَانْشُرِي خَبَرِي... عَسَانِي أَسْتَعِيْدُ حُضُوْرَا
خَوْفِي عَلَيْكِ إِذَا رَفَعْتُ شِكَايَتِي يَوْمَ الـحِسَابِ وَقَدْ ظَلَمْتِ حَسِيْرَا(3)
لَمْ أَسْكُبِ الدَّمْعَ الـهَتُوْنَ وَإِنَّمَا خَضَّبْتُ بِالشَّجَنِ السَّخِيْنِ سُطُوْرَا
رُوْحِي بِهَا ظَمَأُ الرِّمَالِ... أَلا اسْقِنِي مِنْ كَأْسِ مَبْسَمِِكِ الضَّحُوْكِ زَفِيْرَا
أَيْنَ الـهُرُوْبُ إِذَا الصَّبَابَةُ حَمْحَمَتْ وَاسْتَنْهَضَتْ شَغَفَ الفُؤَادِ ظَهِيْرَا؟
جَيَّشْتُ أَشْوَاقِي... فَأَيُّ دَرِيْئَةٍ تُنْجِيْكِ مِنْ شَوْقٍ أُضِيْمَ عُصُوْرَا؟
حَرْبِي مُقَدَّسَةٌ... فَأَمَّا قَاتِلا أَغْدُو فَأَذْبَحُ بِالنَّسِيْمَ هَجِيْرَا
أَوْ أَنْ أَخُرَّ عَلَى يَدَيْكِ تَوَسُّلاً أَنْ تَأْخُذِي صَبَّ "الفُرَاتِ" أَسِيْرَا ــــــــــــ (1) البتول: من التبتل وهو الانقطاع عن الدنيا إلى الله . والمراد هنا صفة للعفاف. (2) التقتير: البخل على العيال. (3) الحسير: المتلهف.
#يحيى_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كي يغدو الوطن جنة أرضية
-
المتاهة
-
تواقيع بالنبض
-
حين تكونين معي
-
أطالب بعدم تنفيذ حكم الاعدام بالمجرم صدام حسين
-
الى قناة الجزيرة : دعوة لاثبات المصداقية
-
دفاعاً عن الحقيقة
المزيد.....
-
الفنانة يسرا: فرحانة إني عملت -شقو- ودوري مليان شر (فيديو)
-
حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب
...
-
تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م
...
-
قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
-
قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
-
بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد
...
-
الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث
...
-
أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم
...
-
تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
-
هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|