أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جيهان خليفة - الفتوحات الاسلامية سيوف من شهب كما رآها المغلوبون















المزيد.....

الفتوحات الاسلامية سيوف من شهب كما رآها المغلوبون


جيهان خليفة
كاتبة صحفية

(Gehan Khalifa)


الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 4 - 18:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول وول ديورانت فى كتابة قصة الحضارة (( معظم التاريخ ظن وبقيتة من إملاء الهوى )) .. للأسف برمج عقلنا الجمعى المسلوب منذ الصغر والمفتون بفتوحات بن الوليد وبن العاص التى ملأت صيحات سيوفهم كتب تاريخنا الأشبه بحكايات وأقاصيص الجدات الأمر الذى جعل الكثير من المستشرقين الغرب يعذفون عنه وعن إعتمادة كمصدر موثوق به لتدوين الأحداث التاريخية لأنه لا يتماشى مع الرواية العلمية والنقدية للأحداث التى تتبناها مناهج البحث الحديث ومع ظهور كتابات جادة إعتمدت هذه المناهج تكشف لنا الكثير والكثير من المغالطات والتهويل بل والتزييف للعديد من هذه الفتوحات التى ملأت الأرض شرقا وغربا ولعل كتاب حسام عيتانى ( الفتوحات العربية فى روايات المغلوبين ) أحد هذه الكتابات الجادة حيث يحاول الكاتب سرد قصص الفتوحات العربية كما رآها ثم رواها إخباريو بيزنطية وفارس ومصر والصين والاندلس والسريان وغيرهم .
ومن خلال سرد ممتع يرى عيتانى أن مؤلفات الكتاب العرب الذين تناولوا الفتوحات نموذج للوقوع فى أسر الخطاب الصادر عن الذات والموجه إليها رغم أن الفتوحات إستهدفت بلاد الآخر وأراضية وسعت الى تغير عقيدتة وضمه الى الدين الجديد وسط حملات عسكرية ودعوية واضحة وصريحة ولم تتوقف هذه الفتوحات إلا وكان العرب كما الشعوب الاخرى قد إتتقلوا من حال الى حال . المشكلة التى يحاول هذا الكتاب فى تظهيرها وطرحها للنقاش العام لا تتعلق بصواب أو خطأ ما قاله ثيوفانس او سوفرونيوس أو الفردوسى عن العرب والمسلمين ولا فى تسويد أو تبيض صورة هذه الفتوحات عند القارىء المعاصر بل تكمن فى نقل كلام هؤلاء الى حيز الوعى النقدى العربى عن أنفسهم قديما فى سبيل فهم ما عن الصورة التى يكونها العالم عنهم حديثا .
وعن بلاد العرب الأصلية التى إنطلقوا منها فى فتوحاتهم فتحديد ذلك لا يقل غموضا فى المصادر المذكورة بالرغم من أن العديد منها يرجح مجيئهم من البوادى العربية إلا أن بعض المؤرخين الأقرب زمنيا الى الفتوحات ومنهم سيبيوس ينقلون عن شهود قولهم إن أبناء إسماعيل جاءوا من شبه جزيرة سيناء فى حين يرى أخرون أن السراسنة جاءوا من منطقة القوقاز والمناطق المحيطة ببحر قزوين وذلك من أمثال فريد غار . ويشير الباحث أن مسألة أصل الغزاه الفاتحين عبر التاريخ لم تشغل بال الشعوب والدول المصابة بالغزوات فالبلاد التى أصابتها الغزوات نظرت للعرب الفاتحين على أنهم كارثة حلت عليهم ولم تبدى إهتمام بالتقرب الى معتقداتهم وأفكارهم وطرق معيشتهم وبناهم الإجتماعية والسياسية والثقافية إلا عندما إستقر العرب فى بلاد العراق وإسبانيا وبلاد الشام .
ويوضح الباحث أن العلماء الغربيون عندما حاولو إعادة إكتشاف العرب منذ القرن السابع عشر وجدوا أن ما يمكن الخروج بع من النصوص العربية التاريخية والدينية لا تساعد على وضع رواية متماسكة ومتسلسة منطقيا لعلاقة العرب كشعب موجود فى الواقع بالعرب الذين تحدثت عنهم التوراة ولفكرة إنتقال الدين الإبراهيمى إليهم وتبرز كلمة لطالما أثارت إهتمام العلماء من دون أن يعثروا لها على تفسير وتعليل يتخطى الإقتراحات وهى كلمة (حنيف ) وجمعها أحناف التى يمكن إعتبارها مفتاحا فى شرح إنتقال الإيمان الإبراهيمى ألى العرب مشيرا الى أن هذه الكلمة وردت فى القرآن فى عبارة ( مله إبراهيم حنيفا ) والتى تكررت فى خمس سور فى القرآن وهى البقرة وآل عمران والنساء والأنعام والنحل .. فكلمة (( ملة ))تعنى بالعبرية العضو الذكرى وبما أن الختان من أصول الدين اليهودى فقد أشار الناموس الدينى إلى كل من إختتن على أنه قد دخل فى ذمه وعهد إبراهيم الخليل ومن هنا أطلق على كل من أختتن تعبير مله إبراهيم لكن الختان لا يؤدى وحده إلى الإيمان باليهودية لأن هناك شروط أخرى لابد من توافرها كإعلان الدخول فى الديانة التوحيدية الإسرائيلة وإتباع ما تأنر به التوراة وإجتناب ما تنهى عنه لذلك اطلق اليهود على كل من يختتن من دون أن يعتنق اليهودية إسم حنيف أى غير الصالح فالختان هنا غير وافى الشروط اليهودية ويشير الباحث أنه فى لسان العرب ما يشير إلى هذا المعنى ففى أحد المصادر الحنيف هو المائل من الخير الى الشر ومن الشر إلى الخير ولكن هذا التفسير ينهار سريعا كما يؤكد الباحث مع افتراض ثيودورنولدكة بأن مله الواردة فى القرآن مستعارة من الغة الآرامية وتعنى ( كلمة ) وأنها ترد فى النص الإسلامى (دين ) .
جانب أخر تشير إليه المصادر العربية ويهمله المؤرخون العرب المعاصرون هو ذلك المتعلق بتركيبة جيوش الفتح العربية من الناحية البشرية المصادر توضح إنضمام عدد من العرب الذين لا يعلمون من الإسلام غير إسمه وفقد ضمت الجيوش الى جانب حديثى الإسلام خلائط من البدو والحضر والعرب والمسيحيين بل من مذاهب كنسية عده وذلك بحسب ما يفهم من أقوال الأسقف يوحنا من فنك أشار أنه كان بينهم عدد كبير من المسحيين المهرطقين (( المونوفيزيين )) والنساطرة هذه الملاحظة تفتح بابا واسعا من النقاش لم يأخذ الإهتمام الكافى من الباحثيين . ممن تكونت جيوش الفتح العربى سواء على المستوى العرقى أو الدينى وبالرغم من أن المصادر العربية تبدو شحيحة فى المعلومات عن الإنتماءات الدينية للمشاركين العرب فى الموجة الأولى من الفتوحات فقد كان عدد كبير من القبائل العربية يدين بالمسيحية على إختلاف كنائسها فقبائل تغلب ولخم وجذام وأياد وغيرها من القبائل التى كانت على تخوم مملكتى الغساسنة واللخميين فى الحيرة والشام من القبائل التى إنتشرت فيها المسيحية فقد هاجرت قبيلة أياد الى عمق الأراضى البيزنطية رافضة الإسلام فى حين أن قبيلة تغلب الأكثر عددا شاركت فى الفتوحات .
وعن التاريخ المتفق عليه إصطلاحيا لبدء الفتوحات يرى عيتانى أن عام 634م هو التاريخ المتفق عليه أى بعد عامين من وفاه الرسول وبعد قمع حركات الردة خلال هذه الأثناء ألمت بالأمبراطورية الرومانية أزمة فى القرن الثالث أدت إلى ظهور مملكتين مستقليتين عمليا فى الغرب وفى الشرق هدد ذلك بإنهيار الإمبراطوربة ذاتها وحفزت على تولى العسكريين شؤون الحكم ووضع الجيش فى مقدمة أدواتة ووصل ذلك إلى ذروته مع تولى ديوقليتيانوس الذى أعاد الحكم المركزى بالقوه وقمع الإنتفاضة الفلاحية فى مصر فى خطوه سيكون لها صدى عميق فى تاريخ العلاقات بين الرومان والكنيسة القبطبة ومنع السكان المحللين من إمتلاك أسلحة مما سيكون له أثره بعد ذلك ناهيك عن الحروب المستمرة بين الإمبراطوريتين الساسانية والرومانية التى أتهكت كلا الدولتيين . وبشبه إجماع إعتبرت الشعوب المغلوبه الفتوحات عقاب من الله على ذنوب سابقة تعود الى الخلافات الداخلية بين الكنائس المختلفة فقد توقع كتاب الحوليات والكهنه حدوث الفتوحات وجاءت فى أكثر من مصدر قديم عن سيوف من شهب ظهرت فى سماء سوريا وبلاد مابين النهرين قبل أعوام أوأشهر من بدايتها . ويشير عيتانى أن الإدانه الشديدة للغارات العربية فى كلام سوفرونيوس لا توضح سبب الغارات العربية مشيرا الى وجود دلالة جاءت من مصدر قريب زمنيا من الفتوحات وهو المؤرخ سيبيوس حيث كتب أن رجلا من العرب ظهر وأعاد الإعتبار إلى صلة النسب التى تربطهم بإسماعيل وقرر دفع بنى قومه إلى إستعادة الأرض الموعودة فى فلسطين ويرى وليام موبير أن التزايد السكانى فى شبه الجزيرة العربية كان السبب وذلك يرفضة ليوتى كاتيانى موضحا أن أعداد العرب كانت قليلة ولكنه لم ينفى وجود مشكلة إقتصادية جراء القحط دفع العرب الى الهجرة أما هنرى لامنس فيرجعها الى طبيعة العرب الميالة للقتال والغزو بينما يرجح موريس كانورد وجود قادة أكفاء فى الجانب العربى وضعف الجانب الفارسى والبيزنطى بالإضافة إلى الأسباب الإقتصادية والدينية ويوجد بلاشك وبحسب دونر وعدد من المشتسرقيين دوافع سياسية وإستراتيجية وضعت سوريا فى رأس أولويات النبى محمد والخلفاء فبعد حروب الردة أصبح واضحا أن بقاء الدولة والدين الجديدين يتحتم ضم القبائل الرحل فى الأجزاء الشمالية القريبة من الحجاز فى المقام الأول والمدن والبلدان التى يقطنها الحضر . مما سبق يتضح لنا أن الخطوط العريضة لفهم مؤرخى ومستشرقى القرنيين التاسع عشر والعشرين الأوربيين والأمريكيين ظاهرة الفتوحات كانت بعيدة عن تصورات كتاب الحوليات من البيزنطيين والفرس أومن مسحيين المشرق فى القرن السابع والثامن الذين ربطوا الفتوحات بمعطيات الغيب فقد كانت المعطيات المعرفية لديهم لم تتجاوز الأدبيات الدينية واللاهوتية التى سادت بعد انحسار الحضارة الهلينة العقلانية بعد صراع مرير مع الوعى الدينى آن ذاك . ويرى عيتانى أنه إذا وضع الدين فى مقام الإيدولوجيا لعصور ما قبل الحداثة فإن التطور المرحلى للإسلام ذاته لم يكن بعيدا عن التفاعلات الحضارية والسياسية العميقة التى عاشها مسيحيو المشرق فى الشام بالدرجة الأولى وفى العراق ومصر ثانبا يشير ما سبق الى أن الإسلام بنشأته دينا وبإقامته دولة لم يكن بمنأى عن الحركات السياسية والدينية التى كانت الإمبراطوريتين تشهدهما منذ القرن الثالث عل أقل نقدير ويرمى الكاتب إلى أن مسائل مثل إنتشار المسيحية فى شبه الجزيرة العربية وإنتماءات عدد ممن تعرف عليهم النبى محمد عن قرب وتعرف على إعتقاداتهم الدينية لا تزال من الموضوعات التى تتطلب بحثا فى تاريخ الإسلام وعلاقته بالأديان السابفة عليه .



#جيهان_خليفة (هاشتاغ)       Gehan__Khalifa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متلازمة السياسى والدينى فى شرقنا الاوسط المعاصر


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جيهان خليفة - الفتوحات الاسلامية سيوف من شهب كما رآها المغلوبون