أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل حبه - الشاعر والمؤرخ والمترجم عبد العزيز الجواهري















المزيد.....

الشاعر والمؤرخ والمترجم عبد العزيز الجواهري


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 12 - 22:55
المحور: الادب والفن
    


الشاعر والمؤرخ والمترجم عبد العزيز الجواهري
1890-1976
العراق موطن الشعر والملاحم والأساطير، ومن بلاد السواد نهض عمالقة الشعر والأدب في مختلف العصور، حتى في مراحل الركود والخيبات التي شهدها هذا البلد. ولربما لا يعرف العراقيون إلاّ القليل عن أحد نوابغ الشعر والأدب والترجمة والتنوير وهو الفقيد عبد العزيز الجواهري النجل الأكبر للفقيه عبد الحسين الجواهري، وشقيق كل من صناجة الشعر العربي محمد مهدي الجواهري والشهيد محمد جعفر الجواهري والفقيد عبد الهادي والفقيد علي الجواهري والمرحومة نبيهة. ولد في النجف عام 1890. تلقى الدروس على يد والده الذي قرأ عليه مقدمات العلوم والأدب، وعلى يد الشاعر محمد رضا الشبيبي وعبد الهادي شليلة. وقضى فترة من زمن تعليمه في مدرسة الملا كاظم الخراساني في النجف. اصطحب جمعاً من الأدباء ونظم الشعر. وكرس كل أهتمامه بالأدب والتاريخ وبالأداب الفارسية متأثراً بالأجواء العائلية وأجواء النجف الثقافية آنذاك. كما عمق من معارفه في اللغة والأدب والتراث الإسلامي وفقه التنوير، ونصب أمام عينيه مهمة البحث في الأحداث التاريخية. تعلم العربية والفارسية فأتقن تعلمهما واستثمر ذلك في الترجمة بينهما. وفي مرحلة من مراحل شبابه تأثر بعمق بالتيار الديني التنويري الصاعد آنذاك في العراق وإيران وبإفرازات حركة "المشروطة" المطالبة بإرساء قواعد الديمقراطية في إيران وصداها في أروقة النجف، والتي تزعمها في النجف رجل التنوير الديني الملا محمد كاظم الخراساني الذي كان على صلة برجال الإصلاح والتنوير والحداثة الدينية في المنطقة وعلى رأسهم عبد الرحمن الكواكبي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبدو، والذي خاض صراعاً ضد المتشددين والمتعصبين الدينيين والدفاع عن ثورة "المشروطه" في إيران وحركة "مشروطيت" في تركيا في مطلع القرن العشرين.
نشط طيب الذكر عبد العزيز الجواهري في كتابة المقالات في مختلف شؤون الأدب والسياسة والعلوم الطبيعية والفكر والإصلاح الديني في مطلع القرن الماضي ونشرها في الصحافة الصادرة في البلدان العربية مثل المقتطف والهلال والبرق والعرفان. إضطرته ظروف العائلة الاقتصادية وسعيه إلى طبع موسوعته التي أسماها "آثار الشيعة الإمامية" إلى مغادرة النجف متوجهاً إلى إيران عام 1923، وذاع صيته في مجال الأدب والشعر والتاريخ والترجمة، وعرف آنذاك باسم عبد العزيز جواهر الكلام تيمناً بلقب جد العائلة القديم. وترجم عن الفارسية إلى العربية شعراً من عملين من أهم الإبداعات الشعرية باللغة الفارسية: ديوان مثنوي لجلال الدين الرومي وديوان شمس الدين حافظ الشيرازي. وترجم مقدمة ابن خلدون إلى الفارسية وشرح كفاية الأصول. وتزوج من سيدة إيرانية أنجبت له اربعة أولاد وبنتين. تصدر لاحقاً التدريس في جامعة طهران لحين رحيله عام 1976، حيث روي جثمانه في أحد مقابر العاصمة طهران.
ولا بد لنا من الاستشهاد بما رواه شاعرنا الكبير محمد مهدي الجواهري عن شقيقه عبد العزيز الجواهري في الجزء الأول من مذكراته، حيث قال:
"لقد بدأت أستعيد ذاتي وشخصيتي بعد رحيل والدي رغم احساسي الأليم بالفراغ الذي تركه بعد أن كان فانوس البيت وعموده والروح الجميل في مجالسه...بعد رحيله خرج الشاعر الحبيس من جبة الفقر ورجل الدين، التي فرضت عليه، ومن والدي انتقلت هذه الوصاية إلى رعاية شفافة ، لطيفة، خفيفة الظل، أغدقها علي أخي "عبد العزيز"الذي كان أشرفنا وأكثرنا عطفاً وتفقداً نحن الأخوة الأربعة وكان تقدمياً وواقعياً في نظرته إلى الحياة في ما كتب ونظم ونشر ، ولا أغالي اذا قلت أنه كان من الطلائع المعدودة للتهضة الأدبية في النجف. ففضلاً عن دراسته الفقهية وتأثره بالثورة الدستورية التي قادها الملا "كاظم الخراساني"، كان شاعراً مجدداً في موضوعه، تجاوز المواضيع الشعرية التقليدية، كما كان مجدداً في ثقافته أيضاً، فقد قرأ الرياضيات والطبيعيات والفلسفة ونشر ما اعتصره من ذلك كله في مجلات النهضة الفكرية من أمثال : المقتطف والهلال في مصر، ومجلة العرفان وأمثالها في لبنان.
لقد تفتحت على النقاشات المجددة الجريئة في مجالسه التي كان يحضرها معه أترابه وزملاؤه من الطلائع الجديدة.
كانت هذه النخبة الطليعية التي لا يتجاوز عددها أصابع اليد تتناول كل ما تقرأه بحثاً ونقاشاً وتساؤلاً في مجالات السياسة والأدب والشعر الجديدة برمتها على المجتمع النجفي بخاصة وعلى العراق بعامة ساخرة بجمود القديم ومعجبة بالتحرر الحديث، وكنت أتسمع احاديثهم بلهفة، أنا الخارج تواً من وصاية والدي، واشارك فيها، وكنت التقط، من مكتبة شقيقي الكتب الجديدة التي أتشوق اليها مما لا اجده في المكتبة الشهيرة (لجدي الأكبر) كما أسميه، والمؤرخ الامين "الشيخ علي كاشف الغطاء"زائداً على ذلك ما كنت اقتنيه من كتب يعتبر مجرد قراءتها كفراً، مثل كتاب داروين"النشوء والارتقاء"، ومجلة "العصور" للمفكر الكبير اسماعيل مظهر، وكتب الثائر المتمرد (سلامه موسى)- وما شابه هذا أو ذاك- عدا ما كنت اتلقفه مما يترجم إلى العربية من نتاج العباقرة".
ذكره عبد العزيز البابطين في معجمه وقال: "قصائده تجمع بين الثقافتين العربية والفارسية، مما يكسبها عمقًا وحيوية وخيالاً خصباً، وتعكس علاقته العميقة بالأعمال الأدبية الكبرى في الأدب الفارسي. يميل إلى استخدام البناء التقليدي للقصيدة العربية، وتعتمد قصيدته ضمير المخاطب الذي يمنحها بعداً جمالياً يعبر عن خبرة بالحياة تتجلى في أبيات الحكمة المتناثرة في ثنايا القصيدة. كما تبرز نزعة التأمل في الكون والحياة والوجود.
ويورد الكاتب والفنان فلاح محمد مهدي الجواهري جواباً على رسالة وجهتها له قائلاً:
اتذکرہ رحمه اللہ وعاٸلته من الطفولة عندما زرناه في بيته في كرمنشاه – ايران في رحلة الہروب الاولی من العراق في بداية الأربعينيات بعد فشل انقلاب رشيد عالي، وزیارته لنا بعدھا مع عائلته في عام 1946 في بغداد واستقر في بيتنا على ضفاف دجلة في محلة الجعيفر. اتابع اخبارہ الجمیلة وشهرته في ایران کأحد اعظم مترجمي حافظ وسعدي وغیرھم من عظام شعراء فارس، ولا ازال اراہ امامي شاخصا بقامته الفارھة وشبهه العجیب بالجواھري الوالد واعرف عنه انه رجل علماني وبعیدا عن ان يکون (آیة اللہ) فقیھا.
ويروي الصحفي رواء الجصاني، إبن شقيقة الفقيد عبد العزيز الجواهري قائلاً:"وبالمناسبة فمن أهم ابداعات عبد العزيز، الادبية والبحثية، إتمامه لسبعة مجلدات فخمة، حملت عنوان "جواهر الاثــار" شملت الترجمة، شعرا، من الفارسية للعربية، فضلا عن التحقيق والتلخيص لـبعض منجز " مثنوي"- محمد جلال الدين الرومي. وأمامي الان الجزء السادس من تلكم المجلدات، أهداني اياه عبد العزيز، شخصيا، حين كنت بضيافته، برفقة أخته نبيهة، في طهران وكرمان شاه، خلال تموز "1968.
ومن شعره:
أرى عمر الحياة شواظ نار من الأجسام تكمن في زناد
وما ليل الشباب سوى دخان وما صبح المشيب سوى رماد

ورثا عبد العزيز الجواهري شقيقه علي في رحيله المبكر وقال:
شقيقي علي
بزغ الهلال فأين عهد وفائه أن لا يخون بوده وإخائه
أيرى أخاه مُغيباً تحت الثرى قمرًا ويشرق زاهراً بسمائه
هلا توارى بالصعيد جماله حتى يُشارك أهله بعزائه
قمر بدا ليل المحاق هلاله رَسمًا فقارن خسفه بجلائه
ثكلت به زهر النجوم فخرقت بالنور ثوب الحزن من ظلمائه
سيف جلاه المجد أبيض ناصعًا قد فل جوهر حدِّه بمضائه
برزت نواجذه فقلت بشارة لليل قد كثرت نجوم سمائه
وذوت خميلته أوان روائه لم يذوه لثم الشفاه وإنما
ذبلت أقاحة ثغره في مائه إني خضبت أناملي بمدامعي
وطلبت طوق الحزن في ورقائه وعكفت حول أزاهرٍ من قبره
نبتت تسبح في ضريح ثوائه نذر عليَّ لئن زها ريحانه
لأُرَوين الورد في أندائه يا لهف أيار تفرط ورده
بيد المنون وجف قبل نمائه يا بلبلًا قد حَلَّ في قفص الثرى
طربت له الأيام قبل غنائه جاء الكنار مُبشرًا بقدومه
فرحًا وعاد مُصَوِّتًا بنعائه فشربت منه سرابتي حين الظما
ورعيت يأسي فيه بعد رجائه أهلال عيدي أين غيَّبك الرَّدى
........
كما رثى موئل الأحرار آنذاك الملا محمد كاظم الخراساني قائلاً:
بكاك الحيا دمعًا كما بكت الورى فهل كنت فوق النجم أم كنت في الثرى
تحير عقلي كيف أرثيك واصفاً تعالى الذي صفاك للناس جوهرا
لئن كنت نورًا في حشا الكون مظهراً فقد عُدت سرًّا في حشا الغيب مضمرا
رأيت بطيفي سوف تبلغنا المنى ولكنه في صوت ناعيك فسرا
لقد مادت الدنيا لوقع مُرنة لها ارتجت الأفلاك وارتجف الثرى
ولو لم تكن طودًا من الحلم فوقها لطارت بنا الأرض العريضة في الذرى
بكتك الدراري في لآلئ دمعها لأنك قد كنت الحسام المجوهرا
أناصر دين الله هل لك نهضة تجنِّدُ للأعداء جندًا مظفرا
تحوك لهم ثوب الوقيعة أسوداً وتلبسهم ثوبَ المنية أحمرا
بفتية صدق إن توازر جمعها تردى ثياب الموت في الحرب مئزرا
إذا أوقدوا في الحرب نار كريهة تموج بها البيض الصفايح أبحرا
تهيَّبك الموت المقدَّر يقظةً فزارك تحت الليل في سنة الكرى
وإن خطيبًا فوق كفك ناطقاً قد اتخذ الخمس الأنامل منبرا
رضيع بمهد الكف ينشي حديثه ورق لوجه الرق أمسى محررا
يشع كوجه الصُّبح كافور طرسه فتجري به من حالك الحبر عنبرا
يصد جميع الجيش بالنصر سالماً ويرجع جمع المالِ جمعًا مُكسرا
............
ما نشره عبد العزيز في مجلة العرفان عام 1913
12/4/2020



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا والمجتمع الاستهلاكي
- الخناق السعودي
- الانتخابات الايرانية:انتصار نسبي للشعب وتعرية وهزيمة وغضيحة ...
- هل إنصاع خامنئي وترامب لصوت العالم وجنحا للعقل والسلام
- العراق في فخ ترامب أم في فخ خامنئي؟؟
- نظرة واقعية على ما جرى في العراق
- بيان ثلاث منظمات ايرانية تضامناً مع انتفاضة الشعب العراقي
- العراق بحاجة إلى مؤسسات وتنظيمات حديثة وليس إلى مؤسسات عفى ع ...
- أزمة أم قرى المسلمين
- حزب توده ايران يدين بشدة قمع التظاهرات الشعبية وتدخل نظام ول ...
- هل يجري قطع يد الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق ولبنا ...
- لقد حلت برجوازية النهب محل البرجوازية الوطنية
- الدولة العميقة مذعورة من الخراك الشعبي في العراق ولبنان
- لا مفر لك إلاَ أن ترحل يا عادل عبد المهدي
- نساء وأطفال ضحايا بعض رجال الدين الشيعة في العراق
- امريكا بيرني ساندرز
- هل بمقدور السيد عادل عبد المهدي اخراج العراق من أزمته؟
- ماذا يكمن وراء شراء تركية لصواريخ 400 أس
- كيف مهد الشاه لصعود رجال الدين إلى سدة الحكم
- الانعطافة الخاطئة في العولمة، وكيف تلحق الضرر بالولايات المت ...


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل حبه - الشاعر والمؤرخ والمترجم عبد العزيز الجواهري