أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - ذلك البياض.. ذلك المكان














المزيد.....

ذلك البياض.. ذلك المكان


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 1578 - 2006 / 6 / 11 - 11:50
المحور: الادب والفن
    


مذ تبعنا أبي/ كالخراف/ في مساء خمسيني, أمي وأنا وأختي وأخي/ قتيل1987/ مشيا ًمن مكان معمل (الببسي كولا) المهدم الآن والذي لم يكن لهُ وجود في تلك الأيام.. أبي بيده فأسه وأنا أنؤ بحمل المسحاة وأمي تحمل على رأسها (طاسة) البناء المملؤة بالجص المخلوط بالبورك وأخي - النحيل القتيل- يحمل خيط البناء, وأختي تحمل أوتاداً خشبية صنعها أبي بيديه.. سرنا ,فريقا مهزوما صامتا مقهورا خائفا , من غضب أبي الدائم وسخطه الذي يعوض به جفاء ايامه , باتجاه الغرب نحو ما يفترض مدينة خيالية بالنسبة لنا, ليس فيها غير بضعة بيوت بُنيت بالطابوق تقاولت على بنائها شركة(تاجريان) وخصصت للدرجات الدنيا في سلم موظفي المملكة العراقية آنذاك.. أما نحنُ سكان الصرائف الذين عليهم أن يرحلوا خلال أسبوع أو أقل من أرض لا نعلم لمن تؤول ملكيتها,استحوذنا عليها مؤقتا بحكم الحاجة لمسكن لا يقينا حرا او بردا, صرائف وقصب نصبناها مقابل شركة نفط البصرة, ورائحة بترولها الذي يفيض على العالم ولا يصلنا منه غير القهر والعذاب والتسلط والضنى, فليس لنا في المدينة الجديدة غير قطع من الأرض (السبخة) تم تثبيت أرقام عليها وكان رقمنا ، (عرصة 74)، في أول لاين من الفيصلية.. -:"من اطلق على تلك(السبخة) و جزرها الملحية المتناثرة، ذلك الأسم الملكي"..!؟.
بدأ أبي يدق الأوتاد ويمد الخيط باستقامة الرصاصة التي يعرف كيف يطلقها وهو البنّاء الذي اقتيد في الاربعينيات إلى جندية الاحتياط ،في فوج "المقدم الركن عبد الكريم قاسم", نحو فلسطين.. وهناك ربتَ على كتفه قائلاً له بفراسة:
- أأنت بَنّاء!؟.
همهم ابي بحياء: نعم!!. رد عليه:
- هذا واضح من قدرتك على إصابة الهدف في التدريب!!؟.
ثبت أبي الأوتاد ومد الخيط وحدد مساحة العرصة ـ100م2ـ وأمرنا بالحفر ... وثمة إلى جوارنا(عرصةَ) مَنْ لا يعرف كيف يفعل ذلك؟. قام أبي بتخطيط القطعة العائدة له ولصغاره واغلبهم من البنات .. وتجاورنا سنين وسنين. وافترقنا مكرهين. قتل منهم ومنا من قتل بعد مجئ البرابرة ثانية وأخيراً استقر الأولاد الصغار،الذين كبروا، في المنافي.. ومنهم (عبد الباقي فرج)
الذي ارتحل من كردستان العراقية 1981 الى طهران ودمشق وبيروت ثم الدنمارك وفي جعبته/الإزار 1993 /وشرفات لاتطل على القلب /1995 / وقناع (مظفر حسين):
" ربع قرن
وانت تلازمني
بينما اغادرك محتفيا
بالرحيل يا صديقي مظفر
*
كلما حاولت
ان اقطع حبل صداقاتنا
تدلى عل عنقي"
والذي عاد الى البصرة ثانية في/ آذار 2006 / ليصدر بياضه على نفقته الخاصة متماثلا مع ((مشاعيي البصرة)) ويؤرشف أهداء ديوانه الثالث ليّ بـ/أول لاين/الفيصلية/..الفيصلية التي اختلطت فيها الأعراق والأجناس والطوائف والأديان ولا من يسأل عن ذلك ثمة../عرب/أكراد/ تركمان/فيليون/بلوش/هنود/ باكستانيون/ مسلمون/ مندائيون/ارمن/ارثذوكس/بروتستانت/كاثوليك/يهوديات متزوجات من مسلمين/.. جامع (سيد حيدر) وغير بعيد عن حسينية (السهلاني) وفي كل صباح من يوم الأحد تكنس أمهاتنا الطريق الى الكنيسة ويرششنه بالماء كي لا يتطاير الغبار ويلتصق بملابس المسيحيات الانيقات، الذاهبات للكنيسة عصرا، ونصغي لدقات الناقوس وآذان الجامع..لا ثمة سؤال عن المذهب أو تمييز بين الأعراق . عراقيون فقط.. في المقاهي وساحات كرة القدم والمدارس, او في الاسواق التي تختلط فيها نساء الفيصلية العراقيات,سافرات اوغير سافرات, مؤمنات أوغير مؤمنات, وشاي العباس والمعجنات الذي تقدمه المسيحيات والمندائيات في طرقات الفيصلية "-: ايها العراق اين اختفى كل ذلك آلآن..!!؟؟"...
من كل ذلك جاء (ذلك البياض..) يتحدث عن البلاد:
(العائمة في الدم والبترول) ويصل (ذلك البياض..) الى البصرة:
"ملح العراق
سواده
وسواد عينيه
ابتسامته الوحيدة."
(ذلك البياض..) بلوحة (فيصل لعيبي) أبن/الفيصلية- الأممي/ تنفيذ الفنان صالح جادري ، تنضيد قاسم محمد علي احتوى (21 )قصيدة تميزت بالتقطير والكثافة " وأغلبها خلاصات ابتعدت عن التهويم وفضلت ان تكون بكياناتها الخاصة بعيدا عن الزوائد وخارج اغراءات الزخرف وفخاخ الشكل المفتعل..،هاشم تايه، المنارة العدد276 ص 8 " مستثمرا مادة الحياة اليومية والعلاقات الانسانية الحميمية المفتقدة والتي تمسك بجمراتها الذاكرة فقط و ليؤسس بها الفضاء الشعري الخاص به الذي غلب عليه الايجاز والقطع الصوري متوجها نحو البؤرة في قصائد قصيرة يغلب عليها التكثيف المقترن بمركزية الفكرة في القصيدة ويمكن اعتبار "ذلك البياض.." قصيدة واحدة بأهداف متقاربة المنحى ويقع في محور "ذلك البياض.." الانسان الهامشي الذي يردد نشيجه الأزلي:
يامعدان
يامعدان
ان حسراتكم المتصاعدة
أبوذياّت
ستهمي مطراً اسود"



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناقد المسرحي (حميد مجيد مال الله)فضاءات العرض المسرحي..تست ...
- القصيدة..مهربة..مستنسخة *
- فنارات..مجلة اتحاد الادباء والكتاب العراقيين في البصرة.. عرض ...
- في الاول من ايار..بناة الحياة والمستقبل
- في فضاء المربد الثالث..*
- فتوى (الشيخ الحنفي) في وشم الجبهة
- قليل من الوهم.. شيء من الواقع *
- في اربعينية الرفيق جبار فرج(ابوسعيد)
- ملتقى البريكان الأبداعي الثالث في البصرة
- قراءة في كراس:..التوظيف السياسي للفكر الديني
- قتلٌ واضحٌ .. علني *
- *الورثة والأسلاف
- حوارمع القاص (مجيد جاسم العلي) رئيس اتحاد الادباء والكتاب ال ...
- ..السؤال .. مجلة تعنى بثقافة المجتمع المدني ..ملف خاص بالقاص ...
- مابعد الانتخابات العراقية ونتائجها
- مجلات
- حفل (السياب) التأبيني الأول
- حول مؤسسات المجتمع المدني في ا لعراق
- الادباء والكتاب في البصرة يجددون احتفائهم بالسياب في ذكرى رح ...
- المشهد الثقافي في البصرة -3


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - ذلك البياض.. ذلك المكان