أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - من مآسي حراكنا الكردي- الجزء الثالث















المزيد.....

من مآسي حراكنا الكردي- الجزء الثالث


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6537 - 2020 / 4 / 14 - 10:17
المحور: القضية الكردية
    


ذكرنا قبل سنوات، أن الحراك الثقافي الكردي تحتضن نخبة تملك إمكانيات التنوير، ولكنها تحتاج إلى مراجعة الذات وتفعيل قدراتها، وعدم هدر قواها في محاربة الأحزاب المشتتة والتي لا تملك إرادتها ولا مقومات وجودها بنفس الأساليب الكلاسيكية والمفاهيم التي لم تعد تجدي نفعا، وجميعنا نعرف وبكل التفاصيل المملة؛ أن أمراضها أصبحت أكثر من معروفة، وعلى أثرها كثيرا ما تراجعت عن محاربتها بنفس المنطق والمفاهيم البالية، أمل أن أجد البديل المتوقع لإحداث التغيير، ولأن الأساليب السابقة أصبحت غير مجدية، بل وتزيد من تشتتنا وتضعفنا أمام الأعداء، يتوجب على حراكنا الكردي ولنقل النخبة أن تبحث لذاتها عن مخرج قبل أن تجدها لأحزابنا، وتأتي بمفاهيم ملائمة تستخدمها لإنتاج البديل، فيما إذا كانت ترى ذاتها المسؤولة عن التنوير وأقوى وأوعى من الأحزاب السياسية.
لو عدنا إلى الوراء قليلا، لوجدنا أن حراكنا الثقافي، لتمسكها بمفاهيمها الجامدة حول إشكالياتنا القومية والوطنية، وإلهائها بالصراعات الحزبية، تأخرت في معالجة العديد من القضايا المصيرية وبعض الأوبئة التي كانت ولا تزال تعاني منها أمتنا، كما ولم تتمكن من بدايات المشاكل في سوريا، وفي الشارع الكردي، إقناع الأحزاب، المهيمنة بقدرة قادر، على تهدئة ما كانوا قادمين عليه، وإيقاف الخلافات والصراعات الداخلية، التي أدت إلى إستمراية ضعفنا على المستويات الإستراتيجية الطويلة الأمد، فنتجت عنها الكوارث المتتالية لشعبنا في جنوب غرب كردستان، وللأسف لم يجدي نفعا ما بثته النخبة حينها.
واليوم شعبنا يدفع نتائجها، حتى ولو كانت الأطراف تتدرج بين الملامة والمذنبة والمتهمة، كما وأدت إلى شهادة قرابة 11 ألف شابة وشاب كردي، وتهجير ما لا يقل عن مليون ونصف من الشعب، وإسكان مليون ونصف خارجي وأكثر في مناطقنا، أي دمار ديمغرافي، خلقت معها أسبابها المتعددة والمتنوعة، والتي تختلف عن التغيرات الديمغرافية في المناطق السورية الأخرى، رغم أن المصائب والألام الإنسانية هي ذاتها.
كما وتوسع الشرخ بين الأحزاب الكردية إلى درجة لم يسبق له مثيل في تاريخ الحراك الكردي، تجاوز في كثيره ماضي الصراعات العشائرية، إلى أن أصبحت منطقتنا اليوم على شفى فوهة بركانية، سايرت المراحل السابقة مؤامرات مخفية خبيثة، أدت إلى قيام المجتمع الكردي والحراك الثقافي أو السياسي الثقافي، بطعن بعضهم البعض بشكل شبه عشوائي، تمكنا من الوقوف في وجه بعضها، لكننا ولتشتتنا وقفنا حيارى في كيفية مواجهة المؤامرات الإستراتيجية للنظام الاستبدادي، ومن بينها تشويهها لقضيتنا القومية على المستويين الإقليمي والدولي.
وفي الوجه الأخر وعلى خلفية دراسة مجريات التاريخ وما بث إلى الشارع الكردي، في المراحل السابقة، والتي بعضها لا تزال سارية المفعول، منها ديمومة الصراع الكردي- الكردي، استطعنا إلى حد ما تنبيه شارعنا، وإيقاظ قسم واسع من حراكنا الثقافي على الأوبئة الفكرية التي كانت تبثها السلطة الشمولية من خلال مربعاتها الأمنية وبعضها أخذت مجراها عن طريق شريحة من حراكنا السياسي والثقافي المساهمة في البث بدون إدراك، وعلى أثرها ظهرت دراسات وكتب ومقالات تشوه في تاريخ الجزيرة الكردية، وتطعن في ديمغرافيتنا، ضمن جنوب غرب كردستان.
ومن المؤامرات الحديثة، التي ظهرت مع بدايات الصعود الكردي على الساحة السياسية الدولية، وفي جنوب غرب كردستان، أثناء ما كانت المسيرات ثورة:
1- إشكالية (الداخل والخارج) والتي حاولت جهات عدة تقييم الأبعاد الوطنية والإخلاص للشعب وللقضية من خلال التمييز بين من هُجر أو هاجر أو صمد في الداخل، إلى درجة بلغت مرحلة تخوين كل من هاجر إلى الخارج! وطلبوا منهم الصمت حول قضايانا القومية والوطنية. وتم تحريض شريحة من كتاب الداخل مهاجمة المعارضين في الخارج، بل ووسعت لتشمل كل المهاجرين والمهجرين. وبعدما تمكنا إلى درجة ما من تعرية هذه المؤامرة ونبهنا الشارع لمآلاتها الكارثية ومن يقف ورائها، وخباثتهم، خرجوا بخباثة أخرى، تبنتها شريحة من الكتاب والسياسيين المستعربين والعروبيين، وهي.
2- الانتماء إلى الوطن، وإتهام كل من يطالب بالحقوق القومية الكردية ضمن سوريا كوطن مشترك، بالانفصاليين ومن ثم بالخيانة والعمالة، وعلى هذا المنحى ظهرت مفاهيم غريبة، منها أن الوطن هي (سوريا العربية) والكل فيها عربي سوري قبل أن يكون كرديا أو سريانيا أو غيرهما، وبالتالي وصفوا الشعوب بالمواطنين السوريين إن لم يكن عربياً، ودونها عدت خيانة للوطن الموسوم بالعروبة والإسلام السني.
3- تم تحريف تاريخ الجزيرة على مراحل، بدأوا بإصدار دراسات مشوهة مطعونة فيها؛ عن الديمغرافية الكردية، وأسماء مدنهم، إلى درجة أصبحوا يعرضون الشعب الكردي كمهاجر إلى الجزيرة، والقبائل العربية الهاربة من أل سعود بعد ثورات حائل في شمال الجزيرة العربية في عام 1910 وما قبلها أصحاب الأرض، متناسين أن هذه القبائل لم تعرف الحضر في شمال الفرات قبل عام 1930م، وأن المعارك التي جرت بين القبائل الكردية والعربية الهاربة من أل سعود، كالتي جرت بين الملية والشمر والطي، وبين الكوجر والشمر وبين عشائر سنجق خلف أغا كدوركا والكاسكا والحجي سليمانا ودومانا وأل مرعي وأباسا وغيرهم، وبين الشمر والجبور والطي، وكذلك بين الدقورية والكيكية والبرازية والعشائر العربية الرحل، وجميعها كانت على خلفية صد الغزوات الفصلية للقبائل العربية التي سكنت في بادية الشام، للمناطق الكردية في شمال الفرات.
4- نشروا بحوث مطعونة فيها، عن جغرافية جنوب غرب كردستان، وللأسف شاركت فيها شريحة بقدر ما حراكنا الكردي، على منطقتنا الكردية، مكونة من ثلاث أجزاء منفصلة ديمغرافيا عن بعضها، وبالتالي لا اتصال بينها، وعليه نقدوا بل في الواقع هاجموا ما طالبنا به في )المجلس الوطني الكردستاني - سوري( بالفيدرالية الكردستانية، واللامركزية في السلطة، عام 2006م بعد مؤتمري واشنطن والموتمر التأسيسي في بلجيكا، وقد كان المطلب وطني، لان المنطقة فيدرالية كردستانية ستضم الشرائح الأخرى من الشعوب السورية، ومن الغرابة أن البعض من قادة الأحزاب الكردية دعمت منهجية التقسيم والفصل في المنطقة الكردية، وكأن لسان حالهم كانت تقبل بإسلوب أو أخر، المركزية في السلطة، فساهمت بسذاجتها هذه على إعادة إنتاج السلطة المركزية العربية، بل وتطاولت وبدون إدراك لتكتب فيها؛ وتؤكد على التجزئة والتقسيم بين المناطق، بعضهم تناسوا أنها طعنة للتاريخ الكردي ولقضيتهم، وإضعاف لمطلب الشارع الكردي، وهي الفيدرالية، المشرفة حدودها الجغرافلية على البحر الأبيض المتوسط، حيث الامتدادات الديمغرافية الكردية، والتي كانت في إحصائية الثلاثينات من القرن الماضي لا يقلون عن 45% من سكان سوريا الكبرى، وهذا ما أدى أن يكون أول رئيس لسوريا، عندما كانت وطنا يجمع الكل؛ كرديا، وأول وزير دفاع كرديا، وأول من وقف في وجه الاستعمار كرديا، وأفضل علامة في اللغة العربية كرديا وأول من وضع الدستور كرديا، غيرها...
يتبع...

الولايات المتحدة الأمريكية



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مآسي حراكنا الكردي الجزء الثاني
- من مآسي حراكنا الكردي- الجزء الأول
- الإداراتين الكردستانيتين في مواجهة كورونا
- في محراب اللغة الكردية
- ستنتصر البشرية على الكارثة
- أصغر مخلوق يرعب البشرية- فيروس كورونا
- سم سقراط وأعداء الكرد
- حول حديث بشار الأسد عن القضية الكردية على قناة روسيا 24- 2/2
- حول حديث بشار الأسد عن القضية الكردية على قناة روسيا 24- 1/2
- مصير روسيا في سوريا -2/2
- مصير روسيا في سوريا 1/2
- تركيا والدول الكبرى
- مَنْ المواطن المهاجر في الجزيرة السورية؟ 2/2
- أين تتجه العلاقات الروسية التركية؟
- مَنْ المواطن المهاجر في الجزيرة السورية؟ -1
- خطاب دونالد ترمب السنوي
- جمهورية سوريا الفيدرالية
- هل نحن الكرد مذنبون؟
- تأويل كنتم خير أمة
- مراحل التمدد العربي في جغرافية جنوب غرب كردستان- الجزء الساد ...


المزيد.....




- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - من مآسي حراكنا الكردي- الجزء الثالث