أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال المظفر - وصايا الامهات














المزيد.....

وصايا الامهات


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 1580 - 2006 / 6 / 13 - 10:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وصايا الامهات الى الاطفال وصلت الى الالف وصية، تتفاوت في درجات الاهمية ما بين وصية مهمة ووصية أقل أهمية .
فما ان يحمل الاطفال حقائبهم المدرسية ويستعدون للذهاب الى المدرسة حتى تنهال عليهم الوصايا (لا تمشِ على حافة الرصيف خوفاً من عبوةٍ ناسفةٍ مزروعة هناك، ولا (تنط) في سيرك لئلا تصيبك اطلاقة طائشة مثلما أصابت الآلاف من العراقيين الشرفاء، لا تعبر الشارع الا بعد ان تتأكد من ان لا سيارة مفخخة متجهة نحوك، لا تصعد (كيا) لان الاحزمة الناسفة قد احتلت المقاعد الخلفية، لا تسرع في سيرك الى المدرسة فأكل (علقة) من المعلم أفضل من أن تصاب بأطلاقة من نقطة التفتيش التي نشرت يافطاتها (خفف السرعة .. أمامك نقطة تفتيش)، لا تقترب من دوريات الشرطة لانها مستهدفة ومعرضة للهجمات المسلحة في أية لحظة، لا تحلق شعرك عند الحلاق على تقليعة تايسون أو بيكهام او تسريحة البريكية او (تأخذ) خيط (فالطالبان) لا يقبلون في هذه التقليعات الفسفورية، لا تتشاجر مع أبن الجيران كي لا تتحول المشاجرة الى (معركة عشائرية تستخدم فيها انواع الاسلحة الاوتوماتيكية وقذائف الهاون والآربي جي والرمانات اليدوية الدفاعية والهجومية)،لا ولا ولا .. والف لا تكررها الامهات يومياً على ابنائهن الذين يحملون حقائبهم الى مدارسهم تحرسهم عين الله، وتترصدهم أعين الارهاب .
شوارعنا مرعبة، وأرصفتنا مرعبة، وليلنا مرعب، وأمسنا افضل من غدنا .
في كل يوم تستقبل (المشارح) المنتشرة على خارطة العراق عشرات الجثث التي اغتيلت غدراً لاطفالٍ وطلبة وأساتذة وعلماء دين ومثقفين وصحفيين ورجال اعمال وعمال خدمات، والسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة تحصد أرواح العشرات بل المئات، والرصاص المتناثر مثل رذاذ المطر يصطاد في الشوارع .. من حق الأمهات ان يخفنَ على اطفالهن، يأخذون قلوبهن معهم في حقائبهم المدرسية وتعود اليهن بعد ان يعودوا من مدارسهم سالمين بحفظ الله ورعايته، تمرر الامهات المصاحف على رؤوس اطفالهن عندما يخرجون ويقرأن عليهم سورة ياسين وينفثن في وجوههم، يشعر الاطفال ان شيئاً ما ينتظرهم، تصفر وجوههم خوفاً من المجهول، لكن تلك المخاوف تتلاشى مع تجمعهم في ساحة المدرسة ويبدأون اللعب وتتعالى الكركرات والصراخ، يعود الدم الى وجوههم المصفرة من قلق امهاتهم، لكن قلوب الأمهات باقية تترقب في داخل الحقيبة المدرسية .
سلامٌ على أطفال العراق، سلامٌ على القلوب المخبأة في الحقائب المدرسية .
سلام على الحقائب التي لا تعود وفي داخلها القلوب الممزقة .. سلام على اياديكم الغضة وهي تراقص اقلام الرصاص وأنتم تؤدون الامتحانات .. قلقون من كل شيء، من الاسئلة ومن الشارع والصورالمرعبة على شاشات التلفزيون ..
سلامٌ على الملائكة التي ترافقكم في سيركم، تبارك الذين يعودون وتحمل الذين لا يعودون على أسرة من ريش النعام الى السماء .
سلام على العراق، وعلى اطفال العراق وعلى قلوب الأمهات وعلى النوارس المحلقة في سمائهم وأحلامهم



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناضلون مع مرتبة الشرف
- انثى من الشهد
- ست الحبايب
- لذة الجنون
- عراق الكبرياء.. بلا كهرباءا
- طمطمة الحقائق
- الكتابة في الحب فراسة
- حرائق النساء
- لغة الارض
- ابواب الجحيم
- مدني مزدحمة بالنساء
- لااساوم على حبيباتي
- شهد الافاعي
- تنكروا .. وتلمسوا الحقائق
- انوثة خارج المألوف
- عيناك سر حرائقي
- اغار عليك من المرايا
- وطني يحتلني.. اجمل احتلال
- عيناك سحر حرائقي
- وماذا بعد ياسيادة الرئيس؟!!


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال المظفر - وصايا الامهات