أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية - نادية محمود - كورونا ووجوب انهاء النظام الرأسمالي.















المزيد.....

كورونا ووجوب انهاء النظام الرأسمالي.


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6536 - 2020 / 4 / 13 - 13:27
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية
    


اصبح النظام الرأسمالي خطرا على البشرية اكثر من اي وقت مضى. الامر لم يعد يتعلق بزيادة الاجور ، تقليل ساعات العمل او السلامة الصحية، حق التنظيم العمالي، والخ من مطاليب عمالية رفعت منذ ولادة الرأسمالية قبل ثلاثة قرون ولحد الان. المطالب لم تتعد تتعلق الان بضمان بدل بطالة للعاطلين عن العمل، ضمانات اجتماعية ورعاية اجتماعية، اوحق التنظيم. اصبحت القضية حياة او موت. حياة او موت البشر، بسبب الراسمالية. الان الوباء لا ينتشر في اسيا او دول افريقية، بل في قلب" العالم المتقدم" الذي اثبت بؤسه، وفقره، وضعف الانظمة الصحية فيه.

لم تلد الفايروسات تلقائيا، ولم تصل للبشر بدون نواقل. الرأسمالية وفي سعيها لجني الارباح وزيادة تراكم رأس المال، ادت الى ولادات تلك الفايروسات القاتلة وانتقالها الى البشر. الفايروسات التي ولدت- وهي عديدة، جاءت بسبب صناعة الزراعة من قبل الرأسمالية وطرقها في انتاج الاغذية. ووصلت الى البراري من اجل توسيع حقول الانتاج، في المناطق الاسيوية الرطبة. اساليبها في انتاج الاغذية الحيوانية، و تكديسها للحيوانات، والحيوانات البرية. هي السبب بولادة هذه الفايروسات وتحولاتها الى البشر.

الان، الجثث تجمع بالحاويات وتلقى في مطامر جماعية كما في ايطاليا. بدأوا يسحبوا اجهزة التنفس عن كبار السن، ليدعوهم يموتوا بدون اوكسجين في عالم فيه من التريليونات ما تكفي لتغطية الارض بهذه الاجهزة.
الان، وبعد خراب البصرة، و احتراق روما، وبعد ان وصلت الضحايا الى مئات الالاف والعداد لازال يسجل على مدار الساعة الاصابات والوفيات، تتحدث الدول " المتقدمة" عن ضخ مليارات الدولارات لانقاذ الاقتصاد.

لرعبها الطبقة الحاكمة في الصين على مصالحها، لم تصدق ما قاله لها الطبيب الصيني لي وينليانغ جرّاء الإصابة بفيروس كورونا، بعد أن كان أول من حذر من انتشار الفيروس في مستشفى ووهان في الصين منذ اواخر 2019، وهددوه ليصمت، لتعم الكارثة، البشرية من اقصاها الى اقصاها. ولم تتخذ خطوات جدية وفورية في حينها لايقاف عدوى وانتقال الفايروس. لم يقوموا باغلاق المصانع، معرضين حياة الذين يتقاطرون على محطات القطارات والباصات للنقل في وسائط النقل العامة لخطر العدوى، وهذا ما حدث ويحدث في ايطاليا. لم يوفروا سبل العيش للناس من اجل ان يبقوا في بيوتهم، ولحد اللحظة.

انتشار هذا الوباء والموتى الذي يتساقطون الان، وكل ساعة، و الواحد بعد الاخر، في كل مكان على سطح الكرة الارضية، بسبب عدم وجود علاج او طريقة للسيطرة على انتشاره، هو سقوط مدوي لمشروع الرأِسمالية وسوقها الحر، ونظامها الليبرالي الجديد وعلى صعيد عالمي. نصف قرن تصرم على هذا النمط الرأسمالي، الذي رفع شعاره ب"ان الدولة ليست مسؤولة" وكل شيء يجب ان يترك للسوق وقوانينه لينظم حياة ومعيشة وامان وصحة و حقوق البشر، هو السبب الذي ادى الى حصاد الارواح المستمر الان وبشكل يومي.

النظام الرأسمالي النيوليبرالي الذي قام على اربعة اركان: اقتصاد اللاتخطيط، وتقليل الضريبة التصاعدية، تقليص المنافع الاجتماعية، والهجمة على حقوق العمال، هو السبب خلف العجز على عدم السيطرة على هذا الوباء. جرت خصخصة المستشفيات ورفع الدعم عن المستشفيات الحكومية اضعفت القطاع الصحي. الذين يتوقفون عن العمل بسبب هذا الوباء، يجري حرمانهم من لقمة العيش، مما يضطرهم الى الذهاب الى العمل. يفرض عليهم احد الخيارين: اما الجوع بسبب عدم وجود دخل، واما الموت بسبب الوباء.

لقد كانت الاسباب التي يسوقها صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي هي ان الضمانات الاجتماعية، والتعيينات الحكومية" تثقل كاهل الدولة". وان الدولة غير قادرة على تكفل ضمان البطالة، وحقوق العمال العاملين في العمل.

الا اننا "فجأة"!، وجدنا ان الدول الغربية ذاتها، التي كان "مثقلة"، انها قادرة على منح التريلونات الى اصحاب البزنس!! امريكا تعد بترليونين من الدولارات، بريطانيا تعد ب 350 مليار، الاتحاد الاوربي وبقية الدولة تضع ايضا مليارات الدولارات؟ واذن اين كانت تلك الاموال؟ وكيف خرجت الان؟ ولماذا لم يمول قطاع الصحة وضمانات العمال؟
لقد قررت الولايات المتحدة منح التريليونات "لانقاذ الاقتصاد" وهي الكلمة المهذبة لحماية الرأسماليين من الانهيار. وهكذا ستفعل بريطانيا. ترامب سيغطي ماليا شركات الطيران، الفنادق، المالية، النفط والغاز، الملاحة.

انها نفس السياسة التي قامت به الحكومات في 2008 حيث اعطيت المليارات الى اصحاب البزنس و سرح ما يقارب ال 2.5 ونصف انسان من العمل. الان تخبرنا منظمة العفو الدولية ان الذين سيفقدون عملهم جراء هذه الازمة الرأسمالية- التي كانت ستحدث اولا واخيرا- سيبلغ 25 مليون انسان.

واذن في قلب هذه الازمة، تخطط الدول الراسمالية الى كيفية الخروج من هذه الازمة وهي اكثر غنى. وهذا ما سيحصل، سيزيد الاغنياء غنى، ويزداد الفقراء فقرا. ان هذه الازمة، وكل ازمة بالنسبة للرأسمالية هي فرصة جديدة، تتعقب فيها ومنها وتخلق لنفسها مصادرا مالية جديدة، وارباح جديدة، ومراكمة رساميل جديدة.

فمن سيدفع هذه المليارات؟ والضمانات للبزنس؟ ستبدأ سياسات التقشف، حيث ستقتطع من العمال من حاضرهم ومستقبلهم.
ستقتطع من اموال التقاعد والضمان الاجتماعي. كما فعلت الدول بعد ازمة 2008. حيث احالت من احالت للبطالة، ورفعت يد الدولة اكثر واكثر عن القطاعات ذات المصلحة العامة، ومنها الصحة العمومية والحكومية. وهذه النتيجة الان، المستشفيات لا توجد فيها اجهزة للتنفس، ولا لقاح لعلاج فايروس. الرأسمالية لديها مصلحة، في تقديم الادوية، ولكن ليست لديها مصلحة في ايجاد مضادات الامراض. فكيف ستربح ان تمت الوقاية من الامراض؟ ان الشركات الكبرى للادوية لا تخصص اية اموال للابحاث. لان ذلك لن يكون مربحا لهم.

وهكذا الان، كما يردد الاشتراكيون في الغرب، تقوم الدول الغربية الان، بتعميم الخسائر، وبخصخصة الارباح.

ولكن، لم تقل الكلمة الاخيرة بعد. القوى الاشتراكية والعمالية في العالم، من ايطاليا الى الولايات المتحدة، تتحدث عن اذا كانت الدول الرأسمالية تجد في هذا الوباء " فرصة" فان عجز ودمار الرأسمالية للبشر، يشكل بالنسبة لنا نحن الاشتراكيون والشيوعيون، فرصة لعقد العزم لانهاء هذا النظام الملطخ بالدماء.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا والعاطلين وبدل البطالة
- نحن الذين نقرر اية حكومة نريد..
- انسحاب التيار الصدري من الاعتصامات واحراق الخيم في ساحات الا ...
- تاكتيك جديد لحرف الانتفاضة عن اهدافها- تظاهرات الصدر المليون ...
- مقايضة الامان بالمال!
- ألاحزاب الاسلامية اما قمع او افساد التظاهرات!
- بيان صحفي : انعقاد الاجتماع الاول للجنة التاسيسية لمنظمة أما ...
- العاطلون عن العمل في العراق والحاجة الى تنظيم موحد وشعار واح ...
- حملة الشهادات العليا :اما التعيين او بدل بطالة!
- هل النساء اقل عرضة للتحرش الجنسي من الرجال؟ رد على استطلاع ا ...
- العنصرية ضد الطبقة العاملة في العراق.
- كلمة حول شعار المؤتمر العاشر لرابطة المرأة العراقية.
- الامن والاستقرار مقابل الخدمات وسبل العيش!
- حول زّج رجال الدين في المحكمة الاتحادية العليا في العراق..
- حكومة المعارضة ومعارضة الحكومة!
- أحراق المزارع في العراق، مسؤولية من!
- هي الكعكعة ذاتها والتقسيم ذاته والنهب ذاته: حول تعيين محافظ ...
- -محاربة الفساد- ام تأديب الابناء العاقين- محاربة الفساد من و ...
- من اجل تنظيم عمل باعة البسطيات ومسؤولية الدولة!
- من هو المسؤول عن انتحار الشباب؟


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية - نادية محمود - كورونا ووجوب انهاء النظام الرأسمالي.