أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - سعد السعيدي - مرة اخرى مع مهازل الشركات الوهمية















المزيد.....

مرة اخرى مع مهازل الشركات الوهمية


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 3 - 21:04
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


بعدما كشفنا قبل سنوات عن شركة جباية كهرباء وهمية بمعية وزير الكهرباء السابق المدعوم من قبل احدى الحكومات السابقة ، نأتي هنا الى حالة فساد جديدة مع شركات اخرى وهمية. وكانت اخبار هذا الموضوع واخبار المتورطين به من ابطاله قد نشرها قبل سنوات احد المواقع الاخبارية. إنه موضوع المستشفى العراقي الالماني في حي الجادرية ببغداد. وهو ليس إلا إحدى قصص الفساد الكثيرة التي برعت بها الاحزاب الاسلامية الحاكمة.

في العام 2010 قام المالكي بوضع حجر الاساس لهذا المستشفى حيث كانت اللافتات خلفه تعلن عنه بكونه راعي المشروع (انظر الروابط اسفل المقالة). والمعروف بأن رعاية اي مشروع من قبل رئيس الحكومة يهدف اساسا للدعاية لشخص الراعي وللدولة الوطنية التي يمثلها في خدمة الشعب. ومعها إظهار مصداقية وحرص الدولة ودعمها والثقة في راعي المشروع ممثلها مقابل الاستثمار الخاص الذي يكون في الغالب اجنبيا او محليا مرتبطا به حيث يتقدم التربح فيه على توفير الخدمات. وكان يجري اختيار المشاريع حسب اهميتها لبناء البلد او صلتها المباشرة بحياة المواطن. ويكون التنفيذ مع شركات معروفة ورصينة باشراف القطاع العام وصولا الى الانتهاء من المشروع ليظهر راعيه ويفتتحه امام الاعلام. إلا ان في حالة هذا المشروع هو انه كان بتمويل خاص وشركات اجنبية خاصة غير معروفة. اي ان المشروع فكرة وتنفيذاً لم يكن حكوميا ولا علاقة للحكومة ولا لرئيسها به. فماذا كان إذن هدف الرعاية الحكومية المعلنة هنا حيث لا وجود لاي من شروطها يا ترى ؟

المثير في الامر هو ان الجميع قد رأى منذ زمن ليس بالقصير بعد الاعلان عن المشروع بانه ليس فقط تعثر وتلكأ وانما ايضا لا يعرف اين توارى مجلس الاعمال العراقي جهة التنفيذ. ولماذا لم يقم المالكي بملاحقة هذه الجهة صاحبة المشروع خلال فترة ولايته كما يبيح له القانون. بل لماذا لم يقم مع ذلك باكمال بنائه وقد وعد المواطنين به كونه راعيه ؟

ونحن إذ نطرح هذه الاسئلة في موضوع هذا المستشفى ، فلأننا قد اكتشفنا امورا اخرى اثارت السخرية المرة لدينا. فالاسماء المذكورة على لوحة الاعلان عن المشروع الظاهرة في احد الروابط ادناه لا تحتوي إلا على شركات وهمية... كلها جميعا من دون استثناء ! فلا شركة (ميبكس) ولا (أي تي كَي) او (إبن حيان) هي شركات حقيقية. إذ لا من مواقع ولا معلومات لها على الشبكة. فما تكون الفكرة يا ترى من وراء اختيار مثل هذه الشركات الوهمية في إعلان بناء مستشفى ؟ هل تعمد المالكي وقتها اهمال التدقيق في امر الشركات التي هي من مسؤولية وزارة التخطيط ام انه تصرف في اعلان رعايته للمشروع بناء "على الثقة" ، ام ان في الامر شيئا آخر يخفيه علينا ؟ ولابد ان القراء يتذكرون لعبة الشركات الرصينة التي كان يتقنها المالكي مع الصياح والزعيق الذي رافق قصة بناء محطات الكهرباء في الاعلام. وهذا قد جرى ذات مرة بمعية المدعو بهاء الاعرجي عضو مجلس الطاقة الوزاري. لذلك نسأل مرة اخرى اين اختفى مشروع المستشفى يا راعي المشروع ؟

الشركة او الجهة المنفذة للمشروع هي مجلس الاعمال الوطني العراقي ورئيسه وقتها هو المدعو ابراهيم البغدادي. وشركة ابن حيان هي احدى شركات هذا المجلس. جهة مجهولة الخلفية مثل هذا المجلس تستخدم شركات وهمية لا يمكن إلا ان تكون وكرا للمحتالين. لم ينبس وكر المحتالين هذا ببنت شفة حول امر المستشفى الوهمي لدى اعلان رئيسه عنه ولا حول شركاته الوهمية ولا بعدما قام نفس الوكر بطرده منه. وسبب طرد البغدادي من وكر المحتالين هذا ومن هيئة الاستثمار التي عينه فيها رئيسها سامي الاعرجي هو اكتشاف الاخير لحيازة الاول على شهادة دراسية مزورة اضافة الى تزوير تواقيع وإصدار فيزا الى دول أوربا مقابل مبالغ. ولاضفاء بعض الهزل على هذا الموضوع نسأل كيف قام هذا الاعرجي بتعيين هذا المحتال في الهيئة ولم ينتبه الى ضرورة التدقيق بمؤهلاته ومنها شهادته إلا لاحقا ، ام ان ثمة خفايا هنا ايضا ؟

لكن من تكون الجهات الاخرى التي اتت بهذا الوكر او المجلس المجهول الخلفية مع شركاته الورقية للاستثمار في بناء مستشفى ؟ للاجابة على هذا السؤال نراجع قانون الاستثمار رقم (13) لعام (2006). إذ نجد فيه تفاصيلا حول اختيار اعضاء هيئات الاستثمار في المحافظات. ففي المادة (5) منه نقرأ بأن رئيس الوزراء هو من يعين المرشح لشغل منصب رئيس مجلس إدارة هيئة الاستثمار باقتراح من المحافظة. اي ان مجلس المحافظة هو من يتعين عليه إقناع رئيس مجلس الوزراء بذاك الذي سيؤتى به لترؤوس هذه الهيئة. لذلك نسأل على ضوء هذه المادة إن كانت هيئة استثمار بغداد هي من اتى بالبغدادي رئيس مجلس المحتالين ليحتال على الجميع ويهرب لاحقا مع الصمت المطبق من كل المشاركين بهذه المهزلة ؟ وإذا كان رئيس هيئة الاستثمار يتمتع بهذا المستوى المدهش من السذاجة (نضعها هكذا لكي لا نذهب بعيدا مع الظنون) الا يتوجب الرجوع ايضا الى المحافظ لنسأل عن هذه الصدف العجيبة التي انتهت بهم وبنا الى مثل هذا البغدادي المحتال ؟ ومحافظ بغداد في تلك الفترة لم يكن كما يعرف الجميع إلا صلاح عبد الرزاق عضو حزب الدعوة (والذي طرد هو ايضا من حزبه لاحقا).

وبما ان المشروع لم يرى النور وبقي مجرد هيكل فارغ على خلفية لوحة دعائية ، فلابد ان هناك عقوبات جزائية بحق المحتال الذي ادعى باهليته في الاستثمار مع شركائه لكن تملص عن التنفيذ. وهو ما وجدناه ايضا في المواد (27) و(28) من نفس قانون الاستثمار بخصوص عدم التقيد ببنوده حيث تدخل المحاكم في الموضوع. ولما كانت شبهات الفساد لا تستثني احدا من شخوص العهد الحالي ، فلابد من ان يتوجه التحقيق نحو الجهات الاخرى الثلاثة المسؤولة بشكل او بآخر عن هذا المشروع الوهمي وهم عدا المحتال الهارب يكون هو المالكي رئيس الوزراء الاسبق وهيئة استثمار بغداد ومحافظها السابق. لكننا بعد مرور سنوات عشر على وضع حجر الاساس لم نعد ندري إن كان القانون في بلدنا هو الذي فوق الجميع ام العكس تماما ؟

ولدى وضع اسمه في الكوكل وجدنا معلومات اخرى تتعلق بالمدعو ابراهيم البغدادي بطل الشركات الوهمية. مما وجدناه هي علاقته الوطيدة لفترة من الزمن بحيدر العبادي الذي خلف المالكي على رأس الحكومة. وهو امر قد لا يثير الدهشة. فربما تقدم هذه العلاقة تفسيرا حول الكيفية التي يستطيع شخص مثل هذا البغدادي التملص من القضاء دون تقديمه للتحقيق حول مآل مشروع اختفى بعد الاعلان عنه كان هو المتعهد بتنفيذه بمعية شركات وهمية. ومع سابقة شركة جباية الكهرباء الوهمية آنفة الذكر التي اتى بها الفهداوي وزير الكهرباء في حكومة العبادي والتي كشفنا امرها قبل سنوات نسأل العبادي لماذا يصر على الا يتعامل إلا مع اللصوص ؟ ولئن كان العبادي يتعامل منذ سنوات مع هذا المحتال الذي يتحرك بحرية دون اية مسائلة قضائية يكون هو ايضا كالمالكي جدير بالاحالة للقضاء. لاحقا قام العبادي بقطع علاقته مع هذا المحتال واوعز لامن المنطقة الخضراء بمنعه من الدخول اليها. إلا ان البغدادي وبشطارة قل نظيرها راح واسس مجلسا آخر سماه المجلس الاقتصادي العراقي حيث اصبح صديقه الجديد فيه المدعو هيثم الجبوري عضو مجلس النواب. وللتذكير فان الشركات الوهمية هي ابتكار هدفه سرقة اموال المشاريع بمعية اصحاب تلك الشركات ومن اتى بهم ويغطي عليهم.

الآن بعد حكومتين من هذا الامر نجد انفسنا بمعية الاخيرة المستقيلة لا ندري إن كان امر المستشفى قد وصل الى مرحلة البت لدى هيئة النزاهة ام إنه قد انتهى الى خانة النسيان في ادراجها ، مع استقرار اموال استثماره حلالا زلالا في جيوب السراق في وقت يعاني فيه البلد من نقص كبير بالمستشفيات.

روابط المقالة :

مسؤولون كبار من ضحاياه المسلة تكشف فضيحة المستشفى العراقي ـ الالماني
https://almasalah.com/ar/news/1056/%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86-%D9%83%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%B6%D8%AD%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D9%87--%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%A9-%D8%AA%D9%83%D8%B4%D9%81-%D9%81%D8%B6%D9%8A%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%81%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A-%D9%80-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A-

الى هيئة النزاهة المستشفى العراقي الألماني عام اخر على الفضيحة
http://almasalah.com/ar/news/20230/%D8%A7%D9%84%D9%89-%D9%87%D9%8A%D8%A6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B2%D8%A7%D9%87%D8%A9--%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%81%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A--%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D8%AE%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D9%8A%D8%AD%D8%A9

الفساد يصدر شهادة وفاة المستشفى العراقي الالماني في القريب العاجل
http://almasalah.com/ar/news/27146/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B3%D8%A7%D8%AF-%D9%8A%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%81%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفوضى والتخبط واللا ابالية في مواجهة وباء الكورونا
- صادرات النفط إلى كردستان العراق تمنح الاكراد السوريين شريان ...
- مصير الحشد غير العراقي
- ماذا نعرف عن موارد تمويل الميليشيات المسلحة ؟
- اسئلة حول اسباب استمرار العمليات ضد داعش في المحافظات المحرر ...
- الاهداف الايرانية من المطالبة باخراج قوات الاحتلال الامريكية
- ديون الاقليم... كشف الاعيب ثامر الغضبان وزير النفط
- ما كان على الحكومة قبل استقالتها ايقافه.. مشروع انبوب العقبة ...
- مآل اعضاء مجالس المحافظات الملغاة ومواردها
- هاكم ما يقوله الدستور والقانون في الحريات العامة وجرائم الخط ...
- تعديل قانون البنك المركزي : اجتزاء وكذب وتضليل
- مقترح لمتظاهري التحرير
- يجب احالة رئيس الوزراء ووزرائه للداخلية والدفاع الى القضاء ل ...
- التعديلات الدستورية
- المحكمة العليا تعلق معركة قانونية شديدة الاهمية بين بغداد وح ...
- هل توصل مقاطعو الانتخابات الماضية الى الاهداف التي كانوا يري ...
- استحداث جهة تنظيم انتخابات جديدة
- ما البديل عن مجالس المحافظات ؟
- من له حق العمل في العراق ؟
- متى سيجري استصلاح السهل الرسوبي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من ال ...


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - سعد السعيدي - مرة اخرى مع مهازل الشركات الوهمية