أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - لليبرالية تاريخ..الليبراليون العرب بلا تاريخ














المزيد.....

لليبرالية تاريخ..الليبراليون العرب بلا تاريخ


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1580 - 2006 / 6 / 13 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ بدايات عصر النهضة ونحن نجتر نفس الحكاية ونفس المفردات في سياقات دولية مختلفة. فالبدايات كانت مع نتائج دخول الاستعمار الغربي إلى المنطقة العربية حيث تم بروز بعض الأسماء والتيارات الليبرالية ولا داعي للعودة الآن للتاريخ وتأريخ الحركة الليبرالية العربية فهي باتت موجودة حتى في بعض الكتب الجامعية. ما نريده هنا هو الحديث على أن الليبرالية لم تحقق تاريخها الفعلي إلا في الغرب، ولازالت عندنا بلا تاريخ حقيقي وإنما هي عبارة عن جاهزية أيديولوجية من الجاهزيات الأيديولوجية الغربية.. ما يشجع اليوم أن السياق الدولي يدعم هذه الجاهزية الليبرالية حتى آخر مفردة في شبكة ملفوظاتها التي تحولت إلى مفاهيم تاريخية وأيديولوجية وقانونية. لا يكفيني أن أكون مقتنعا نظريا بالليبرالية كمفتاح لحل أزمة المجتمعات العربية بل يجب أن يترافق ذلك مع محاولة تأسيسية تجعل الفكر الليبرالي ينتشر بطريقة مؤسسية والآن نلاحظ أن هنالك هامش في العمل من أجل هذا التأسيس الليبرالي وجعله من اهتمام الأجيال الشابة خصوصا في هذه المجتمعات العربية المنكوبة بثقافة الاستبداد العربي بكل تنويعاته وهي كثيرة ومتلونة تارة قومية وتارة إسلاموية وتارة يسارية وتارة ديمقراطية بلا ليبرالية..الخ وتارة زبائنية بمعنى [ حسب السوق يسوق ] ذلك الاستبداد المتكلس على قلوبنا. الغرب قدم أهم ما في الليبرالية وهو مفهوم التعايش الحر المواطني بين متحدات لا يمكن أن يجمعها تحت سقف واحد من الحرية سوى هذا الفكر الليبرالي وتجربته التاريخية. إذن ما نريده هنا هو هذه التجربة [ بعجرها وبجرها ] أن تخضع للدرس العربي المعاصر ـ إن كان هنالك درس في ذلك !! ـ وهذا يحتاج إلى أقلام تتسم بدرجة من الموضوعية تجاه الذات والآخر. لهذا عندما نقول الليبراليين العرب بلا تاريخ نقصد بالضبط أنهم لم يتربوا على القيم الليبرالية وإنما تأثروا بها سواء عن طريق معيشتهم في الغرب أو عن طريق تأثرهم بالفكر الغربي والذي هو أرقى ما أنتجته الإنسانية حتى هذه اللحظة والليبرالية جزء من هذا التنوير الغربي. الإيمان بالحرية والتعايش بين المكونات التي لا يمكن لها أن تتعايش أصلا، مثال كما كانت الأرثوذكسية والكاثوليكية في تاريخ أوروبا وحروبها الدينية بعد البروتستنتية أيضا..ومن يفرض هذا التعايش هو وجود موضوعي أو ذاتي لهذه المكونات في إطار قانوني يحمي الجميع وهنا الدولة الحديثة والمعاصرة ـ أو ما يعرف بدولة القانون ـ والتي هي من أهم عناصر المصفوفة الليبرالية. أو النسق الليبرالي الأيديولوجي. وعندما نقول أيديولوجي فإننا بذلك نحاول القول: أنها ليست نصا مقدسا ولا معرفة علمية. وهذا يستلزم جملة من التفاعلات النقدية مع النص الليبرالي معرفيا وأيديولوجيا وتاريخيا. وهذا أيضا مطلوب من الليبراليين العرب. لأننا تربينا على ثقافات ما قبل سياسية وتأثرنا في الغرب لم يسمح له الاستبداد العربي أن يتم هذا التأثر في فضاء من الحرية بل تم في غالبيته كردة فعل على هذا الاستبداد الرابض على صدر المواطن في الدول العربية وكيفية التخلص منه. لهذا وجد الاستبداد العربي أن عليه أن يشجع معادلتان في المنطقة العربية..يغض الطرف عن الثقافة السلفية الدينية التي تدعم سلطته ويوفر لها المنابر وكأن سلطته باقية للأبد ولهذا سمح لها في السابق أن تستهدف الفكر اليساري والتحرري عموما. وبالمقابل سمح لبعض التيارات التي تحمل الفكر الليبرالي أن تهاجم التيارات الأخرى شريطة أن لا تتعرض بالخطر لسلطته ولهذا نرى أن معارك تدور فيما بين التيارات السلفية والتيارات الليبرالية والسلطات العربية تتحول إلى حكم وأحيانا إلى ضابط إيقاع كي لا يتمدد هذا الصراع إلى حقول وجماهير لا تريده أن يصل إليها كي يبقى هذا الاستبداد بيضة القبان بالقوة وبالفعل أيضا. وهذا التأسيس التي باتت عوامل كثيرة تساعد على إنجاحه وأهمها السياقات الدولية والثورة المعلوماتية. والبدء يكون بقناعة الليبراليين العرب انهم طرفا في التعايش وليس هم [الصح ] وهم يمثلون طرف الحقيقة ! كما يتعامل السلفيين وغيرهم. والكف عن الدخول في معارك مع النصوص الدينية والسلفية وغيرها بل التأكيد المستمر والخصب على مفهوم التعايش بين تيارات الفكر العربي شريطة أن تؤمن بدولة القانون وتؤمن بهذا التعايش، وحتى لو كانت هذه التيارات أو قسم منها لا تؤمن لكن عليها التزام القانون السلمي في تصارع المصالح. علينا آن نقدم نموذجيا على كافة المستويات التي من شأنها إعلاء الحرية الفكرية والتعايش بنفس الوقت مع الآخر الذي لا يهدد حياتنا. ولا يجب آن يكون هنالك تفارقا كبيرا بين دعوتنا وبين ممارستنا. نقول كثيرا لأن من الصعب لا بل من المستحيل أن لا يكون هذا التفارق قائما بين الفكر والممارسة الأيديولوجية والسياسية والثقافية والقيمية لأننا تربينا على ثقافة ليست ليبرالية لا قولا ولا ممارسة.
لهذا الحروب الأهلية هي التي تستند على ثقافة قبلية حتى ولو رأى بعض العرب آن هذه الحروب مؤامرة غربية فإن هذه المؤامرات حتى تنجح تحتاج على حوامل في هذه المجتمعات وهنا الحوامل واضحة ثقافة ما قبل مدنية وقيم بالية واستبداد ووجدان مفعم بتعظيم النفس وتضخيم الذات لرجة يتحول لآخر على عدو لمجرد أن يختلف معنا والسعي إلى تحطيمه نهائيا تماما كما تفعل النظم لعربية بمعارضتها. وهذا ليس عيبا أننا لم نزل بلا تاريخ أبدا بل العيب أن نبقى ندعي أن لنا تاريخ ولنا عمق في الشارع العربي. لهذا تواجه الليبرالية العربية مشاكل إضافية لأن مجتمعها لازال يربض تحت نير كل ثقافة شجعها هذا الاستبداد العربي. فهل تنجح في إنتاج مفاهيمها الخاصة في التعايش الحر الديمقراطي والقانوني؟ سؤال على الجميع البحث فيه.

غسان المفلح



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزرقاوي عميل للسي أي إيه وربما للموساد أيضا ؟
- السوريون بين السلطة والشرعية الدولية
- الشارع السوري مغيب أم غير معني؟
- الخامس من حزيران مشهد يومي
- ليبرالية بلا ليبراليين ..نص بلا حامل
- نكبة عائلة أم نكبة وطن
- رد على أسئلة صامتة لا تدفنونا أحياء
- إعلان دمشق وجبهة الخلاص
- رسالة من الخارج
- الديمقراطية في سوريا والرسملة
- رسائل من دمشق
- تصحيح معلومات فقط للقارئ العزيز وللمناضل نزار نيوف
- أخطاء في العراق صفقة مع ليبيا إنني على خطأ
- حكم التاريخ
- الديمقراطية والاستبدالية مأزق السلطة والمعارضة
- من ربيع دمشق إلى ربيع طهران قصص وحكايا
- اعتقالات بالجملة والمفرق
- حول مقالة ميشيل كيلو نعوات سورية
- ميشيل كيلو يغيب في السجن بعد أن نعى الوطن
- أعدموه وخلصونا من نقه!!


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - لليبرالية تاريخ..الليبراليون العرب بلا تاريخ