أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ماجد ديُوب - لماذا القداسة ...؟














المزيد.....

لماذا القداسة ...؟


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 12 - 15:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يُعرّف إيريك فروم منطق القطيع في كتابه جوهر الإنسان على النّحو التّالي :
المنطق في عرف القطيع إن لم يكن عنده بالكامل فعلى الأقلّ عند الغالبيّة السّاحقة منه هو التّوافق على أمرٍ ما إن كان صواباً أو خطاً أي أنّ المنطق هو الإجماع وهذا ينسجم مع ماورد في الأثر عن الرّسول محمّد ما إجتمعت أمّتي على باطل ويراه المسلمون أثراً صحيحاً لتثبيت مايرونه هم صحيحاً أعني رعاة القطيع من سياسيّين وأدواتهم من رجال الدّين
هنا نرى أنّ هذا الإجماع هو كلّ أمرٍ في الحياة بلا إستثناء سواءٌ أكان على صوابٍ أو على باطلٍ كما أوردنا سابقاً حسب رؤية هذا القطيع له من زاوية مصالحه الفرديّة الضيّقة جدّاً وعلى الأخصّ رؤية رعاة هذا القطيع للأمر ومدى إستفادتهم منه في إستمرار سيطرتهم على القطيع لذلك يعملون على ترسيخ هذا المفهوم للمنطق وإمعاناً منهم على ضرورة ترسيخه يُطلقون صفة القداسة على القسم الأكبر والأكثر نفوذاً ( بين القطيع ) من رعاة القطيع أنفسهم من سياسيّن أو من أدواتهم رجال الدّين
هنا لابأس من المقارنة بين جبر المنطق الرياضيّ ومنطق أولياء القطيع من خلال المثال التّالي :
يقول جبر المنطق أنّه :
إذا كانت القضيّة ( س ) خاطئةً وكانت القضيّة ( ع ) صحيحةً فإنّ الحاصل الكلّي لجملة القضيّتين ( س ) و ( ع ) والذي نسميه القضيّة ( ص ) صحيحةٌ......لكن ماذا يقول منطق القطيع ..؟
يقول منطق القطيع :
مابُني على باطلٍ هو باطلٌ .أي أنّه عندما تكون ( س ) خاطئةً و تكون ( ع ) صحيحةً فإنّ جملتهما القضيّة ( ص ) تكون خاطئةً
هذا يعني أنّ المنطق في جبر المنطق على تعاكسٍ تامٍّ مع منطق القطيع ولنرَ عبر هذا المثال كيف يكون ذلك
لنفترض أنّ هناك فتاةٌ عذراء توّرطت مع شابٍّ وحملت منه وولدت طفلاً ولم تتجرأ على الإعتراف على أبيه لسببٍ ما هنا من وجهة نظر القطيع وإنسجاماً مع منطقه يكون : مابُني على باطلٍ فهو باطلٌ أي أنّ المولود هو مخلوقٌ غير شرعيٍّ ووجوده باطلٌ لأنّه بني على باطلٍ وهو العلاقة غير الشّرعيّة فإن لم يتجرأ أحدٌ على الإفتاء بقتله جسداً تصحيحاً للعلاقة ومنعاً لإستمرار نتيجتها الخاطئة فهم يقتلونه روحاً وهذا القتل هو الأقسى لأنّه قتلٌ مستمرٌّ إستمرار حياة المولود
أمّا من ناحية حنر المنطق أي جبر العقل الحرّ فهذا المولود كائنٌ شرعيٌّ كامل الشّرعيّة لايجوز بأيّ حالٍ من الأحوال الإساءة إليه جسداً وروحاً وهنا لابد من القول بكلّ أسفٍ نحن نجهل أو نتجاهل عمداً أنّنا جميعاً أبناء أمّهاتنا
ومن المؤلم هنا أنّنا نجد أنّ منطق القطيع الذي يصرّ على أن يرى أنّ الشّرف بين فخذي الأنثى فقط وليس في رأس الإنسان بشكلٍ عام
إنّ عمليّة ترسيخ هذا الإجماع بشكلٍ عامٍّ ليس في مثل هذه الحالة فقط هو من مصلحة رعاة القطيع والتي هدفها الإستمرار في السّيطرة عليه وتوجيهه في أيّ إتّجاه يرغبونه يساعدهم في ذلك قسمان من أفراد القطيع :
-قسمٌ هو الأكثر جهلاً وضعفاً وخوفاً وفقراً إذ يؤّمن لهم الحماية الوهميّة للأسف ضمن القطيع
-قسمٌ هو الأكثر خبثاً وهم الأكثر إنشغالاً بالعمل في الشّان العام أعني الميدان السّياسي وأدواتهم من مثقّفين مزوّرين ورجال دين
من المؤكّد أنّه لولا إضفاء طابع القداسة على الكثير من الرموز الدينيّة إسلاميّةٍ و مسيحيّةٍ في هذا الشّرق لما إستمرّ هذا التّخلف وهذه الصّراعات التي بدت وما زالت تبدو وكأنّها صراع آلهةٍ لاتنتهي وهي في حقيقتها صراعات على السّلطة يبدو أنّ لانهاية لها فإستمرار إضفاء القداسة على أوهامٍ لاوجود إلا في عقولٍ أغلقت عليها هذه القداسة الأبواب ومنعتها من الإنطلاق في رحاب المعرفة الممتدّة على مدى الكون ودكّ هياكل القداسة على رؤوس حماتها ومن في حكمهم الذين هم مصّاصو دماء القطيع الحقيقيّين



#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا والعالم
- الله وملائكته عربٌ
- كلامٌ في الحبّ من منظورٍ علميّ
- القرآن والعلم
- في التّربية
- كلامّ في الفلسفة
- كانتا رتقاً ففتقناهما
- الولادة الثّانية
- بين الفلسفة والعلم ...الإنسان من حتميّة نيوتن إلى حتميّة ميك ...
- أهل السّنة والجماعة
- حديثٌ في السّياسة
- أوراق خريف
- أعلن الآن صمتي وموتي
- تقاسيم على أوتار الرّوح
- الوطن ...أنتِ ...أنا
- لماذا القلب وليس العقل ؟
- هايكو سورياليزم
- هايكوسورياليزم
- فلسفة الغفران بين الثّّواب والعقاب
- كلامٌ في العشق خارجٌ على القانون


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ماجد ديُوب - لماذا القداسة ...؟