أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - الثالوث السلطوي المقدس, ترغيب, ترهيب, تربيب














المزيد.....

الثالوث السلطوي المقدس, ترغيب, ترهيب, تربيب


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1579 - 2006 / 6 / 12 - 08:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا اختلاف في الرأي إذا ما طرحت الآلية التي أوصلت الأنظمة إلى السلطة جانباً , فالرؤى حول وصول الأنظمة المفاجأ للسلطة متوافقة فيما بينها , وهو وصول غالباً ما كان ناتجاً عن انتخابات حقيقية أو مزورة مهدت الطريق أمامها نحو السلطة , أو قد يكون وصولها اغتصاباً هاتكاً لعرض المجتمع , أو عن طريق التوريث تماماً كما هو حال الأنظمة الملكية .
والأدهى من ذلك أن الحاكم الذي يكتسب شرعيته عن طريق تثبيته للسلطة بالقوة, تتعدد مراتبه فمرة يدعى بالرئيس ومرة بالزعيم و القائد, واللافت بما أن الأنظمة جاءت بالسلطة بغتة في عتمة الليل , فمن المستحيل أن تفلت من يدها بغتة في وضح النهار.
لذا , فأنها احتاطت جيداً لهذا الأمر و راحت تعد عدتها الطويلة , للمكوث في عرش السلطة , إرضاءً لذاتها وللنفوس المستضعفة معها , فبدأت أولاً بتنفيذ ثنائية الترغيب والترهيب بوضع خطط مرحلية للبناء وفتح أسواق العمل على مصراعيها , كما بدأت بمنح القروض البنكية ترغيباً لمن يشاء وترهيباً في جني الفوائد المترتبة عليها , إلى جانب فرض الضرائب العامة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .
أمّا على المستوى السياسي يظهر الترغيب بسماحها لإنشاء أحزاب سياسية , ومنحها حق المشاركة النسبية في السلطة سواء في البرلمان أو الحكومة , ولكن ضمن قوالب جامدة لا يجوز تكسيرها واختراقها الممثلة بجملة قوانين تحد من توسعها خارج الحدود المرسومة لها, وصولاً إلى تجميد دورها مجدداً في الحياة السياسية .
ومن ثنائيات الترغيب والترهيب السماح بظهور وسائل إعلام خاصة مغلوب على أمرها في جميع الأحوال, فمرة يسمح لها بالعمل ومرة تعطل وتعاقب , كونها تجاوزت المسموح به .
هذه الثنائية اتبعت بعنصرالتربيب فأصبحت ثلاثية سلطوية مقدسة مكتملة الأضلاع والزوايا, وغدت الأنظمة أكثر ارتياحاً من اعتمادها على تلك الثنائية السابقة الغير مكفولة في البقاء طويلاً.
والواضح أن هذه الثلاثية أعطت السلطة الحق المقدس الذي فسرته نظرية الحق الإلهي التي صاغها المؤرخ الفرنسي (بوسويه) حيث يقوم هذا الحق على أربعة أركان أساسية ..
الركن الأول : السلطة مقدسة , بمعنى أن الحكام هم خلفاء الله في الأرض وبذلك يتحول عرش السلطة إلى عرش إلهي .
الركن الثاني : السلطة أبوية, حيث يحل الحاكم محل الله فيغدو الأب الحقيقي للجنس البشري .
الركن الثالث : سلطة مقدسة ناتجة عن مجموع السلطتين السابقتين وقائمة على القوة المطلقة .
الركن الرابع : سلطة منزهة من اعتراض وتذمر المحكومين وأياً كان سلوكها .
وبالانتقال إلى الحالة العربية نجد أن مفهوم سلطة الحاكم وظله في الأرض كظل الإله على الكون , فانتشار هذا المفهوم كان في عصر الدولة العباسية , نتيجة انتشار وتأثير الفكر السياسي الفارسي ونظرته إلى جوهر الحكم السياسي الذي ترافق مع الأدبيات الفارسية , كالأدب الكبير لا بن المقفع , حيث عكس مطامح الحكام ورغبتهم في السيطرة المطلقة , وبذلك منحت هذه الأدبيات قدراً كبيراً من السلطة والشرعية المستمدتين من الإرادة الإلهية لا من الجماعة البشرية , وما يدل على ذلك أن الخلافة الفاطمية الوراثية التي قامت في مصر وشمال أفريقيا , ادعت الألوهية لأئمتها عن طريق إجبار قضاتها وموظفيها بتبني عقائدها .
ولا شك أن ثلاثية السلطة ببطشها وقمعها , إنما تعكس الوجه الحقيقي للأنظمة الموغلة في جبروتها , وبنفس الوقت تزرع ثقافة خوف واسعة في النفوس , تبدأ منذ لحظة تشكلها الأولى , أي من طفولتها إلى شيخوختها .
ولعل الحالة التي عاشها الكاتب الروسي الشهير مكسيم وركي منذ صباه خير مثال لذلك , فقد عاش مكسيم يتيماً فقيراً عند جداه الورعين التقيين وكانا يقضيان وقتهما طوال اليوم بالصلاة أمام قونة العذراء والمسيح , فالجد كان قاسياً على مكسيم بعكس الجدة التي كانت ترعاه بعطفها وحنانها وتزوده بالبركة وتزيد عليها شيئاً من الحلوى , وحين سئل مكسيم الصغير عن مدى محبته بالله كان يجيب إني أحب الله (جدتي) وأكره الله (جدي) , فهل تتعظ الأنظمة من قصة مكسيم الآنفة وتتحول إلى جدة تحتضن شعوبها بمحبة ورعاية تامة أم تبقى على صورة ذلك الجد الكهل والقاسي ؟ فهل من يتعظ ؟؟.



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريون وراء الحدود
- ...الأنظمة : مشروعية التماهي بالأوطان
- المجتمع المدني .. الوجه الآخر للديموقراطية
- بين الحاجات الوطنية والدوافع القومية
- سورية: معارضة فنادق أم خنادق .. ؟
- مزالق الديموقراطية المرتهنة
- أميركا:الخطاب الديني المتقلب
- عقد الاستبداد العربي وعقليات إنتاجه
- السفينة العربية المضادة للغرق تغرق نظرية أرخميدس
- الإعلام العربي بين الماركسية والنيوليبرالية
- من يحكم من..الحكومات أم الحركات..؟
- حول دمقرطة الإسلام السياسي
- بين مطرقة السادية وسندان المازوخية
- على أهلها جنت براقش
- ميثولوجيا الحداثة .. وشبح الأصولية
- إصلاح أم تجميل..؟
- ثورة هوية أم أزمة وطنية ..؟
- ًالعروبة .. ومبتكراتها المستحدثة عالميا
- سيكوباتية السلطة وعقدها الثورية


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - الثالوث السلطوي المقدس, ترغيب, ترهيب, تربيب