أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - ميشيل نجيب - هزيمة الله وأنتصار كورونا














المزيد.....

هزيمة الله وأنتصار كورونا


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 6533 - 2020 / 4 / 9 - 01:40
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


سبقنى زملائى فى الكتابة عن إقتناع غالبية الفقهاء والمسلمين بأن الله سلط جنوده وسيف الموت على الكفار، من خلال أحد جند الله والمؤمنين به وهو كورونا لكن هذا الجندى المجهول الذى نسبه المسلمين إلى إلههم، قام بثورة وإنقلاب رهيب على إله المسلمين وكشف ضعفه وضعف تابعيه والمؤمنين به، وأعلن فى بيان صريح: كورونا العظيم لا يشرفه أن يكون من المؤمنين بإله المسلمين الكافر بالخالق العظيم الذى لا يخشى البشر وإلهتهم الغيبية التى هى مجرد أساطير خرافية أبتدعها خيال الإنسان القديم"، وصدق الإنسان نفسه وخاصة أتباع إله المسلمين أنه إله يملك القوة والحكم والسلطان والجبروت والقدرة والعلم بالظالمين، وأنه يهدى ويضل من يشاء وينتقم ويهلك من يشاء يعنى بدون تفلسف وتكبر والأعتقاد بأى آلهة أخرى فإن الله " بتاع كله"!!

لأن البشر يوم أنتشرت تلك العقائد والأديان منذ الديانات البابلية والأشورية والفرعونية والهندية والأغريقية والصينية وغيرها، كان الجهل وإنعدام المعرفة وقصور التفكير يسود الأرض بين البشر لذلك كانت السذاجة هى الصفة الغالبة على تفكير الإنسان اليومى، وأمتدت صفة السذاجة هذه بين كل الذين آمنوا بعقائد وأديان العالم المختلفة سواء إبراهيمية أو فرعونية أو بابلية أو زرادشتية وغيرها حتى يومنا هذا، لكن مع مشاعل التنوير التى أنارت ظلمة الجاهلية الإنسانية فى الغرب أستطاع المؤمنين فى تلك البلاد فهم أن آلهتهم وأديانهم ليست الوحيدة التى تملك الحق، وبذلك نبذ المؤمنين أفكار الكراهية والعنصرية والصراعات الدينية التى كانت تغذيها النصوص الإلهية الإنتقامية فى العهد القديم" التوراة".

لكن ظلت الشعوب العربية مستمرة منذ ظهور الإسلام الذى كان أبن بيئته الصحراوية البدوية وما يتميز به من قساوة وعداوة وبغضاء وغيرها من صفات تتميز بها الشخصية العربية وأنتقلت إلى النصوص الإسلامية سواء المحمدية أو التراثية التى سارت على ذات النهج، من أجل ذلك يكتشف قارئ التاريخ العربى والإسلامى تلك الطبيعة الفطرية الدينية التى تعتقد إعتقاداً مقدساً أن الله هو الذى يعاقب الكفار عندما تقع أى كارثة أو طوفان أو فيضان أو ثورة البراكين والزلازل، والسبب هو أن الله يقول بأنه على كل شئ قدير ويصف جنوده سواء التى يرسلهم من فوق أو المجاهدين بقوله: وإن جندنا لهم الغالبون، لكنه رغم ذلك يصر ويؤكد لمحمد وللمسلم:" وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيد" وهذا الكلام هو عكس الواقع بل يثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن الله فقد السيطرة على الأرض وعلى عدم قدرته فى حماية أتباعه الصالحين!!

وكلام الفقهاء وشيوخ الإسلام بالأدعاء أن كورونا عقاب وأبتلاء من الله لذلك أعتبروه كورونا المؤمن، لكن عندما أكتشفوا أن كورونا لا يميز بين المؤمنين المسلمين وبين الكافرين والمشركين والملحدين أطلقوا عليه سيل لعناتهم وأعتبروه كورونا الكافر، لكن كما قلت فى المقدمة أن كورونا لا يشرفه الإيمان بآلهة لا تعلم ولا تعرف شيئا ولا تملك القدرة العلمية على أختراع الفيروسات التى يصنعها العلماء من البشر، بينما آلهة البشر التى لا يعرفون عنها شيئاً إلا ما وجدوه موجوداً فى كتب التراث الموروثة عبر الأجيال فهى آلهة تعجز عن صنع شيئاً إلا مجرد حبال وعصى يتوهمون أنها ثعابين تسعى مثل آلاعيب السحرة!!

لكن وأنا أتحاور مع الآلهة كورونا لفتت نظرى إلى أنها ليست فى صراع أو حرب مع أى شئ ولا أى جهة كانت، لذلك يخطئ من يعتبر أن هناك هزيمة وأنتصار لصالح طرف ما، لأن كورونا لا تسمح لنفسها الدخول فى معركة غير متكافئة يصنعها فكر وعقول البشر الضعيفة التى يعتقدون فى أساطير دينية، لأنه لا وجود للكفر أو الإيمان لأنها بدعة أبتدعها أصحاب الأديان ليزرعوا الكراهية والبغضاء والعداء فى قلوب المؤمنين بها نحو الأخرين، بحجة أنهم كافرين بإلههم وبالتالى يكونون أعداء لله والمؤمنين به والنتيجة هى صراعات وحروب بين حزب الله وحزب الكفار، تقول كورونا مسترسلة: لماذا كل هذا الإهتمام من جانب بعض مؤمنى الأديان بإظهار إيمان أو كفر غيرهم من بقية الأديان أو ممن يرفضون الإيمان بآلهة مثل غيرهم؟ ولماذا يكون الإهتمام بالتكفير يصل إلى حد كبير من الشراسة ورغبة المؤمن فى الأنتقام من غير المؤمن؟ هل هذه تعاليم وأفكار لبشر أسوياء العقل أم أنها خرافات الأقدمين التى ورثوها عن أدبيات الحضارات القديمة؟

أنا كورونا لست خرافة أو أسطورة غيبية بل أنا حقيقة واقعية يعيها كل ذى عقل قويم ويخشانى كل بشر، لأنه رأى ولمس قوتى وأنتقالى بحرية وسط مجتمعات الأغبياء والمتساهلين والمستهترين بقدرتى على العمل والفعل، ولا أجيد الكلام والأقوال مثل أسطورة: كن فيكون!!



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا يُقَيِّد أيدى الله
- كورونا والإله الغائب
- إستسلام المرأة لعورتها ونجاستها
- إيمان الدكتور مجدى يعقوب
- الأزهر بين الإسلام والتجديد
- مؤتمر التجديد لشيخ الأزهر
- زعيم الأمة والثورة الإسلامية
- التحية إلى زعيم الأمة الإسلامية
- أفاعى الدين والدنيا
- رئيس الخلافة وذوات الحجاب
- من هو إله الإخوان المسلمين؟
- ثقافة التغيير والفضيلة
- هزيمة المؤمن أمام الدين
- تغيير الفكر الدينى
- الحوار المتمدن مع وضد الله 2
- الحوار المتمدن ليس من الله (1)
- حقوق الإنسان ليست من الله
- التخلف الدينى والتنوير (4)
- التخلف الدينى والتنوير (3)
- التخلف الدينى والتنوير (2)


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - ميشيل نجيب - هزيمة الله وأنتصار كورونا