أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - صلاح الدين المودن - أوهام ماركس














المزيد.....

أوهام ماركس


صلاح الدين المودن

الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 12 - 20:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لقد توصل ماركس الى الشيوعية لدواعي الحرية لا لدواعي الامن ، لقد بحت في سنواته الاولى عن تحرير نفسه من القسر الذي تمارسه الدولة البوليسية الالمانية أنداك ، فرفض الرقابة التي فرضتها ورفض السلطة والدين والقومية واعتقد أن متل هذه الضغوط وعدم الاستقلال الانساني لا يمكن إلغائها الا بالإطاحة بالرأسمالية والنظام الشامل للملكية الفردية التي نمت منه الرأسمالية .
فرسم ماركس صورة للمجتمع الشيوعي ومجتمع الحرية الانسانية الحقة والقصوى وآمن بأنه في مجتمعه هذا لن تكون هناك دولة ولامجرمون ولاصراعات وكل إنسان سيجري التقاطه في العمل الانتاجي مع الاخرين ، ولن يجد الانسان في عمله او في الاخرين عدم الاستقلال وعدم اللطافة بل سيجد الحرية والسعادة .

لقد ظلت هذه الرؤية للشيوعية مع ماركس طوال حياته وظهرت بجلاء في كتابه " الإيديولوجية الالمانية " وايضا في "نقد برنامج غوتا" وترجع ضعف هذه الرؤية في فشل ماركس في استخراج الفرق بين الحرية والخنوع في الاطار الوضعي : في اطار طبيعة العمليات والحركات المتضمنة لان ماركس قد صقل من طبيعة الحركات الاجتماعية وطرق المعيشة ، تمكن لهذا فقط من الاعتقاد بإمكانية قيام مجتمع لا طبقي مجتمع يختفي فيه صراع التيارات وطرق المعيشة . وحسب نظرته ستتولد الاشتراكية من الرأسمالية غير أن الاشتراكية سيكون المشروع الحق التي سيتم القضاء فيه نهائيا على الاخلاقيات الرأسمالية . لقد كان ماركس على حق بالنسبة للقضبة الاولى وعلى خطأ بالنسبة للثانية . لقد تولدت الاشتراكية من الرأسمالية لكنها لم تكن نتيجة الانهيار المدمر للرأسمالية بالعكس لقد ظهرت من الإيديولوجيات فيها التي ترضع من الرأسمالية : من الاهتمام بالغايات الاقتصادية على حساب المنفعة العامة ، من الايمان بالتبادلية المطلقة والسيطرة العقلانية على جميع الاشياء كمجرد وسيلة لغاية تجارية مشتركة ، إن الرؤية الاشتراكية للمجتمع كما قالت rosa luxemburg مرة عن lenin هي رؤية الرأسمالية للمصنع الذي يديره الرئيس بكفاءة . ان تصور التخطيط الاقتصادي هو تصور رأسمالي: المدير الرأسمالي هو نمط المدير الاشتراكي كلاهما يعتمد في أيديولوجيته على مذهب المنفعة العامة على تصور أن جميع الاشياء يكمن تقييمها كوسيلة لغايات يمكن ردها الى مقياس عام مشترك .

إن لدى ماركس رغبة عارمة للإيمان بأن البروليتاريا في بؤسها تتوق للمبادرة والحرية والعدالة وأنها ترفض الخنوع تماما على نحو ما يرفضها ماركس . (إنها لا يمكن أن ترتشي بظروف متحسنة )... ماركس لم يكن مستعدا لكي يجعل من متل هذا المطلب جزءا من نظريته ، إنه يتمسك بنظرته السالبة للبروليتاريا على أنها اكتر الطبقات معاناة ؛ طبقة تحدد مستقبلها لا بطبيعتها بل بحرمانها ... فقد حال بينه وبين توجيه انتباه جاد للحرية والمشروع المجتمعي كتراثين تاريخيين يعملان في أي مجتمع يتداعمان ويضعفان بالضرورة عند الشدائد .

فمن الواضح ان حركة العمال ، وحتى الحركة الاشتراكية لم توجه تماما في أي مرحلة للمشروع ، لقد كان البحت عن الامن والرفاهية والكفاية الاقتصادية والامن الغذائي دافعا قويا داخل حركة العمال ، فقد كان ماركس على خطأ في تبين الانهيار الباطني للرأسمالية والافقار المتزايد للعامل ، فالعمال كانوا يظهرون تفضيلهم للمكافآت الاقتصادية على حساب الحرية والكفاح ، فاذا اراد الانسان ان يقتفي أثر العامل فيجب التخلي عن الرؤية الماركسية من المجتمع الجديد المتولد بحدة من الصراع ، فالماركسيين المتزمتين المتمسكين بالرؤية كان عليهم ان يجدوا بديلا للبروليتاريا.
إن احضار الحرية والمشروع لشخص ما ليس تصورا حرا بل هو تصور استبدادي محض كما فعل ماركس مع العمال فماركس مكن من تنصيب الاستبداد باسمه.



#صلاح_الدين_المودن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الاشتراكي الرأسمالي من وجهة نظر ماركسية جديدة
- الاصلاح في ظل النظام المخزني الفاسد


المزيد.....




- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...
- حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن الصحفيين والمواطنين المقبوض ...
- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - صلاح الدين المودن - أوهام ماركس