أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المريزق المصطفى - ذكرى رحيل جان بول سارتر في زمن كورونا














المزيد.....

ذكرى رحيل جان بول سارتر في زمن كورونا


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 6539 - 2020 / 4 / 16 - 17:48
المحور: الادب والفن
    


ذكرى رحيل جان بول سارتر في زمن كورونا

تحل اليوم ذكرى رحيل الفيلسوف جان بول سارتر، رائد الوجودية، الذي رحل عن عالمنا يوم 15 أبريل 1980.

أربعون سنة بعد وفاته، ولا زال بيننا، فيلسوفا، كاتبا، مفكرا، روائيا، مسرحيا، ناشطا سياسيا، ورمزا للمثقف الذي نحت توجهه الملتزم بكتاباته الخالدة.

في مثل هذا اليوم توفي سارتر في مستشفى بروسية بباريس بسبب مرض السل عن عمر يناهز 75 عاما، ليبقى العالم بعده في حالة حوار إلى الأبد...ليرحل عنا الجسد ويبقى بيننا المثقف.

جنازته لم تشبه جنازة الآخرين..وكما هو شأن العظماء، غطت آلاف الحشود تابوته بالورود والزنابق والسوسن و القرنفل... في مسيرة شعبية تاريخية ودعت فيها باريس قائدا ومفكرا عظيما.

في زمن كورونا نستحضر ذاكرته الخالدة...و في ظل أجواء الحجر الصحي نتصفح مجالاته المعرفية في الفلسفة و علم الاجتماع والدراسات الأدبية الغزيرة. نعيد قراءة سيرته الذاتية لنفتح من جديد صفحات من تاريخه المجيد، ومن مواقفه الانسانية، التقدمية والماركسية المستقلة.

ونحن نجتاز هذا الامتحان الصحي الصعب، ما أحوجنا لجان بول سارتر ولأمثاله من صناع " الأزمنة الحديثة"، ومن التقدميين واليساريين الذين قاوموا الرأسمالية، وتنبأوا بفشل الشيوعية باكرا...

قبل 40 عاما، رحل عنا المناضل المثقف الذي ناهض الشيوعية باسم الماركسية من أجل الحرية والثقافة...كما رحل عنا سارتر المناضل السياسي الذي رفض نشر الشيوعية بالدبابات .. يوم دهس الجيش السوفياتي انتفاضة بودابست في خريف عام 1956، ويوم غزت واجتاحت بوحشية قوات سوفيتية وبولندية ومجرية وبلغارية ليلة 21 - 20 غشت 1968 لسحق ربيع براغ في تشيكوسلوفاكيا، دون أن ننسى مواقف سارتر ومجلته" الأزمنة الحديثة" من " الجزائر الفرنسية" حين أعلن دعمه للشعب الجزائري في معركته من أجل الاستقلال، ودعم كل الشعوب التواقة التحرير من قبضة الاستعمار.

وفي زمن كورونا نستحضر كذلك كل القضايا الاجتماعية والثقافية والحقوقية التي ناضل من أجلها جان بول سارتر طوال حياته، إلى جانب رفيقته سيمون دي بوفوار وغيرها..كما نستحضر دفاعه عن أولوية الوعي على اللاوعي وأولويات الحرية على الهياكل الاجتماعية.

في زمن كورونا نتذكر يوم 10 دجنبر 1964، حينما رفض جان بول سارتر جائزة نوبل في الأدب قائلا آنه لا يستحق أي شخص أن يكرم وهو على قيد الحياة، معانقا أحلام الطلاب والشباب والعمال طوال أحداث ماي 1968، ومرتبطا بالحركات الاجتماعية اليسارية والنسائية...

وفي زمن الحجر الصحي، نحيي ذكرى رحيل أشهر فلاسفة القرن العشرين، لنستلهم من مسيرته رسائله الأخلاقية والنقدية، والتزامه بالإصلاح الاجتماعي، ودفاعه عن الحرية دون اغتراب أو تموضع. كما نحيي ذكرى أحد أعلام الوجودية في عصره...

في هذه الذكرى، يذكرنا سارتر بأن " الناس مسوقين إلى العادة، مجرورون إلى نوع من السلوك الرتيب الجاهز. وقلما يتاح لهم الوقت لدخول محراب الحياة واستراق بعض النظرات الصادقة عنها"، و ينادينا من قبره لقراءة " الغثيات" والتوقف عند ص. 204....

في ذكرى رحيل جان بول سارتر، يجب أن نقرأ " الغثيان" لنتأكد أن الإنسان لا يكون إنسانا حقا، إلا إذا أدرك "جدة قدره الشخصي من غير اللجوء الى مهزلة الأوضاع والمواقف الاجتماعية".

هكذا، وفي زمن الحجر الصحي، يحيي فينا سارتر الأمل من جديد، للتحرر من القيود الصبيانية، ومن الأيديولوجية الماضوية، ومن مرض "اليسارية" الطفولي،...و يدفعنا للشعور بأهمية بضرورة وأهمية الاختيار...اختيارنا لمصيرنا ولسلوكنا... لأن الإنسان بالنسبة للعظيم سارتر، يمتلك بيده خلاصه وكرامته..،مادام يعتبر نفسه مسؤولا عن وجوده وعن اختياره....؛ ويقوي إيماننا بالحرية كصفة أصيلة في الموجود البشري...

لقد حفر الراحل سارتر إسمه في التاريخ قبل أن يرحل عنا.. وهو الفيلسوف الأصيل، والعقل الانساني المحاور والمجادل والمفكر...الذي علمنا ويعلمنا كيف نربط حريتنا بالواقع..وأن لا نهرب من وعينا بأنفسنا. أو على الأقل هذا ما فهمته منه...! وهذا ما ما تأثرت به....

فلترقد روحه بسلام ..
المريزق م ( الطريق الرابع)



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة قادمون وقادرون
- مثقفون وباحثون يدعون إلى تعزيز الروابط المغربية الإفريقية وا ...
- الخط الرابع..رؤية للنقاش
- شذرات أولية حول ميلاد مغرب المستقبل
- ميلاد مغرب المستقبل
- حركة قادمون وقادرون-مغرب المستقبل- البيان العام الختامي
- المجلس الوطني الثالث لحركة قادمون وقادرون - مغرب المستقبل
- لماذا أنشأت حركة قادمون وقادرون –مغرب المستقبل، بعيدا عن حزب ...
- لماذا أنشأت حركة قادمون وقادرون –مغرب المستقبل، بعيدا عن حزب ...
- رسالتي..
- رسالة الى وزير الصحة المغربي
- بيان الكناديز المغرب
- حركة قادمون وقادرون تدشن أول دينامية شبابية بحهة فاس مكناس
- حركة قادمون وقادرون تحط الرحال بسيدي يحيي الغرب
- المريزق يوجه نداء إلى شرفاء مغرب المستقبل
- بيان قادمون وقادرون من تاكلفت ازيلال
- يان حركة قادمون و قادرون بمناسبة فاتح ماي
- بلاغ مشترك
- بيان حركة قادمون وقادرون مغرب المستقبل بمناسبة اليوم العالمي ...
- ماذا يعني أن نكون مناضلين اليوم؟


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المريزق المصطفى - ذكرى رحيل جان بول سارتر في زمن كورونا