أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم محمد - التوقيت الأمريكي لغياب الزرقاوي !















المزيد.....

التوقيت الأمريكي لغياب الزرقاوي !


كاظم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1579 - 2006 / 6 / 12 - 08:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مهرجان ضخم وقرع طبول واغاني صادحة وموسيقى صاخبة تُعزف البوب والروك ، والجاز ، والهيوة ، والهجع ، حتى اللمبادة كانت حاضرة، بالونات مزركشة ، سُحب اصطناعية ملونة تغطي سمائنا ، رؤساء (اعظم الدول) يهنئون العالم وشعوبهم وشعب العراق ، حكومة العراق (الدائمة) تفتتح وتدشن عهدها بقضاء منصبيها المحتلين على عدو ها وعدو (العالم المتحضر) ، خليل زادة ونوري المالكي وموفق الربيعي وفيق السامرائي ورامسفليد وبلير مستبشرين ويدعون الى نسيان الماضي والاخطاء والنظر الى امام ، الى المستقبل الواعد بعد مقتل الزرقاوي ، فهنيئآ لك يا شعب العراق !
هكذا بدا المشهد الاعلامي والسياسي اليوم على اثر الاعلان عن (النجاح العظيم) لقوات الاحتلال في (اصطياد) ابومصعب الزرقاي!، ان هذا المشهد وبالكثير من تفاصيله ، والتحضيرات التي سبقته تذكرنا بيوم اعلان القاء القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين .
ان مشهد الحالة العراقية ومأزومية وضع الاحتلال وحالة الاختناق السياسي الداخلي الذي تعيشه الادارة الامريكية والفشل المتوالي لمحطات مشروعها السياسي في العراق ، وتعثر بدائلها وخياراتها ، دفعها ويدفعها للبحث عن نجاح ، واختلاق انجاز ، اي انجاز حتى لو كان قتل رجل واحد ، ليحملوه كاهل فشلهم السابق ! ولينسبوا له اسباب (اخطائهم الكثيرة) ، وليعلقوا على شماعته اتساع وتعمق العنف الطائفي واغراق شوارع العراق بدماء ابناءه .

ان العراقيين يفقهون طبيعة الفصل الجديد من مسرحية الدم الجارية ، لقد كان قبل ايام حصار الضلوعية واقتحامها وابادة العديد من المدنيين الابرياء ، واليوم لازالت الرطبة محاصرة ويجري الاعداد لاقتحامها ، والرمادي تحاصر بالاف من الجنود الامريكان وعناصر المليشيات المسلحة ، اما مناطق في بغداد وما حولها ، فبدأت تشهد بما يسمى خطة امن بغداد لفك الطوق ، انها جرائم جديدة ستقترف ، بحق ابناء شعبنا ، والتي جاء توقيتها مع تشكيل حكومة الاحتلال الدائمة التي حملت معها اسباب فشلها واخفاقها منذ يومها الاول ، فكانت وبلا فخرٍ حكومة دائمة لعراق مؤقت وموقوت ، مؤقتآ بحالته ومشاهده الدموية ، وموقوتٍ بمرجل الغضب الشعبي ، المتصاعد بمقاومته والمقارع بمناهضته للاحتلال واحزابه ومريده من العراقيين .

لقد حُشرت ادارة الاحتلال وحكومتها مؤخرا ، بالكشف الاعلامي الواسع لبعض جرائم الاحتلال في حديثة والاسحاقي ، وقبلها في الفلوجة وسامراء وتلعفر ، واصبح الضغط السياسي الداخلي على ادارة بوش اكثر عمقآ ، وامست المطالبة بكشف حساب الحرب والاحتلال واسعة في اوساط اساطين السياسة الامريكية ، حتى بين الذين ايدوا الاحتلال من سياسيين ومفكري المؤسسات الراسمالية الاستراتيجية ، وازدادت بنفس الوقت نوعية وكمية اعمال المقاومة العسكرية الموجهة لعساكر المحتل ومواقعه ، ومع اقتراب انتخابات الكونغرس ، يجد اقطاب الجمهوريين وطغمة الحرب الحاكمة ، انفسهم في مأزق سياسي يستدعي نجاحآ ما وانجازآ مدوي ، حان وقت اعلانه ، بتمكنهم صدفة او بسبب معلومات استخباراتية من شخص الزرقاوي ، الذي وصم وتنظيمه من قبل الاحتلال واحزابه بانه المسؤول الاول عن قتل العراقيين ، وبقتله سيتغير مسار الحرب ، ويشهد العراق استقرارا نسبيا .

الثابت والمتحول في حسابات المحتلين واعوانهم :

من الواضح ان الاحتلال قد اعاد النظر بحساباته وهذه الاعادة لا تعني تراجع عن ثوابته التي ترتكز على مشروعه المعلن والذي يعاني اساسا من مازق بنيوي يصعب تجاوزه ، دون مضاعفات قد تؤدي الى انهيار المشروع باكمله ، ولم يعد ذلك سرا بعد ان استنجد بوش بحكماء واشنطن وعرافيها لمساعدته في ايجاد حلول تكتيكية مناسبة للانسدادت التي تعرقل استكمال المراحل اللاحقة منه ، كانت لقاءاته التشاورية والاستشارية التي جمعته مع عتات السياسة الاستراتيجية الامريكية وخبراؤها المتمرسين من امثال كيسنجر وبيكر وشولتس و اولوبرايت وباول ، ليس سرا ان الجميع متفق على ان اي تراجع استراتيجي يعني نكبة للسياسة الامريكية ليس في العراق والشرق الاوسط لوحدهما وانما في العالم اجمع ، وعليه اجمع الجميع على مواصلة الطريق نحو الهدف الذي يتحدد بالهيمنة على مصادر الطاقة الفعالة في العالم بطرق متنوعة، منها اقامة الشرق الاوسط الكبير الذي يضمن موقعا مزدوجا لاسرائيل تكون فيه كوكيل محلي للمالك الاول امريكا ! ويمنع اي تجاوز طاقوي للقوى المنافسة في السوق والتي قد تهدد الزعامة الامريكية على العالم،
ان هؤلاء ساعدوه ناصحين على اللعب الحذر في المجالات التي تتقبل التحول ولكن باليات تختلف عن التي استخدمتها ادارة بوش في البداية ، اليات لا ثبات فيها، وتكتيكات تناور وتحاور وتشتري وتبيع ، ان كانت في افغانستان او العراق ، وقد استجابت ادارة بوش لهذه النصائح لما لها من مردود داخلي وخارجي ، ففي الداخل تعطي انطباعا ان الادارة جادة في انهاء حالة التردي في الموقف الامريكي بالعراق تحديدا وهذا يخفف من وطئة الضغوط عليها ، اما خارجيا فانها باعترافها بالاخطاء الجانبية والظهور بمظهر النادم والتائب ، اضافة الى المرونة في سياسة العصا والجزرة مع المناهضين والمقاومين في العراق، مع المزيد من خلط الاوراق وتبريز البعد الطائفي والمناطقي ، كسبب عراقي داخلي لا تتحمل مسؤوليته امريكا ، بل بات وجودها واعادة انتشار قواتها وسحبها من المدن بقواعد خاصة بها على الارض العراقية هو صمام امان للعراق وشعبه من تسلط " الارهابيين" على الوضع في حالة الانسحاب الامريكي الكلي !
سيشهد العراق تحولات في تكتيك السياسة الامريكية في العراق ، يؤجج الانقسام العراقي ، ويبقي على امريكا كحامية مطلوبة لامن البلاد ووحدتها !؟
وعليه فأن غياب الزرقاوي وتوقيته هو متغير تكتيكي في تفاصيل الحدث العراقي ، يمنح لقوى الاحتلال جرعة مطاولة في صراع الارادات الجاري في العراق .
لكن رغم ذلك فأن القوى المناهضة والمقاومة بمختلف مشاربها ، ما زالت تمتلك زمام المبادرة في الصراع ، كونها تمتلك كل اسباب وجودها وشرعية قضيتها ، وهي انصع واقوى من ان تؤخذ على حين غرة ، مهما حصل من تناقضات وهجمات وغيابات والاعيب وتوقيتات مأذونة وغير مأذونة ، فحساب البيدر لا يطابق بالضرورة حساب الغلة !



#كاظم_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطيات الوطنية خيار اصيل لمجتمعات الشقاء
- حكومة دائمة لعراق مؤقت وموقوت
- المنتفضون ! ليس السُنة من يحابيهم زلماي خليل زادة !
- الحالة العراقية بين الواقع والطموح
- العراق الى اين ؟ سمات المشهد العراقي
- وانقلب السحر على الساحر
- المواجهة المؤجلة ومصير المشروع الامريكي
- مشروع ليبرالي عالمي ام ديمقراطية وطنية
- الترشيد الامريكي لتداعيات الانتخابات العراقية
- الليبرالية المسخ
- مأزق الأدارة الحاكمة
- المواجهة المؤجلة
- انهم يقرعون طبول الحرب الاهلية
- الجهد الوطني والغبار المثار
- ماهو قادم
- تماثل ومدلولات من التأريخ
- اخطر المراحل العمل الوطني المسؤوليات والمهمات
- يمين اليسار ويسار ه الوطني الاصيل
- سفر ومحطات / عرض
- الحذر يا شعبنا المدائن بين التوصيف الطائفي والمناطقي


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم محمد - التوقيت الأمريكي لغياب الزرقاوي !