أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سيف الدولة عطا الشيخ - ديالكتيك الطبيعة















المزيد.....



ديالكتيك الطبيعة


سيف الدولة عطا الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 11 - 02:50
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ديلكتيك الطبيعة
فريدريك انجلز ...... نقله وقدم له : د. توفيق سلوم
دار الفارابي– بيروت - الطبعة الثانية 2011.
قرآءة تمهيدية
مدخل عام:
ربما يكون القول بأن أي كتاب قابل للتلخيص قول صحيح إلى حدٍ ما, فيما عدا تلك النصوص الديالكتيكية , فهنا الحركة دائبة لا تتوقف وحتى فترة السكون التي تتخللها ما هي إلاّ تمهيد لتغيير مجرى الحركة الثورية؛ وفوق ذلك, فإن نوعية هذه النصوصة لا تبدأ من نقطة معينة لتنتهي عند أخرى, فليس هناك تحديد سابق. النص الديلكتيكي هو نص الحياة الطبيعية المتولدة دائماً وابداً من خلال حركة الطبيعة, وما ينتج من قوانين يصبح مبدءأ أساسي لمعرفة الطبيعة, ومن ثم السيطرة عليها وتحويلها لخدمة الإنسان سواء في سد حاجياته الطبيعية أم في اكتسابه للمعرفة الكفيلة بتحديد وضعه البشري المتمايز عن بقية الكائينات. ذلك أنه ومن دون هذا العمل سيظل الإنسان عرضة للوهم الميتافيزيقي والخضوع لسلطات معرفية تحدد من منصة وهمها المصير البشري. وللتحرر من هذا السياج توجـه ( انجلز وماركس ) نحو العلوم الطبيعية رغبة في إرساء الرؤية المادية الديالكتيكية على أرض متينة وراسخة. 8"سلوم". ولم ينبع هذا العمل لمجرد الرفاه الفكري وإنما كان مواكباً لنشوء العلوم وتقدمها وربط ذلك بعجلة الإنتاج, والتي تمثل العنصر الاساس والمهم فيالنظرية الماركسية.
لم يكن توجه الماركسية نحو ديالكتيك الطبيعة مماثلاً للنظريات المثالية , أي لم يكن إسقاطاً لمفاهيم ذاتية تم نسجها في الخيال, وإنما كان التوجه من خلال ما أكتشفته البحوث العلمية من قوانين للقوة والحركة مثل ( تحول الكم إلى كيف, التداخل المتبادل للأضداد القطبية , وتحول أحدها إلى الأخرى عندما تبلغ حدودها القصوى , ثم التطور من خلال التناقض أو نفي النفي – حلزونية التطور)23 سلوم.
من المؤكد أن الماركسية لم تكن هي المبتدعة لهذه القوانين, فقد سبق أن قام هيجل بإنتاجها, غير أنه عزاها إلى الفكر وحده ولم يستخلصها من الطبيعة والتاريخ, بل فرضها من فوق, وبالتالي أصبحت سلطة مانعة للوعي بالطبيعة, ولم توضح مدى علاقة الإنسان بتفاعل حركتها وإنتاج الفكر الملازم للإنتاج والتحول. لقد صارت نمازج مثالية معلقة يستلذ بها الفكر النظري وفي الغالب تتحول هذه الفكرة المثالية لتصبح عقيدة امتلاك نظري للحقيقة ومن ثم تسلط أحكامها لا على الإنسان فقط, وإنما يكون الإعتقاد أن الكون يسير ويتحول بمقتضاها . في مقابل هذا التوجه المثالي سواء الذاتي أم الموضوعي تتقدم الماركسية لتعلن أن نوعية هذا الديلكتيك هو نوع من استعمار الوعي البشري وفي ذات الوقت إقصاء لحق الطبيعة في التحول والتغيير بموجب قوانينها النابعة من حركة تفاعلها وليس من إسقاطات التأمل الصوفي
سنحاول في أولية هذه القراءة أن نقف عند الديلكتيك المثالي ثم نتجه إلى ديلكتيك الطبيعة والذي يعمل لإعادة الطبيعة إلى حقيقتها الديالكتيكية وما يصدر من تحول يؤثر على الوعي البشري والذي على إثره تكتمل السيطرة العلمية التي تساعد في توظيف ما تم انتاجه بما يلبي حاجيات الإنسان. فديالكتيك الطبيعة يعني الجدل ما بين الانسان والطبيعة وذلك من أجلالوصول إلى قوانين شاملة تربط العنصرين في حركة تفاعلية دون تتدخل من أي طرف خارج السياق.
ديالكتيك المثالية:
إن الفكر النظري ليس من حيث الأهلية سوى ميزة فطرية, وهذه الأهلية ينبغي تثقيفها وتطويرها؛ وليس لذلك من وسيلة حتى الآن غير دراسة فلسفة الماضي كلها. 56 هذه الدراسة التاريخية ولكي تفلت من التأمل والخروج عن العالم البشري , تقتضي النظر إلى تلك العناصر التي حفَزت تفكير الناس للخروج نحو المادة التي يمكن وبالسيطرة عليها أن تلبي حاجيات عصرها فـ ( الفكر النظري لكل عصر وبالتالي لعصرنا أيضاً, هو نتاج تاريخي يتخذ في أزمنة مختلفة أشكالاً مختلفة ومضموناً جد مختلف ).56 فهناك وقت كان فيه الدواب هو وسيلة النقل ثم ومع التحولات في الطبيعة ووعيى الإنسان بما تطلبته الحالة الجديدة , تغيرت الوسائل بتغير ظروف العمل. وقد ظهر هذا الإبداع نتيجة لتراكم الخبرة المكتسبة مما هو محيط والتطابق مع ما أنتجته عمليات التجريب العلمي. وبما أن هذا العمل كان نتيجة للتحول والتغيير فإنه يعني أن ليس هناك حالة وظرف ووسيلة ثابتة ثباتاً مطلقاً فما صلح عن السلف لا يمكن أن يصلح في عصرنا الحالي المختلف إلى درجة التباين عن عصر السلف ؛ نعم, ليسهناك "حقيقة ثابتة " مبتوتاً بها نهائياً كما يتصور عقل الانسان الضيق في ما يتعلق بكلمة منطق.
إن الجمود والتوقف عند الماضي يلغي الحاضر, وقد يصبح هذا الإلغاء ذريعة للهجوم من قبل من يرون أن العصر الذهبي هو عصر مضى ولكنهم لا يجرأون بوضع مفردة العصر " المنتهي " ففي ذلك نهايتهم هم أنفسهم. إن البحث في الماضي من غير الظروف المادية التي كانت سبباً في ما تم انتاجه يكون بحث تأملي لا يخدم غير تقديس العصر المنتهي على حساب الحاضر؛ بل وفوق ذلك فنوعية هذا البحث يخرج الإنسان عن طبيعة وجوده وتلغي مهارته والتي بها ومن استغلاله للطبيعة استطاع أن يؤسس حضارته. ( فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي أمكنه أن يمهر الطبيعة بخاتمه: إنه لم يغيير أمكنة مختلف أصناف النباتات والحيوانات, فحسب, بل حوَر أيضاً المناخ والمظهر الخارجي لمحل إقامته ..)40. وبالطبع لم يتم هذا العمل بصورة مثالية فقد تخللته صراعات مع الطبيعة وتقلباتها الجوية والأرضية إضافة لصراعات البشر مع بعضهم البعض وإنعكاساً لكل ذلك تركوا لنا هذه الآثار الحضرية والتي على ضوئها نحاول نحن أن نتعرف على ما تم في الماضي لا من أجل الوقوف عنده وإنما لناخذ بعض من الخبرات ونقارنها مع ما يتطلبه الوقت القائم؛ فمن بذور العلم هناك يتحرك علم الـ "هنا " غير أنه وللوصول إلى المعرفة العلمية المناسبة يتوجب إدراج الطبيعة داخل الجدل إذ أنها هي ما أدت إلى هذا التفاعل الثقافي المنتج للوعي والذي بدوره قام ببناء الماضي المنتهي وتأسيس الحاضر القائم.
للوصول إلى المنهج العلمي الطبيعي للبحث لا بد من إزاحة العقبات الميتافيزيقية التي كانت تقف حائلاً دون الإلتفات إلى الطبيعةوتأثيرها في نشاط الإنسان على فكره, فقد كان العلماء والفلاسفة ( لا يعرفون من جهة غير الطبيعة ومن جهة أخرى غير الفكر, والحال أن تحويل الإنسان للطبيعة , لا الطبيعة وحدها كطبيعة,.. هو بالضبط , الأساس الأهم والأقرب للفكر البشري . إن العقل البشري قد تطور بمقدار ما تعلم الإنسان أن يحول الطبيعة)268. ولكن لا يتوقف عند هذا التحول وإلا بقيت النظرة الأحادية هي المهيمنة,.. وللخروج من هذا النمط يتوجب البحث في تأثير تحولات الطبيعة نفسها وعلاقات ذلك بالوعي البشري. وهذا التبادل هو الذي يعطي الحياة قوة إندفاعها وحضورها الواقعي. بالطبع لا تكون عملية إدراك هذه العملية واضحة وذات مفعول بغير المنهج الذي يأخذ آلياته من ذات الحقل ؛ ولا يتوفر هذا بغير المنهج الديلكتيكي. بل وفي غيابه , وعندما تتعدد ( وتتنوع فرضيات وتتزاحم وتلغي إحداها الأخرى ... وفي غياب الأرضية " الثقافية " المنطقية والديالكتيكية لدى علماء الطبيعة , فإنهم سيخلصون إلى القول " بقصورنا عن معرفة ماهية الأشياء" ) وبذات الكيفية الإختزالية تتحول النظرة إلى العلوم التاريخية. ومع دخول الفلسفة المنعكسة عن المنطق الصوري, تظهر مقولة " الشيء في ذاته " وهنا يتوقف العلم ومن ثم تتصاعد الصوفية إلى عوالم الميتافيزيقا المجهولة؛ وحتى لا يسقط علماء الطبيعة في المتاهة , فإنهم وفي الغالب يحرصون علىعدم استعمال عبارة "الشيء في ذاته " , ولكن ولكثافة الحضور الميتافيزيقي فإنهم سرعان ما يجدون أنفسهم داخل الوهم المثالي وبالذات عند ( اقتحامهم ميدان الفلسفة؛ وهذا دليل على أنهم لا يأخذونها على محمل الجد, دليل على ضآلة قيمة محتواها الذاتي )268. ولهذا الإضطراب صعد علماء الطبيعة إلى منصة بعيدة كل البعد عن الإنسان وفي المقابل تصاعدت الفلسفة إلى عوالم مجهولة لتبحث عن الذي لا يمكن معرفته.
إن عام 1848 وكما يوضح "انجلز" واصفاً تلك الحالة الآحادية, أن البحث سواء العلمي أم الفلسفي, فيها, لم يحقق في ألمانيا سوى ( انقلاباً في الفلسفة فقط, فبإندفاعها في حقل التطبيق وبإرسائها بدايات الصناعة الكبرى والمضاربات التجارية من جهة, وبديات التقدم الجبار الذي تشهده منذ ذلك الحين العلوم الطبيعية من جهة أخرى. وفي غياب الفكر النظري المتواصل مع هذه الإنجازات, أدارت الأمة ظهرها بتصميم إلى الفلسفة الكلاسيكية الألمانية والتي كانت قد تاهت بالفعل في في رمال الهيغيلية الشائخة, ولم يبقى منها سوى بعض النزاعات التنافسية في الجامعات وفي معظمها لا تخرج عن النزعة الإنتقائية – التلفيقية والتي لا يجمع بينها سوى كونها مطبوخة من فضلات المذاهب الفلسفية الصادرة من غيبيات الميتافيزيقا القديمة )58. هكذا يكون الواقع الطبيعي والتاريخي والثقافة بكليته قد تكشف أمام الماركسية , فإما أن تسائر الوضع وتسقط في ذات الغيب لتصبح مشاركة في نهاية الإنسان وإما أن تدخل إلى الطبيعة لتستخلص قوانينها الديالكتيكية وتوظيفها في حضور الإنسان كفاعل حقيقي في تحولات الطبيعة وما ينتج من وعي يؤدي إلى تقدمه وتطوره من مجرد كائن ملحق, إلى صاحب حق في الوجود.
صراع الطبيعة والإنسان:
في دياليكتيك هيغل يسود ما يسود ساير تفرعات مذهبه من تشويه لكافة العلاقات الواقعية, ومع ذلك وكما يلاحظ ماركس أن ( ما تعرض له الديالكتيك من صوفية على يد هيغل لم يمنع مطلقاً من أن يكون هيغل بالذات أول من عرض الأشكال العامة لحركته عرضاً واعياً شاملاً )62. إن هذه الملاحظة والتي تعطي هيغل حقه في التدشين لا تتوقف عند المباركة ولكنها أيضاً كشفت البعد المثالي غير المنتمي للعلاقة ما بين الطبيعة والإنسان؛ بل أحدث هذا التوجه فجوة أدت إلى أن يكون الإنسان مجرد كائن صوفياً متأملاً ولا علاقة له بالتحولات, ومن هنا رأت الماركسية أن ( الديلكتيك عند هيغل يقف منتكساً على رأسه , ويجب ايقافه على رجليه كي يتسنى إكتشاف النواة العقلانية تحت القشرة الصوفية )61. وبناءً على العودة إلى الوضع الصحيح, فإن البحث في ميدان الطبيعة أو التاريخ يجب أن لا يبدأ من منصة التأمل وإنما انطلاقاً ( من الوقائع المعطاة لنا ... يجب الانطلاق من مختلف الأشكال المادية ومن مختلف أشكال حركة المادة) 61. بهذا الإجراء نستطيع منع الإسقاطات الذاتية من إقتحام الوقائع ومن ثم تحريفها بما يناسب الفكر النظري المثالي, بل علينا أن نستخلص الروابط من الوقائع ومن ثم نقوم بالبرهنة عليها تجريبياً قدر الإمكان.61 وبذا نكون قد أقصينا مناهج الميتافيزيقية, وفي ذات الوقت ينكشف طريق العودة إلى بدايات الفكر الديالكتيكي والذي كان ظهوره ولو بشكل مبسط عند فلاسفة الطبيعة اليونانيين. وفي الغالب ترجع هذه البساطة إلى ( أن الأغارقة لم يكونوا قد وصلوا بعد إلى تفكيك الطبيعة أي تحليلها, فقد كانوا ينظرون إلى الطبيعة من واقع نظرة شاملة بإعتبارها كلاً واحداً )59. ولهذا كان ( الترابط العام لظواهر الطبيعة لا يُبرهن مفصلاً, فهو بالنسبة للأغارقة نتيجةً للتأمل المباشر, وفي هذا يكمن قصور الفلسفة اليونانية وقد أُضطرت بسببه إلى تخلية المكان لرؤية أخرى )59.
إمتلأت المسافة بين رؤية الأغارقة الشاملة وبديلها الكلاسيكي بالصراعات والحروب المدعومة من قبل الكنيسة والتي كانت قد ورثت ذات الشمول الكوني وتحديداته النهائية ؛ ولتثبيت هذه النظرة الغيبية واجهت الكنيسة كل أنواع التحرر ونتيجة لذلك كان الحرق والقتل يطال كل من يتجرأ على تفسيرات ورؤية رجال الدين. ومع عصر النهضة أي عصر الثورة الشاملة بدأ العلماء بالفعل في دراسة الطبيعة منفصلة عن اللاهوت , وهو الشئ الذي كان للايطاليين العظام السبق قي بداية الفلسفة , وكذلك في تقديم الشهداء على محارق محاكم التفتيش ( ومما له دلالته ان البروتستانت قد تفوقوا على الكاثوليك في إضطهادهم الدراسة الحرة للطبيعة؛ فـ " كالفن " أحرق " سيرفينيوس " وهوعلى وشك اكتشاف الدورة الدموية, وتركه نحو ساعتين يُشوى حياً؛ أما محاكم التفتيش فحسبها إحراق " جوردان برونو " )32. وبعد صراع مرير ( أعلنت العلوم الطبيعية استقلالها, والذي جاء وكأنه تكرار لما فعله " لوثر " حين رمى إلى النار بمرسوم البابا, إنما كان الحدث الأهم , نشر المؤلف الخالد الذي تحدى به " كوبرنيق " – ولو بتهيب , وفقط على فراش الموت, إذا صحَ التعبير – سلطة الكنيسة في ما يخص مسائل الطبيعة )32. بهذه الثورة تكون العلوم الطبيعية قد خرجت عن ميراث " إقليدس " القديم وكذلك نظام بطليموس الشمسي وفي نفس الوقت تلاشت رؤية الكون المنطلقة من القول بعدم تغيير الطبيعية إطلاقاً؛ فلقد كانت الطبيعة وفقاً لهذه النظرة, قد بقيت دائماً على حالها منذ أن ظهرت على الوجود بغض النظر عن كيفية هذا الظهور.
مهما كانت تلك الفترات الأولى, فلا بد من الإعتراف بمآثرها ( وذلك رغم محدودية المعارف العلمية – الطبيعية آنذاك, فقد حاول الفلاسفة ومنذ " سبينوزا " وحتى الماديين الفرنسيين العظام, وبإلحاح, حاولوا تفسير العالم انطلاقاً من العالم ذاته, تاركين للعلوم الطبيعية في المستقبل أمر إثبات ذلك بالتفصيل.35. ومع استمرار حرية البحث ظهر الشرخ الذي أصاب الرؤية المتحجرة للطبيعة, غير أنه لم يحدث من عالم طبيعي وإنما من فيلسوف ... ففي عام 1755 ظهر مؤلف " كانط " [ التاريخ الطبيعي العام ونظرية السماء] .. وبظهوره انتهت مسألة الدفعة الأولية, وبدت الأرض والمنظومة الشمسية كلها شيئاً يصير , يتكون في زمان. 83 ومن ثم تلاحقت الإكتشافات لتصل إلى إثبات الحركة الذاتية للنجوم الثابتة, ووجود وسط مقوم في الفضاء الكوني, وعلى وجود كتل سديمية متوهجة كالتي افترضها " كانط " ) 38وبظهور مفهوم الحركة الذاتية ظهرت تحولات الحرارة إلى قوة ميكانيكية والقوة الميكانيكية –إلى حرارة. وفي الوقت نفسه ومن خلال معالجة بسيطة للنتائج المنفردة التي كانت قد توصلت إليها الفيزياء , أثبت الإنكليزي " غروف "- والذي كان محامياً وليس عالماً في الطبيعة محترفاً- أثبت أن كافة القوة المدعوة فيزيائياً ( القوة الميكانيكية, والحرارة , والضوء, والكهرباء, والمغناطيس وحتى ما تُدعى " القوة الكيميائية " , تتحول تحت شروط معينة , إحداها إلى أخرى ’ بدون فقدان في القوة ؛ وبذلك برهن عن طريق البحث الفيزيائي على موضوعية " ديكارت " القائلة بأن كمية الحركة الموجودة في العالم تبقى ثابتة. تتويجاً لهذا النصر, تحولت القوة الفيزيائية ( التي هي, إذا صح القول بمثابة الأنواع .. الثابتة في الفيزياء إلى شكل لحركة المادة متمايزة ومتحولة إحداها إلى أخرى طبقاً لقوانين معينة, وبالتالي أُزيلت عن العالم صدفية وجود هذه الكمية أو تلك, من القوى الفيزيائية؛ لأنه قد تم البرهان على ترابطها وتحول بعضها إلى بعض؛ وتوصلت الفيزياء شأنها شأن علم الفلك من قبل, إلى نتيجة, أشارت إلى دوران المادة المتحركة السرمدي بإعتباره اخر استنتاجات العلم )39-40.
هكذا أصبحت النظرة الجديدة إلى الطبيعة جاهزة بخطوطها الكبرى: كل ما كان متحجراً أصبح مرناً, كل ما كان ساكناً أصبح متحركاً, كل ما كان سرمدياً أصبح عابراً, وتم البرهان على أن الطبيعة كلها تتحرك في دفق ودوران سرمديين.
بذات الكيفية التى تحررت بها العلوم الطبيعية وإنعكاساً عن الوعي التحولي الذي أحدثته الإكتشافات توجه العلم للبحث في أصل الإنسان وثقافته بوصفه الممثل لعنصر الطبيعة والمتداخل في تحولاتها التكوينية, إذ أنه الكائن الوحيد الذي أمكنه ان يمهر الطبيعة بخاتمه؛ فهو لم يغيير أمكنة مختلف أصناف النباتات والحيوانات , فحسب, بل حوَر أيضاً المناخ والمظهر الخارجي لمحل اقامته. وقد كان لـ"اليد" الفضل الأساس في هذا التحول. فتخصص " اليد " يعني ظهور الأداة, والأداة تعني النشاط الإنساني بالذات, تعني فعل الإنسان التحولى في الطبيعة, أي الإنتاج.45 وهذا ما يميز الإنسان عن بقية الكائنات , فالناس, وبمقدار ما يبتعدون في تطورهم عن الحيوانات, بالمعنى الضيق للكلمة, أي بمقدار ما يصنعون تاريخهم بأنفسهم عن وعي ... ففي أرقى البلدان الصناعية روضنا قوى الطبيعة ووضعناها في خدمة الإنسان, وبفضل هذا, زدنا الإنتاج زيادة لا حدود لها, بحيث ان طفلاً ينتج الآن أكثر مما كان ينتجه مئات الراشدين.46 ومع ذلك , وبالرغم من ما أكتسبه الإنسان من مهارة في اكتشاف قوانين الطبيعة ومن ثم توظيفها في خدمته, إلا أنه وعكساً لما كان مرجواً, تزايد بؤس الجماهير؛ وفي الغالب يرجع ذلك إلى تلك النظريات الميتافيزيقية التي لا ترى الحقيقة الفعلية في ما ينتجه الإنسان من خلال تفاعله مع الطبيعة, ولكن وعلى حسب رؤيتها الذاتية المثالية أن الطبيعة وبما فيها الإنسان نفسه مجرد نموزج مشوه لأصل غير موجود إلاَ في أذهانهم, والتي هي وعلى حسب رؤيتهم مؤيدة من قوة ما – ورائية ؛ ومن نمط هذه الهيمنة تولدت مفاهيم الإقطاعية مدعومة من رجال الدين _ حُرَاس الغيب_ وبتداخل العنصرين ظهرت أفكار الرأسمالية المشبعة بغرائز الطمع والإستحواز على الغير وممتلكاتهم , ومن هنا كان أختراق الإستعمار... إذاً, وللتحرر من هذه الحالة الميتافيزيقية المغيبة للوعي الطبيعي والمانعة للحضور الإنسان, توجب التسلح بمنهج " ديالكتيك الطبيعة " كأداة لا تقل عن فعل " اليد " وما قامت به من تحول وتغيير في الطبيعة والإنسان نفسه.




ديلكتيك الطبيعة:
يمثل " الديلكتيك " اليوم أهم طرائق التفكير بالنسبة لعلوم الطبيعة, إذ أنه الوحيد الذي يقدم النظرية, وبالتالي منهج التفسير لعمليات التطور الي تجري في الطبيعة؛ وللروابط الشاملة فيها, وللإنتقالات من ميدان بحث إلى آخر "56 وهوعمل يقصد منه التحرر من أسر الميتافيزيقا ومجابتها من أجل استخلاص القوانين المحركة للعالم الطبيعي وتاريخ البشرية. وهذه القوانين ليست سوى القوانين الأكثر عمومية لهاتين المرحلتين من التطور التاريخي وكذلك للفكر ذاته أيضاً )78 إن جوهر هذه القوانين يرجع إلى –تحول الكم إلى الكيف وبالعكس ؛ وقانون تداخل الأضداد؛ وقانون نفي النفي– وقد سبق أن بسطها " هيغل " بطريقته المثالية على أنها قوانين للفكر وحده, والخطأ الذي يكمن هنا, أن هذه القوانين لم تُستخلص من الطبيعة أو التاريخ بل فُرضت عليها من فوق – على أنها قوانين الفكر- ونتيجة لذلك أصبح الكون شاء ام أبى متوافقاً مع منطق ليس هو نفسه إلاً نتاج مرحلة معينة من تطور الفكر البشري؛ ومع ذلك, يستمر الضغط المتعالي ليصنع تراثاً وتاريخاً وهمياً للبرجوازية, وعلى هذا الأساس تتشكل المؤسسات المزيفة.
للخروج من هذا المنطق الميتافيزيقي يتحرك " ديالكتيك الطبيعة " لإخراج القوانين لا من الإسقاطات الذاتية , وإنما ليشتقها من واقع حركة الطبيعة نفسها. فقانون تحول الكم إلى كيف وبالعكس .. يشير إلى التحولات الكيفية في الطبيعة, هذه التحولات المحددة بدقة في كل حالة فردية, لا تحدث إلاً بإضافة كمية أو طرح كمي للمادة أو الحركة المدعوة " طاقة ".79 فالتباينات الكيفية في الطبيعة تستند إما إلى اختلافات في التركيب الكيميائي أو إلى كميات مختلفة اوأشكال مختلفة من الحركة " الطاقة " وإما – كما هوالأمر في كل الحالات تقريباً– إلى كليهما معا – وهكذا يتعذر تبديل كيفية جسم ما دون إضافة أو طرح للمادة أو الحركة, أي بدون القيام بتغيير كمي للجسم المعني.79 أما تغيير الحركة فهو عملية تحدث دوماً بين جسمين على الأقل بفقد أحدهما كمية معينة من حركة كيفية ما " الحرارة , مثلاً " في حين يكتسب الآخر كمية مقابلة من حركة كيفية أخرى " حركة ميكانيكية , كهرباء , تحليل كيميايئ " ولذا فإن الكم والكيف , هنا يتوافقان أحدها مع الآخر, وفي كلا الإتجاهين . وحتى الوقت الحاضر لم تتوفر أية امكانية لتحويل الحركة من شكل آخر ضمن جسم معزول.
إن الديالكتيك المدعو بالديالكتيك "الموضوعي", يهيمن في الطبيعة بأسرها, أما الديالكتيك المدعو "بالذاتي " ديلكتيك الفكر, فليس سوى نعكاس للحركة السائدة في كافة أرجاء الطبيعة, وهذه الحركةتتم من خلال الأضداد التي تحدد حياة الطبيعة بصراعها المستمر وبإنتقالها النهائي أحدها إلى الآخر, أو إلى شكل أرفع.344 وبناءً على هذا القانون الثاني –قانون تداخــل الأضداد– نجد أن نظــرية التطـــور" النشوء والإرتقاء " تبين أن كل خطوة على الأمام بدءاً من الخلية البسيطة وإنتهاءً بأشد النباتات تعقيداً, من جهة والإنسان من جهة ثانية – تتم من خلال الصراع الدائب بين الوراثة والتكيف. وهنا تتضح مدى محدودية تطبيق مقولات كـ "الايجابي " و " السلبي " على أشكالللتطور كهذه. فبالإمكان اعتبار الوراثة جانباً ايجابياً يحتفظ بالسمات, واعتبار التكيف جانباً يهدم السمات الوراثية باستمرار؛ كما يمكن أيضاً أن نعكس المعادلة, ولكن يمكن وعلى غرار ما يجري في التاريخ حيث يظهر التقدم على شكل نفي لما هو قائم, اعتبار الكيف نشاطاً سلبياً.244 ففي التاريخ, نجد أن الحركة من خلال الأضداد تتجلى على أشدها في كل الفترات العصبية للشعوب الطليعية. ففي أوقات كهذه لا يبقى أمام الشعب إلاَ اختيار أحد قطبي المعضلة: " إما – وإما ". وهنا تكمن معضلة ومفارقة النظريات الثنائية؛ فليس هناك حد فاصل بين " الايجابي " و " السلبي ", فقانون تداخل الأضداد يمنع الإمساك بجانب واحد, فليس هناك حقيقة مطلقة خالصة معزولة عن حركة الطبيعة, فالكل في حركة دائبة ومستمرة وما تحول الكم إلى كيف إلاَ النظرة الميكانيكية للعلم..أي تغيير الكمي يؤدي إلى تغيير كيفي, وحركة أضداد تهدد مقولات الجزء والكل , فدفع " اخراج " البذور – الجنين – والحيوان المتولد لا يمكن أن يُعتبر " جزءاً منفصلاً عن الكل " وإلاَ سينتهي إلى تفسير خاطئ. ليس هناك من أجزاء إلاَ في الجسم الميت. 247 بل, وفوق كل ذلك , ومن جانب آخر, فإن مبدأ الهوية بمعناه الميتافيزيقي, أي كل شئ ثابت – مثل , المجموعة الشمسية , النجوم, العضوية – فإن هذا المبدأ وعلى حركة ديالكتيك الطبيعة, لم يعد قائماً إلاَ في الميدان النظري؛ يحاول به أنصار القديم مواجهة الجديد. في حين أن علوم الطبيعة في الآونة الأخيرة قد أثبتت بالتفصيل أن الهوية الملموسة الحقيقية تنطوي على تباين وعلى تغيير. فالكل في حركة نفي ونفي للنفي المستمر بتدفق طاقة الحركة التحولية.
إن أول ما يلفت نظرنا, ونحن نراقب المادة المتحركة, هو ترابط الحركات الفردية للأجسام الفردية, وكون إحداها شرطاً للأخرى. 267 كما أننا لا نجد هذه الحركة متبوعة بتلك الحركة الأخرى, فحسب, بل نجد أيضاً أن بوسعنا إحداث هذه الحركة المعينة بخلقنا الشروط التي تحدث فيها.. في الطبيعة, كما أننا و بإمكاننا إحداث حركات, لا تُصادف, قطعاً, في الطبيعة " الصناعة " – على الأقل لا بهذه الصورة – ونستطيع إعطا هذه الحركات إتجاهات وامتداداً معينين مسبقاً وبفضل هذا, بفضل نشاط الإنسان, تبرهنتفكرة السببية , أي الفكرة القائلة بأن حركة ما هي سبب الأخرى.267 وما يدعم هذا الفعل هو وجود التعاقب المنتظم لبعض الظواهر الطبيعية والذي منه تولدت فكرة السببية؛ وبالمقابل تثبتت فكرة الضرورة لتنهي مبدأ الصدفة الذي اعتمد عليه داروين في مؤلفه – أصل الأنواع – 1859 , فقد كان انطلاقه مع أوسع أساس وقائعي Factual قائم على الصدفة. 255 فالإختلافات العرضية اللامتناهية بين الأفراد داخل النوع الواحد, والتي يمكن أن تتعزز " تزداد " حتى تتجاوز أطر سمات النوع والتي يتعذر الوقوف على أسبابها القريبة إلاَ في حالات نادرة للغاية, هي, بالتحديد ما أرغمه على التشكك بالأساس السابق لكل قانونية في البيولوجيا – بمفهوم النوع في صيغته الميتافيزيقية السابقة, الثابتة والمنحطة.255
في انتقالنا إلى حقل " البيولوجيا " نجد أن كل رد فعل Reaction ميكانيكي فيزيائي " وبعبارة أخرى – حرارة..إلخ " يستنفد ذاته بمجرد حدوثه, والتفاعل Reaction الكيميائي يغير الجسم المتفاعل ولا يتجدد إلاّ إذا أُضيفت كمية جديدة من هذا الجسم. والكائن الحي هو الوحيد الذي يستجيب تلقائياً, أي بصورة مستقلة – بالطبع تحت حدود إمكانياته " النوم " شرط مدّه أولاً بالغذاء. لكن هذا الإمداد الغذائي لا يفعل فعله إلاَ عندما يُتمثل, أي لا يفعل آنياً مباشرة كما هو الحال في الأطوار الدنيا, فالجسم العضوي , هنا, يملك من تلقاء نفسه قوة استجابة, والاستجابة الجديدة يجب ان تتم من خلاله.343 بهذه يمكن القول أن الجسم هو ما يعطي قوة الدفع لحياته وفي ذات الوقت, ومن داخل نفس المكونات مع تغير في الشروط فإن هذا الجسم يدخل مرحلة الموت. فأمام قوانين الكم والكيف , والأضداد, ونفي النفي.. يدخل الموت ضمن حركة الحياة نفسها أي نفي لها .. فالموت إما هو انحلال الجسم العضوي, انحلالاً لا يترك وراءه من أثر سوى العناصر الكيميائية المكونة له والتي تشكل جوهره, وإما أن الجسم الميت يترك بعده مبدءاً حيوياً يتطابق – إلى هذا الحد أو ذاك – مع الروح التي تخلد بعد زوال الكائنات الحية كلها, لابعد الإنسان وحده.344 وهكذا تكتمل دورة الطبيعة الكلية بما فيها الإنسان نفسه. وهنا أيضاً تتوقف قرآءتنا المدخلية للنظرية الماركسية العلمية والتي تتحرك من واقع القوانين المتولدة من الطبيعة وليس من خارجها.


خلاصة:
في هذه المقدمة التمهيدية, حاولنا بقدر الإمكان تجنب الدخول ميدان التطبيقات العلمية ؛ فهذا بحث قائم بذاته تتداخل فيه الرياضيات والهندسة مع علوم الحياة والكيمياء وبالذات الفيزياء ..إلخ. وكل ما فعلناه كان مجرد عرض لما تم اكتسابه من القراءة المباشرة لكتاب ( ديالكتيك الطبيعة ) إضافة لتأثير قرآءات مختلفة. في اعتقادي ولإكتمل الصورة إلى درجة معقولة, يتوجب الإطلاع على معظم الاعمال الماركسية وبالذات ( رأس المال, أنتي دوهرنج , والأيديولوجية الألمانية). أما حديثاً ومعاصراً, فإن معظم مفكري البنيوية وما بعدها لا يفلتون من المدرسة الماركسية . كما نجد ان جـذور " النظـرية النقـدية " هو جذر ماركسي متحرك من كتاب " التاريخ والوعي الطبقي " لمؤلفه الماركسي الهنغاري, " جورج لوكاش. وفي هذا الوقت المشحون بإختراقات الرأسمالية الوريثة للإستعمار ظهرت نظرية "ما بعد الإستعمار" والتي في أصلها نتاج لمبادي ماركسية تحاول الكشف عن طبيعة الواقع الذي خلفه الإستعمار, والبحث في الكيفية التي اصبح فيها هذا الواقع, هو المدخل الاساس للعودة الإمبريالية.
" ديالكتيك الطبيعة " كعلم يبحث في الترابط الشامل, سيكون هو الوسيلة للتخلص من سلطة أوهام الميتافيزيقيا وتأثيرها في انصراف الوعي عن حقيقة الطبيعة في كليتها وطبيعة الإنسان وقوة امكانياته في تحويلها بما يخدم أغراضه وحاجياته , ذلك أنه هو الكائن الوحيد الذي يعي هذا الدور.



#سيف_الدولة_عطا_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في - الحق في الفلسفة - جاك ديريدا


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سيف الدولة عطا الشيخ - ديالكتيك الطبيعة