آية ووقفة 12

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 11 - 23:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

" قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ".
قصة إبراهيم في القرآن تختلف اختلافا جذريا عنها في التوراة..القرآن أيضاً شطح ونطح كما فعلت التوراة ،ولكن بصورة أخرى وطريق اخر...وقصة إلقاء إبراهيم في النار ،هي الأخرى من شطحات القرآن التي لا وجود لها في التوراة..القصة كما جاءت في سورة الأنبياء ملخصها إن إبراهيم استطاع الخروج من النار سالماً بعدما ألقاه فيها قومه ليحرقوه لأنه حطم أصنامهم،بعد أن دعاهم لترك عبادة الأصنام والإيمان بالله ….ولكن القصة تأخذ منحى آخرعند المفسرين العباسيين ،محاولين تفسير آيات القرآن وسد ثغرات كبيرة وبعد عقود طويلة من الزمان.. ولأن القرآن لا يفسر نفسه ولأنه غير مبين ،دخل المفسرين في إشكالات ومغالطات وتناقضات واختلافات لا تحصى في تفسيرهم لآيات القرآن ، وهذه الآية حالها حال بقية آيات القرآن ، فشطحوا ونطحوا واطلقوا العنان لخيالهم الواسع منه والضيق، لا وبل ذهب البعض منهم إلى الشرح والسرد وكأنهم كانوا حاضرين مع إبراهيم في ذلك اليوم التاريخي …طبعا هولاء المفسرين لهم وزنهم الثقيل في الديانة المحمدية اليوم..ولهذا ساتناول بعضها لنرى الكم الهائل من الاستخفاف بالعقول ....
** في الطبري.."فلما جمعوا له، وأكثروا من الحطب حتى إن الطير لتمرّ بها فتحترق من شدة وهجها، فعمدوا إليه فرفعوه على رأس البنيان، فرفع إبراهيم صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء، فقالت السماء والأرض والجبال والملائكة: ربنا، إبراهيم يحرق فيك، فقال: أنا أعلم به، وإن دعاكم فأغيثوه، وقال إبراهيم حين رفع رأسه إلى السماء: اللهم أنت الواحد في السماء، وأنا الواحد في الأرض ليس في الأرض أحد يعبدك غيري، حسبي الله ونعم الوكيل، فقذفوه في النار، فناداها فقال ( يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) فكان جبريل عليه السلام هو الذي ناداها….
وأنا أقول : المفارقة قول الطبري."إبراهيم صلى الله عليه وسلم"!!!!! الله اصبح يصلي على البشر وهو خالقهم وهو الذي أراد منهم عبادته ! ثم، كيف الأرض والجبال تتكلم إلى الله ؟ وكيف يرد الله ويقول " إن دعاكم فايغيثوه".فهل يعقل أن يدعو ابراهيم الجبال وهم اصنام لا تتكلم حالهم حال الأصنام التي حطمها ؟؟؟؟؟ وهل شاهد أحدكم وسمع بأن الجبال تتكلم ؟ أما جملة "حسبي الله ونعم الوكيل" فهي جملة إسلامية بحتة ،فكيف عرفها إبراهيم ؟ أما المفارقة الكبرى.." يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم " ،لاحظوا في تفسير الطبري قوله " ان جبريل هو الذي ناداها"..يعني هذا ليس كلام الله قائلا" إن دعاكم فاغيثوه" بل هذا كلام جبريل وهو الذي تصرف من عنده….
** ابن عباس يقول " لو لم يتبع بردها سلاما لمات إبراهيم من شدّة بردها، فلم يبق يومئذ نار في الأرض إلا طفئت" ...
وأنا أتساءل ،ماذا لو نسى جبريل "سلاما" ، لمات إبراهيم من البرد وهو في النار ؟... أليس كان من الأفضل أن تطفأ النار بالمطر؟ ثم ،كيف عرف ابن عباس بأن لم يبق يومئذ نار في الأرض إلا طفئت ؟؟؟؟
** عن كعب الأحبار قال: "ما أحرقت النار من إبراهيم إلا وثاقه"
وهنا أنا أتساءل أيضاً ،هذه وبلا شك معلومة دقيقة جدا .فكيف حصل عليها كعب الأحبار؟؟؟؟
**عن سعيد، قال: لمَّا ألقي إبراهيم في النار، قال الملك خازن المطر: رب خليلك إبراهيم، رجا أن يؤذن له فيرسل المطر، قال: فكان أمر الله أسرع من ذلك فقال ( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ).
وأنا أقول . ملاك خازن للمطر! هل لازلتم تصدقون هذا الكلام الفارغ ؟اليس هبوط المطر حالة علمية معروفة للجميع ودرسناها في المدارس ؟؟؟؟؟
**عن قتادة: لم تأت يومئذ دابة إلا أطفأت عنه النار، إلا الوزغ.
وقال الزهري: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله، وسماه فُوَيسقا.
وأنا أقول : يا سلام ،يا سلام. ألم يتدخل جبريل لانقاذ إبراهيم ؟ إذن، ما فائدة إطفاء الدابة للنار؟ وكيف لم يمت الوزغ القريب من النار والتي تطول الطائر من شدة الوهج ؟ ومن كان شاهدا على الوزغ حتى يأمر محمد بقتله ؟؟؟؟؟ أم لازلتم تصدقون هذه الخزعبلات ؟؟
** في تفسير القرطبي..قال العلماء: "وأنزل الله ملائكة : جبريل وميكائيل وملك البرد وملك السلام".....معقولة ؟
أليست هذه الملائكة (ملك البرد وملك السلام وملك الضل وملك المطر) ،،تذكركم بآلهة الإغريق ؟
** قال ابن جريج "ألقي إبراهيم في النار وهو ابن ست وعشرين سنة" …
حسنا..26 سنة ،هل حصل ابن جريح على هذه المعلومة القيمة من دائرة نفوس اور مثلا ؟؟؟ أيعقل أن يكون نبيا في هذا العمر؟ (رغم أن التوراة تدعي بأن عمره كان 70 سنة عندما دعاه الله)؟ .
ولكن أرجع وأقول. عن اي (الله) كان إبراهيم يطلب من قومه عبادته ؟ أليس إبراهيم نفسه لا يعرف هذا ( الله) ؟ كيف شكله ومواصفاته ومن أين يأتي والى أين يذهب ! ألم يعتقد بعدئذ وبشهادة القرآن، أن ربه هو نجم في السماء؟ ثم عندما رأى القمر بازغا قال هذا ربي .وبعد ذلك وعندما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي لانه اكبر..وهكذا وإبراهيم يتخبط يمينا وشمالا ،لا يعرف ربه بتأييد القرآن، فكيف بربكم يناقش قومه بأن ربه يأتي بالشمس من المشرق؟ ..ثم الأهم والمعروف لدينا اليوم بأن الشمس لا تأتي من المشرق .بل هي نتيجة دوران الأرض...فهل من مجيب ؟
** يقولون : "وجعلوا إبراهيم عليه السلام في كفة المنجنيق بإشارة رجل من أعراب فارس من الأكراد".
وأنا أقول : يا سلام، يا سلام على علماء الإسلام وعلى تفاسيرهم .. من أين كأن هناك منجنيق في ذلك الزمان ؟ وتأكيداً على ذلك ،رجعت إلى كتبي القيمة عن الإمبراطورية الآشورية .والتي انتهت عام 612 ق.م. وفعلاً، الآشوريين لم يعرفوا المنجنيق مطلقا في تاريخهم العسكري الطويل والذي امتد لقرون عديدة وحروبهم الواسعة ومنها الكثير في حصارهم لاسوار المدن .لا يوجد أي ذكر عن المنجنيق في لوحاتهم الطينية والتي تسرد تفاصيل حصارهم للاسوار، ولا يوجد أي نحت لأي منجنيق في متاحف العالم اليوم بضمنهم متحف لندن،وباختصار شديد .المنجنيق اخترع بعد سقوط الإمبراطورية الآشورية بقرون .فكيف بربكم تصدقون هكذا كلام اليوم .الا يوجد أناس عقلاء يبحثون في التاريخ ؟ ثم ما هذا الخلطة الرائعة " إعراب فارس من الأكراد"؟هل هذه خلطة بهارات الدولمة ؟ أم سلطة ( جيب وحط) ؟ أيعقل أن يكون كل هذه القوميات لشخص واحد ؟؟؟؟
وختاما أقول..أن سطوة الفكر والتراث الديني على أمة محمد وبعد كل هذه القرون الكثيرة هي سطوة جمود وتكبيل العقل والفكر والوعي، بسلسلة من الوهم والتقديس لذلك الماضي...وهكذا ينجح الدين ويفشل الإنسان ..ولكن عندما يبدأ الإنسان بالبحث والتدقيق ورفع القدسية ،لن تكون النتيجة هذه المرة لصالح الدين ،بل لصالح العقل والفكر السليم.فارحموا عقولكم وارحموا العالم بتلك الأفكار.عندما نقارن العلم والتاريخ مع الدين سيجد الإنسان …..أو ربما اترك الإجابة لكم .هذا اذا بحثتم . لأن أمة محمد لا تقرأ وبالتالي لا تبحث……ولكن رغم ذلك أقول :هل هناك إثبات تاريخي علمي بكل ما ذكره المفسرين عن الرجل الصالح إبراهيم ؟ وهل لكم الجرأة لعرض وفحص مقام إبراهيم في مكة لأصحاب البحث والاختصاص من العقلاء ؟؟؟؟؟؟؟
تحياتي.
نعم للتنوير..لا للتخدير.

#فارس_الكيخوه (هاشتاغ)       Fares_Al_Kehwa#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات