أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فلورنس غزلان - إله محايد ومجتمع مسلوب














المزيد.....

إله محايد ومجتمع مسلوب


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 3 - 19:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إله محايد ومجتمع مسلوب!
أهو قدر السوريين أن يهيموا في الأرض؟، أن يغيبوا أو يغَّيبهم القتل والتعذيب والاعتقال، كي يتسنى لرأس الأفعى أن تحتفظ بسمها، كي تستطيع خطف العصافير من أعشاشها، كي تحرم السوري من خبز يومه، فهل يعقل أن ينام المسيح كل هذي القرون ولا يرى ماآل له الحال في أبواب دمشق، التي فتحت ذراعيها لحنا المعمدان؟، أما من حصة لهم في حياة أفضل؟؟ أما وقف اليسوع لحظة في جمعته الحزينة وخاطب وجدان عالم يؤمن به وبقيامته؟ أيسمح لمذابح سلاطين الطاغوت أن تزرع أشراكها في كل قدم من أرض الشام؟..أما من منقذٍ لمن يُهان ويُسحب من فضائه هواء الحرية؟
هَذيٌ من وحي أيامي، هي خرافة الواقع المر..فكيف يمكنني أن أُصلي لمن يدير وجهه لصلواتي، ولمن يغفو أمام تضرعاتي؟ لأي عالم يمكن لصوتي أن ينفذ؟ مثقلٌ قلبي بجراحه وصديده يرفض كل وسائل التجفيف الطبية، مثقل بإرث إله يعجز عن منح قليل مما تفيض به مرابع الأمم..
قولوا لي، هل أستمر بصلاتي أم أنقطع في صومعة لاعلاقة لها بما يؤمن البشر به من آلهة؟..أنقطع عن عالم يكبو ويترنح من سُكرهِ أمام شاشة تعج بصور الموت...لم أعد أنتظر عفوَهُ....ولا غفرانه..تجديف ما أقول؟! أم حقيقة لايجهر بها بعضكم؟..صومعتي ستتبع جنساً بشرياً ثالثاً محايداً لاشرقي الايمان ولا غربي القدوس..من يدري فربما تنبت لبوذا أظافر تشبه أنياب ذئب يصادق الخراف، وأفاعي لاتغدر ، بل تلعق حليباً تقدمه نساء يعتقدن أن للأفعى قدرة على تخليصهن من العقم..ها نحن قد أرسلنا بكل مالدينا من حليب أطفالنا علً الأفعى السامة ذات الأجراس القابعة في قاسيون تذهب في سبيل جهنمي المصير دون أن تعض بأنيابها أجساد صغارنا ..
هذياني وصل إلى حد قطيعتي مع أصدقاء صنعتهم فيسبوكياً، أو أليكترونياً...فصحراء قلبي لم تعد تصلح إلا لتعفير رأسي برمالٍ تحمل معها وحوش اللغة لتنهش ماتبقى لي من مشاعر..كل الاحتمالات خططتها برسوم متحركة تقف في النهاية متخشبة..فأحتضر أمام نفسي وتفيض مني الروح متبرأة مني ..فقد اكتشفت أني لاأصلح لأن أكون سوريةً غسانية المنبت، يحيط بها الخراب وتعتاد على رؤيته..يحيط بها الموت فتكابر وتأمل..تشرع سيوف الكلام..وتتخذ منها عكازة لشللها عن الفعل...أقتل روحي..وأمزق ماتقمصها من مفردات العِبَر ودلالات التاريخ، فقد استغرقت في أملها عقوداً عجافاً بعالم لايتقن لغة المحبة ولا يعرف معنى السلام إلا فوق صفحات اصطنعها كي ينجو من حسابات الضمير.
وها أدرك يوماً بعد آخر أن أفاعي الشرق لها رؤوس متعددة تنبت كالفطر، لأن جيناتها تغيرت بفعل مخابر المُضاربة في أسواق السياسة وبورصات الربح والخسارة، وماشعب بلدي إلا طريدة تصلح للتجارب ولرسم خرائط تفيد الابن المدلل المختار عند الله وأتباعه، وأن كل نافذة علقت عليها أحجياتي وتعويذاتي قد خيبت رجائي، وكل الشبابيك المؤدية لمذبح الحسين أو الحجر الأسود قد أرسلت ريحها ليعبث في أمنياتي ويذروها في أصقاع الربع الخالي..كي يخلو لبعضها جو الزواج من إماء يصورونها حوريات جنة خالدة مرة صنعها "عفلق" وأخرى رسمتها عبقرية "ستالين وحفيده بوتين"، وثالثة الأثافي ابتدعتها خزعبلات "عرعورية أو واوية"، تكتب وتخطب باسمي وباسمك وتحوقل باسم الله ونبيه، فبأي آلاء ربكم أصدق أو أكذب يابني بلدي؟ وهل لبعضكم وحي أوحاه اسماعيل ليجيب على هذياني قبل أن أستيقظ ، وأنفخ في صور النهاية أو البداية حين أشرقت الشمس من مدرسة المتنبي في درعا البلد لتعيدوا لقلبي وقلوبكم مابدأناه من إرث ثورتنا وفقدناه بعد عام، فإلهي إلهكم لاننطق عن هوى إلا من أجل سوريتنا ، أمُ بلاد الشام أجمعين.
لن أشعل البخور ولن أكثر من النذور...فكلها خرافة...كلها تسخر من عقولنا المقموعة ،المسلوبة والمنذورة لزعيم قائم أو لمهدي منتظر...في قمة العجز نحن ...كأوراق الخريف نتساقط ، ، نتضرع ...ومعظمنا يعتقد أن الدواء سماوي المصدر، وأنا ابنة الأرض والانسان...هو من قاوم الطبيعة ومن ابتدع الوسائل والمعازل...ليسلم وتسلم ذريته...ونسي في خضم صراعه أنه من دفن كل مخلفات عصره واختراعاته في عمق الأرض والبحار...وهاهي تخرج عليه كآفة لاتُرى تحصد ماجنى وتضعه أمام حساب الضمير...فهل سنصحو ؟ نصحو أمام جبروت الاستبداد ونستعيد لغة المحبة الوطنية ونمسح كل مالوثناه في هذا الوطن وباسمه...نصحو لنرى أين نحن وعلى أي أرضٍ نقف ...؟ وكيف نخرج مع خروج البشرية نحو الشفاء ونحو الضياء؟
فلورنس غزلان ــ من دفاتر عتيقة مع تعديل يناسب الحاضر



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تتوقف الخزعبلات؟
- قراءة في مقتل سليماني
- انسحاب وتسليم من اليد الأميريكية إلى اليد الروسية :
- حراس بيت الله :
- أنا سوري ويانيالي :
- الثقة العمياءبمشايخ وعلماء السلاطين تودي للهاوية
- غالباً ماتكون المرأة عدوة نفسها
- لن نسمح للفكر المظلم أن يسيطر على مجتمعاتنا
- لعيني ليلى الدمشقية
- بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة ضد المرأة
- دمشق ....ومي سكاف
- سُلَم المواطنة:
- التطرف الإسلاموي يهدد حياتنا حتى في أوربا :
- لسيدة النساء - المرأة السورية-
- عنقاء كان اسمها- سوريا-
- متى نتخفف من إرث الضغينة؟
- للمرأة السورية في نهاية هذا العام :
- أين نقف من المرأة؟ وماهو لون غدنا؟
- وطنٌ يدفن :
- الاستفتاء الكردستاني :


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فلورنس غزلان - إله محايد ومجتمع مسلوب