أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - ما بعد الجائحة كورونا














المزيد.....

ما بعد الجائحة كورونا


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 4 - 04:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


منذ تسعينات القرن الماضي او قبله بقليل تواصل الحديث عن المابعديات (ما بعد البنيوية ، مابعد الحداثة ، مابعد المجتمع الصناعي، مابعد العولمة ...) وظهر الحديث عنها في عشرات الدراسات الفلسفية والسوسولوجية اضافة الى التعبيران الفنية من خلال نماذج جديدة في الفن التشكيلي والموسيقى وفي مختلف انماط البناء حيث التشكيلات الهندسية المغايرة لما كان مألوفا ..كلها تعبر عن صور لمابعد مجتمع الحداثة .. وترابط هذا الامر مع منظورات فلسفية للتعليم وفق رؤى جديدة تتناسب وما بعد العولمة كما في دراسة جان فرانسوا ليوتار .. ومن يقرأ عن هذا المسار يجد مئات الكتب والدراسات يستطيع الرجوع اليها ..واليوم مع الفارق النسبي في الموضوع فالجائحة كورنا نتاج سلوك الرأسمالية المتوحشة في تدمير البيئة والاخلال بمكوناتها وبعلاقاتها مع الانسان التي ظلت علاقة جيدة وصداقة ان امكن القول الاف السنين ..والامر هنا ليس منظورا اليه من زاوية المؤامرات فهذا امر لا اقره .. لان الواقع المعاش اكثر حضورا في كل قسماته ومظاهره ،، وتدمير البيئة لايحتاج الى رؤية ميكروسكوبية بل قليل من الوعي والمتابعة الفاحصة لنكتشف حجم التدمير الذي يصل حاليا مع السباق الكبير للاستثمارات النفطية في القطب الجنوبي بين روسيا وامريكا اعلى مستوياته ..اما ما دمره الاستعمار في البيئات التي استوطنها سنوات عدة في افريقيا وامريكا اللاتينية واسيا وبلداننا العربية فهو معروف وجلي وموثق بكتابة اهله مستعمِرين وباحثين ..
كورونا وحدت العالم من حيث الخوف والتحدي ولافرق هنا بين دولة قوية او فقيرة وهشة ، ولا بين اوربا والاطلسي او افريقيا او اسيا ..الجائحة في انتشارها وخطورتها وتبعاتها تستهدف الانسان الذي يعتبر واحدا وفقا لنوعه بغض النظر غن اللون والطبقة والدين والجنس والعرق ..ومن هنا ظهر وعي كوني تجاه هذه الازمة وتفاعل ايجابي اسهم بمشاركات رائعة ومثمرة بين الدول والشعوب تعزيزا للنزعة الانسانية ووحدة المصير الانساني ..لكن هذا الاهتمام وفقا للنزعة الانساني لايخفى معه الاهتمام الرأسمالي بالربح والاستثمار الاقتصادي للأزمة وتبعاتها واحتكار مراكز الابحاث لما يتم تجهيزه من لقاح او علاج ايا كانت فاعليته ..ناهيك عن الاستفادة الكبيرة لشركات التأمين من جراء تبعات هذا الوباء اللعين ..
الجدير بالذكر ان هذه الازمة اظهرت توجهات كبيرة للدولة الرأسمالية نحو المجتمع والشعب وهو امر يعيد مساحة افضل للدولة بتدخلها في ادارة الشأن العام ودائما في كل الازمات السابقة والراهنة كانت الدولة الراسمالية تتدخل لتعيد التوازن نحو الشركات الخاسرة ودعم المجتمع وهو مظهر كانت الرأسمالية قد حاربت للهروب منه وفقا للقاعدة ان اقتصاد السوق يتطلب دولة حارسة تمنح مزيد من الفرص للمشروعات الاقتصادية التي تعيد تنظيم انتاجها واسواقها وفقا لليد الخفية invaluable hand وهو تعبير وهمي او مجازي يشير ضمنا لتحكم الشركات الرأسمالية بالسوق ومتغيراته عرضا وطلبا ضمن ميكانزم الاحتكار والتوحش في استملاك الربح والفائض منه .
الجائحة كورونا ستخلق تبعات كثيرة من معانات الاف البشر لكنها ستفرض اتجاها اجباريا لاعادة النظر في دور الدولة واعادة مساحة اكبر لهذا الدور وفق عجز كبير للشركات الراسمالية او هروبها من المسؤولية المجتمعية والانسانية بل هناك تفكير في اعتماد فكرة التأميم لأهم قطاعات المجتمع صحيا وتعليميا وانتاجيا ..ومن جانب اخر تدخل الاقتصادات الكبيرة مرحلة هامة وحاسمة من الحروب والصراعات من اجل المستقبل وتحديد مساحات وحدود الاسواق والانتشار ومدى اهمية التشاركيات بين بعضا من هذه القطاعات الاقتصادية المهيمنة ..
وعلى المستوى الشعبي والمجتمعي تبرز الاهمية الكبيرة في وعي الافراد والجماعات والعائلات نحو اهمية حماية البيئة ونظافتها واهمية الالتزام وفق محددات وضوابط السلوك العام وبروز النزعة الانسانية التي لاتفرق بين البشر وفق اي اعتبارات مكتسبة . ما بعد كورونا سيكون مجتمعا وعالما أتمنى -وكلي أمل - ان يكون ذو نزعة انسانية نستطيع في مختلف ارجاء المعمورة من أنسنة العولمة ومؤسساتها الرأسمالية واعادة الاعتبار للدولة كرافعة انمائية للمجتمع وفق مضمون اخلاقي معززا بكل الاتفاقيات والمواثيق التي تم اقرارها عالميا . وهذا لايعني ان الامر سيكون مجتمعا مثاليا بعد كورونا بل الاشارة تستهدف تعزيز النزعة الانسانية كقيمة عالمية وجعل الاقتصاد في خدمة المجتمع وليس العكس ..
اما واقع هذا المجتمع سيشهد معارك الاحتكار والسباق بين من يمتلك اسرار العلم والتكنولوجيا والمؤسسات الانتاجية الكبرى للاستحواذ على اسواق العالم بل ونظمه السياسية خدمة لمصالحها وربما نشهد نزعة واتجاه كولونيالي جديد باساليب متغيرة او ببعض اساليب القرن الثامن عشر.
السؤااااااال اين موقع الدول والمجتمعات خارج اوربا من هذا العالم الجديد المشار اليه مابعد كورونا .. وكيف تخطط هذه الدول والمجتمعات للمستقبل او حتى كيف تنظر لواقعها ومسارات البناء فيه وفق المتغيرات العالمية .



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمس ملاحظات في ازمة كورونا وتداعياتها في الواقع العربي
- نحو تعديل النهج الاقتصادي للرأسمالية المعولمة
- مقدمة في تحليل الازمات الراهنة
- جائحة وبائية واستغلال سياسي
- كورونا ..الخوف والتحدي في آن واحد
- مع الحراك الشعبي في نقد ورفض البنى المنتجة للازمات السياسية
- امريكا وزلزال سياسي في المنطقة
- الشعبوية ..تعبير خطابي وتوجه سياسي
- ايران وامريكا ...من التهيؤ للحرب الى الحوار
- مخاطر اليمين السياسي في امريكا واوربا
- ازمات المجتمع العربي وعجز العلوم الاجتماعية
- الدولة العميقة والمتخيل السياسي
- ممكنات التغيير السياسي ومعوقاته
- عن اليسار العربي مرة اخرى ..!
- السعودية في عين العاصفة الامريكية
- في معنى ودلالات مظاهرات باريس -قراءة اولية -
- ملاحظة اولية في اعادة تفعيل مجلس التعاون الخليجي
- قرأة في المشهد السياسي التركي ..!
- المجتمع عند درجة صفر
- هل تعلم العرب من دروس النهضة وبناء الدولة


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - ما بعد الجائحة كورونا