أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير الشريف - الهزيمة والمثقف














المزيد.....

الهزيمة والمثقف


سمير الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 1578 - 2006 / 6 / 11 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الهزيمة والمثقف المسخ

وقفة مع شخصية رواية "حين تركنا الجسر"


" زكي النداوي", الشخصية الرئيسة التي تتمحور حولها رواية " حين تركنا الجسر" ,
رائعة " عبد الرحمن منيف" , يتحرك ضمن مساحة ضيقة جدا , يطارد حلما ,فهل دخل
هذا العالم مجبرا دون اختيار منه , ودونما رغبة في الاستمرار في تفاصيله
المملة؟
لماذا والظروف الموضوعية كلها تقف إلى جانبه ؟أليس هو الشاب الذي يمتلك قَدَره؟
وهدفه واضح محدد , يمكنه التصويب عليه عن بعد , بل وقتله والتخلص من هذا الركض
الأحمق بسهولة متناهية!! أليس يحمل بندقية محشّوة بالرصاص, جاهزة للإطلاق ,
وحديثة الصنع أيضا ؟؟
رغم كل ذلك , يتقدم " زكي النداوي" من هدفه مكرها , مقيد الحرية, متشائم
النظرات , مستسلما لأتكالية بعيدة كل البعد عن المنهج العقلي ,بل , يصل
ألأمر بهذا الإنسان السلبي حد الصراخ بملء الفم:"....أنا إنسان ملعون....العجز
في دمي.......ولا أستحق شيئا.....الحياة مليئة بالا جدوى ......تصورت نفسي
أكثر شؤما من غراب..."
" زكي النداوي" , ليس مستعدا للنصر , ولإعمال الفكر في أساليبه, لأنه يعتقد
مسبقا أنه رجل منحوس, إنه إنسان بلا ماض ولا حاضر ولا مستقبل, لذلك, وصل ألأمر
حدا لا يستطيع معه اتخاذ قرار ,حتى في اللحظة ا لتي كمن فيها "للبطة ",
انتظارا لإطلاق النار, لكن من يطلق هذه النار؟ إنه لا يعرف ما يريد .." ..أين
يجب أن أقف؟ ماذا عليّ أن افعل؟"
الانفعال والارتجال والعشوائية في اتخاذ القرار , سيد الموقف, ها هو يندب
حظه بالبكاء/ الوسيلة التي لا يجيد غيرها /..." نحن بشر لا نعرف غير
البكاء..... منذ ساعة الميلاد د و حتى ساعة الرحيل , لا نعرف سوى أن
نبكي....... ألا نستطيع أن نفعل شيئا آخر؟؟؟.."
" زكي النداوي", يدرك عجزه وقصوره القاتل , واستحالة وصوله تخوم الانتصار
يوما, لكنه يجاري أوهامه بأحلام ألنصر الزائف , وإن ظل في داخله براكين من ا
ل..( لماذا) , التي تحاول إ يجاد تفسير موضوعي لهذا العجز دون جدوى....
" زكي النداوي", يكتفي بالشتيمة والتساؤلات الملحاحة , دون أن يترجم كل هذا
الكم إ لى فعل واضح محدد.
إن السبب الكامن وراء كل هذا العجز , إحساسه بالهزيمة تتربع في داخله , وتضرب
جذورها في أوصاله , فلا يستطيع الإفلات ...هل محض صدفة أن يردد " زكي النداوي"
دوما : .." أنا رجل مخصي ..."وهل مجرد تداعيات , ألا تكون خلفية أحلامه غير
المزابل والقاذورات ت؟
ألإنسان المهزوم من داخله , لن تستطيع كل أسلحة الدنيا أ ن تجلب له
النصر,….."البندقية اهتزت في يدي……ارتفعت كراية المهزومين,ارتجفت لمّا صوبت….
كانت في يدي مثل عصا عمياء …"هل هنا ك أكثر من تشبيه ا لبندقية بر
آية المهزومين؟؟ .
" زكي النداوي ", يشتم ذاته, يحقرّها و ولا يجد مخلوقا سويا يصادقه حتى يلجأ
إلى كلب, لا تقل جاء إ اختيار الكلب لصفة الوفاء فيه! أبدا ..صورة الكلب في
ذهن "زكي النداوي", رديف العته , والجرب ,والانحطاط , والمسخ...
إنه يحقرّ ذاته , ويربط شخصه بكلب , ويعتبر نفسه محض رجل مخصي , بكل ما يوحيه الخصاء من معنى , لأنه ابن شرعي للأزمة التي وصلها المثقف بفعل
الهزيمة التي لحقت بأمته ....
هذا ألإنسان الذي تحوّل إلى مسخ ,بدون تاريخ وبلا إنسانية, ليس من حقه العيش ,
لأنه مشروع لهزيمة كبرى , ضربت جذورها عميقا في وجدانه , والمهزوم ,
سيحيا فارغا من أية مقومات إيجابية, ما لم تتغير ألمعادلة بأطرافها جميعا
.....
أن الهزيمة شيء مرعب , تحيل ألرجال إلى هياكل آدمية مخصية , وتلقي بظلالها
السوداء على جوانب حيواتهم جميعا ....
ترى..!!
هل تبدلت صورة المثقف بعد أن ابتعدنا عن محطة هزيمة سبعة وستين ؟ أ م ما
زالت تراوح إطارها؟



#سمير_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الرواية من وجهة نظر الدراسات اللغوية الحديثة
- الجذور التغريبية في فكر رفاعة الطهطاوي
- المرأءة والرجل في قصص هيام المفلح
- بوح


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير الشريف - الهزيمة والمثقف