أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أماني سائحي - في الذّكرى 35 لاستشهاد عروس الجنوب المُناضلة الوطنية اللّبنانية سناء المحيدلي 09 أفريل 1985 – 09 أفريل 2020















المزيد.....

في الذّكرى 35 لاستشهاد عروس الجنوب المُناضلة الوطنية اللّبنانية سناء المحيدلي 09 أفريل 1985 – 09 أفريل 2020


أماني سائحي

الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 12 - 14:47
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


على وقع ذكرى شهداء 09 أفريل 1938 ومُقاومة التّونسيات والتّونسيين للاستعمار الفرنسي الغاشم ، تمرّ أيضا ذكرى أخرى تأبى النّسيان ، إنّها ذكرى استشهاد المُناضلة اللّبنانية ذات 17 ربيعا سناء المحيدلي بتاريخ 09 أفريل 1985 في مُقاومتها البطولية للاحتلال الصّهيوني الغاصب لأرض فلسطين وجنوب لبنان .
وقد مثّل استشهاد سناء المحيدلي الّتي ضحّت بشبابها وحياتها من أجل تحرير وطنها صفعة لكلّ الحُكّام العرب العُملاء المُطبّعين مع العدوّ الصّهيوني ، ولكنّها كانت نقطة مُضيئة ونموذجا للنّضال والتّضحية ودرسا تاريخيا للشّباب الوطني المُقاوم للاستعمار في العالم والوطن العربي وفي تونس ، وخُلّد اسمها على صفحات تاريخ النّضال الوطني ومُقاومة الاحتلال الصّهيوني الغاصب .
ووقوفا على ذكراها الخالدة ، ومن باب إحياء بطولات الشّهداء والتّذكير بهم حتّى لا يدخلون في طيّات النّسيان ، أقدّم تحيّة إكبار وإجلال لعروس الجنوب كما أرادت أن تُسمّى في وصيتها بعد استشهادها .
لنتعرّف على الشّهيدة سناء المحيدلي :
وُلدت الشّهيدة سناء المحيدلي في قرية عنقون من مدينة صيدا جنوب لبنان في 14 أوت 1968 ، والدها يُدعى يوسف وأمّها فاطمة توفّيت وتركتها في سنّ الثّالثة . عاشت سناء يتيمة الأمّ في حُضن والدها الذي كان شديد الالتصاق بها بعد وفاة والدتها وتزوج بعد ذلك ليكون لسناء أخت واحدة تُدعى عبير و ثلاثة إخوة ذكور وهم هيثم ومحمد .
نشأت سناء المحيدلي منذ نعومة أظافرها في أسرة لبنانية متواضعة ، ورغم صعوبة الحياة أثناء الحرب اللّبنانية ومرارة وقهر الاحتلال الصّهيوني ، بقيت عائلة سناء تسكن في بيروت ، وتربّت من طرف أبيها على الحسّ الوطني ومُعاداة القهر والظّلم والاستعمار ، ورغم قساوة و مرارة وقهر الاحتلال إلاّ أنّ سناء الّتي تشبّعت شيئا فشيئا بروح الوطنية أصبحت رغم صغر سنّها تنظر إلى مستقبل وطنها و ليس إلى مستقبلها الخاصّ كبقية الفتيات في سنّها .
انضمّت إلى صفوف الحزب السّوري القومي الاجتماعي العامل مع جبهة المقاومة الوطنية اللّبنانية مطلع العام 1985 متأثّرة بسيرة الشّهيد وجدي الصّايغ الّذي نفذ عملية استشهادية على معبر جزين – كفرحونة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية ، وتلقّت تكوينا سياسيا وتدريبا على استعمال السّلاح .
عملت سناء في أوقات فراغها و بعد الدراسة في محلّ لبيع أشرطة الفيديو في منطقة المصيطبه - غرب بيروت ، و خلال عملها هناك قامت بتسجيل 36 شريط فيديو للشهيد و جدي الصايغ ، كما قامت لاحقا قبل استشهادها و بنفس المتجر بتسجيل و صيتها بواسطة الكاميرا ، ووجّهت من خلال التّسجيل رسائل إلى الشّابات والشّباب إلى الالتحاق بصفوف المقاومة الوطنية اللّبنانية لدحر العدو ، كما أوصت رفاقها و أهلها بتسميتها عروس الجنوب.

يوم الثلاثاء 09 أفريل 1985، اقتحمت محيدلي وهي في السّابعة عشر من عمرها بسيارة بيجو 504 بيضاء اللون ومفخّخة بأكثر من 200 كلغ من المُتفجّرات ( T.N.T ) تجمّعاً لآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي على معبر باتر-جزين ، مُفجّرة نفسها وسط التّجمع الذي كان في عملية انسحاب من القطاع الشرقي لجنوب لبنان ، وأوقعت في صُفوف جيش العدوّ الكثير من الخسائر البشرية والمادّية على خلاف ما ذكره العدوّ الصّهيوني الّذي عمل على التّقليل من حجم الخسائر .
طلبت سناء في وصيتها الأخيرة قبل تنفيذ عمليتها أن يسموها "عروس الجنوب" ، واشتهرت بتلك التّسمية وصارت أحد رموز المقاومة الشعبية اللبنانية والعربية وسُمّيت باسمها الشّوارع والسّاحات والمدارس ، كما كتب عنها العديد من الشّعراء القصائد لتمجيدها ، وألهمت سيرتها الكثير من الشّباب والشّابات والعديد السياسيين العرب بعد استشهادها.
بعد أن احتفظ الكيان الصّهيوني الغاصب بأشلائها حتى شهر جويلية 2008 ، تمّ إعادة رفاتها إلى لبنان بعد مفاوضات بينه وبين حزب الله لتبادل الأسرى وجثث المقاتلين بين الطرفين ، واستلمت قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي رفاتها في 21 جويلية 2008 وسلمتها لأهلها ووقع دفنها في مسقط رأسها في قرية عنقون التّابعة لمدينة صيدا .


فيما يلي نصّ وصية الاستشهادية البطلة سناء محيدلي الّي سجّلتها بالكاميرا :

أنا من مجموعة قررت الاستشهاد في سبيل التحرير

أنا الشّهيدة سناء محيدلي عمري 17 سنة . أنا من جنوب لبنان المحتل المقهور ومن الجنوب المقاوم والثائر . من جنوب المقاومة من جنوب الشّهداء من جنوب الشّيخ راغب حرب من جنوب عبدالله الجيزي وحسن درويش ونزيه قبرصلي وبلال فحص وأخيراً وليس آخراً من جنوب الشهيد البطل وجدي الصايغ .

أنا أخذت هذا القرار من ضمن مجموعة قررت الاستشهاد في سبيل تحرير أرضنا وشعبنا لأنّني رأيت مأساة شعبي في ظلّ الاحتلال من قهر وظلم وقتل أطفال ونساء وشيوخ وتهديم منازل فقرّرت عندها القيام بعملية الفداء . وأنا مرتاحة جداً لأنني سأنفذ هذه العملية الّتي اخترتها أنا كي أقوم بواجبي نحو أرضي .
وإنّني أطلب من جميع شابات وشباب بلادي أن يلتحقوا بصفوف المقاومة الوطنية لأنّها وحدها قادرة على طرد العدو من أرضنا وإنني أمل أن أنجح في عمليتي هذه كي أقتل أكبر عدد ممكن من جنود العدو فتتعانق روحي مع أرواح كل الشهداء اللذين سبقوني وتتوحد معهم لتشكل متفجرة تنفجر زلزالاً على رؤوس جيش العدو .

النّص الحرفي لوصية الشهيدة البطلة سناء محيدلي كما كتبتها بخط يدها :

أنا الآن مزروعة في تراب الجنوب اسقيه من دمي وحبي

سناء

أحبائي : "إنّ الحياة وقفة عز فقط" .

أنا لم أمت، بل حية بينكم .. أتنقل .. أغني .. أرقص ، أحقق كل أمالي .. كم أنا سعيدة وفرحة بهذه الشهادة البطلة التي قدمتها .

أرجوكم ، أقبل أياديكم فرداً فرداً .. لا تبكوني ، لا تحزنوا عليّ ، بل افرحوا . اضحكوا للدنيا ، طالما فيها أبطال ، طالما فيها آمال بالتحرير ، أنني بتلك الصواعق التي طيرت لحومهم وقذارتهم ، بطلة .

أنا الآن مزروعة في تراب الجنوب اسقيها من دمي وحبي لها .

آه لو تعرفون إلى أي حد وصلت سعادتي ، ليتكم تعرفون لكنتم شجعتم كل السائرين على خط التحرير للتخلص من الصهاينة الإرهابيين .

مهما كانوا أقوياء إرهابيين يهوديين قذرين هم ليسوا مثلنا . إنّهم جبناء ، يطعنون من الخلف ، ويفرون ، يلتفتون شمالاً ويميناً هرباً من الموت .

التّحرير يريد أبطالاً يضحّون بأنفسهم ، يتقدمون غير مبالين بما حولهم ، ينفذون ، هكذا تكون الأبطال .

إنّني ذاهبة إلى أكبر مستقبل ، إلى سعادة لا توصف .

لا تبكون عليّ من هذه الشّهادة الجريئة ، لا ، لحمي الّذي تناثر على الأرض سيلتحم بالسماء .

آه "أمي" كم أنا سعيدة عندما سيتناثر عظمي من اللّحم ، ودمي يهدر في تراب الجنوب ، من أجل أن اقتل هؤلاء الأعداء الصّهاينة ، والكتائب نسيوا بأنهم صلبوا مسيحهم .

أنا لم أمت . هذه واحدة ، والثّانية ستأتي أكبر ، وستليها ثالثة ورابعة ومئات العمليات الجريئة . فضّلت الموت بشرف من أن يغدرني انفجار أو قذيفة أو يد عميل قذر ، هكذا أفضل وأشرف أليس كذلك ؟

ردّوا على أسئلتي ، سأسمع بالرغم من أنّني لست معكم ، سأسمع لأنّ صوتكم الجريء سيصل إلى كلّ حبّة تراب سقيتها من دمي وسأكون صاغية هادئة لكل حركة ، لكل كلمة تلفظونها .

أجل هذا ما أريد ، ولا تغضبوا عليّ لأنني خرجت من البيت دون إعلامكم . أنا لم أذهب لكي أتزوج ، ولا لكي أعيش مع أي شخص ، بل ذهبت للشّهادة الشّريفة الباسلة السّعيدة .

وصيّتي هي تسميتي "عروس الجنوب" .



#أماني_سائحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس : من وباء الكُورونا المُستجدّ إلى وباء رأس المال المُست ...


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أماني سائحي - في الذّكرى 35 لاستشهاد عروس الجنوب المُناضلة الوطنية اللّبنانية سناء المحيدلي 09 أفريل 1985 – 09 أفريل 2020