أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - العراق بؤرة خطرة للصراع الإيراني – الأمريكي















المزيد.....

العراق بؤرة خطرة للصراع الإيراني – الأمريكي


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6532 - 2020 / 4 / 8 - 13:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم وباء كورونا الذي يشغل العالم كله ويزداد بسببه عدد الوفيات يومياً وتعجز النظم السياسية الرأسمالية والبلدان النامية دون استثناء عن توفير ما هو ضروري من أدوية ومعدات، ومنها الكمامات وأجهزة التنفس الاصطناعي وأسرة المرضى لمواجهة موفقة وسريعة لانتشار عدوى هذا الوباء الذي شمل حتى الآن ما ي قرب من مليون ونصف المليون مصاب وعشرات الآلاف من الموتى، ويتفاقم الموت اليومي في كل مكان تقريباً، ورغم الأوضاع الصعبة جداً التي تمر بها إيران والولايات المتحدة بسبب هذا الوباء، فأن الصراع بينهما لا يزال يحتدم على الأرض العراقية وليس في إيران أو الولايات المتحدة أو إسرائيل. فإيران تحاول، بكل ما لديها من قيادات وافراد عراقيين يعملون في فيلق القدس ومنسبين كقياديين وكوادر وأعضاء في الميليشيات الطائفية الشيعية المسلحة، وبكل ما تملكه من نفوذ وتأثير مباشر على الأحزاب والقوى والساسة والحكام العراقيين، وبكل ما لديها من أدوات ووسائل إعلامية وحسينيات ومساجد وشيوخ دين، أن تؤجج الصراع وتديمه ضد الولايات المتحدة الأمريكية على الأرض العراقية وليس على أرض إيران. فالعراق ساحة إيران المفضلة وأفراد فيلق القدس هم في الجبهة الأمامية في هذا الصراع وفي تأجيج العداء للوجود العسكري والاقتصادي الأمريكي في العراق.
ضمن عمليات تأجيج الصراع تبرز تكتيكات عديدة في مجمل السياسة الإيرانية إزاء الولايات المتحدة، كجزء مهم من السياسات اليومية لتحقيق الاستراتيجية الإيرانية في بلاد الرافدين أولاً، وفي منطقة الخليج وعموم الشرق الأوسط لاحقاً، وأعني به: تأمين مستلزمات الهيمنة الكاملة والتامة لإيران سياسياً، وكجزء منه عسكرياً، واقتصادياً واجتماعياً ودينياً، وإخضاع المرجعية الشيعية في النجف وعموم المرجعيات في العراق بالكامل للمرجعية الشيعية الصفوية في قم وطهران، من خلال فرض إخراج القوات الأمريكية وتقليص ومن ثم تصفية مصالحها الاقتصادية في العراق. ويمكن بلورة هذه التكتيكات في النقاط الجوهرية الآتية التي لم تعد مخفية عن أنظار الواعين والواعيات من أبناء وبنات الشعب العراقي:
1) الحفاظ بكل الوسائل والسبل والأدوات المتوفرة على وحدة البيت الشيعي، حتى لو تطلب الأمر تهديد أو تصفية من يقف بوجه هذه الوحدة المطلوبة من القوى التي شكلت في البداية ما أطلق عليه بـ "البيت الشيعي!".
2) الحفاظ على وحدة وتماسك الميليشيات الشيعية المسلحة التي يعتبر قادتها كلهم أعضاء وقياديين في فيلق القدس الإيراني وهم يقودون ميليشيات عراقية كثيرة، وتأمين المزيد من السلاح والعتاد، لاسيما الصواريخ، والأموال لها بما يمكنها من تنفيذ المهمات التي تناط بها من قبل قائد فيلق القدس الجديد والمرشد الإيراني على خامنئي. والعلاقة بين قادة الميليشيات وقائد فيلق القدس مباشرة، رغم تخلخلها النسبي بعد وفاة المسؤول السياسي والعسكري في المنطقة قاسم سليماني.
3) محاولة جادة ومكثفة لرفض أي مرشح لرئاسة الوزراء في العراق ما لم يكن مقبولاً من إيران وموافقاً على تأدية المهمات التي يكلف بها لصالح إيران في العراق. فإيران التي تريد خسارة السلطة التنفيذية العراقية بأي حال، حتى ولو جزئياً، إذ بها ترتبط المصالح الاقتصادية والوجود الإيراني والأمريكي في العراق.
4) استمرار التحرش اليومي وحيثما أمكن بالقوات الأمريكية الموجودة في العراق من خلال إسقاط الصواريخ واستفزازات غير منقطعة للرئيس الأمريكي والبنتاغون وإثارتهما ودفعهما للرد عليها على الأرض العراقية.
5) التصعيد الجديد للاستفزازات الإيرانية ضد الولايات المتحدة من خلال التحرش بمصالحها الاقتصادية، ومنها بشكل خاص النفطية، في جنوب العراق، وهي النقطة الأكثر حساسية وتأثيراً على الموقف الأمريكي.
6) تبويش تدريجي للانتفاضة الشبابية والشعبية التي انطلقت في الأول من تشرين الأول 2019 من خلال التسويف وكسب الوقت وتفاقم الإنهاك السياسي للمنتفضين والمنتفضات، إضافة إلى استمرار الاغتيالات والاختطاف والقتل حتى في ظل انتشار وباء الكورونا.
ويبدو لمتتبع السياسة الإيرانية الحالية أن القيادة الإيرانية تعتقد بأن الفترة العصيبة التي يمر بها العالم، لاسيما الولايات المتحدة، وانشغال ترامب المستمر بمواجهة هذا الوباء الذي يلتهم الكثير من الأمريكيين ويشل الماكنة الاقتصادية الأمريكية، وما ينشأ عن كل ذلك من عواقب وتأثيرات على وضع دونالد ترامب فيي الانتخابات الأمريكية القادمة، هي الأكثر ملائمة لزيادة الضغط على ترامب والتحرش به لدفعه إما باتجاه سحب القوت الأمريكية، وهو الهدف المنشود، أو توجيه ضربات للميليشيات في العراق، التي ستثير المزيد من الإشكاليات مع الحكومة العراقية والدولة العميقة، وهو ما تسعى إليه إيران لكي يقربها من الهدف المنشود، وبالتالي فهي الرابحة في كل الأحوال، والولايات المتحدة هي الخاسرة، بغض النظر عما يتحمله العراق من خسائر في كل الاتجاهات، إذ هذا يدخل في حسابات إيران للانتقام من الشعب العراقي الذي شارك في حرب البعث وصدام حسين المجنونة ضد إيران التي استمرت ثمانية أعوام عجاف.
كل الدلائل تشير إلى أن ترامب لن يبقى ساكتاً، ففي مؤتمره الصحفي الأخير تهدد القيادة الإيرانية مباشرة إضافة إلى تابعها في العراق، بعد توجيه ثلاثة صواريخ كاتيوشا سقطت بالقرب من موقع شركة هالبرتون النفطية في منطقة البرجسية جنوبي العراق، والتي لم تصب الشركة بأضرار مادية أو بشرية، ولكنها ألحقت أضرارا بالبيوت السكنية المفرغة من سكانها تقريباً بسبب وباء كارونا، دون عواقب فعلية على العراق، حتى لو لم يأت الرد سريعاً. وبالتالي فأن يران تغامر على أرض العراق وبالشعب العراقي ومصالحه الأساسية. كما إنها يمكن أن تتسبب بإشعال حرب داخلية مدمرة بعد التهديد الذي أطلقته الميليشيات الشيعية المسلحة بقتل كل نائب يجرأ على التصويت لصالح عدنان الزرفي المكلف من رئيس الجمهورية بتشكيل الوزارة الجديدة ليخلف السفاح عادل عبد المهدي المستقيل والمكلف بتصريف الأعمال.
إن إيران، وهي تلعب بالنار في العرق وبالعراقيين والعراقيات، يمكن أن لا تحرق أصابعها فقط، بل ويمكن أن تلتهب النيران على أراضيها أيضاً، وفي آبار بترولها ومصالحها الاقتصادية ومؤسسات الطاقة النووية المنصوبة تحت الأرض في إيران. إنها يمكن أن تكون مناسبة للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لتوجيه مثل هذه الضربات في وقت تواجه إيران وباء كورونا الذي يزداد انتشاراً من جهة، ومصاعب اقتصادية متفاقمة تهدد بانتفاضات شعبية جديدة من جهة ثانية، وقوات مسلحة إيرانية ستجد إن سياسة خامنئي تدفع بإيران إلى مخاطر جديدة لا أول لها ولا آخر، كما هو حاصل في سوريا واليمن وفي العراق.
إن العراق ومنطقة الخليج وعموم الشرق الأوسط يواجه مصاعب جمة في الوقت الحاضر ناجمة عن وباء كورونا، ولكن هناك مخاطر سياسية وعسكرية كبيرة كانت ولا تزال تهدد المنطقة بحرب أو حروب جديدة يفترض أن ينتبه لها الشعب العراقي وشعوب المنطقة، ويفترض أن يعمل الجميع لمواجهة هذه المخاطر ورفض وقوع العراق في الفخ الإيراني الجاري وبمساعدة مباشرة من الطغمة الحاكمة والأحزاب الإسلامية السياسية وميليشيات فيلق القدس الشيعية المسلحة في العراق. لقد كانت ومازالت قوى الانتفاضة الشعبية الباسلة تتصدى لمثل هذه السياسات وتريد الخلاص من هذه الطغمة الطائفية الفاسدة الحاكمة لوضع العراق بعيداً عن سياسات إيران أو لكي لا يكون بؤرة للصراع الإيراني-الأمريكي على الأرض العراقية، إذ سيكون الشعب العراقي وحده ضحيته الأولى والأساسية.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وباء كورونا والأوبئة الأخطر في العراق!
- تحية إلى رفاق وأصدقاء ومؤيدي الحزب الشيوعي العراقي في الذكرى ...
- نقاش هادئ مع الدكتور فؤاد حسين حول الحكومة المستقلة
- اطماع دول الجوار الكبيرة بالعراق ومعضلة الدولة العراقية الهش ...
- المرأة في عيدها الأممي في الثامن من أذار: [قرة العين: النموذ ...
- نحو قراءة متمعنة لبيان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
- السقوط المدوي للإسلام السياسي والتشبث بالحكم في العراق
- ضعف الثقة والتنافس الفظ حالة مميزة في التيار الديمقراطي العر ...
- هل تساهم الجاليات العراقية في الشتات في دعم الانتفاضة؟
- ماذا تشهد ليالي بغداد المنتفضة من أحداث؟
- وحدة القوى الديمقراطية دعم لانتفاضة الشعب الباسلة
- المأساة والمهزلة مستمرة في عراق اليوم!
- شُلّت أيدي قتلة المناضلين في ساحات وشوارع العراق
- استراتيجية تكريس المحاصصة والهيمنة الإيرانية في العراق، فما ...
- ليس من مصلحة أحد الإساءة للأستاذ الدكتور فارس نظمي
- نداء عاجل وملح دعونا نتحاور بود وحرية، دعونا ننتبه لمهماتنا ...
- نحو حوار هادئ وموضوعي بين القوى الديمقراطية واليسارية
- دكتاتور مصر يتعرض لاشد إساءة مطلوبة
- الديمقراطيون وظاهرة مقتدى الصدر
- مناورات الطغمة الحاكمة لن تمر وشبيبة العراق لهم بالمرصاد!


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - العراق بؤرة خطرة للصراع الإيراني – الأمريكي