أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - ياسمين جواد الطريحي - -وباء -كوفيد - 19 المسمى -كورونا - ، نظرة أجتماعية نقدية -















المزيد.....

-وباء -كوفيد - 19 المسمى -كورونا - ، نظرة أجتماعية نقدية -


ياسمين جواد الطريحي

الحوار المتمدن-العدد: 6531 - 2020 / 4 / 7 - 00:03
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


بدأ إنتشار فايروس كورونا منذ نهاية سنة 2019 من مدينة وهان Wuhan وبعض من المناطق الصينية المحيطة بها ومن ثم أوربا والشرق الإوسط وبالخصوص ايران والدول العربية ومنها العراق ، لايبدو ان الشعب العراقي ولا الحكومة قد استوعب حجم هذه الكارثة الانسانية . بالرغم من موت الالاف ، وتوقف الحياة الاقتصادية وشلل عام في كل النواحي الاجتماعية والتعليمية والعملية ومنع الخروج والدخول الى المدن الموبؤه وهذا التوقف شبه التام للحياة في أغلب عواصم العالم، وقد اكتسح سونامي "كورونا" 188 دولة الى الآن وتركته مشلولا .
علما ان الكثير من العلماء قد حذرنا من اكتساح فايروس جديد بل وأخطر من فايروس " سار " الذي اصاب الالاف في جنوب شرق آسيا وتوفى 700حينها في الصين وحدها ، وكان هذا من بضع سنوات مضت . وقد تمت السيطرة عليه بسرعة بعد اكتشافه بوقت قصير. لكن يبدو ان السياسين لديهم مايشغلهم وهو الاقتصاد والمال في الشرق والغرب على حد سواء.
الآن وبعد فوات الآوان ، هناك الإلاف من العلماء في الدول الكبرى ودول اوربا واسيا يتسارعون في كيفية ايجاد لقاح ضد فايروس كورونا. ومع كل التحذيرات من منظمة الصحة العالمية وموت الالاف لدى الجارة ايران ، ظل العراق بعيدا عن الصورة كأنه يعيش في كوكب آخر وظلت دول الشرق االإوسط وخاصة العربية تقلل من اهميته وكالعادة غياب الشفافية بهذا الموضوع.
وبشكل متأخر اتخذ العراق اجراءات محددة لمنع خطر انتشار هذه الجرثومة الوبائية كحظر التجول وغيرها من اجراءات الوقاية من دون النظر الى غالبية الناس من الفقراء الذين لايستطيعون تأمين لقمة عيشهم لعل وعسى تنقذ من لم يصب بها . وذلك لسؤ القطاع الصحي بشكل عام وقلة خبرة المشرفين عليه وخاصة في العراق الذي تعرض الى الفساد المتفشي كبقية القطاعات الاخرى مع غياب ميزانية خاصة لمثل هذه الظروف ، وغياب طبقة سياسية وطنية التى لاتهتم بالإمن الصحي ولا بالإمن الغذائي للفقراء والمواطن وذلك من اجل مكاسب سياسية مادية مستقبلية على حساب الإنسان الفقير الذي لايستطيع ان يجد لقمة عيشه .إذا لم يقتله الوباء فسيقتله الجوع.
من هنا إيجاد ان اغلب الكتابات عن هذا المرض وتقييمه واثره على الفرد العراقي حاضرا ومستقبلا لم تكن بالمستوى العلمي ، الصحي والثقافي الواعي المطلوب ، وإيجاد سبل ايصال لقمة العيش الى الفقراء في انحاء العراق وبشكل ممنهج . اغلبها مناظرات شبه غير واقعية من اجل الكتابة ومن يكتب اكثر ، مناظرات وفيها كل واحد يحاول ان يبرهن للاخر انه الإفضل في الرؤية والتحليل . معظم التفسيرات تتعلق بنظريات القوى العظمى وسيطرتها على العالم ، ولاتزال هذه الإطروحات حبيسة نظرية "المؤامرة" التى شلت العقل العربي والعراقي بالإخص من دراسة وايجاد الاسباب الحقيقية لواقعنا الاجتماعي المؤلم والكارثي بكل خصائصه ، وإيجاد الاصلاحات المناسبة له حاضرا ومستقبلا ، التى تحتاج الى جيش من علماء الاجتماع والنفس و الثقافة لمعرفة الشخصية العراقية وكيفية تأهلها لمثل هذه الآزمة الصحية. وهذه احد اسباب تقوقعنا وتأخرنا في مجال التطور الإجتماعي والعقلي الثقافي.
جرثومة "كورونا" جاءت لتقصف ظهر البعير ، هذه الجرثومة كشفت عن الجهل العام الذي يغلف مجتمعنا ، وخاصة في الطبقة " النخبة" التى تنظر وتكتب كل يوم مع تعدد الاختصاصات . الجهل بواقع المجتمع العراقي الذي يحمل الكثير من الاوبئة الإجتماعية والتى تحاول فيه الطبقة "النخبة" تجاهلها ودفعها الى اسباب خارجية لاتمت الى واقعنا باي حال ، وجهل الطبقة الحاكمة شبه السياسية بأدارة هذه الآزمة .
العقل العراقي لايزال لايستوعب إن عدم جاهزية مجتمعنا وجهله لاتعود الى النظريات المستوردة التى تملئ صحفنا العراقية وقنواتنا المرئية والسمعية ولا وسائل الاتصال الاجتماعي بكل اقلامه واسماءه العليا و الكم الهائل من الفيديوات التى اغلبها فارغة من محتواها وماهي الا تهريج وكلام فارغ، بل تعود الى ثقافة "افراغ العقل" من نسيجه الفكري وجعله يتمحور حول الدور الخارجي وإعداء "الإسلام" أو"المذهب" هم السبب وراء محنا وكوارثنا وكأننا لسنا في هذا الكوكب الذي نحن جزء منه ونتفاعل مع اي صغيرة وكبيرة فيه. !
لايزال العقل العراقي يتسم " بالطفيلية " . عقل ملغوم بالتفسيرات السطحية والنظريات الاجنبية التى اغلبها لا تتلائم مع عقلية افراد المجتمع العراقي القبلي بجوهره ، والعشائري بظاهره ، والمتحفظ في باطنه رجالا ونساءا ـ لا استبعد هنا أحدا. هذه الجرثومة ليس فيها ذكر وانثى ليس فيها فقير ولا غني ليس فيها من لديه شهادة ومن ليس لديه ، هنا الكل اما يحيا او يموت.
حين تفشى الوباء ، بالغت مجتمعاتنا بالسخرية وعدم الإهتمام وخاصة في المجتمع العراقي و مع عدم وجود قطاع صحي ذو مستوى حديث يناسب العصر والتطورات التكنولوجية في القطاع الصحي للناس البسيطة (لانه يعتمد على مساعدات الدول الإخرى بالرغم من أن ميزانية العراق اليومية من النفط تكفي دولا لسنين) ولا وعي صحي ناهيك عن غياب الوعي الاجتماعي والجهل المطبق .
اما القطاع الخاص فهو لطبقة معينة من الناس لايتحمل الفقير دفع نفقاته ، مع قلة او عدم اهتمام النخبة الحاكمة بما يصيب الطبقة العامة ، والإعتقاد الديني المذهبي عند غالبية الطبقة الفقيرة المعدمة باءن الله سيطرد عنهم البلاء ويشفيهم لو اصيبوا به . هؤلاء ليس لديهم وسيط ولا مال ولا سياسي يهتم بهم وهو لا يقرا لانه اما لإنه لايعرف القراءة او إنه مشغول بلقمة العيش ـ والسبب الاجتماعي الآخر لايقل اهمية وهو ان الإسرة العراقية اسرة كبيرة متناقضة في طبيعتها واشكالياتها فهي لاتكتفي بافرادها او ابناءها بل القريبين جدا فلجؤهم الى الله والاعتماد على الادعية والإئمة كما يعتقدون عن جهالة أنه المنقذ لحياتهم.
اما المجتمعات الاسيوية والاوربية فأنها ذات مسؤولية جماعية ومؤسساتية مستقلة لاتحكمها قبيلة او عشيرة ، فهي مجتمعات مستقلة لا تعترف بشئ غير القانون وحكومة منتخبة على اسس ديمقراطية شرعية ، ولدينا تحفظات بهذا الخصوص.
مانحتاج اليه الان في الوقت الراهن وضع المجتمع العراقي كله تحت المجهر ونبدأ حملة نسميها " وباء الوعي الصحي " . فالتوعية الصحية الإجتماعية هي ركن بالغ الإهمية من اركان بناء الدول الحديثة التى تضع ميزانية خاصة لبناء وتطوير القطاع الصحي الإجتماعي حاضرا ومستقبلا وتاخذ بنظر الإعتبار بإن مثل هذه الازمات قد تحدث مستقبلا لإن مجتمعنا مجتمع فيه اسر كبيرة وفي دار واحدة سواء اكان فقيرا ام غنيا.
كيف تستطيع هذه القلة الواعية مساعدة العامة بالخروج من هذا الوباء الذي لايظلم أحد. مع عدم الإعتماد على " الحكومة" بل على الجهود الذاتية التى يقوم بها أهل الخير . منها رفع الوعي العام الى مدى وحجم خطورة هذا الوباء ، واهمية النظافة بداية (النظافة من الإيمان) لدرء هذا الوباء فهو لايحب الصابون مثلا ، اما الإقنعة الواقية ، بما أن ليس هناك اقنعة واقية لدى الكثير او الغالبية فيجب اختراع وسائل ما (العقل العراقي ذكي ومجتهد) لعمل اقنعة للناس ، وإعطاء ارشادات صحية توعوية عن طريق لجان شعبية محلية وبنفس الحي وفي كل احياء وقرى العراق بواسطة المناشدات ووسائل الإتصال الإجتماعي او قصاصات ورقية تحمل ارشادات وتحذيرات ، وان كان بالإمكان مساعدتهم بالحاجات العينية والمادية . هذا اقل ماتستطيع ان يفعله اهل الخير في الوقت الحالي.
يؤدي الوعي الصحي تدريجيا الى وعي اجتماعي وهكذا نبني المجتمع . أن بناء مجتمع صحي حديث لن يكون عن طريق المناظرات والتسقيطات واقتباس النظريات او ترجمة مقالات اجنبية ، وافراغ العقل من منطقه ، بل النزول الى الشارع والى الواقع المؤلم الذي يعيشه العراقيين منذ عقود ومساعدته في الخروج من وباء لايمكن السيطرة عليه بالمناظرات بل بجهود محلية ونظرة جوهرية بايجاد حلول آنية ومستقبلية لرفع قابلية الوعي عند العامة.
الاصلاحات تبدأ من الاسفل وليس من الإعلى على يد الشباب الواعي ، فهو الجيل الذي سيقود العراق الى بر الآمان . لإن الكبار لازال يؤمن بالثأر والشماتة والتحزب وجمع المال والهروب من المسؤولية حين تحين الساعة ولا يهم من يموت او من يعيش بل المهم كما سيكسب وكم سيخسر. وأما الكاتب والمنظر والناقل لايهمه شئ سواء كم نشر وكم كتب وكم مقالة وافراغ "العقل" حتى تبرز اهميته وهذه هي النرجسية العربية بحد ذاتها وباءا متوارث.
أن جهود التوعية المنهجية لدى غالب الناس ستصبح عاملا مهما في إيجاد النفق السليم الى تطور المجتمع صحيا واجتماعيا وبناء دولة حديثة متطورة صحيا. وإن تكون هناك مادة دستورية تشير الى الخطط والاحتياطات اللازمة التى على الدولة اتخاذها كصندوق إعانة أو توفير حين حصول كارثة وبائية او فيضانية او جفاف لمساعدة ذوى الحاجات الصعبة والفقراء حتى لاتنهار الدولة بمجرد حصول الكارثة.



#ياسمين_جواد_الطريحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام والمرأة وجهان لعملة واحدة وسلاح ذو حدين
- الأرملة العراقية بين مطرقة الإستبداد و سنديان التخلف الإجتما ...


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - ياسمين جواد الطريحي - -وباء -كوفيد - 19 المسمى -كورونا - ، نظرة أجتماعية نقدية -