أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - العالم غدا ...!















المزيد.....

العالم غدا ...!


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 12 - 14:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


1- كان العالم –ولايزال – يتأمل نحو مسارات التطور التي تحقق للإنسان والمجتمع العالمي مزيدا من الرفاهية في اطار تنمية مستدامة توسع من فرص العمل لتقلل معدلات البطالة والفقر وتتسع معها مساحات الحرية والممارسات الديمقراطية وبناء نظم سياسية تتصف بالشفافية والحوكمة كله هذا كان امل ورغبة في ان يتحقق في فضاء عولمي تندمج فيه الثقافات والمجتمعات في علاقات وتفاعلات نتج عنها قرية كونية ..لكن يبدوا ان هذه القرية ذات التعبير الافتراضي منقسمة على نفسها بين شمال متقدم صناعي وديمقراطي وجنوب فقير يعمل غالبية سكانه بالزراعة ولايزال يحبوا نحو مسارات البناء الصناعي والديمقراطي لولا معوقات غالبيتها من صناعة الشمال المتقدم ذو النزعة الكولنيالية هنا ظهرت ملامح عدة للمخاطر التي تصنعها الرأسمالية المعولمة من خلال بؤر نزاع متعددة انهارت معها الدولة في عدد من المجتمعات ناهيك عن انتشار للإرهاب والجماعات المتطرفة التي وجدت في العولمة أدوات متعددة تمكنها من الاستفادة منها في التواصل ونقل الاخبار والمعلومات بل والتمويل أيضا ومع ذلك كان بض الاستقرار الإقليمي والعالمي يسود حتى ظهرت الجائحة كورونا وما نجم عنها من ازمة صحية اظهرت حاجة ذاتية وموضوعية لإعادة التفكير بالواقع الاقتصادي السياسي ودور الدولة وفق ترتيب جديد لأولويات المجتمعات والشعوب التي كشفتها هذه الجائحة من خلال ضعف الاستعداد الرسمي والمجتمعي للتعامل مع وباء قاتل كان معروفا وله سوابق من عشر سنوات وحينها اكدت كل الدول على الاهتمام بالصحة العامة ودعم مراكز العلاج الا ان واقع الامر اظهر فضيحة كبيرة في الدول المتقدمة التي اتضح انها بأمس الحاجة الى كمامة وكوادر طبية مع غياب أي علاج او لقاحات وكانت تبريراتها بانها تفاجأت بالجائحة كورونا وهذا غير صحيح الا بسرعة الانتشار وحدة التأثير في الانسان .
2- تهويمات كيسنجر بحرب عالمية ثالثة تمكن امريكا من احتلال سبع دول شرق اوسطية مع تدمير ايران لا مكان لها في عالم الواقع بل هي اشبه بسيناريوهات هوليودية ، والحقيقة ان أمريكا اشعلت بؤر نزاع وفوضى في هذه المنطقة حتى بين الدولة الحليفة او الصديقة لها ومع إدارة ترامب تمارس الاعيب مكشوفة وفق نزق سياسي لا يليق بدولة كبرى أظهرت ان ممارستها للسياسة اشبه بابتزاز علني كأعاده انتاج للنمط الكولونيالي الذي لم يبرح مخيلتها ولا تفكيرها . وتهويماته تتشابه مع تهويمات هنتيجتون بصدام الحضارات التي شكلت صورة لعدو بخلفيته الحضارية الثقافية وفق غياب العدو الأيديولوجي المتمثل بالاتحاد السوفييتي ، وتهويمات فوكومايا الذي هلل لانتصار الرأسمالية كأيدولوجية وحيدة وبنسختها الامريكية ..واليوم التفكير في كل العالم وداخل امريكا ذاتها ببدائل لرأسمالية جديدة بتوجهاتها السياسية ونهجها الاقتصادي وتعزيز توجهها الإنساني والمجتمعي . الجدير بالذكر ان العالم اليوم دخل معمعة الحرب العالمية الثالثة التي تجري مع عدو غير مرئي ولم يكن في حسبان الكارتل الصناعي العسكري ولا مفكري الادارة الامريكية مثل كيسنجر او هنتيجتون ...فالعالم كله مستنفر بكل طاقاته وفي المقدمة هنا ليس الجنود والسفن والطائرات او المدافع بل الاطباء والممرضين والمشافي وهي معادلة جديدة أظهرت القوى الفاعلة إنسانيا ودورها في تحقيق الاستقرار والسلام للعالم .فالأنفاق العسكري المهول لخمسة عقود سابقة لم يقدم للمواطن الغربي ولا للعالم كله ي فائدة تجاه كورونا التي تتطلب سلاحا من العلم والمختبرات والعقاقير الطبية واقلها واكثر شيوعا النظافة الشخصية للأفراد ومنازلهم وشورع مدنهم مع التضامن الإنساني وفي داخل كل مجتمع .
3- الازمة الراهنة فرضت اعادة التفكير في اسلوب الاقتصاد وتوجيه النقد تجاه النهج الرأسمالي المعولم الذي ركز على الربح وان بطرق غير مشروعه وارتفع صوت المفكرين في ارجاي العالم وتسابقت كبريات الصحف لاستطلاع اراء هؤلاء العلماء باتجاه تصوراتهم لما بعد كورونا فكان التوافق بين الكثير منهم بضرورة إعادة التفكير بترتيب الاولويات في النهج الاقتصادي الجديد حيث البيئة والانسان يجب ان يكونا مرتكز اساسي مع اعادة التفكير برفع سقف الموازنة المالية المخصصة للمجال الاجتماعي . وهنا يكون النضال داخل كل مجتمع من اجل تعديل السياسات العامة خدمة للمجتمع والانسان في اطار نضال عالمي وانساني .. فالغد الآتي سيكون الاجمل والأفضل بفضل حضور النزعة الإنسانية كموجه -كمرجعية - للسلوك الاقتصادي والسياسي وللأفراد والمجتمعات وهو امر هام يجب التأكيد عليه وخلق وعي كوني باتجاه تعزيز الأنسنة نحو مجمل الممارسات والتفاعلات داخل البني والتنظيمات الرسمية والأهلية وفي دوائر صنع القرار السياسي والاقتصادي الامر الذي ينجم عنه إعادة ترتيب لأولويات صناعة السياسات العامة بجعل الانسان والمجتمع مرتكز ونقطة اهتمام ومعه يتم إعادة تعريف دور الدولة ونشاطها السياسي الاقتصادي وفق خدمة المجتمع وليس التسلط عليه وتزييف وعيه ولكن هذا الغد الجميل لن يأتي تلقائيا ولا كرما من الرأسمالية المعولمة بل لابد من ممارسات شعبية ومجتمعية ضاغطة تجاه الدولة وتجاه الرأسمالية بكل مؤسساتها لإجبارها تعديل نهجها وسياساتها خدمة للإنسان والمجتمع في معادلة لا تغيب مصالح تلك الشركات ومطامعها ولكن بحدود لا تغيب معها أيضا حاجات المجتمع ومصالحه وسلامته. , وبدون هذا المسار نحو عالم الغد سيكون الانقسام والتشظي داخل المجتمع الاوربي والامريكي اكثر وضوحا مؤسسا لمرحلة من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي ناهيك عن تفاقم الفجوة بين الشمال والجنوب ودخل كل مجتمع مع صراعات قادمة تتعدد وتتنوع مجالاتها ومظاهرها .
4- الصراع القادم والذي بداء منذ اكثر من عقدين سيكون صراعا شديدا في المجال الاقتصادي والاستراتيجي وربما يتحول مركز القوة من الأطلسي غربا الى الشرق الاسيوي بقيادة الصين التي تتسع مشاريعها وتتنوع وتتعدد في افريقيا وامريكا اللاتينية والشرق الأوسط .. وهنا تنظر أمريكا الى هذا التوسع والتمدد الاقتصادي الصيني انه خصما من حصتها كما تدرك اوربا أيضا الامر ذاته ..ومن هنا تسعى بعض الدول الاوربية للشراكة مع الصين وليس محاربتها كما تفعل أمريكا ، بل ان هذه الأخيرة تحاول جاهدة تشويه صورة الصين ومنتجاتها وتقلل من قدراتها ..ومع ان واقع الامر يظهر تعدد في القوى الاقتصادية حتى اليوم وهي قوى اوربية والصين وامريكا ومعها تسعى جاهدة دول أخرى مثل اليابان والهند والأخيرة لها حضور كبير في مجال تكنولوجيا المعلومات والحوسبة لكن قدراتها الاقتصادية محدودة خارج جغرافيتها ..اما الصين ذات الدبلوماسية البراجماتية والهادئة تتغلغل في مختلف القارات ووصلت الى ما تسميه أمريكا الحديقة الخلفية لها ونقصد بذلك دول أمريكا اللاتينية مثل فنزويلا ودول أخرى . وللعلم من يملك القدرة العلمية وتزايد الابتكارات والاختراعات في مجالات الطب والبيئة والتكنولوجيا المتقدمة سيكون القائد لمسارات التطور خلال العقود الخمسة القادمة من الالفية الجديدة ..وهنا تحاول أمريكا بكل قوة الا تسمح للأخرين سحب البساط من تحت قدميها .. ولذلك يؤكد الرئيس الأمريكي قدرة بلاده على الاستمرارية في قيادة العالم كقوة عسكرية واقتصادية في آن واحد ، وهو امر يشكك فيه كثير من المتابعين والمراقبين لان أمريكا كقوة عسكرية لامجال للاختلاف حولها ، اما القوة الاقتصادية فهذا امر من الممكن ان تكون الصين هي القائد الفعلي .. او يكون للعالم قيادات متعددة اقتصاديا وعسكريا وتتعدد معها الأقطاب الكبيرة الفاعلة التي اما ان تتعايش معا او تدخل حرب باردة جديدة ..ولكن ربما تكون هناك مفاجآت لا ندرك كنهها الان وستكون واضحة خلال السنوات القليلة القادمة .



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة اعلى مراحل الرأسمالية
- ما بعد الجائحة كورونا
- خمس ملاحظات في ازمة كورونا وتداعياتها في الواقع العربي
- نحو تعديل النهج الاقتصادي للرأسمالية المعولمة
- مقدمة في تحليل الازمات الراهنة
- جائحة وبائية واستغلال سياسي
- كورونا ..الخوف والتحدي في آن واحد
- مع الحراك الشعبي في نقد ورفض البنى المنتجة للازمات السياسية
- امريكا وزلزال سياسي في المنطقة
- الشعبوية ..تعبير خطابي وتوجه سياسي
- ايران وامريكا ...من التهيؤ للحرب الى الحوار
- مخاطر اليمين السياسي في امريكا واوربا
- ازمات المجتمع العربي وعجز العلوم الاجتماعية
- الدولة العميقة والمتخيل السياسي
- ممكنات التغيير السياسي ومعوقاته
- عن اليسار العربي مرة اخرى ..!
- السعودية في عين العاصفة الامريكية
- في معنى ودلالات مظاهرات باريس -قراءة اولية -
- ملاحظة اولية في اعادة تفعيل مجلس التعاون الخليجي
- قرأة في المشهد السياسي التركي ..!


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - العالم غدا ...!