أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - طفلان














المزيد.....

طفلان


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 3 - 21:49
المحور: الادب والفن
    


طفلان على الرصيف جلسا، يدخنان، وتركا قلبيهما يهيمان على جسر المسافات والصدف النادرة، يدخلان إلى قلب التجربة باقتدار عجيب، ويفرشان الحكايات عن الناس البغيضة كسجادة في باحة أمامهما، ويرسمان بالدخان بيتًا سعيدًا...
يمر الناس حولهما معجبين بطفلي الشوارع الجديدين على المدينة، وتقول امرأة تركن سيارتها وخافت أن يثير الهواء بيت الجالسين على الرصيف يغنيان "واش يا واش يا مرجيحة، متخضهاش يا مرجيحة"، المرأة صينية أو يابانية لا يميز الطفلان، لكنهما يبتسمان ويردان التحية بأجمل منها عبر الابتسام، وحضن له صوت كالخرير...
يقول آخر يرافق المرأة بأن المدينة لم تر أطفالاً في الشوارع يدخنان في سعادة، ويضحكان، وتمتلأ ساحة السيارات بريح المريمية، حين تضاف إلى كل شيء فتغلبه، هكذا غمازة الطفلة كانت تغزو الساحة بالكامل، والطفل يراقب بيت الدخان المعكوس في نظارة شمسية تحاول الطفلة أن تحجب بها الغياب، والطفل مثلها، يخفي أثر السلام، وتعب أحماله الجديدة، ويشرح لها كيف يمكن أن تتحول الأحلام إلى كوابيس مفزعة للصغار...
يمر في الجوار بائع جائل يبيع للصبايا أحلامًا من نيون ولمبات كهربية ملونة، ينادي في الناس من يسافر معي إلى مدينة الحظ والداء والدواء، من يأتي وله ما يشاء من أحلام النيون...
الطفل يحاول أن يحجب الصوت، والبائع الجائل الذي تحول فجأة إلي عفريت كالأخطبوط، يحاول اختطاف الطفلة التي تحلم بالكهارب والنيون...
الطفل ضعيف، فقير، في جيبه عملات غسالة الملابس، ودولار لا يغادر جيبه تحجج بأنه يريد أن يبقى في صحبة الطفل الوحيد، وصوت أجراس وأغنيات الإسطوانات الحديثة يهز بيت الدخان بعنف بالغ وبلا انتباه...
الطفلة تصرخ وترقص، أريد الرقص يا ولد، أريد أن يكتب اسمي هذا الإخطبوط باللمبات الكهربية الملونة، والطفل يرى في نضارة الشمس بيت دخانهما يطير...
يغير...
الغيرة تقتل يا ولد!
الطفلة يخطفها الإخطبوط، والطفل ينظر نحوها حين كانت تشير من خلف زجاج سيارة الإخطبوط خاطف الصبايا البريئات، ويحاول أن يبتسم لها كما يليق...
يُشعل سيجارتين، ويجتهد أن يرسم بيتًا من جديد.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرآة السيارة
- نص البنت التحتاني، كله حلاوة رباني. (أزمة المهرجانات)
- الطفلة
- مقتنياتي من الكتب!! اللعنة!
- ماذا؟
- عامان
- لا تحزن!!
- عروسة أختي القماش
- سرقة أعضاء بشرية
- طفلة
- مدخل لقراءة ديوان العبرة في الحواس للشاعر خلف علي الخلف
- سؤال لأبي.
- لا تكن إسفنجة!!
- نص عن الحب لأجل حبيبتي
- حمالة الصدر
- أنا وأنتِ
- تحرر
- إعادة تدوير
- وائل غنيم، عرابي العائد من المنفى.
- تحقيق فيدرالي


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - طفلان