أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - رُفِعت اثارُها من الشوارع لكنها نُصِبّت في النصوص والنفوس .. الحرب الأهلية اللبنانية ..















المزيد.....

رُفِعت اثارُها من الشوارع لكنها نُصِبّت في النصوص والنفوس .. الحرب الأهلية اللبنانية ..


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 12 - 17:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتمادى اللبنانيون في توزيع الإتهامات المتبادلة وتحميل او إبعاد المسؤولية الكبرى عن وقوع الحرب الأهلية اللبنانية التي وصلت أعداد سنوات أحداثها الى 45 عاماً بعد عام ولم تزل محفورة في الذات.
كانت تلك الأيام من العطل والأحاد في بلد الحرب الأهلية اللبنانية التي طال إرتحال أمدها الى درجة اصبحت مغرورة في صدور وعقول كل جيلنا الذي تماشى وسمع الطلقات الأولى لأزيز الرصاص الغادر والقنابل ودوى انفجارها الذي كان مُنظماً .
البوسطة باللبناني يعني الحافلة التي نقلت العشرات وعين الرمانة والحادثة تلك في "13نيسان 1975" صارت البوسطة وهديرها المسموع على مشارف الوطن من نهر الكبير في الشمال الى رأس الناقورة حنوباً ومن البحر غرباً صعوداً الى مرتفعات وقمم الجبال شرقاً.
في 26 شباط من سنة 1975 كان في مقدمة التظاهرة التي خرجت للتصدي للشركة التي إحتكرت صيد الأسماك "بروتيين" في آذار من العام نفسه أُصيب من موقعه كرأس حربة في التظاهر ضد الجيش الفئوي الذي يُغطي ويمنح الدور للرؤساء ولأصحاب الرساميل حمايةً كاملة . التنظيم الشعبي الناصري في لبنان من المستبعد جداً عندما نتحدث عن الحرب الأهلية اللبنانية إلا ونقدم عرضاً عن الأسباب الرئيسية لإندلاعها 13 نيسان 1975 ومن المؤكد ان إستشهاد القائد الوطني الكبير ""معروف سعد ""هو كان بمثابة حجر الأساس في طليعة ومقدمة المعترضين على تسلط الجيش الفئوي اللبناني بعد تجارب عديدة في لبنان وفي مدن كبيرة ومنها صيدا الساحلية المطلة على البحر حيثُ اتخذ منها المناضل معروف سعد المساند الاول للقضية الفلسطينية وعمل طوالاً على رفع الظلم عن وجود اكبر مخيم ومعسكر للاجئين في عين الحلوة الملاصق جغرافياً مع شوارع صيدا المناضلة.
من طبيعة الكلام عن أسباب الحرب وتعدد بعض جوانبها ما يُلزم وما لا يجب علينا ان نلتزم في تكراره.
مثلاً ان الحرب لم تكن على الإطلاق طائفية او مذهبية بين الشيعي والماروني ، او بين الدرزي والسني، او بين العلوي والسرياني ، او بين الأرمني والأسماعيلي، او بين الأرثوذكس واليزيديين،او بين مذهب ضد مذهب اخر او بين طائفة ضد طائفة اخرى، وذلك مُسلماً بهِ على الصعيد الوطني اللبناني وكل ما نلتقي بأشخاص عاشوا بدايات الإنطلاق للرشقات من الرصاص الطائش نراهم يعترضون بكل حدةٍ غير مسبوقة على عدم "" تطييّف او تمذهب الحرب "" .
لم تكن برائة وصدق الإعلامي والمذيع إلا دليلاً حثياً مثبت لديه "" شريف الأخوي "" ، في إذاعة لبنان عندما كان يُحذر هنا ويمنع هناك و يُقفلُ باباً واسعاً ويفتحُ طريقاً بحرياً او ساحلياً امام المواطنين الأمنين الذين يفرون ميمنةً وميسرةً بحثاً عن ملاذ آمن من موت آتٍ لا محالة !؟
كان شريف الاخوي صاحب صوت رخيم احبهُ الجميع كل الذين اصغوا وسمعوا صوته عبر الأثير بعد واثناء وقبل نشرات الأخبار في الراديو الذي كان الوسيلة الوحيدة يتنصت اليها الفقير والعامل اللبناني والمقيم بداية الأيام السوداء في عاصمة الصخب والقمار والتعري والإيمان والاقتصاد والمال والثقافة،
بيروت . بكل عنف وخوف ورهبة كانت الجثث ملقاة هنا وهناك على شواطيئ البحر الأبيض النقي المتوسط، وحول وداخل الأزقة الضيقة التي داهمتها الحرب حيث يتوزع رواد الشوارع تلك بحثاً عن مصدر رزقٍ يومي ولم تسلم الأكواخ والأكشاك من النيران التي أُضرِمت فيها عنوةً!؟
ولم تسلم السيارات الحديثة والجميلة والثمينة التي كان أصحابها من طبقة الأغنياء والمسرفين بكل فضول عندما كانت تُبقرُ البطون وتُحرقُ الجثث وتُنزعُ وتُحزُ الرؤوس عن الرقاب اما مشهد مهول يراهُ الكل بصلفٍ وهوادة!؟ في مواقع ومناطق كثيرة من شوارع العاصمة التي فجأة تحولت الى شرقية مسيحية وغربية مسلمة !؟ إذاعة بيروت الرسمية في حرب السنتين بعدما جسد شريف الأخوي عبارة
"" سالكة وأمنة "" ، لكي يُجنِبُ الناس الوقوع في أفخاخ رجالات وعصابات الحرب اللعينة القادمة والتي إستمرت الى اللحظة .
مخاطر الحرب الأهلية لم تزال قائمة برغم المراحل المتتالية بعد كل الإتفاقات من اجل احلال السلام .وكان مؤتمر الطائف في نهاية عام 1989 عبارة عن إجماع لبناني حمل تناسي لغة السلاح والتعهد بالتواصل والحوار من خلال فعاليات حزبية وطائفية ومذهبية مع الأسف ؟! احدثتها الوقائع التاريخية عند إندلاع الحرب منذُ مطلع السبعينيات من القرن الماضي . وصار هناك شبه توافق عام على منح منظمة التحرير الفلسطينية حرية العمل الفدائي من جنوب لبنان وكان إعتراض مسيحي ضخم ومعروف.
مما ادى الى تدخل سوري قوي جعل من خطوات الرئيس السوري حافظ الأسد ان يُصبحُ وصياً بكل معنى الكلمة على مناطق مختلفة في لبنان ودخلت حينها قوات الردع العربية الى العاصمة بيروت واصبحت بديلة عن قوات الأمن اللبنانية بطلب من الرئيس اللبناني آنذاك سليمان فرنجية والجبهة اللبنانية.
كما ان الاحتلال الاسرائيلي خلط ملفات واسعة ومن الصعب حلها بتلك الأساليب الإستسلامية على طريقة كامب ديفيد ومشروع السلام المفقود مع العدو الصهيوني . برغم كل المصائب التي وقعت على ارض لبنان حيثُ بات اقربُ الى محميات فيدرالية وإعادة مشروع التقسيم للمناطق حيث بدى مشروع ""كيسنجر ومورفي "" إستناداً الى احداث "1958 " ، بعدما ارسلت امريكا لأول مرة أسطولها السادس وغزو سواحل لبنان وأنزلت ما يسمى قوات المارينز لحماية وتقوية الدور التاريخي "للموارنة "، وبصورة جدية لم يشعرُ السياسيون اللبنانيون بكل خوف والهلع من التغيير لنظام الحكم والمحاصصة والمحسوبيات إلا بعد ما إندلعت ثورة وإنتفاضة "" 17 تشرين الاول 2019 ""، لكنها الخطوة تلك كانت إثبات من الشعب اللبناني بإمكانه ومقدرته على التوحيد ويستطيع اعادة القيادة الحقيقية للدولة الباهتة المتهالكة إبتداءاً من اصغر غفير الى قمة رئيس الجمهورية . تغلغلت اثار الثورة الخريفية تلك وصارت أصداؤها تُسمعُ أينما كان في بلاد الحرية والبوابة الواسعة على كل جوانب المشارق والمغارب للوطن . المميزات للثورة كانت المرأة اللبنانية رمزاً من رموز العطاء والإصرار للتغيير والمبتغى ورفع الفوارق والشوائب والتقليل من تحملها للمسؤولية لكنها وضعت مكانًا رفيعًا على الارض وصل الى اقاصى ومسامع الجميع بتقدمها الثوري والحر والنزيه الذي تردعهُ ذكورية المجتمع .
علناً نكون قد إستفدنا من هجوم الكورونا الذي وحد العالم قاطبة بما معنى ليس هناك اسياد وعبيد او ابناء ست وجارية وقد يُصبحُ المرض الداخل على البشرية جمعاء داءٌ اخطر من المذاهب والطوائف .
فلذلك علينا التعاون والتناسى للمآسي التاريخية التي ارستها حروب الآخرين على ارض لبنان "" بأيادي لبنانية "".
هكذا نتذكرها عرس ُ هناك وحلقات دبكة واسعة القطر وتتشابك الايادي مع بعضها البعض من الصبايا والشباب وترتفع أصوات التحدى للعتابا والميجانا اللبنانية الأصيلة بكل تباهيها وبرائتها . عشية وليلة الحرب المرسومة في العقول والمطبوعة في النصوص . ما ورد في النص ليس جلداً للذات ولكنهُ واقعٌ مرصود منذُ صمت المدافع وأفول الحرب .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 12 / نيسان / 2020 / ..



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرور مِئة عام على وعد بلفور ..
- مكتوب للصحفي السمير .. النديم سمير عطاالله ..
- بِلاد الحضارات .. والرافدين .. مُستنقعُ آلام وآهات ..
- مشهد بوكو حرام في تشاد .. حرام .. الصمت الدولي على هول الإره ...
- نكون او لا نكون .. اخر كتاب .. إطلع عليه رمز الوطن كمال جنبل ...
- عودة ً الى يوم فلسطين على ارضها .. حصادٌ لا يجُِفُ ..نهضة ال ...
- الأسد بين الفكين الأمريكي والروسي ..
- تُكرم و تُمجد دولياً ..و تُسجن و تُدان و تُعتقل في بلدها .. ...
- الجنوب يستعيدُ ملاحِم البطولة .. عندما نتذكرُ مجزرة الزرارية ...
- صخب في صيغة النداء التركي الأخير .. الذي يُذكِرُنا بتعالي ال ...
- مجتمع مدنى بلا دور فعّال للمرأة لا يرتقي .. الى تحقيق آمال ا ...
- عهد حسني مبارك تيهان المواطن المصري .. حكم العسكر وتغييّب لل ...
- الوضوء الكافي .. ليس الدواء الشافي .. لإنقاذ القُدس..
- ما بين الطعن وإطلاق النار .. الإسلاموفوبيا حالةً ليست طارئة ...
- ثلاثون عاماً على الإغتيال .. و القافلة لن تتوقف عن الإبداع . ...
- شيخٌ عامليّ .. وثائرٌ نجفيّ ..
- أزقة الفقراء الضيقة شاهدة على تسكُع و سُخرية --محمد شُكري-- ...
- الحبر الأعظم و الإمام الأكبر ..على اطلال خيمةً حكيم العرب .. ...
- تعاليم الماسونية والقّوة الخفية.. تتحقق واقعياً ليس في الأحل ...
- مقاطعة الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل معاً وفوراً..


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - رُفِعت اثارُها من الشوارع لكنها نُصِبّت في النصوص والنفوس .. الحرب الأهلية اللبنانية ..