أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثم الجنابي - «الإرهاب الإسلامي» السلفي في العراق: المقدمات والنتائج.













المزيد.....

«الإرهاب الإسلامي» السلفي في العراق: المقدمات والنتائج.


ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)


الحوار المتمدن-العدد: 6538 - 2020 / 4 / 15 - 02:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن صعود ظاهرة الإرهاب المنظم والعشوائي في عراق ما بعد الصدامية هو الوجه الآخر لحالة الانحطاط الشامل من جهة، والميدان الفعلي لشراسة الانحطاط السلفي الإسلامي من جهة أخرى. وكلاهما يعبران عن حالة الطريق المسدود للراديكالية الدنيوية القومية والأنظمة التقليدية وفشلهما المريع في تقديم نموذج مقبول ومعقول للأغلبية في ميادين التحديث والعصرنة والتنمية الشاملة. ومن مفارقات هذه الظاهرة أن يتحول الإسلام إلى احد المصادر الفكرية للإرهاب. والقضية هنا ليست فقط في أن اقتران تسمية الإرهاب بالإسلام هو بحد ذاته ظاهرة مثيرة للالتباس الفكري والعقائدي والديني والثقافي، بل ولالتباسها السياسي. فمن الناحية الفكرية لا يعقل ارتباط الإسلام بالإرهاب وذلك لتعارضهما الجوهري من حيث المقدمات والغايات. واقصد بالإسلام هنا الصيغة الأولية التي يشكل القرآن والسيرة النبوية الفعلية نموذجهما النظري والعملي. وهي نماذج كانت تستمد مقوماتهما من التقاليد العربية «الجاهلية» التي كانت تحتقر فكرة وأسلوب الغيلة (الاغتيال). وهو السبب الذي يفسر سهولة اغتيال الخليفة عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب. فقد كان كل منهما متربيا بتقاليد العرب وروح الإسلام الأول اللذين يتنافيان بصورة تامة مع فكرة الاغتيال. فالفروسية والمواجهة المباشرة هي الصفة التي كانت تتطابق مع نموذج المروءة العربية. ومنها سوف تظهر في وقت لاحق فكرة وممارسة الفتوة والفتيان، بما فيها تقاليد الفتوة الصوفية.
أما القرآن والسيرة النبوية، فأنهما يمثلان نماذج راقية للمواجهة الحية والمباشرة لكل ما يعتمل في العقل والقلب والضمير. ففيهما نعثر على كل ما كان يفكر به محمد ويخطط له ويسعى إليه. وهي «آلية» كانت تستمد مقوماتها من ثلاثية الوحي والله والإيمان. لان الوحي «لا يكذب» والله «لا يخذل» والإيمان يفترض المواجهة والتحدي. فقد بلورت هذه المقدمات الفكرية مضمون العقيدة الإسلامية العملية حول ضرورة مواجهة الظلم والطغيان والمنكر بصورة مباشرة باليد واللسان والقلب، أي بالجسد والروح والعقل. كما رفعت فكرة العمل من اجل الخير إلى مصاف النموذج العملي الأكثر رقيا في مواجهة ما يعترض تحقيقه. وتحولت هذه العقائد تدريجيا إلى جزء من قواعد الإيمان. وهذه بدورها قد تطورت وتهذبت وارتقت وتنوعت وجرى التأسيس لها بصور وصيغ مختلفة في مجرى تطور الحضارة الإسلامية. من هنا إشكالية الارتباط المخجل للإرهاب بالإسلام. لكنه ارتباط «واقعي» عند القوى التي تدعي تمثل وتمثيل الإسلام عقائديا ودينيا وثقافيا وتمارس بصورة علنية ومستترة الإرهاب، أي الاغتيال الفردي والجماعي، المجاني والمدفوع الأجر!
إن التناقض التام بين مضمون الفكرة الإسلامية الأولية ونماذجها العملية في السيرة النبوية وأعلام وأئمة الإسلام التاريخي وبين ممارسة الإرهاب جلي للغاية. إلا انه جلاء يتحول إلى معضلة عصية على الفهم حالما يجري نقله إلى ميدان الحياة السياسية. حيث تتحول فكرة «الإرهاب» الإسلامية (إرهاب أعداء الله والعدو) إلى شعار أعمى. فقد كانت العبارة الإسلامية بهذا الصدد تعني أولا وقبل كل شيء مواجهة الخصم بمعايير الحق. أما مضمونها العملي فقد كان يصب في اتجاه رفع معنوية الروح الأخلاقي عند المسلمين في القتال. بمعنى أنها الفكرة النظرية والعملية الساعية لتنقية وتقوية الروح الأخلاقي وتنقية الأقوال والأفعال بمعايير الحق. ومن ثم لا علاقة للإرهاب بالمعنى المعاصر بمضمون الفكرة الإسلامية المذكور اعلاه. فالعداء والعدو من وجهة النظر الإسلامية هي ليست فكرة أبدية. والأولوية في الإسلام للسلام والرحمة المقرونة بمعايير الحق والعدالة. وتفترض هذه القيم المواجهة العلنية للنفس والآخرين بمن فيهم «الأعداء». ولكن لا من خلال التخطيط المتمرس بنفسية وذهنية الغيلة والاغتيال. وذلك لما فيهما من تراكم للرذيلة، وبالأخص الجبن وانعدام المروءة. بينما نرى الإرهاب المعاصر يتحصن برؤية «عقلية» لا عقلانية فيها، مبنية شأن الكثير من النزعات العصابية، على يقين جازم بتمثل الحق والحقيقة. الأمر الذي يجعل منها قوة شأن كل تيار جارف وسيل مخرب رغم ما فيه من مياه هي مصدر الحياة! وهي المفارقة التي تطبع في الواقع مضمون الحركات الراديكالية جميعا على امتداد التاريخ البشري.
فالعمليات الإرهابية المعاصرة التي تقدم أرواح «الشهداء» المعجون بدم الأبرياء (كما كنا نراها كل يوم في العراق) هي الصيغة الجلية لبلوغ العقل الماكر «تكنولوجيا» الخداع السلفي. والقضية هنا ليس فقط في أن السلفية يحد ذاتها وهم متكامل في منظومة العقائد العملية للراديكاليات الإسلامية المعاصرة، بل ولرذيلتها السياسية القائمة في تحويل الهوس المجنون للعدوان إلى «عقيدة مقدسة». أنها تحول ما يسمى بتجاوز عقدة الخوف وغريزة البقاء وما شابه ذلك من تأويلات إلى«دليل» على ارتقاء «المقاومة» و«التحدي» إلى مصاف النموذج الأمثل للإرادة الإنسانية. وهي تأويلات تتطابق من حيث مضمونها الفعلي مع واقع الاستخفاف بالعقل وبمعنى الشهادة والتضحية والإرادة الإنسانية.
والقضية هنا لا تقوم فقط في أن الإرهاب السلفي يدفع فكرة التضحية والشهادة إلى الأمام ويجعل منها مضمون العقيدة المقدسة، بل ولما فيه من استغلال بشع لرهينة الفتوة. وفي هذا يكمن سر «العقل المدبر» لجنون المآرب السياسية. إذ أننا لا نرى ولا نسمع ولا نشهد زعيما سياسيا لحركة إسلامية تدعم العمليات الانتحارية قد أقدم على واحدة منها! أن ذلك لا يتضمن دعوة للقيام بهذا النوع من الأعمال، وذلك لانعدام قوة الدليل المنطقي فيها بحد ذاته، إلا انه مؤشر على فاعلية العقل الماكر في استهواء الروح الكفاحية والرومانسية العكرة في فتوة الشباب، أي كل ما يصنع ثقافة الموت السلفية التي لا تعني الحياة بالنسبة لها أكثر من هبة قيمتها في التبرع بها «لرب الأرباب»! وهو تبرع يتنافى مع فكرة الخلق الإلهي والرعاية الربانية والرحمة الإلهية وفكرة المعاد والوعد والوعيد. باختصار أنها تتناقض مع مضمون الفكرة الإسلامية عن معنى الحياة وإشكالية الموت. لكن حالما تصبح الدعاية السلفية ناطقة باسم «الحق المقدس» فان الله والقرآن والسّنة يتحولون إلى ألسن مهمتها البوح بالتأييد التام واليقين الجازم بصحة ما يجري!
إن انحدار الرؤية الأصولية صوب التطويع التام والشامل للمقدس هو عين الجنون السياسي الذي لا يتجاوز عقبة إلا ويصنع ما هو اشد منها. وهي عملية نتيجتها النهائية الاندثار الحتمي بعد أن تكون قد أرهقت المجتمع والدولة والفكر بتضحيات لا معنى لها. بعبارة أخرى، إن مفارقة الإرهاب السلفي تقوم في تأسيسها لفكرة الشهادة والتضحية التي لا تتعدى في الواقع سوى إعادة إنتاج القتل والتدمير والتخريب. بمعنى إفقاد العقل من كل أبعاده العقلانية عبر تطويعه إلى إيمان متعصب عصابي عدائي. وهي النتيجة التي يؤدي إليها التطرف والغلو، كما أنها النهاية الحتمية للحركات الراديكالية المتطرفة.
فمن حيث هو ظاهرة اجتماعية سياسية وأيديولوجية، يرتبط الإرهاب السلفي ارتباطا عضويا بنفسية وذهنية التطرف والغلوّ. وهو ارتباط له نماذجه التاريخية العريقة والعديدة. إلا أن خصوصيته تقوم في كونه الرد الضيق على ضيق السلفية السائدة أو «سلفية» الأنظمة الاستبدادية. وبهذا المعنى فان لكل أمة وثقافة في مرحلة من مراحلها مستويات ونماذج من التطرف والغلو، ومن ثم نماذج ومستويات من «الإرهاب السلفي» المناسبة لهما. ذلك يعني أن «للإرهاب السلفي» مظاهر على مستوى الدولة، وأحيانا على مستوى الأمم وأحيانا على مستوى الأحزاب والحركات والأفراد.
وبغض النظر عن تباينها الشكلي، فإن ما يجمعها هو جنون الإرهاب. بمعنى فقدان الأوزان الداخلية الصانعة لفكرة الاعتدال وضرورته المادية والمعنوية للفرد والجماعة والأمة والدولة والثقافة. وليس مصادفة أن تنغلق الحركات الإرهابية مع مرور الزمن على نفسها وتتقوقع في هيئة كيانات مريضة أسلوبها الوحيد للاستمرار هو الاندثار أو الذوبان في أمراض معدية جديدة. من هنا طابعها الضيق وانغلاقها التاريخي وعجزها عن تقديم بدائل إيجابية. وليس مصادفة أيضا أن تجري إدانتها التاريخية والسياسية والفكرية والأخلاقية والقانونية. إلا أن قدرتها الحالية على البقاء ضمن «حضرة الإسلام»، بل والتأييد الهائل لها من جانب «الشارع المسلم» والمؤسسات السلفية هو النتاج الملازم لفقدان الاعتدال العقلاني في العالم العربي على مستوى الدولة والمجتمع والثقافة. وبالتالي انحطاط الدين أيضا بوصفه القوة الجارفة في تيار السلفية المعاصرة وإرهابها المنظم!
بينما شكلت الرؤية الإسلامية في مراحل ازدهار الحضارة الإسلامية وسطا طاردا للغلو والتطرف. من هنا سيادة فكرة الوسط والاعتدال التي ارتقت إلى مصاف العقيدة الكبرى والجوهرية للإسلام بحيث جعلت من «الأمة الوسط» نموذجها الأفضل في الوجود. وفيها كانت تتجلى عقلانية الثقافة الإسلامية في موقفها من التطرف والغلو. وهي عقلانية وجدت انعكاسها المتنوع والمتباين في مختلف الفرق الكلامية والمدارس الفلسفية والاجتهادات الفقهية والسياسية. فقد كانت تلك الاجتهادات تسعى للبرهنة على أن المقصود بالاعتدال هو العدل، بوصفه الشرط الضروري الذي كانت المدارس والفرق العقلانية الإسلامية تضعه في تقييم الأفعال السياسية والاجتماعية للأفراد والجماعات والسلطة والدولة. وهي ذخيرة تبعثرها السلفية الإسلامية المعاصرة في إرهابها الذي تتطاير في اغلبه جثث وأرواح المسلمين أولا وقبل كل شيء. وفيما لو وضعنا هذه الصورة الأدبية بعبارة سياسية صريحة، فإنها تعني ما يلي: إن الإرهاب الأصولي يحطم في أقواله وأعماله ونياته قيم العدل والاعتدال. وبالتالي فانه لا يصنع في الواقع سوى جثث فارغة، أرواحها هي عين الديناميت المتطاير مع صفائح الحديد وآلام الأبرياء وأحزان الأمهات.
وهي نتيجة أخذت تفرد وتميز الحركات الإسلامية السياسية المتطرفة، رغم أن جذورها قائمة في «منظومة الظنون» المرفوعة إلى مصاف اليقين المطلق، التي عادة ما تميز الفكر الراديكالي والحركات الراديكالية. وذلك لأن أحد القواسم المشتركة بين مختلف الحركات الراديكالية، القديمة والمعاصرة، الدينية والدنيوية هو إيمانها المطلق بما تسعى إليه، ووجدانها العارم والنظر إلى نفسها باعتبارها حاملة الفكرة المطلقة والإيمان الصادق. الأمر الذي يفرغها مع مرور الزمن من قيم الوجدان ويكلس عقائدها الأولية وتراكمها التاريخي في متحجرات «مقدسة». وتؤدي هذه الحالة بالضرورة إلى جمود القيم في الفكر والممارسة. مما يحولها لاحقا إلى قوة متصلبة ومنظومة مغلقة عادة ما تضعها في تضاد مع فكرة التقدم والتطور والإصلاح. كما أنها نتيجة تربط أساسا بيقين الراديكالية الصارم بان ما تمثله وتسعى إليه هو عين الحكمة والعقل والوجدان. من هنا معارضتها للقوى الاجتماعية والفكرية الجديدة. فالجديد بالنسبة لها يصبح أما هرطقة أو بدعة أو خروجا على الصراط المستقيم أو انتهازية وتحريف وخيانة. بعبارة أخرى، إن تباين الأحكام القييمية عن «الجديد» مرهون فقط بشكل العقيدة الديني أو الدنيوي. إلا أن النتيجة واحدة، ألا وهي سيادة الرؤية الواحدية المغلقة (السلفية أو التوتاليتارية).
إن سيادة واستحكام الرؤية السلفية أو التوتاليتارية هو المصدر النظري لتبرير وتدعيم فكرة «المقدس» بما في ذلك تجاه الإرهاب بوصفه أحد الأساليب العنيفة لبلوغ الأهداف الخاصة بهذه الحركة أو تلك. وينطبق هذا الحكم على الحركات السلفية (الراديكالية) الإسلامية المعاصرة، التي جعلت من الإرهاب «جهادا» أو «حربا مقدسة» قابلة للتنفيذ ضد الجميع بغض النظر عن القومية والجنس والدين. فالذهنية الأصولية عادة ما تختزل الموقف إلى ثنائية الأنا – العدو. أما هوية «العدو» فهي وعاء يمكن إدراج كل طرف تعتقد بأنه مصدر التهديد الأولي لما تسعى إليه أو الحفاظ عليه. وهي ذهنية لا يؤدي تراكمها التاريخي والدفاع المستميت عنها إلا إلى استحكام فكرة المقدس في النظر إلى أفعالها بما في ذلك أكثرها تفاهة وهمجية. وأكثر من مثل هذه الحالة في تاريخ الإسلام القديم والمعاصر التيار الحنبلي.
فقد كانت الحنبلية التيار المناسب لإيمان العوام، أي للذهنية العادية والتقليدية. وذلك لأن مضمونها لا يتعدى فكرة الانصياع والتنفيذ الشكلي والتقليد الحرفي لمجموعة النصوص المتراكمة في خيال الثقافة وأوهامها وعقولها. كما أنه التيار الذي مّثل الفكرة القائلة بضرورة التقيد الحرفي بكل ما هو «مقدس» و«إسلامي». بينما لم يكن هذا المقدس والإسلامي في تصوراته وأحكامه سوى كمية النصوص المحببة لأوهام العوام. من هنا انهماكه الفعال في شئون الجسد الفردي. إذ ليست حقيقة الحنبلية سوى الاعتناء المفرط بحقوق الجسد والتزاماته بما يخدم «واجبات» الانتقال من لذة الدنيا إلى «نعيم الآخرة». ذلك يعني أن حدودها القصوى تنحصر في شهوة الفرجين. وهي شهوة اختزلت مضمون الإسلام وعقائده الكبرى من خلال تحييد العقل ومنعه من الإبداع الحر، لأنها وجدت في كل فعل عقلي حر أسلوبا يؤدي بالضرورة إلى بدعة.
وقد كانت تلك «البدعة الكبرى» في تاريخ الإسلام، أي الانتهاك الفج لحقيقة ما فيه من دعوة للاجتهاد العقلي. وهي دعوة وجدت تجسيدها التاريخي في صيرورة الحضارة الإسلامية وثقافة الخلافة، أي كل ما حصل على نماذجه الكبرى في إبداع مختلف الفرق والمدارس والعلوم. وليس مصادفة أن تكون الحنبلية تيارا منبوذا من رجال العقلانية الإسلامية وأعلامها العظام بما في ذلك من جانب السلطة (زمن المأمون). لكنها تحولت بعد سقوط الحضارة الإسلامية وخراب بؤرها الثقافية واندثار مراكزها السياسية إلى العقيدة الأكثر انتشارا ورسوخا. وتشير هذه الحالة أولا وقبل كل شيء إلى جمود الروح الثقافي وخراب الذهنية النقدية وانحسارها التام. وليس مصادفة أن تسود الذهنية الحنبلية في جميع مراحل السبات الثقافي والحضاري في عالم الإسلام عموما وفي العالم العربي خصوصا. وهو الأمر الذي جعل منها أيديولوجية مناسبة للانحطاط الثقافي والسياسي.
لقد غرست الحنبلية في النفسية الاجتماعية والذهنية الثقافية نمطا سلفيا (راديكاليا وتوتاليتاريا) في الفكر والممارسة استطاع في غضون قرون عديدة تجفيف أغلب المصادر الحية للرؤية الإسلامية. إنها استطاعت أن تنتج وتعيد إنتاج ذهنية لا يتعدى اهتمامها حدود الجسد الفردي المرفوع إلى مصاف «الأمة». بمعنى غياب واضمحلال، بل واندثار الأبعاد الاجتماعية والسياسية للفكر. مع ما ترتب عليه من تجميد للحياة الاجتماعية بمعايير العبادات الشكلية، وتحنيط للحياة السياسية يقيم الخضوع، ومن ثم ترسيخ وتوسيع وتجذير الاستبداد السياسي والفكري والاجتماعي عبر دعمه الدائم بقواعد الإيمان التقليدي.



#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)       Maythem_Al-janabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفسية وذهنية المؤامرة والمغامرة في العراق (3-3)
- نفسية وذهنية المؤامرة والمغامرة في العراق (2-3)
- نفسية وذهنية المؤامرة والمغامرة في العراق (1-3)
- ظاهرة المؤقتين الجدد وضمور المرجعية الوطنية (4-4)
- ظاهرة المؤقتين الجدد وضمور المرجعية الوطنية (3-4)
- ظاهرة المؤقتين الجدد وضمور المرجعية الوطنية (2-4)
- ظاهرة المؤقتين الجدد وضمور المرجعية الوطنية (1-4)
- صعود المرجعيات الدينية وهبوط السياسة المدنية (3-3)
- صعود المرجعيات الدينية وهبوط السياسة المدنية (2-3)
- صعود المرجعيات الدينية وهبوط السياسة المدنية(1-3)
- الأحزاب السياسية الشيعية : من ظلال الروح إلى ضلال العقل الوط ...
- الأحزاب السياسية الشيعية : من ظلال الروح إلى ضلال العقل الوط ...
- الأحزاب السياسية الشيعية : من ظلال الروح إلى ضلال العقل الوط ...
- الأحزاب السياسية الشيعية : من ظلال الروح إلى ضلال الطائفية
- الاحزب القومية الكردية: تحزب العرقية الضيق
- صعود الأحزاب العرقية (الكردية) واندثار الأبعاد العراقية
- اندثار الأحزاب التقليدية وموت الراديكالية الدنيوية
- شخصيات الخوارج الكبرى(3)
- شخصيات الخوارج الكبرى(2)
- شخصيات الخوارج الكبرى(1)


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثم الجنابي - «الإرهاب الإسلامي» السلفي في العراق: المقدمات والنتائج.