أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - العدوى العاطفية سبيلا لتعزيز الطاقة الايجابية في حياتنا














المزيد.....

العدوى العاطفية سبيلا لتعزيز الطاقة الايجابية في حياتنا


عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 6539 - 2020 / 4 / 16 - 13:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استطاعت مواقع التواصل الاجتماعي – الـ(فيس بوك) نموذجاً - أن تجمع مهام هيئة التحرير، والرقيب الصحفي في شخص واحد، ومنحته كامل الصلاحيات دون رقيب أو التزام بالقوانين والقواعد المرعية في الإعلام التقليدي، متجاوزاً به كل قيود التجريم الالكتروني في التعبير والنشر، حتى نشأ جيل لا يبالي بالتداعيات والآثار السلبية لذلك؛ متجاهلاً وقعه على المزاج العام، والصحة النفسية في حياتنا الواقعية.
لا ننكر جهلنا، وقلة حيلتنا عندما خضنا غمار هذا الجديد المتطور من النشاطات الالكترونية، بل وتقاعسنا دون وعي مسبق لمواكبته والسعي لتطوير أدواتنا؛ حتى وقعنا في فخ جهل مآلاته، وقصَّرنا - دون عمد - في توظيفه لخدمة البلاد والعباد، لأن الجاهل بعلم لا يُنتظر أكـُله، ولا تونع ثماره. ولم نعِ لفرط سعادتنا بهذه الأنشطة الإلكترونية الافتراضية آثارها على المزاج العام، وبعض مفاصل حياتنا في عالم الواقع، غير آبهين ببلايين المستخدمين على اختلاف جنسياتهم وثقافاتهم وغاياتهم المقصودة، واستراتيجياتهم المخيفة لتوظيف هذه المواقع الافتراضية منطلقين من فنون العدوى العاطفية التي وظفوا لها فيالق من الجنود الالكترونية لاستغلال التعليقات وتسجيل الإعجاب، وتحليل الأحداث الساخنة وفق عقلياتهم، لعلمهم بأن ذلك التواجد الذكي ما هو إلا نتائج ذلك التوظيف المعمق لفنون العدوى العاطفية من خلال شحذ العواطف لما يسوقون لأن العواطف على الرغم من كونها غير مرئية فأنها تصيب كما لو كانت فيروس.
على ذكر الفيروس وما أحدثه (كورونا) من تداعيات وآثار مدمرة على حياتنا كبشر على كوكب الأرض؛ بغض النظر عن جانبه العلمي الذي هو شأن العلماء والمجموعة الطبية؛ كيف استطاع أن يقلقنا، ويجعلنا ندخل (إنذار/ ج) حتى مع أنفسنا، ناهيك عن الأهل والأصدقاء؟ بل وشل الحياة وعطل كل مرافق الدولة إلا من تم استثناءه بحسب تعليمات خلايا الأزمة في كل أنحاء العالم. فعندما كانت المنشورات الإيجابية تقل بحقه (كورونا)، وتنشر الأخبار غير السارة والمخيفة؛ كعدد الإصابات والوفيَات، وتجدد أنواعه وتلويثه البيئة؛ كان يحدث تأثيرا سلبياً مماثلاً في كلمات ومشاعر المتواجدين الذين يقرؤنه في الفيس بوك، وكان العكس أيضاً صحيح، عند ذكر انحسار المرض وعدد المتعافين، وخلو بعض المحافظات من الإصابات.
إن عدوى المشاعر تجاوز عالم الافتراض من خلال الشبكة العنكبوتية إلى عالم الواقع لا محال، فالتعامل مع أناس سعداء يجلب السعادة والسرور والاطمئنان، أما التعامل مع المحبطين ومن سكن اليأس قلبه فيشبه غرس سيف مليء بالأوبئة؛ ينقل عدوى الاكتئاب. حتى من يتعرضون لمشاعر سعادة الآخرين يصيبهم الإحباط، وينتج تأثير اجتماعي عكسي عليهم.
الأمثلة كثيرة، ومتعددة الأوجه بين السلب والإيجاب فيما يخص العدوى العاطفية، فهذا (ترامب) الرئيس خير من وظف العدوى العاطفية قبل وبعد الانتخابات الرئاسية في أمريكا، حين رفع شعار من ثلاث كلمات (سوف نبني العالم) فوصل دوي هذه الكلمات المعدودات إلى ملايين البشر، ففعلت فعلتها، وظل الجمهور الأمريكي وفياً ومعجباً برئيسه، يعيش مشاعر القوة وبناء العالم، وفي واقع الأمر يطرد ما يقارب الستة آلاف عائلة من شققهم، بسبب عجزهم عن تسديد بدل الإيجار! وبرغم كون النظام الأمريكي نظاماً استكبارياً يتلاعب بمشاعر البلايين من البشر داخل وخارج أمريكا؛ فهو بلد الشر وافتعال الأزمات، نظام ينشر الكذب والإيديولوجيات المنحرفة والمتطرفة.
أين مؤسساتنا الإعلامية، ومعاهد الدراسات العليا وكل الواجهات ذات العلاقة؛ من إجراء الدراسات المستفيضة حول الاستفادة من (العدوى العاطفية)، وكيفية توظيفها لتعزيز الطاقات الإيجابية لدى أبناء شعبنا الأبي، حراس المحبة والعطاء القدسي؟ علماً أن تاريخنا الإسلامي والإنساني في عراق الحضارة؛ وهي من أقدم الحضارات في العالم، حضارة وادي الرافدين الزاخر بكل مخرجات العدوى العاطفية؛ من محبة وأخوة وتسامح واحترام الآخر المختلف، وتوقير الأديان ورجالاتها.
من جهة أخرى، علينا أن لا نستهين بهذه المواقع الإلكترونية الإفتراضية ومخرجاتها، ونترك شبابنا يموجون في بحار التيه وعدوى المشاعر العاطفية السلبية، وعدوى فيروس الاكتئاب ومجموعة الأمراض السيكوماتية الشائعة - للأسف - بين بعض شبابنا غير المنضبط عاطفياً، لأن ما ينشر على هذه المواقع له تاثير مخيف إلا ما رحم ربي، كونها لعبت وبكل قذارة دوراً رئيساً في إثارة الفتن والنعرات، وعملت على تقوية أدوات التطرف في العالم... وللحديث بقية.



#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (كورونا) والرهاب الصيني المفتعل أمريكياً
- ترامب (قفاص) القرن وطبّاخ الصفقات المشبوهة
- انهيار سلطة الصدفة الكارتونية في العراق
- مقتل (البغدادي) وسذاجة العقلية السياسية الأمريكية
- العراق ينتفض في وجه الفساد
- لعبة التصنيفات، سياسة لتركيع الأحرار
- التلميع الإعلامي ما بين النفاق الاجتماعي وتضليل الرأي الجمعي
- الاستقالة دليل على حفظ الأمانة وحب الوطن
- الأخوة والتعايش السلمي مطلب كل المجتمعات المتحضرة
- (فارا) لعبة مخابراتية لابتزاز الاعلام وتفريغ محتواه المهني
- امريكا وصناعة العدو الافتراضي لتشكيل المستقبل
- قِممٌ تُعلن الطوارئ، وتزفُّ الفشل والانهزام
- الهبوط الناعم نذير هزيمة وانكسار المستبدين العرب
- من أجل صحافةٍ نظيفةٍ ديمقراطيةٍ
- (ترامب) وطعنة العصر في خصر الإنسانية
- (بومبيو) سفير الشر إلى الشرق الأوسط!
- زيارة (ترامب) اللصوصية إلى العراق... وما خفي أعظم
- (الإرهاب) شماعة لأخطاء الكبار
- الديمقراطية الموهومة عماد حريات الغرب... فرنسا نموذجاً
- التغطية الإعلامية ما بين المهنية والنكاية السياسية


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - العدوى العاطفية سبيلا لتعزيز الطاقة الايجابية في حياتنا