أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - الوالي حاتم - البعد الأنثروبولوجي و العاطفي في رواية -الحب الأتي من الشرق-















المزيد.....

البعد الأنثروبولوجي و العاطفي في رواية -الحب الأتي من الشرق-


الوالي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 6539 - 2020 / 4 / 16 - 21:46
المحور: الصحافة والاعلام
    


" من الجرح وحده يولد الأدب" قول لأحلام مستغانمي في رائعتها -ذاكرة الجسد- على لسان بطلها خالد، لكن ما علاقة هذا مع ما سأكتب، ربما هناك علاقة مع الظرفية (الحجر الصحي)، ليتحول القول إلى "من الحجر وحده تولد الكتابة"، بعد صدور عملك صديقي سنة 2014 و أنا أتلكأ في القيام بقراءة في روايتك رفيقي، و ها أنا الأن أرفع قلم الكتابة لأقوم بهذه القراءة-الشهادة كتجربة أولى في الكتابة في هذا النوع من الكتابة ، علها تشفعي لي أمام التأخر الحاصل في الكتابة.
حالما تمسك الرواية بين يديك تكتشف أن الرواية من الحجم المتوسط "94 صفحة" من طباعة "مطبعة الورود" يإنزكان. غلاف الرواية من إنجاز الفنان الطيب نظيف. وفي قراءتي هذه سأحاول أن أقسم هذه الورقة إلى "عتبات"، لتسهيل القراءة و تفصيل مضمون العمل:
عتبة الغلاف و العنوان
إن الملاحظ للغلاف يلحظ طغيان اللون الأخضر بإختلاف مستوباته و قليل من اللون الأسود و إصفرارقليل يسار الغلاف من أسفل و أعلى، تتوسطه إمرأة بدوية بلحفاها التقليدي، يعلو الغلاف على اليسار فارس بجواده مع عنوان الرواية. واضح أن العنوان يحمل دلالة الغلاف و فيما بعد أحداث الرواية. فالمرأة ذات اللحاف هي دلالة عن "الحب" و من خلال صورتها تتضح أنها امرأة جميلة خجولة مبتسمة محبة محبوبةـ أما "الأتي" فهو الجواد لأنه كان و سيلة التنقل لشخصيات الرواية، "من الشرق" ربما ذلك الفارس الممتطي الجواد يأتي دائما من الشرق. بخصوص الألوان بشكل عام فاللاخضر ربما دلالة على خصوبة المجال في تلك الفترة التاريخية، و ربما التنافس الوحشي بين بني البشر هي الوجه الآخر للون الأخضر الذي سيحكم أحداث الرواية، و لربما يعتبر هذا اللون من الألوان الخمسة الرئيسية في الصين و يرمز للشرق و الغابات. أما اللون الاسود فيخترق الوسط العلوي للغلاف خلف المرأة مباشرة ربما هو دلالة على الصعوبات التي تواجه ذلك الفارس للوصول لتلك المحبوبة و ربما هو دلالة للموت خلف حب الفارس للمرأة داخل الرواية.
أما بالنسبة للون الأصفر القليل في الغلاف فهو دلالة الشعور الكاذب المتكلف بالفرح الذي يكون دون شعور حقيقي بهذا الفرح، حيث تُسمّى هذه الابتسامة الناتجة عن هذا الفرح بالابتسامة الصفراء و هذا ما إتسمت به بعض اللحظات داخل أحداث الرواية و هذا يفسر أن اللون الأصفر خافت في الغلاف.
عتبة الإهداء
عند فتحنا لهذه الرواية و تصفحها نجد الإهداء لجدة الكاتب التي حكت له نصف هذا العمل لينسج باقي العمل من نسج خياله و هذا ما أكده في الصفحة التالية في ملحوظته. فالرواية هي إمتداد لثقافة الحكاية (أو الرواية بلهجة أهل الصحراء) التي تميز بها المجتمع الصحراوي، فالحكاية الشعبية وليدة التجمعات الإنسانية و هي وسيلة لإمتداد للثراث بين الاجيال المتلاحقة. و الرواية تجسيد لهذا التلاحق بين الأجيال. فالجدة بدأت و الحفيد أكمل.
في المتن السردي
أثناء تصفحنا للرواية كعادة نفعلها نحن القراء قبل الغوص أو البدء في القراءة، لمعرفة المحتوى من فصول و أبواب و عناوين كبيرة، نجد الراوي قام بتقسيم روايته إلى 9 فصول بعناوين و أحداث متعاقبة :
الفصل الاول: (الضالة) أطول فصول الرواية ، بداية للرواية نهاية الضالة و بداية ضالة
الفصل الثاني: (أحلام من ضباب) الحب و القبيلة
الفصل الثالث: (أحزان إمرأة بدوية) الهيمنة الذكورية في إطار الحب
الفصل الرابع: (وجع الأرض) وجع الأرض
الفصل الخامس: ( على الشوق يسير حافي القدمين) الرحيل الفاجعة و الشوق المتحرك
الفصل السادس: (من أحرق الحضيرة) حرق .. حب واحد .. حب دو وجهين
الفصل السابع: (على الذاكرة يطفو الحب)هيمنة... خيال... ذاكرة و حب
الفصل الثامن: ( هواجس هجالة) طلاق.. إمرأة
الفصل التاسع: ( الخيول لا تسقط إتباعا) سقوط و موت
هذه إذن فصول هذه الرواية كل فصل و أحداث تختلف و تتم أحداث، فقد قامت الرواية على أكتاف بطل واحد و قصة و احدة مركزية و بقية الأحداث ملحقة للحدث المركز، و كثيرا ما لمح الروائي ولم يصرح و ليترك خيال القارئ مفتوح ... هذا و يمكن تقسيم مضمون فصول الرواية إلى بعدين أساسين بعد أنتروبولوجي و بعد رومانسي:
البعد الأنتروبولوجي: يتجلى بشكل واضح في فصول الرواية فالروائي تقمص دور الأنتروبولوجي و عالم الإجتماع بالكشف عن الثقافة و المجتمع الصحراويين من خلال التعبير عن نمط عيش مجتمع أهل الصحراء في مختلف المناحي "المأكل –الملبس- المسكن"، و كذلك تطرقه للموسيقى في هذا المجتمع بالإشارة إلى "إكاون"، دون إغفال الإشارة إلى "التحية و السلام" الذي يكتسي قيمة مضافة و تميز عند هذ المجتمع و تطرقه للعلاقات الإجتماعية من زواج و طلاق و إنتقام و ... فالموروت الثقافي قدمه لنا الكاتب بشكل يجعلنا نفكر في إعادة الإعتبار له و صونه من الإندثار، بحيث يعتبر دعامة أساسية للمجتمعات الإنسانية في المجال التنموي فيتم إستغلاله كرافعة للتنمية من خلال إستغلاله في تحسين إقتصاد بعض المناطق من خلال تشجيع السياحة الثقافية، فالمجال الثقافي ليس فقط ذا بعد جمالي رمزي لكن يمكن إستغلاله إقتصاديا. فهذه الرواية تعتبر و ثيقة أنثروبولوجية لجزء من الصحراء.
البعد العاطفي: أو البعد الرومانسي يطبع فصول الرواية و يخترق أخرى لما لا و منذ بداية الرواية خيل لنا أنها سيرة ذاتية لصاحبها يتحدث عن تجربة حب، إلا أننا و بالدخول للصفحات الموالية يتضح أن الرواية لقصص عشق مع قصة حب مركزية-رئيسية، كشف من خلالها الروائي كنه و أعماق العاشق و أخدنا إلى المتاهات العميقة و المساحات البعيدة لهذه الذات، في صورها المتعددة بين الحب من طرفين، و حب من طرف و احد و حب مرفوض عائليا، و حب لغائب، و حب يؤدي إلى الموت. هذا البعد تقمص أحمد بطاح دور دوستوفسكي يبحث في هذه الذات و ما تعانيه في علاقتها مع قيمة الحب.
إن المتجول بين فصول الرواية و المتصفح للرواية يلحض أن الكاتب-الروائي، يستبدل الحاكي من شخص من روايته لأخر فيبدأ بالحكي في الفصل الأول لينتقل بالحكي من مربيه و أمه و أخته صفية و أخوه سيد أحمد و هذه قيمة جمالية حكواتية للرواية تحسب للكاتب.
ناهيك عن المسح الجغرافي الذي قام به المؤلف لمنطقة الفايجة ما جاورها، فأنت تسلك تلك المساحة-الطريق الجغرافية تتراءى لك خيام مربيه و عمه و محبوبته المامية، فهي دعوة لزيارة لتلك المنطقة.
عموما فالرواية تستحق القراءة و إعادة القراءة من أجل ولادة أفكار جديدة من رحم هذا العمل، فرسالة الكاتب واضحة هي صون الموروث منا نحن شباب اليوم-رجال المستقبل، فثقافتنا ثرية جدا لكن للأسف لم تدون ومع مرور الزمن اندثر وضاع الكثير من تاريخ هذه الثقافة بسبب الإهمال و زحف "الثقافة الرقمية" على هذه الثقافة الأصيلة.



#الوالي_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - الوالي حاتم - البعد الأنثروبولوجي و العاطفي في رواية -الحب الأتي من الشرق-